صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







سيناريو الوكالة اليهودية يتكرر

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
إن تلك السياسة ستحاول (الوكالة اليهودية) تحقيقها وبكل نفوذها، وإلا فكيف نفسر سعي هؤلاء اليهود لتشييد خمس كنائس يهودية في العراق التي تكاد تخلو من اليهود حالياً، ومن فيها منهم لا يتجاوز عددهم الخمسين فرداً، وبالتالي يمكن جمعهم في قاعة متوسطة الحجم؟! أبعد هذا نصدق دعوة (شارون) وهو يطلق دعوته للجالية اليهودية العراقية للهجرة إلى فلسطين المحتلة, أم إنه يأمل في هجرة معاكسة؟!

من النظر إلى مجريات الأمور المتعلقة بالردود الرسمية للكيان الصهيوني أثناء حرب العراق وما بعدها, يتبين للمحايد أن دعوة (شارون) الموجهة لليهود القلائل الحاملين للجنسية العراقية والذين لا يتجاوز عددهم حالياً الخمسين فرداً، والمتعلقة بدعوتهم للهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا تتطابق والتوجهات للكيان الصهيوني، سواء العلماني منه أم الأصولي فكلاهما يفكر فيما هو أبعد من ذلك بكثير.
ولنترك الوقائع تتحدث عن نفسها... أصدر حاخامات اليهود مؤخراً فتوى تنص على أن "العراق جزء من إسرائيل الكبرى". ووجه أصحاب تلك الفتوى النداءات للجنود اليهود المنضمين لقوات الجيش الأمريكي والبريطاني- وعددهم يتجاوز الألفين بقليل - إقامة صلاة خاصة كلما شرعوا في نصب خيمة، أو بناء على أرض عراقية تقع غرب نهر الفرات بالذات، فتلك المناطق تعد في نظرهم جزءاً من أرض (إسرائيل الكبرى)، هذا التوضيح صرح به الحاخام (نحيما ههوري) ويستوجب على أولئك الجنود عندما يشاهدون( بابل) وتطبيقاً لتعاليم رجال دينهم اليهودي أن يقولوا: "مبارك أنت يا رب ملك العالم لأنك دمرت بابل المجرمة".
ولا أعتقد أن تلك الشعائر التي يطبقها الجنود اليهود - والتي أُمِروا بتطبيقها من قِبَل رجال دينهم- تتوافق مع دعوة(شارون) المضحكة لهجرة خمسين من يهود العراق، الذين آثروا- والله أعلم- البقاء تحت جبروت صدام على الهجرة إلى الأراضي المحتلة!.

بل إن (الوكالة اليهودية) التي من أهم أهدافها الدعم المادي وبشتى الصور ليهود العالم، تسعى حالياً -وقبل استتباب الأمن في الأرض العراقية- لتواجد اليهود في العراق المحتل، سعياً لتحقيق أمل (إسرائيل الكبرى)، فهي قد سعت لتنظيم وفود سياحية لليهود لزيارة العراق - وذلك حتى قبل سقوط نظام صدام حسين، وبالأصح قبل البدء الفعلي للحرب، فذلك، وكما أكده المحللون بغرض السيطرة على الأراضي العراقية، خاصة أن وضع المواطنين العراقيين المزري من الناحية الإنسانية - والذين قل ما يجد أحد منهم قوت يومه- يفسح المجال لتحقيق مآرب صهيون التوسعية، هذا ما أكدته الأحداث الحالية في أرض العراق، فقد تحركت على أرض العراق، وبغداد بشكل خاص، تحركات صهيونية مريبة، إذ وصل مؤخرا وبدعم الوكالة اليهودية (50) أسرة صهيونية من أصول عراقية مع أبنائها إلى العراق، ولم تكن زيارتهم تلك سياحية كما زعموا،هذا ما لاحظه أهل العراق، فقد توجهوا وعلى الفور إلى شراء عشرات من المباني، ومساحات شاسعة وفي مختلف الأراضي العراقية، خاصة ما تحمل بزعمهم بين جوانبها بصمات يهودية...!! وبذلوا في سبيل ذلك أسعاراً، قال المتخصصون في بيع العقارات العراقية، إنها فلكية...!!

والغريب في هذا التوجه هو أن عملية البيع والشراء تلك تمت مع استمرار توقف دوائر التسجيل العقاري الحكومي عن العمل في الأرض العراقية، وهنا نجد استفساراً ملحا يتعلق بماهية المبررات التي تكمن وراء إصرار الوكالة اليهودية، على إقبال اليهود على شراء العقارات العراقية وبأي شروط وبتلك الطرق غير الرسمية !؟
إن ما يدار على أرض العراق اليوم يذكرنا بالسيناريو الصهيوني اليهودي الذي طبق في فلسطين المحتلة مع فقراء فلسطين - وتحت حماية الاحتلال البريطاني، في بداية القرن العشرين، وقبل نكسة 1948م - من شرائهم الأراضي الفلسطينية، وبأسعار بدت مغرية لأصحابها العرب المغيبين آنذاك - مع الأسف - عن الغرض الأساسي من وراء إقبال اليهود على الاستيطان في الأراضي الفلسطينية, هذه السياسة تعتمدها بلا أدنى شك (الوكالة اليهودية) ومن يذهب مذهبها، فقد عمدوا على تنفيذها بالفعل، وبصورة أوسع نطاقاً في العراق.
وما تطبيقها اليوم في العراق المحتل بأصعب من تطبيقها بالأمس في فلسطين المحتلة، فإن كانت فلسطين آنذاك محتلة من قبل حليفة اليهود الفضلى (بريطانيا) الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس, فقد وجد اليهود اليوم حليفاً يفوق حليف الأمس في قوته وجبروته، بعد أن نفضوا عنهم حليف الأمس الذي أنهكت قواه وشاخت بنيته، وأصبح مسيراً لهم لا مخيراً...!!

نعم هم يسعون لشراء الأراضي العراقية من أهلها وسيعمدون على ترسيخ الاستيطان اليهودي تحت العلم الأمريكي على أرض العراق، ونخشى أن يتحقق لهم ذلك ببذل المال للفقراء المعوزين من أهلها، الذين قد يجدون أمامهم ما ينهي الأيام العجاف، أياماً من البؤس والفقر أكلت الأخضر واليابس...!!
آمل أن نفيق، ونعين أهلنا في العراق قبل أن نرى الأيادي الملوثة قد أطبقت على أنفاسنا هناك كما هو حالنا مع فلسطين المحتلة، آمل أن يفيق أهل العراق قبل أن يتجرعوا المرارة التي ذاق ويلاتها أهل فلسطين... فيدركوا أن مرارة الجوع أعز وأهون من مرارة محتل غاصب...

إن تلك السياسة ستحاول (الوكالة اليهودية) تحقيقها وبكل نفوذها، وإلا فكيف نفسر سعي هؤلاء اليهود لتشييد خمس كنائس يهودية في العراق التي تكاد تخلو من اليهود حالياً، ومن فيها منهم لا يتجاوز عددهم الخمسين فرداً، وبالتالي يمكن جمعهم في قاعة متوسطة الحجم؟! أبعد هذا نصدق دعوة (شارون) وهو يطلق دعوته للجالية اليهودية العراقية للهجرة إلى فلسطين المحتلة , أم إنه يأمل في هجرة معاكسة ؟!.

ثم لم تُشيّد تلك المعابد اليهودية الخمسة في العراق إذا تحققت هجرة البقية الباقية من يهود العراق لفلسطين المحتلة؟! ثم من هو المرشح لرعاية شؤونها، والعراق خالية الوفاض من روادها؟!.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط