اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/457.htm?print_it=1

الخميس والجمعة.. إجازتنا المناسبة

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


عطلة الخميس لا تؤثر على المعاملات البنكية، وسوق المال السعودية سوق محلية وليس لها ارتباط واسع بالأسواق الخارجية، كما أن البنوك لها مراسلون حول العالم ولا تتأثر بالعطلة الأسبوعية سواء كانت السبت أم الخميس .


تكون حالتي النفسية في قمتها، ومعنوياتي مرتفعه جدا عندما أجد صدى لقضية طرحتها، فقد يوافقني أحد ما، ولو لم يقرأ طرحي لأمر يسر الخاطر، خاصة لو كان الطرح قائما على دراسة وتقص مدعما بالبراهين والأدلة، وهذا ما حدث لي منذ أيام، فقد جاءني من يقول: هل جالست اليوم جريدة الشرق؟ فأجبت بلا، فلم أتمكن مع الأسف ذلك اليوم من الجلوس لأي صحيفة، حتى جريدة "الوطن" التي أنتمي إليها!
وقبل أن أتحدث عن الموضوع الذي أنا بصدده، لا بد أن أشيد بجريدة "الشرق"، فقد أصبحت منذ أيامها الأولى تلازم جريدة "الوطن" وجريدة "اليوم" في برنامجي اليومي، فعادة وقبل المغادرة للعمل أتناول الشاي متصفحة جريدة "الوطن" ثم "اليوم" وأخيرا ضممت "الشرق".
أما موضوعي اليوم فيتعلق بقضية سبق أن تحدثت عنها ولأكثر من مرة، والمتعلقة بمطالبات البعض بتغيير الإجازة الرسمية في المملكة لتكون الجمعة والسبت بدل الخميس والجمعة، فقد كتبت مقالا نشر في "الوطن" بعنوان (سأبقى على رأيي إلا أن..) وقبله كتبت آخر بعنوان (هل أنت من حفظة السبت؟!) ولكني اليوم لن أطرح الموضوع مجددا، بل أوجه الشكر الجزيل لمجلس الشورى الموقر ورجاله الأفاضل الغيورين على ديننا ووطننا، بارك الله في جهودهم، فقد نشرت "الشرق" الأسبوع الماضي على لسان الصحفية أشواق منصور: (رفض المجلس بشكل قاطع ونهائي تغيير الإجازة الرسمية في المملكة، مؤكِّداً بقاء يومي الخميس والجمعة إجازة رسمية في البلاد دون أي تغيير أو تبديل). كما نقلت نفي عضو المجلس المهندس محمد عبدالله القويحص ما أشيع عن تحويل الإجازة الأسبوعية أو تغييرها ناقلة تأكيده: (عدم وجود دراسة تختص بهذا الموضوع، ومشيراً إلى أنها كانت فكرة اقترحها أحد الأعضاء ولم تطرح للمناقشة وانتهى أمرها). وحرصا على التثبت اتصلت بالأستاذ الفاضل خالد محمد المنصور مدير عام شعبة العلاقات البرلمانية في مجلس الشورى، أستفسر منه عن إمكانية الاتصال بالمهندس محمد القويحص وقد وجهني مشكورا لكيفية الاتصال، مؤكدا ثقته بأن المهندس سيستقبل المكالمة بصدارة رحب.. وهذا ما حدث، فخلال المكالمة التي أجريتها أيد كل ما ورد على لسانه في جريدة الشرق، وطالب من له رأي مخالف بتقديم دراسات موثقة بالأدلة والبراهين تؤيد ما ذهب إليه، كما أشار إلى كتاب (المقيس بين السبت والخميس) للدكتور عبدالرحمن عبدالله المشيقح عضو مجلس الشورى، وهنا توجهت للبحث عن رأي الدكتور المشيقح فوجدته غير مؤيد لفكرة تغيير الإجازة مبررا رفضه بقوله: (إن الوضع الاقتصادي للمملكة جيد وتظهره البيانات والإحصاءات في موازنة الصادرات والواردات، إضافة إلى تحقيق المملكة المرتبة الـ 18 بين أكبر 50 دولة مصدرة في العالم، بحسب التقرير السنوي لمنظمة التجارة العالمية، متقدمة على دول كبرى مثل روسيا والهند والمكسيك). كما أكد على: (ضرورة الإبقاء على النظام الحالي لليوم السابق للعطلة الأسبوعية في المملكة. وأن التنمية الاقتصادية للمملكة تسير في الطريق الصحيح بما تمتلكه من مقومات راسخة للنمو والتطور يعمل بها منذ بداية الخطط التنموية).
ومن جانب آخر نقلت جريدة "الشرق" رأي الدكتور الفقيه خالد عبدالله المزيني وهو عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية والعربية، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والذي أكد بدوره: (وجود محذور شرعي حول إجازة السبت لموافقته يوم الانقطاع عند اليهود..) كما اهتمت الجريدة بأخذ رأي الخبير الاقتصادي وأحد أبرز رجال العقار الفاعلين في مكة المكرمة السيد منصور صالح أبو رياش والذي رأى أنه: (من المؤكد أن تغيير إجازة الأسبوع إلى الجمعة والسبت سيترك أثرا سلبيا على الاقتصاد السعودي، خاصة وأنه النظام الذي ظلت تسير عليه الحياة في المملكة منذ مائة عام، مستنكرا القول بأن إجازة الأسبوع يوم الخميس تؤثر على المعاملات البنكية وسوق الأوراق المالية، لافتا إلى أن سوق المال السعودية سوق محلية وليس لها ارتباط واسع بالأسواق الخارجية، كما أن البنوك لها مراسلون حول العالم ولا تتأثر بالعطلة الأسبوعية سواء كانت السبت أم الخميس، مذكرا بما حققته البنوك السعودية من أرباح في ظل عطلة الأسبوع الحالية "الخميس والجمعة" حيث وصل إلى 12 مليارا و400 مليون ريال في العام الماضي).
ولا أعرف ما الذي يمكن أن أضيفه أمام ما ذكر على لسان رموز وطنية فاعلة أثبتت غيرتها على الدين والوطن، وما الذي يمكن لي أن أقول حول الموضوع بعد حسم مجلس الشورى له بارك لنا به، ولكني أختم حديثي بتجربة عملية اعتدت القيام بها بين فترة وأخرى ما أن يطرح الموضوع في قاعة الدرس، فقد اعتدت الاستفسار من طالباتي عمن لديهن أقارب مبتعثون في أميركا أو اليابان، ثم أطلب من إحداهن الاتصال أثناء المحاضرة - الصباحية - بأخت أو أخ لها في كلاتا الدولتين، فلدي استفسار هام أود طرحه، وهنا كنت أجد الجواب نفسه: (هو الآن نائم فالتوقيت مختلف) وعندها أستفسر: كيف؟ يأتيني الجواب مستنكرا: (دكتوره.. ألا تعلمين أن أميركا الآن غارقة في النوم، فالوقت بعد منتصف الليل؟!).


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط