اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/492.htm?print_it=1

بصمتي.. إبداعي

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام



في معرض "بصمتي.. إبداعي" وقفت عند كل ركن أستمع لفتيات سعوديات عاملات من المنزل، آمنّ بأنفسهن وبإبداعهن، فصنعت أناملهن سلعا متميزة تستحق ثمنها


منذ قرابة العام دخلت علي إحدى الطالبات التي تشرفت بتدريسها منذ سنوات، وقدمت لي بطاقة دعوة خاصة لحضور الحفل والمعرض المتعلق ببحث تخرجها وزميلاتها، والذي سيقام على أرض جامعة الدمام، كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع، قسم التسويق، وقد لفت نظري ابتداء بطاقة الدعوة، فقد رسم عليها وبشكل جميل بصمة، واتخذت من كلمتي "بصمتي.. إبداعي" شعارا لها، وعند الاستفسار عن سبب اختيار هاتين الكلمتين، ذكرت أن فريق العمل من الطالبات والأستاذة المشرفة على المشروع، قصدن به بيان عظم الجهد الذي يبذله المبدع ليترك بصمته الخاصة، كما بينت أنه تم تحديد أدوار الطالبات وتقسيم المهام على فريق العمل، فكان هناك من استلم زمام الميزانية، وأخرى الدعاية والإعلان داخل الجامعة وخارجها، وعلاقاتها العامة، وتصميم الشعار، وإعداد الاستبيان الذي سيوزع على طالبات الكلية والحضور.. إلخ، ولأني وجدت الدعوة شخصية وعامة في الوقت نفسه عاهدت نفسي على تلبيتها، وأحمد الله أنني فعلت، فقد كانت تجربة تستحق التوقف والإشادة، وفي اليوم المحدد وصلت للقاعة المخصصة، وهناك وجدت شابات يدرن فعاليات الحفل بمهنية متميزة، عندها أدركت أنه يوم لن يكون كغيره بإذن الله، فقد كان التنظيم عالي الجودة، ولم يكن هم الطالبات منصبا على عرض حيثيات بحثهن والدفاع عما جاء فيه من طرح، فقد اتسعت دائرة اهتمامهن لتشمل ضيفات تم اختيارهن بعناية من داخل سوق العمل، وقد اعتلت المنصة مديرة مركز سيدات الأعمال في الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية هند بنت خالد الزاهد، لتتحدث عن مهام وطموحات مركز سيدات الأعمال التابع للغرفة التجارية في المنطقة الشرقية، كما وقفت نورة بنت بندر المقيطيب صاحبة أول مطعم نسائي في المملكة لتتحدث عن قصة نجاح ولدت منذ خمسة أعوام.
التجربة وصلت لمسامعي ومشاعري بكثير من الإعجاب والتقدير، فقد كانت كلماتها تحمل الكثير من الامتنان للوطن الذي احتضنها وساندها ودعمها، ولصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة الذي تحركت من خلاله، بعد الله، فأشارت إلى أنها تعلمت تحت مظلته المبادئ الأساسية لإدارة الأعمال مما مكنها من الوقوف على أبجديات العمل التجارية، كما أمدها هذا الصندوق بالدعم المالي والمعنوي، وتوقفت عند الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية الذي قدم لها الدعم منذ خطواتها الأولى واستمر في ذلك، ومن حديث "نورة" أستطيع الجزم بأن اختيار الكلية والقسم والطالبات لهذه الشخصية كان صائبا بحمد الله.
فـ"نورة" والمؤسسة القائمة عليها والتي تضم 44 موظفة سعودية وقعت الكثير من العقود مع شركات كبرى، وتعدت في ذلك شركات لها باع في مجالها، كما حصلت على العديد من الجوائز على الصعيد الوطني والإقليمي، آخرها كانت جائزة ولي العهد الأمير سلمان لشباب الأعمال، المركز الأول بالقطاع الخدمي 2012، كما حصلت على جائزة التميز السياحي السعودية 2011 لأفضل مطعم مأكولات شعبية وخدمات تموين بالمملكة، وجائزة الغرفة التجارية الصناعية لأفضل منشأة واعدة بالمنطقة الشرقية لعام 2010، وعلى الصعيد الإقليمي نالت جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأفضل مشروع عربي على مستوى الشرق الأوسط 2011، نورة بنت بندر المقيطيب فتاة سعودية تستحق هذا التكريم فقد تحدت الصعاب وثبتت على خطاها وحققت إنجازا نأمل أن يكون مثالا لفتياتنا وبناتنا بارك الله بهن جميعا.
وبعد انتهاء فعاليات الحفل توجهنا للصالة المخصصة لتطبيق علم التسويق على أرض الواقع، لقد كانت خطواتي تسابق مشاعر الاعتزاز والفخر بطالباتي العزيزات، فالطريق كان متصلا بإعلانات جاذبة للمارة، حلقات متصلة أوصلتنا للقاعة، تم ترتيبها على شاكلة المعارض التجارية الكبرى، وما إن وصلت لمدخل القاعة حتى شعرت بالغبطة، فالانطباع الأول الذي سيصل دون شك لكل زائرة هو الإعجاب بذاك التنظيم، وهناك وقفت عند كل ركن أستمع لفتيات سعوديات عاملات من المنزل آمنّ بأنفسهن وبإبداعهن، فصنعت أناملهن سلعا متميزة تستحق ثمنها.
وفي هذا المعرض طبقت طالبات الكلية مبادئ ومفاهيم ونظريات علم الإدارة وعلم التسويق فحددن المنتج وسعره بناء على السوق المستهدف، وكيفية الترويج له عبر الحملات الإعلانية المقروءة والمسموعة والمرئية، وأخيرا بحثن عن كيفية توزيع نقاط البيع لفتيات سعوديات يمارسن أعمالهن من المنزل، وكيفية الترويج لمنتجاتهن، كما استهدف المعرض إظهار أهمية التسويق كتخصص في عالم الأعمال، وباختصار كان الهدف اجتماعيا أكاديميا توعويا، فلقد اهتمت الطالبات بكل صغيرة وكبيرة، وحاولن تطبيق كل ما تعلمنه في مجال التسويق، حتى زيهن الرسمي اختير بعناية، وظهرن بمظهر أنيق ورسمي يليق بهن، أما الإعلانات فقد اختارت الطالبات مبدأ التشويق، فالإعلان الأول كان مبهما كتب كلمة واحدة فقط.. وكانت (ترقبوا) ثم تدرجت يوما بعد يوم إلى يوم الافتتاح، كما قام فريق العمل بنشر إعلانات داخل الجامعة وخارجها، وتعاون مع صحف وطنية كانت منها هذه الصحيفة.
وأخيرا أشكر عميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع أ. د. صالح بن سليمان الرشـيد، ووكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع الدكتورة الجوهرة بنت إبراهيم بوبشيت وأ. نادية عبد الحميد المشرفة على المشروع، وطالبات كلية التسويق عام 2012، وابنتي الطالبة شيماء بنت أحمد الرويشد التي شرفتني بالدعوة وأسعدت قلبي، فبارك الله بها وبزميلاتها وبكلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع التي بحق تهدف لخدمة مجتمعنا .



 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط