اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/omima/649.htm?print_it=1

ننتظر صوتا يماثل صوت الشيخ الحسيني

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


شيعة بلادي يدركون خطورة مشروع ولاية الفقيه الذي يستهدف الشيعة العرب قبل غيرهم، ويستهدف وحدتنا الوطنية، ويدركون معاناة شيعة العرب في الأحواز الذين نالهم ما نال السنة من قمع وإعدامات.

عندما تتعامل بلادي المملكة العربية السعودية مع التحديات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية فإنها تنطلق بتأن نحو الهدف دون تهور أهوج، ولذا لا تندم على سياسة انتهجتها بحمد الله ومنته، ومن هنا كانت تقبل الشعب السعودي بحماس قرارا طالما انتظره والمتعلق بقطع العلاقات مع النظام الإيراني الذي استرضع ألبان الثعالب فخان وغدر ثم خان وغدر.

لا يخفى على القاصي والداني أن لإيران تطلعات توسعية ولذلك لا تتوانى في ارتداء أي ثوب يمكن أن يحيي أمجاد تم القضاء عليها على يد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ومن هنا تزعمت المد الصفوي وادعت زورا وبهتانا حمايتها للشيعة، وعمدت لإثارة الفتن في التجمعات الشيعية، ليس في المملكة العربية السعودية فقط، بل في منطقة الخليج وكافة الدول العربية والإسلامية، فهي تسعى إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية ولا يهمها من ستجرف في طريقها لتحقيق حلمها ذاك.

وإذا تأملنا المد الصفوي سنجد أن له حراكا عنصريا، الجزء الأهم منه سري والآخر علني، وكلاهما يسعيان جنبا إلى جنب للهيمنة على العالم الإسلامي كخطوة أولى لما أبعد من ذلك، هذا المد لا يعتبر للإنسان العربي أي اعتبار، سواء كان سنيا أو شيعيا، فهو يعتقد بتفوق الجنس الفارسي، ليس على العرب فقط، بل على العالم أجمع، في توجه عنصري يعد الأخطر على العالم منذ عهد هتلر، فهو لا يهتم بالشيعة العرب أو غير العرب إلا من خلال ولائهم لولاية الفقيه الفارسي بطبيعة الحال، ومن هنا أتساءل: لماذا لا بد أن يكون الولي الفقيه الذي يدين له بالولاء بعض الشيعة فارسيا؟!

وبشكل عام نجد أن النظام الإيراني لا يتورع مطلقا عن مخالفة القوانين والأعراف الدولية في سبيل تنفيذ خططه، والغريب أنه لا يتورع عن مصافحة من يعدهم أعداء له في سبيل إحداث القلاقل في المنطقة والعالم، فقد احتضن ويحتضن "القاعدة" وبالتأكيد يساند "داعش"، وإلا لماذا حرك "داعش" عقاربه في كثير من الدول الإسلامية والدول الغربية، ولم نسمع مطلقا عن تحركه على الأرض الإيرانية؟! ولماذا يستهدف "داعش" المخالفين له من سنة وشيعة خارج إيران في حين لا يقترب مطلقا من حدودها؟!
وأخيرا وجد نظام ولاية الفقيه نفسه في خندق ضيق، وذلك عندما تجاوز الأعراف الدولية وامتنع عن حماية مقر السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد، عندها انتفض العالم أمام أشرطة نقلت عربدة هذا النظام صوتا وصورة.. ولينتهي المطاف بمعظمها لحراك دبلوماسي نشط ضد النظام الإيراني الأهوج، مختارة الوقوف في صف المملكة العربية السعودية.

الغالبية العظمى من الشعب السعودي يتطلع إلى سماع موقف واضح من شيعة البلاد من اعتداء النظام ولاية الفقيه الإيراني على سفارة المملكة وقنصليتها في مشهد، وعن تدخله السافر في الشأن الداخلي السعودي، ومن إثارته القلاقل في دول المنطقة ودعمه الإرهاب، نحن ننتظر من رموز الشيعة في السعودية ومن مثقفيهم مواقف تماثل موقف الشيخ الشيعي اللبناني "محمد الحسيني" فقد بين أن نظام ولاية الفقيه مشروع سياسي صفوي على أرضية مذهبية، كما كشف عن استغلال هذا النظام شيعة العرب وسيلة تمكنه من الدخول إلى سورية والعراق واليمن ولبنان، مبينا أن لديه أطماعا في البلاد العربية، وهو يسعى إلى الخروج من أزماته الداخلية الطاحنة من خلال محاولاته تصديرها إلى دول المنطقة، مطالبا العرب بالتمسك بسيادتهم على أوطانهم، ومن ناحية أخرى نجد أن الشيخ "محمد الحسيني" يدرك تماما قيمة المملكة وأهميتها، ودورها الفاعل في استقرار المنطقة العربية، فقد سمعناه أخيرا على قناة "الحدث"، مؤكدا أن الهدف الأساسي للثورة الخمينية الصفوية منذ انطلاقها عام 1979 الوصول إلى المملكة العربية السعودية، وكافة الأحداث تشهد على ذلك، إذ إنها السد المنيع الذي يقف في وجه مشروع نظام ولاية الفقيه في المنطقة، فهي تمثل العمق العربي والمرجعية الإسلامية لكل المسلمين.

أنا على يقين أن كثيرا من شيعة بلادي مواطنون مخلصون يدركون خطورة مشروع ولاية الفقيه الذي يستهدف الشيعة العرب قبل غيرهم، ويستهدف وحدتنا الوطنية، ويسعى إلى الهيمنة عليهم وعلى بلادهم ومن جميع الأوجه دينيا واقتصاديا وسياسيا، هؤلاء يدركون معاناة شيعة العرب في الأحواز الذين نالهم ما نال السنة الإيرانيين من قمع وإعدامات وتضييق الخناق عليهم، في واقع لا ينكره حتى النظام الإيراني، بل ولا يتحرج من إظهاره.

وأكرر أننا ننتظر من هؤلاء الإعلان عن موقفهم الرافض لما ينتهجه النظام الإيراني تجاه بلادهم وتجاه العالم العربي، كما أعلنا كسنة موقفنا الرافض للعمليات الإرهابية الوحشية التي نفذها "القاعدة" و"داعش" ضد السنة وضد الشيعة على السواء.


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط