اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/3.htm?print_it=1

نظرة داخل دائرة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
لقد وجه المجلس اهتمامه للاتصالات الإلكترونية، وذلك بغية استنهاض الرأي الأمريكي والعالمي المسلم لمساندة القضايا الإسلامية في أمريكا،و للدفاع عن الدين الإسلامي، وتوعية الجالية الأمريكية المسلمة بحقوقها المدنية التي يكفله لها القانون ..

كثيرا ما توقفت باهتمام بالغ عند خبر ظهرهنا أو هناك يحمل اسم ( نهاد عوض )، ولعل ذلك كان وما زال بسبب اقتران اسمه الدائم بمساندة الجالية الإسلامية في أمريكا، بل بتعبير أصح بدفاعه عن الدين الإسلامي كممثل لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير).
لذا لم يكن من الغريب أن أتتبع خطواته ونشاطه في وطنه أمريكا، لعلي أقف من خلال ذلك على ما يمكني من إدراك أبعاد المنظومة الإسلامية التي ينتمي إليها، نشاطها وأهدافها الظاهرة..

والواقع أن ما انتهيت إليه هو في حقيقته مدعاة للفخر لي، كما هو حال كل مسلم ينتمي لهذا الدين الحنيف، هذا الاستحقاق هو ما سأحاول إثباته في هذه العجالة ..
ولكن علي قبل ذلك أن أتحدث عن المجلس في أيامه الأولى، ففي عام 1992م أعلن ثلاثة من الشباب الأمريكي المسلم، ولادة منظمة العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهم(نهاد عوض) و(عمر أحمد) كلاهما من أصل فلسطيني، أما( إبراهيم هوبر ) فهو كندي اعتنق الإسلام.
ممول انطلاقة هذا المجلس هو (عمر أحمد) يعمل موظفاً في مصنع للتقنيات المتطورة في كاليفونيا، ويرأس مجلس إدارة هذه المنظومة، أما (نهاد عوض) وزميله ( إبراهيم هوبر) فكلاهما متفرغان لخدمة أهداف منظمة (كير)، الأول يتولى المسائل التنظيمية، في حين يتولى الثاني، وهو حاصل على درجة الماجستير في الاتصالات...شؤون الاتصالات.

وقد وقع اختيار هؤلاء الفتيه على واشنطن العاصمة لتكون مقرا لهذه المنظمة، وهو اختيار موفق كما أظن، فهم بذلك تمكنوا من الاقتراب من قلب الأحداث السياسية الأمريكية، أما قائمة أهداف هذا المجلس فلا تخرج عن ثلاثة:
1. الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين، والتعريف بها.
2. رد الأفكار النمطية المغرضة الشائعة عن الإسلام.
3. تدريب الشباب المسلم في مجالات العلاقات الإعلامية.

هكذا كانت البداية بسيطة لكنها ثابتة الدعائم، شامخة المبادئ، وهكذا هو الإيمان عندما يرسخ في قلب إحدانا يصعب على الآخر اكتساحه أو تحجيمة أو حتى التضييق عليه.
لقد حازت هذه المنظمة الإسلامية الأمريكية على الثقة والمساندة المعنوية من قبل منظمات إسلامية أمريكية أخرى لدرجة أن إحداها أعلن توقيف نشاطها في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في أمريكا، تاركة هذا المضمار لمنظمة (كير)، متفرغة لمجالات دعوية أخرى، وهو أمر قوي الدلالة على ما تتمتع به هذه المنظمة من تقدير واحترام داخل المجتمع الأمريكي المسلم، كما حازت على احترام الأوساط الأمريكية العامة والخاصة.
أما إنجازات هذا المجلس، فكثيرة ومتشعبة وجميعها يثير الإعجاب، لا الرضى - ولله الحمد -. ولأن الحديث عنها أو حتى عن معظمها متعذر بسبب ضيق المساحة المتاحة في الصحف اليومية، ارتأيت أن أشير إلى أهمها، لعلنا ندرك أهمية ما يمثله ( عوض) ومجلسه في رد سهام الحرب الإعلامية الدائرة ضد الإسلام والمسلمين اليوم في أمريكا.

لقد وجه المجلس اهتمامه للاتصالات الإلكترونية، وذلك بغية استنهاض الرأي الأمريكي والعالمي المسلم لمساندة القضايا الإسلامية في أمريكا،و للدفاع عن الدين الإسلامي، وتوعية الجالية الأمريكية المسلمة بحقوقها المدنية التي يكفله لها القانون ..
ولا يغفل هذا المجلس حث الشباب المسلم في أمريكا على التخصص في مجال الصحافة، القانون والعلوم السياسية، وإن كان هذا المجلس يعطي للصحافة أهمية بالغة، فها هو(نهاد عوض) يتحدث فيقول : (الصحافة بالذات، حقل مهم، لذا نحن نحث القادرين من المسلمين على تقديم منح جامعية يتمكن الشباب المسلم من خلالها التخصص في هذا الحقل،كما أن على المسلمين أن ينشطوا في الوظائف الإعلامية حيث تكتب التقارير الأخبارية...)

لقد حقق هذا المجلس انتصارات عديدة في مجال التوعية الإسلامية في أمريكا تعدت توزيع الإرشادات والمعلومات على المسلمين طالبي العون في الولايات المتحدة الأمريكية من جراء تلقيهم التهديد بالفصل، بسبب إطلاقهم للحى، أو تمسك نسائهم بالحجاب.
ولعلنا ما زلنا نتذكر اعتذار وسحب شركة (نايك) الأمريكية المتخصصة في صناعة المعدات الرياضية، لأحذيتها الرياضية الحاملة لاسم الجلالة، لقد حدث ذلك إثر حملة الاحتجاج التي وقفت خلفها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بفضل من المولى الكريم، ولتقوم هذه الشركة بعد ذلك في بادرة لإظهار حسن نية، بتمويل بناء ملاعب في عدة مدارس إسلامية قائمة في أمريكا،كما قدمت هناك هبات مالية لعدد من المؤسسات الخيرية الإسلامية.
أما قصة خسارة شركة (فوكس) السينمائية لعشرين مليون دولار فقصة أخرى، فقد رفضت استوديوهات هذه الشركة إزالة المشاهد والعبارات من إحدى أفلامها، كان من شأن الإبقاء عليها تثبيت التصور النمطي الشائع للمسلم في أذهان الغرب، وهنا عمد المجلس على نشر إعلانات في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية، الغرض منها تبيان المشاهد غير المنصفة في حق الدين الإسلامي والمسلمين بشكل عام.
و قد أثار ردة فعل المجلس هذه إلى اهتمام الرأي العام الأمريكي، ليكون هذا الفيلم حديث الساعة في تلك الفترة، ومدار اهتمام الوسط الإعلامي الأمريكي، وهكذا فسح المجال للمجلس بإبداء رأيه في مضامين الفيلم المعني، في مقابل رأي المنتج .
ولم تتوقف حملة الاحتجاج هذه إلا بخسارة منتج الفيلم عشرين مليون دولار ..

إليكم ما حدث، لقد نظم المجلس حملة مميزة وفريدة لمشاهدي الفيلم في عدة مدن أمريكية، وعن ذلك قال نهاد عوض: (كان المشاهدون يغادرون صالة السينما يفاجئون بمسلمين يبتسمون لهم ويدعونهم إلى مسجد قريب، للقيام بجولة فيه، وتناول المرطبات، والحصول على معلومات عن الإسلام، وقد بلغ عدد الإجمالي لمن استجابوا لهذه البادرة سبعة آلاف في مناطق أمريكية مختلفة) لقد غطت هذه الحملة عدة محطات تلفزة أمريكية مما كان من شأنه تدعيم وتوجيه الرأي العام الأمريكي المنصف منه للوقوف بجانب الصواب، وقد قال نهاد عوض إثر نجاح تلك الحملة :(بما تعلمت صناعة السينما درساً بقيمة عشرين مليون دولار)
اعتذارات عدة لشخصيات أمريكية عامة قدمت للمسلمين، كان لهذا المجلس دور في صدورها، أهمها على الإطلاق اعتذار ناشر (مرتون زوكيرمان) ناشر مجلة يو .إس .نيوز، والذي تطاول على رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، بدعوى نقده لمعاهدة أجراها مع اليهود.

لقد تلقى هذا الناشر على إثر نشره لتلك التهمة المغرضة، طلبا‌ من مجلس العلاقات كير بنشر اعتذار واضح للمسلمين،ولكنه لم يفعل واستمر على عناده وغيه،ولم يترك بسلام، فقد شلت أجهزة اتصالاته بسبب حملة احتجاج وجهت له ولمجلته ساهم فيها مسلمو أمريكا والعالم، إثر مناشدة مجلس العلاقات كير لهم بالتحرك. ولم تتوقف هذه الحملة حتى أذعن لطلبها وكتب ما أرادت بالشكل اللائق.
صمود وحنكة وسياسة متميزة، وعزيمة لا تصدأ خلف هؤلاء الرجال، تستحق منا التكريم والمناصرة.


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط