اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/293.htm?print_it=1

موسمنا موسم نجاح

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
خلال الأيام الماضية كان الحديث الدائم في مجالسنا الخاصة والعامة يتطرق لأمرين، نجاح حج هذا العام، والذي إلى الآن يحلو للحجاج الحديث عنه، وضخامة ميزانية بلادنا بارك الله فيها، والتي أثلجت قلوبنا وقلوب المحبين.
فأما عن الحج فقد اعتدت في مثل هذا الوقت من كل عام تخصيص دقائق معدودات لتهنئة طالباتي اللاتي أدين فريضة الحج، ولبيان ملاحظاتهن الإيجابية والسلبية حول ما قدم لهن من خدمات خلال الموسم، وعادة ما أسمع منهن الإيجابيات والسلبيات، إلا أن هذا العام كان أمره مختلفاً، فطالباتي لم يدعنني أستفسر، فالغالبية العظمى إن لم يكن الكل، كانت إجابتهن محددة وواضحة، فإما يبادرن بإظهار ابتسامة تضيء من حولهن، أو يجبن بعبارة بليغة على قصرها، كقول إحداهن ( كان رائعا) ولله الحمد.
والواقع أن الأمر لم يكن بحاجة للاستفسار فمن تابع القنوات السعودية وغيرها ممن اهتمت بنقل تحركات الحجاج لهذا العام، كان سيعاين بنفسه الإنجاز الذي لا يجير فقط لحساب حكومة المملكة العربية السعودية و العاملين في وزارة الداخلية وإمارة المنطقة الغربية جزاهم الله عنا خيرا، بل لكل فرد يحمل الجواز السعودي.
والأجمل من ذلك كله أن القائمين على الحج في بلادنا حفظهم الله ما زالوا يتطلعون لتقديم المزيد والمزيد، فما إن ينتهي موسم الحج من كل عام حتى يهب القائمون على الحج في هذه البلاد المباركة لدراسة إيجابيات وسلبيات موسم الحج المنصرم، وسبل الكفيلة لتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج العام المقبل، وكيفية تطبيقها على أرض الواقع، وبالتالي نجد القائمين على الحج في هذه البلاد يشكرون فريق العمل القائم على رعاية وخدمة موسم الحج، ويبادرون على الفور لتحفيزهم على تقديم المقترحات التي من شأنها تسهيل أداء فريضة الحج، بارك الله بهم وسهل أمورهم لكل خير.
أما الميزانية التي فاقت كل التوقعات، خاصة بعد الانتكاسة التي نالت أسعار البترول الأيام الأخيرة من هذا العام، فحدث ولا حرج، وبما أن طالباتي كعادتهن كل عام يناقشن في مثل هذا الوقت بالذات ميزانية البلاد ومعطياتها، خاصة الطالبات المسجلات منهن في مادة (النظام الاقتصادي في الإسلام) كان من الطبيعي أن يثار مثل هذا الحديث هذا العام، إلا أن ما أثار إعجابي هو ما حدث يوم الثلاثاء الماضي أي بعد إعلان الميزانية بساعات،إذ إن تلك الطالبة الهادئة بطبعها، قاطعتني لتقول (إن ربع الميزانية لهذا العام خصص للتعليم)، ملاحظة جديرة بالتقدير، فإن تخصيص ربع الميزانية لاستثمار الموارد البشرية لأمر يستحق حمد الله سبحانه، ويستحق التقدير كما يستحق التعليق وشكر القائمين على حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله التي أدركت أهمية التنمية الوطنية للموارد البشرية، وأدركت أن تنمية أبنائنا وبناتنا إنجاز يستحق البذل، وأنهم يستحقون العطاء والرعاية، وأنهم الأمل المنشود لرخاء هذه البلاد الطيبة، فشكرا لكم ولكل من سعى لتحقيق مستقبل واعد ترفع دعائمه بعقول أبنائنا وبناتنا.
 

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط