صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لتكن الشراكة بين فطن وقيمي

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


برنامج "قيمي" يشابه برنامج "فطن" في أهدافه فهو برنامج توعوي تثقيفي، يسعى لتنمية الانتماء الديني الوسطي داخل الجامعة، ويدعم الانتماء الوطني، فيعزز الهوية الوطنية، التواضع، الحياء، بر الوالدين، الأمن، وخطورة تغلغل الإرهاب بين شبابنا وكيفية كشفه.


كيف تمكن هؤلاء من سرقة ابتسامتنا وتحويلها إلى جروح غائرة في قلوبنا؟ كيف تمكن هؤلاء من تحويل أطفالنا الذين كنا نهرع إليهم ما أن نراهم مقبلين إلينا وما أن نسمع أصواتهم؟ كيف تمكنوا من تحوير ذاكرة أولادنا وتشويهها.. لنصبح بين ليلة وضحاها أعداء لفلذات أكبادنا؟
وأين كنا نحن في خضم هذا التغيير؟! وكيف غاب عنا ما يحدث في مكامن أولادنا؟! وهل كنا غافلين عنهم أم مهملين لاحتياجاتهم مما دفعهم للبحث عن اهتمام خاص بعيدا عن أسرهم؟! وهل الحل يتحقق في تشديد الرقابة عليهم؟! أم بترك المزيد والمزيد من الحريات لهم؟! أم بمنحهم الثقة تقويما وتوجيها من منطلق إيماننا بقدراتهم؟
نحن نعيش معضلة وعلينا حلها بشكل أو بآخر، والتغاضي عنها أو الاستخفاف بها وبنتائجها سيجعلها ككرة الثلج المتدحرجة تتضخم وتتضخم لتحطم في النهاية كل ما هو أمامها.

لنجعل التوعية من"داعش" والجماعات الإرهابية بكافة انتماءاتها الفكرية قضيتنا الأولى في مؤسساتنا التعليمية والإعلامية والثقافية، وأعتقد أن "فطن" البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات الذي يستهدف وقاية المجتمع من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية كفيل بتحقيق أشواط في توعية المجتمع، شرط تعاون المجتمع المدني معه.. وأعني تعاوني وتعاونك وتعاونهم.

وإن كنت أعتب على وزارة التربية الحاضنة لـ"فطن"، وعلى المديرية العامة لمكافحة المخدرات المتعاونة معها في هذا البرنامج، من كونهما ركزتا في أنشطتهما كما تبين من خلال موقع "فطن" الإلكتروني على الاهتمام بخمسة ملايين طالب وطالبة المنتمين لمراحل التعليم النظامي الابتدائية والمتوسطة والثانوية... فلم أتابع من على موقع فطن نشاطا تربويا تثقيفيا لأبناء الجامعات الحكومية والأهلية، مع أنه يفترض أن نسلم الراية إلى هذه الفئة في القريب العاجل، كما أنهم الأقرب لإخوانهم الأصغر منهم بحكم السن القادرين على فهم مكوناتهم النفسية، وبالتالي على استيعاب أي تغير لديهم لهذا الاتجاه أو ذاك.

الموقع الإلكتروني الخاص بـ"فطن" سيثير إعجاب المتصفح من حيث الإخراج وجودة المحتوى وسهولة التصفح، وسيلقي الضوء على سمو أهدافه وأهميتها، ولكن القارئ بلا شك سيتوقف عند عنوان مثير للاستنكار، فـ"فطن" اليوم هو في المرحلة الثانية من حياته، لم يجد له شركاء ورعاة! ولا أعرف هل هذا إهمال من "فطن" أم من مؤسسات المجتمع المدني ومن كبار التجار في بلادنا الذين عادة نراهم يبادرون لمساندة أي مبادرة وطنية واعدة مثل برنامج "فطن".

وأود بيان أن "فطن" يستهدف تدريب التربويين واللقاء بأولياء الأمور في مراحل التعليم النظامي، كما يتطلع إلى تحفيز الطلاب والطالبات على المشاركة في هذه التوعية من خلال أنشطة ومسابقات تثقيفية وتوعوية تستقطب أبناءنا في المراحل النظامية دون استثناء الابتدائية والمتوسطة والثانوية.. فيعمد إلى حمايتهم من الانحرافات الفكرية والمادية وإلى تنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية والفكرية.

ومن هنا أعتقد أن البلديات قادرة على مساندة برنامج "فطن" إذا قررت تبني جزء من ثمن الإعلانات المعلنة على جوانب الطرقات لمساندة هذا البرنامج، كتخصيص يوم من كل فترة إعلانية للإعلان عن برنامج "فطن" أو غيره من برامج وزارة التعليم أو وزارة الداخلية.

وليت وزارة التعليم توجه الدعوة إلى الغرف التجارية للاطلاع على أهداف "فطن" وأنشطته، وقد يكون من المناسب تكفل العلاقات العامة في الغرف التجارية بتوعية التجار بأهمية المشاركة ورعاية هذا البرنامج الواعد -إن شاء الله- فمن المحزن أن يبقى هذا البرنامج بعد عام من ميلاده دون شريك أو راع وطني.

وجدير بالإشارة هنا بيان أن "عمادة السنة التحضيرية" في "جامعة الدمام" وتحت إشراف "قسم الدراسات الإسلامية اعتمدت منذ أعوام برنامج "قيمي" وهو يشابه إلى حد كبير برنامج "فطن" في أهدافه فهو برنامج توعوي تثقيفي، يسعى لتنمية الانتماء الديني الوسطي داخل الجامعة، ويدعم الانتماء الوطني، فيعزز الهوية الوطنية، التواضع، الحياء، بر الوالدين، الأمن، وخطورة تغلغل الإرهاب بين شبابنا وكيفية كشفه والقضاء عليه، والسماحة، واحترام القانون، وحماية الملكيات العامة والخاصة.. إلخ، وتتم هذه الأنشطة بكافة الوسائل المتاحة سواء كانت أركانا أو مسيرات أو تقنية، مع التأكد من موافقتها للكتاب والسنة... ومن المهم بيان أن المحرك الأساسي لبرنامج "قيمي" هم الطلاب والطالبات، هذا البرنامج يقيم بدرجات كافة طالبات المواد الإسلامية العامة، وهي أربعة مواد متفرقة، مع تخصيص هدايا عينية للمتميزين والمتميزات من الطلاب والطالبات... ومن هنا أعتقد يقينا أن برنامج "فطن" يمكن له أن يعرض على "جامعة الدمام" "عمادة السنة التحضيرية" و"قسم الدراسات الإسلامية" شراكة يتم من خلالها تبادل الخبرات، لتحقق وزارة التعليم برئتيها "النظامي والعالي" أهدافا سامية تصب في مصلحة الوطن على المدى القريب والبعيد.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط