صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ليكن غضبنا إيجابيا فاعلاً

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
اعتادت نشرات الأخبار هذه الأيام نقل صور عن الإبادة الجماعية التي يتجرع مرارتها إخواننا في غزة، نشرات اعتادت تحفيز الهمم نحو سراب لا قرار له، إذ لم أسمع من خلال ضيوفها المحللين حلولا لما نحن في خضمه!! أما الحلول المطروحة من مجلس التعاون الخليجي وبطبيعة الحال جامعة الدول العربية، والمطروحة من قبل الحكومة التركية فهي من الوجهة الإعلامية غير مجدية، والحل من وجهة بعض تلك القنوات متحقق من خلال المشاركة في مظاهرات انفعالية لا يراد منها إلا تنفيس غضب المواطنين، إذ إن المتوقع من هؤلاء المتظاهرين - هداهم الله- ما إن ينهِ أحدهم مهمته بنجاح حتى يجلس ليتحدث عن بطولته التي ظهرت أكثر ما ظهرت خلال مقاومته لرجال الأمن الخونة، العملاء!! الذين حاولوا منع هذا التحرك الوطني الشجاع دون جدوى!! وما إن ينه حديثه حتى يتنفس الصعداء فقد أنجز ما لم ينجز.!

وأقول لهؤلاء الذين لا أشك مطلقا بحاجتهم للتنفيس خاصة مع العار الذي يحدث هناك على أرض غزة، العار الذي سنحمله شئنا أم أبينا وسيلازمنا في يقظتنا وأحلامنا، أقول لهم ليكن غضبنا إيجابيا فاعلا، نافعا، مجديا، وليؤد كل منا مهمته، فلدينا اليوم واجب علينا القيام به غير الصراخ والهتاف والتنكيل، ولأكون صادقة علينا برمجة أنفسنا على ما يلي:
أولا: الدعاء الدائم للشعب الفلسطيني وللقادة الفلسطينيين وللحكومات العربية على اختلافها، لعل الله يوحد الصفوف ويهدئ النفوس، لعلهم باتحادهم وإخلاصهم يستطيعون رفع الحصار وفتح المعابر، ووقف ذلك القصف العشوائي.
ثانياً: العمل الجاد كشعوب وحكومات على تفعيل وتطبيق خطط مستقبلية وطنية وقومية داعمة لشبابنا أين ما كانوا، خطط تمكن عالمنا وشعوبنا خلال الأعوام القادمة من امتلاك زمام العلم، والمال، والسياسة، والقوة.
ثالثا: المبادرة بدعم حملة تبرعات شعبية عاجلة لمساندة وعون وإغاثة الشعب الفلسطيني والتي وجه إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فالواجب المناط بالمواطن السعودي والمقيم في المملكة المبادرة بالمساهمة ولو بالقليل القليل، فلعل ما يقدم يرفع عنهم بعض الجوع والبرد القارس، لعله يخفف عنهم بعض الألم والمرض، ويكفيهم ما يشعرون به من خوف وفزع وإبادة.
رابعاً: إن تمويل (اللجنة السعودية الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني)،التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، قائم فقط على تبرعات المواطنين السعوديين، ولا علاقة له بالدعم الرسمي السعودي للسلطة الفلسطينية، أو لأجهزتها الخدمية، فعن طريق هذه اللجنة نستطيع كشعب وكقطاع مدني -بحول الله - إيصال رفضنا الإيجابي لأي اعتداء يصل لأبنائنا وأطفالنا ورجالنا ونسائنا وشبابنا وشيوخنا في غزة.
خامساً: ليت الدول العربية والإسلامية تكثف من إرسال التبرعات المادية لدعم ميزانية وكالة الغوث الدولية " الأونروا" التابعة للأمم المتحدة.
وإن كنت في هذه اللحظة بالذات آمل من حكومة خادم الحرمين الشريفين، دعم وكالة الغوث الدولية " الأونروا" وهذه الوكالة التي تعد أكبر جهة تقدم مساعدات وخدمات لغالبية سكان غزة وللاجئين الفلسطينيين عموما، فقد أعلنت " الأونروا" مؤخرا أنها بحاجة بصفة عاجلة لمبلغ 34 مليون دولار، فقطاع غزة يواجه كارثة إنسانية لم تواجه بأشد منها منذ الأيام الأولى للانتفاضة الفلسطينية منذ ثمانية أعوام، فمخازن الوكالة أصبحت فارغة وأغلقت أبوابها أمام أهالي غزة، ولم يعد لديها ما تقدمه لسكانها، علما أنه يفترض على الوكالة تقديم حصص غذائية إلى 820 ألف شخص يصنفون على أنهم لاجئون، يقدم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مساعدات على 200 ألف شخص آخرين، والمخيف يتمحور في ما صرحت به المفوضة العامة للوكالة إذ جاء على لسانها: في الحقيقة نشعر بالخوف بشأن ما إذا كنا سنجد غذاء لليوم التالي،أم لا !! وقد عاد 20 ألف فلسطيني أدراجهم، ممن حان دورهم لتلقي المؤونة بعد أن وجدوا أبواب الوكالة مغلقة لفراغ المؤن.

أما ثقتي في إمكانية دعم بلادي العاجل لوكالة الغوث الدولية " الأونروا" فلم يأت من فراغ، فقد اعتادت المملكة العربية السعودية تقديم الدعم المادي للفلسطينيين عن طريق هذه الوكالة، فعلى سبيل المثال:
* عام 2004م، قدمت تبرعا بمبلغ 1.8 مليون دولار لدعم الميزانية السنوية للوكالة، كما تبرعت بمبلغ 600 ألف دولار وهو يمثل الدفعة الجديدة من أصل تبرع إضافي بقيمة 2.4 مليون دولار كانت المملكة أعلنت عام 2000م أنها ستقدمها على أربع دفعات، علما أن جزءا منها سيستغل في عملية إعادة بناء وترميم المساكن التي قصفها الكيان الصهيوني.
* عام 2005م، وقعت المملكة مذكرة تفاهم تتعلق بمساهمة سعودية بحوالي 20 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق المهدمة في رفح، كما سبق أن قدمت مبلغ 44 مليون دولار لتمويل عدد من مشاريع (الأونروا) منها كلية التمريض بغزة، وإنشاء وتوسيع وتجهيز 37 مدرسة و9 مراكز صحية، إضافة إلى ترميم وتوسيع من 800 مسكن في مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية.
* عام 2007م، قدمت المملكة تبرعا إضافيا لنفس الوكالة بمبلغ 9 ملايين دولار،لإعادة إسكان 9 آلاف لاجئ فلسطيني في رفح وجنوب قطاع غزة.
* عام 2007م، قدمت اللجنة السعودية الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني، 3.685 ملايين ريال، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" يفترض أنها وجهت 136 طالبا فلسطينيا، يسعون لمتابعة تعليمهم الجامعي في الخارج، إضافة إلى اتفاقيات سعودية سابقة بتكلفة 15 مليون دولار قدمتها اللجنة لدعم الفلسطينيين.
* 2008م، انطلقت المرحلة الثانية من المساعدات المقدمة من اللجنة السعودية الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني، فقد أعلنت (الأونروا) أن ذلك ضمن الاتفاق لدعم عدد من المشاريع والبرامج ومن بينها تأمين السلال الغذائية وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير إمدادات بمبلغ إجمالي قدره 6 ملايين دولار.
* 2009م، استمرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للهلال الأحمر بتسيير طائرات الإخلاء الطبي لنقل الجرحى لتلقي العلاج في المملكة، وتأمين طائرات الشحن الجوي، بشكل يومي لتأمين ونقل المستلزمات الطبية والأدوية الطبية لقطاع غزة.
أردت بهذه السطور أن أذكر نفسي قبل غيري أننا كمواطنين قادرون بحول الله على تقديم الدعم اللازم الذي من شأنه مساندة الدعم الحكومي، فنحن كشعب قادرون على تقديم الدعم لشعب وجد نفسه فارغا إلا من صراخ، يصله من هنا ومن هناك، صراخ لا يسمن ولا يغني من جوع، والله المستعان.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط