اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/34.htm?print_it=1

المرأة اليهودية ولجان حقوق الإنسان

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
إن أملي كان معقوداً على استنهاض همم لجان حقوق الإنسان العالمية، التي، بدت لي غاضة الطرف عن أوضاع المرأة اليهودية المتردية في الكيان الصهيوني ،كان الأمل يدفعني لذلك ولعلي بعرض تلك الدراسة أساهم في رفع ولو جزء بسيط من اللثام الذي كاد يقضي على البقية الباقية من إنسانية امرأة ولو كانت يهودية

لا شك أن الكثير اطلع على مجريات الحملة الصهيونية التي يتعرض لها (مركز (زايد للتنسيق والمتابعة) والتي شنت عليه أخيراً بسبب دعوة وجهت لي من قبل القائمين عليه، لإلقاء محاضرة ترك اختيار موضوعها لي، فكانت (المرأة اليهودية في المجتمع الصهيوني.) .
ولأني ملزمة أمامكم، بإبداء موقفي من هذه الحملة الصهيونية - ولو من الناحية الأدبية - بحكم ارتباطي بكم برباط العقيدة والانتماء، وددت أن أحدثكم عن تلك الرحلة التي كانت بلا أدنى ريب مفيدة ،تاركة لكم تفسير أسباب هذه الحملة الشرسة على مركز زايد، وعلى مواطنة سعودية لبت دعوته، وتوجهت لتحاضر على أرضه..

(المرأة اليهودية في المجتمع الصهيوني) موضوع المحاضرة المعنية، أما سبب اختياري له دون غيره فيرجع لما تتعرض له المرأة اليهودية من ظلم واضطهاد من كلا المعسكرين الأصولي والعلماني في ذلك الكيان الصهيوني..
ولا أخفيكم الأمر إن قلت إن أملي كان معقوداً على استنهاض همم لجان حقوق الإنسان العالمية، التي ما فتئت تنادي وبإلحاح بحقوق الإنسان على اختلاف أيديولوجياته، لجان بدت لي غاضة الطرف عن أوضاع المرأة اليهودية المتردية في الكيان الصهيوني، كان الأمل يدفعني لذلك ولعلي بعرض تلك الدراسة أساهم في رفع ولو جزء بسيط من اللثام الذي كاد يقضي على البقية الباقية من إنسانية امرأة ولو كانت يهودية.. امرأة عانت الكثير وما زالت تعاني، كنت أعتقد أني بذلك قد أثير حماس تلك اللجان الإنسانية العالمية الغربية، فيعمدون إلى رفع ولو بعض الضيم الذي أنهك قواها وأهدر كرامتها.. ولكن الرياح لا تجري دوماً كما تشتهي السفن..
وكان لا بد ل للمتحدثة المسلمة الآتية من المملكة العربية السعودية أن توضح للحاضرات بعض الحلول التي شرعها دين حفظ الإنسان من جور الإنسان، كان لا بد لها أن تبين لهن نظرة الإسلام للمرأة عموماً، نظرة لم.. ولن تعرفها نساء أخريات، تشريف وتكريم حظيت به..كما حظيت به كل مسلمة عرفت حقها وتمسكت به.. تشريع رفع من شأن النساء وحذر من إهانتهن أو ظلمهن..
ولكن الأحداث التي تلت المحاضرة أثارت دهشتي، إذ بدلاً من أن تدير لجان حقوق الإنسان العالمية الحملات ونداءات لدراسة الأصولية والعلمانية الصهيونية، وموقفهما من المرأة، أدارت الحملات من نوع آخر.. وضد مركز زايد..! ! وبسبب استضافته لامرأة مسلمة سعودية، نالها من تقدير أهلها ما أغاظ أولئك، وكيف لا يكون هذا حالهم، ونساؤهم على تلك الحالة المزرية من ظلم واستبداد،، ظلم يتنامى مع الأيام، وسيظل هذا حاله، لو لم تتدخل - برحمة من الله - اللجان العالمية لحقوق الإنسان..

ولعل ما أثار حفيظة أولئك القوم وبشكل استفزازي، ليس ما ورد في المحاضرة فقط من كشف حقائق، أراد أهلها إبقاءها طي الكتمان ،بل لإجابتي عن بعض المحاور التي أثيرت كأسئلة بعد الانتهاء من المحاضرة، بعض منها كان يتعلق بموضوع المحاضرة، والبعض الآخر كان يتعلق بالحملات الإعلامية التي تشن على وطني المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين، ومن هو وراء إشعالها ،وعن نظرة الغرب الجاهلة للدين الإسلامي وأسباب تلك النظرة، وعن وضع المرأة العربية الحالي..
كما أثيرت أسئلة عن حرب العراق، وأطماع الصهيونية، في العراق والمنطقة بأسرها، فكان مما بينت أنها تزامنت مع احتفال اليهود بعيد البوريم، المناسبة التي يعدها اليهود ذكرى لقتلهم (75000) من أعدائهم ،ذكرى مقدسة لليهود، يعمدون الاحتفال بها في شهر مارس من كل عام، وقد وافق احتفالهم بهذه المناسبة لهذا العام، كما تؤكد وكالات الأنباء العالمية، يوم (17-19/3/2003).. والحرب على العراق، وكما هو معلوم، بدأت في 19 مارس حسب التوقيت الأمريكي..!!
وهذا الارتباط بين الحدثين هو في حقيقته ،استنتاج يتوافق وما ذهب إليه المفكر الصهيوني (إسرائيل شاحاك) الذي استفسر استفساراً إنكاريا في كتابه (الأصولية اليهودية في إسرائيل)، نافياً من خلاله أن يكون توقيت المذبحة الإبراهيمية من قبيل الصدفة ،فقد جاء على لسانه: (هل من قبيل الصدفة فقط أن قام باروخ جولد شتاين - الأصولي المتعصب - بقتل ضحاياه في عيد البوريم)!!
كما أن هذا الاستنتاج يتفق أيضا مع ما أورده شاحاك في الكتاب نفسه، من دراسة صهيونية نشرت في هآرتس 15 نوفمبر عام 1996 بعنوان (تاريخ الإنكار) بقلم رامي روزين، جاء فيها: (تبين من مراجعة الحقائق الأساسية للتاريخ اليهودي في الألف والخمسمئة عام الأخيرة أن الصورة مختلفة عما كنا نعرفه في السابق، فهي تحتوي على مذابح للمسيحيين بواسطة اليهود وأحداث مشابهة للصلب حدثت عادة في عيد البوريم)!!.. كما كان لا بد أن أبين أطماع الصهاينة في نفط العراق، وفي المنطقة عموماً..

وأخيراً أعلن أمامكم أني كنت وما زلت، وسأبقى، فخورة جداً باستلامي وتلبيتي دعوة كهذه، فالوقوف على (مركز زايد للتنسيق والمتابعة)) شرف أعتز به، و آمل أن تصل دعوات مماثلة لإخوة وأخوات لي في المملكة العربية السعودية، مما سيكون له أثر فعال في توضيح الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي..
أما ما نراه اليوم من حملات ضد (مركز زايد للتنسيق والمتابعة)) فأمر متوقع للمتابعين لنشاطه، فقد اعتدنا على سماع أمثال هذه الحملات تدار ضده، حملات لم تزده إلا تثبيتاً، وتشريفاً ويكفيه أن المؤسسات والمنظمات المحلية والعربية والعالمية اعترفت بنشاطه الثقافي وأشادت بمواقفه، ،ألم ينل (مركز زايد للتنسيق والمتابعة)) موافقة جامعة الدول العربية، وترحيب منظمة المؤتمر الإسلامي...؟ ألم يصله ترحيب مماثل من منظمة الوحدة الإفريقية؟ ثم ألم يتلق أخيرا دعوة من منظمة دولية، كمنظمة الأمم المتحدة للمشاركة كعضو مراقب..؟ إن حملة كهذه لم تكن الأولى من نوعها، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة..
 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط