اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/577.htm?print_it=1

#نعتذر_من_ أسرة_ ناهد_ المانع

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


كانت الدكتورة ناهد ـ رحمها الله ـ المبتعثة لتحضير الدكتوراه في مجال الأحياء من جامعة الجوف، مثالا للمواطنة السعودية. عرفت باجتهادها والتزامها العلمي والأخلاقي، وهو ما نقل في التحقيقات مع أساتذتها في معهد اللغة الإنجليزية البريطاني، ومع جيرانها أيضا.



أتوجه بخالص العزاء لأسرة الأستاذة الفاضلة "ناهد بنت ناصر المانع الزيد"، التي وافتها المنية صباح الثلاثاء الماضي إثر اعتداء مسلح، وهي في طريقها إلى جامعة "ايسكس" البريطانية. وهو العزاء الذي أوجهه لجامعة الجوف ولأعضائها وزميلاتها، وللوطن بأسره، فقد فقدنا طالبة علم تعد مثالا للمواطنة التي تعتز بدينها ووطنها وكرامتها، تغمدها الله بواسع رحمته، وألهمنا الصبر والسلوان.

كما أشكر القائمين على سفارة المملكة العربية السعودية في بريطانيا، وعلى رأسها الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز السفير السعودي في بريطانيا وكافة الإدارات المعنية العاملة على متابعة التحقيقات المتعقلة بهذه الجريمة النكراء، فقد أولوا هذه القضية ما تستحق من اهتمام وجندوا كافة إمكانياتهم لمواساة أسرة الفقيدة، ومتابعة القضية أولا فأولا مع الجهات الرسمية.

لقد كانت الدكتورة "ناهد" رحمها الله المحاضرة والمبتعثة لتحضير رسالة الدكتوراه في مجال الأحياء من جامعة الجوف، مثالا للمواطنة السعودية، عرفت باجتهادها والتزامها العلمي والأخلاقي، وهو ما نقل في التحقيقات مع أساتذتها في معهد اللغة الإنجليزية البريطاني، ومع جيرانها أيضا، ولذا أعتقد أنها تستحق لقب "دكتوره" رحمها الله عن جدارة.. كما أتمنى منحها هذه الدرجة من جامعة "الجوف" الجامعة التي ابتعثتها.

لن أناقش الأسباب التي وضعتها الجهات الأمنية المحلية هناك عن أسباب الجريمة، والتي بالكاد تنحصر في أن التزامها بالحجاب كان وراء الجريمة رحمها الله.. ما يهمني هنا هو مناقشة بعض ردود الفعل المشينة لبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي داخل الوطن، ممن لم يتورعوا عن توجيه التهم، التي وصل بعضها إلى حد القذف، ليس للفقيدة رحمها الله فقط، بل لكل ابنة غادرت الوطن لتلقي العلم.

لقد أظهرت لي هذه الحادثة المؤلمة حاجتنا لتوعية دينية اجتماعية وأخلاقية مكثفة، لا على الصعيد التعليمي فقط بل على الصعيد الإعلامي والثقافي أيضا.. ففي حين كانت الأسرة مفجوعة لفقدها ابنتها الغالية، عمد بعض الناس في تلك المواقع إلى النيل منها ومن دينها ومن خلقها.. هؤلاء ودون أن يعلموا أوقعوا أنفسهم بجريمة القذف وهم وبدون جدال استحقوا إنزال عقوبة الله فيهم

فبدلا من أن يوجهوا خالص عزائهم لأسرتها الكريمة ولجامعتها، وللوطن على فقده مواطنة على هذه الدرجة من التميز، كالوا لها التهم ظلما وعدوانا، ولم يراعوا فيما كتبوا إلا ولا ذمة، ولم يتدبروا قوله سبحانه وتعإلى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)، وتناسوا أن الأعراض مصانة، وأن التعرض للمحصنات الغافلات من أكبر الكبائر، تناسوا قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، لقد أوقعوا على أنفسهم اللعنة وطردوها بفعلهم هذا من رحمة الله سبحانه، ولم يتدبروا قوله تعالى في حقهم يوم القيامة (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ).

أتمنى على هؤلاء مراجعة مواقفهم من الدكتورة "ناهد" رحمها الله، أتمنى أن يعتذروا عما بدر منهم.. أتمنى على أحدهم فتح "هاشتاق" تحت اسم: (# نعتذر_من_ أسرة_ ناهد_ المانع)، لعلها تكون حملة توعوية هادفة تحيي الضمائر المؤمنة لشبابنا الغيور الذي قد يكون بعضه وقع في المحظور دون وعي منه، فيتدارك ويتراجع ويتوب إلى الله سبحانه ويبرئ نفسه من كبيرة من الكبائر.. من قذف المحصنات الغافلات.

كما أعتذر من أسرة الفقيدة رحمها الله، فنحن مسؤولون - بشكل أو بآخر- كآباء وأمهات أو مربين..عما وصل للدكتوره "ناهد" رحمها الله من بعض أبناء الوطن.. فالدكتوره "ناهد" معروفة بحرصها رحمها الله على أداء السنن، كحرصها على أداء الفرائض، وهي العفيفة الملتزمة دينيا وأخلاقيا بشهادة كل من عرفها حتى أساتذتها وجيرانها في بريطانيا.

وعندما نتوقف عند مسؤوليتنا كأفراد ننتمي لهذا الوطن، أطالب بضرورة وعينا الكامل بالسلبيات بنفس القدر من تقديرنا وإجلالنا للإيجابيات، فلا يجوز لنا أن نمر على السلبيات كأنها لم تكن، وما ارتكبه بعض أبنائنا يعد تعديا على كرامة الآخرين ومساسا بأعراضهم، ووصل ما ارتكبه بعضهم إلى القذف.. فقد نالوا على الملأ من عفة وطهارة الفقيدة رحمها الله زورا وبهتانا، وتمادوا في ذلك وتبجحوا، وغالوا في تبجحهم. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، وأعاد بعظيم فضله ومنته أبناءنا وبناتنا المبتعثين وهم غانمون سالمون.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط