صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هؤلاء أهل استحقاق

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


لدينا في ديننا ما يدفعنا للنظر في ضخ بعض من أموال الزكاة إلى بورما، وإلى بنجلاديش، التي هاجر إليها "الروهينجا" مجبرين ليجدوا أنفسهم محصورين في مخيمات أشبه ما تكون بالسجون


منذ حوالي عام كتبت لكم عن إبادة مسلمي بورما كما كتب آخرون. هذه العملية تظهر للمتابع تارة منظمة وتارة عشوائية ولكنها في كل الأحوال مستمرة لا تتوقف، فالغاية واضحة والغرض بين لا يحتمل أي تأويل، هم يخططون وينفذون لتحقيق إبادة جماعية أو كما وصفها الكثيرون تطهيرا عرقيا.. سمها ما شئت، فهم يقتلون عزّلاً ضعفاء لا حول لهم ولا قوة.. أعانهم الله على بلواهم وأعاننا على نصرتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
على أي حال، أشكر لك أيها القارئ الفاضل مجالستكم لي إلى هذه اللحظة.. ويعلم الله أني لا أحب جلد الذات، ولا أعتقد أنه وسيلة ناجحة لإصلاح المعوج، ولكني لو لم أحدثك بما أشعر به، قد أجن فالمحاولات التي تجري من قبل حكومة المملكة العربية السعودية وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي بالكاد تجدي نفعها، وما يصلنا من ردود فعل المنظمات الدولية والعالم الأول ـ كما يقال ـ لا يخرج عن التسويف أو التصفيق الذي لا يجدي نفعا.
وفي هذا المجال توقفت عند كلام لسفير المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة مؤخرا عند حديثه عن مسلمي بورما - روهنجيا - فقد قال المعلمي: "إن بورما تحاول الانفتاح على العالم وجذب الاهتمام والاستثمارات من جميع الأنحاء..!!"، كما أضاف: "ينبغي وقف القتل، هذا أمر أساسي، ينبغي وقف الاضطهاد والظلم الذي يشهده هذا الشعب".
من كلام معالي السفير، يتضح أن اهتمام بورما بتحقيق الانفتاح على العالم لجذب الاستثمارات لا ينصب على دول معينة، ولدينا في ديننا ما يدفعنا للنظر في ضخ بعض من أموال الزكاة إلى بورما، وإلى بنجلاديش، التي هاجروا إليها مجبرين ليجدوا أنفسهم محصورين في مخيمات أشبه ما تكون بالسجون، مخيمات تفتقد أقل متطلبات الحياة من شراب وطعام ودواء وطعام.
فالمصارف التي يجب أن تصرف فيها زكاة المسلمين ثمانية كما بينها الله تعالى في محكم كتابه، ومنها (المؤلفة قلوبهم) و(الرقاب) قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم)، والمؤلفة قلوبهم كما بين فقهاؤنا: (وهم الذين يعطون لتأليفهم على الإسلام: إما كافر يرجى إسلامه، وإما مسلم نعطيه لتقوية الإيمان في قلبه، وإما شرير نعطيه لدفع شره عن المسلمين، أو نحو ذلك ممن يكون في تأليفه مصلحة للمسلمين (ومن علمائنا من بين أن (المؤلفة قلوبهم) هم (السادة المطاعون في عشائرهم أو مجتمعاتهم أو مراكز انتمائهم، ممن يرجى بعطائه إسلامه، أو كف شره، أو يرجى بعطيته قوة إيمانه، أو إسلام نظيره، أو يرجى بعطائه دفعه عن المسلمين الشر أو نحو ذلك، مما يعود على الإسلام والمسلمين بالمصلحة، سواء كان من يعطى لتأليف قلبه مسلما كان أو كافرا)، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (المؤلفة قلوبهم نوعان كافر ومسلم، فالكافر إما أن يرجى بعطيته منفعة كإسلامه أو دفع مضرته إذا لم يندفع إلا بذلك، أو كف ضرره عن المسلمين إذا لم ينكف إلا بذلك)، كما يجوز لنا فك الأسير المسلم بأموال الزكاة من سهم (وفي الرقاب).
وما ينطبق على مسلمي بورما، ينطبق بطبيعة الحال على المضطهدين في سورية الذين أوصلتهم أحوالهم الصعبة إلى استفتاء العلماء في أكل لحوم القطط!!
ولم يبق أمامي إلا التوجه إلى العلماء، والجهات المعنية بجمع الزكاة وتوزيعها بالبحث في تفعيل إيصال جزء من زكاة الشعب السعودي في هذا الاتجاه، فهناك إخوة لنا لا يعرفون على ماذا سيفطرون في شهرنا هذا، إخوة لنا لا يجدون الأمن والأمان والدواء، إخوة لنا سلب منهم حق المواطنة أصبحوا بلا وطن وبلا كرامة والله المستعان
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط