اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/356.htm?print_it=1

بين بنات "بادر" وشابات أعمال الشرقية

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام


خلال زيارة سريعة للرياض دعيت لزيارة القسم النسائي لمشروع الحاضنات الوطني للتقنية (بادر) التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والذي يستهدف جذب الأعمال في المجال التقني، والحقيقة أني عندما قبلت الدعوة كانت المجاملة هي المحرك الأساسي في ذلك، فقد قبلت لأني علمت أن القائمات على هذا القسم كوادر شابة، وهكذا ذهبت وأنا أمني نفسي بإنهاء الزيارة سريعا، لعلي أتمكن من إنهاء مهمتي التي من أجلها وصلت للرياض.
هذا ما شعرت به ابتداء إلا أن هذا الإحساس سرعان ما تغير فمع سعادتي بالاستقبال الطيب الذي وصلني من الكادر النسائي، إلا أن ما أثار إعجابي ودفعني لكتابة هذه السطور هو ذلك الحماس وتلك الغيرة التي أحاطت بالأجواء خلال شرح رئيس القسم الأستاذة (نور عبد الكريم) لرسالة (بادر) وأهدافه ، إلى حد يخيل للسامع أنها تتحدث عن مشروعها الخاص ، والغريب أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد قابلت زميلات لها في الإدارة كن بدورهن يبادلنها الحماس بحماس مماثل، لقد كنت متواجدة بين باقة من بنات الوطن عشقن عملهن وتحمسن له ، والجميل في هذا الحماس هو رغبتهن في إيصال رسالة (بادر) وتقديم خدماته للمجتمع كافة ، ومع أنهن معنيات بالقسم النسائي فقط إلا أنهن كن متحمسات لإظهار إنجاز قسم الرجال بالقدر نفسه لحماسهن لبنات جنسهن، والذي أعرفه أني بعد أقل من نصف ساعة لم أعد راغبة في إنهاء الزيارة بسرعة ، فسماع حديث بنات (بادر) دعم معنوياتي وأوحى لي بالأمل بمستقبل منتج بإذن الله.
أعتقد أنه حان الوقت لتعريف موجز برسالة بادر. إن هذا المشروع هو أحد برامج مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وهو يهدف إلى دعم صناعة التقنية في المملكة العربية السعودية، ونقل الأبحاث من المختبرات والمعامل إلى مرحلة العمل التجاري المحلي والعالمي، ويتكون برنامج (بادر) لحاضنات التقنية من خمس حاضنات هي، بادر لتقنية المعلومات والاتصالات، بادر للتقنية الحيوية، بادر للتصنيع المتقدم، بادر للتقنية المتناهية الصغر (النانو)، بادر الطاقة ، إضافة إلى الحاضنات في الجامعات السعودية التي تهتم في نشر الوعي ، وتقدم في سبيل ذلك ورش عمل ومحاضرات تدريبية تقود إلى تحفيز وتشجيع الشباب لعرض أفكارهم على (بادر)، وأول هذه الجامعات (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن)، كما يعمل (بادر) وبشكل عام على تقديم النصح والخدمات الاستشارية وبشكل يماثل وينافس الحاضنات الدولية، علما أن كافة هذه الخدمات تقدم مجانا، فشكرا لاستضافتهم وشكرا لرئيس (بادر) الدكتور عبدالعزيز الحرقان الذي وثق بالقسم النسائي وأعطى لهن الصلاحيات ليتحركن بفاعلية في المحيط النسائي ولله الحمد.
ومن جانب آخر حمل (ملتقى شابات أعمال الشرقية ،تنمية وريادة) الذي انعقد في الغرفة التجارية بالخبر، خلال الأيام الماضية ، تحفيزا من نوع آخر فقد قدم الدكتور خالد بن محمد الزامل، مدير حاضنة الأعمال في شركة (وادي الظهران للتقنية) تحفيزا نفسيا فاعلا، فبين أن الحافز إن وجد وجد النجاح بإذن الله ، وأن الطموح لا بد أن يكون عظيما ليحقق المرء نجاحا عظيما، وقد دفعني حديثه المشوق عن وادي الظهران للبحث فوجدت حديثا للدكتور فالح السليمان المشرف على الوادي قال فيه :(إن ما نحاول فعله هو إقامة واحات للمعرفة تعمل على تحويل البحث والتطوير النظري إلى منتج يكون مصدراً للدخل، فنحو 90% من واحات المعرفة في بريطانيا مثلاً مرتبطة بجامعات تستفيد من المحيط الجامعي، وفي الوقت الحاضر لا توجد لدينا أفكار منتجة على أرض الواقع، والنتيجة النهائية التي توصلنا لها هي أن هناك آلاف الأفكار الإبداعية، لكنها في الأدراج، إذ لا توجد أي براءة اختراع منفذة كمنتج يستفيد منه الناس) كما بين الدكتور فالح أن الشركة لها ستة أقسام منها (حاضنات الأعمال) أو حاضنات التقنية، ودورها تحويل الفكرة إلى منتج يتم تصنيعه وتسويقه، وهذا القسم من الوادي يدخل الباحث أو صاحب الفكرة إلى السوق من دون الاضطرار إلى اتباع الإجراءات الروتينية، كما يوفر له الدعم المادي، وهناك قسم أطلق عليه(مكتب الاتصال) ومهمة هذا المكتب توفير قناة اتصال بين الشركات المتوسطة والصغيرة ورجال الأعمال، وبين الجامعة).
وكان لا بد من الإشارة إلى بعض ما ذكرته الابنة منيرة بنت أحمد الزامل ، مديرة القسم النسائي في مركز عبدالله بن حمد الزامل لخدمة المجتمع ، فقد أشارت في هذا الملتقى إلى أبرز التحديات التي تواجه صاحبات الأعمال ، أذكر هنا بعض تلك التحديات: (ضعف التمويل ، وإيقاف الضمان الاجتماعي عن الأرامل والمطلقات في حال حصولهن على قرض، وغياب الأقسام النسائية في البلديات ، وعدم توفر دليل إجرائي واضح، وعدم وجود نظام إلكتروني لمتابعة المعاملات) أما توصيات التي أعلنها الملتقى فكان منها:(ضرورة قرار مجلس الوزراء الذي ينص "على جميع الجهات الحكومية التي تقدم خدمات ذات علاقة بالمرأة إنشاء وحدات وأقسام نسائية، وإيجاد نظام إلكتروني لربط الجهات الحكومية، وتتم من خلال هذا النظام متابعة المعاملات، وإيجاد حاضنات أعمال لاحتضان المشاريع الصغيرة).
من هاتين الزيارتين أدركت أنه في الجانب الآخر من عالمنا الخاص يقبع رجال ونساء يعملون بجد ليحيا أحفادنا بشكل أفضل، ولا أستبعد أن تتحول بلادي بفضل الله ثم بفضل هذا الحماس وذاك الجد إلى دولة ذات شأن في المجال الصناعي والتجاري بإذن الله، وللمعنيين بالأمر أقول لقد مللنا الجلوس في مؤخرة الركب الإنساني، ونحن نتطلع لأن نكون أمة منتجة لا أمة مستهلكة، وهو أمر قد يكون صعباً وتحقيقه يتطلب جهدا طويل المدى، إلا أنه مع ذلك كله ليس بالمستحيل.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط