اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/roqea/5.htm?print_it=1

من يدعم الإرهاب؟!

د. رقية بنت محمد المحارب

 
في خضم الأحداث الجارية التي جعلت كلمة "الإرهاب" لا تخلو منها جريدة أو مجلة، بل قناة إذاعية أو تلفزيونية، يتوقع أن يعني الإرهاب: إرهاب الآمنين، ومن ليس لهم جريمة! ولهذا فالدول جميعاً مطالبة بالحرب عليه ومكافحته، لكن الذي يظهر من راعية الحرب على الإرهاب ومجندة الجند ومعدة العدة لمكافحته لا تعني هذا المعنى، فالإرهاب في عرفها هو إرهابها هي، وبالأخص إرهاب اليهود والصهاينة، أما الباقي فليذهب إلى الجحيم!

بهذه العقلية تعاملت أمريكا وبريطانيا مع الإرهاب، ولأجل عيون اليهودي الواحد يمكن أن تُباد قرية بأكملها!.. ويمكن أن تصادر أموال جمعيات خيرية إغاثية وتطارد وتغلق جميع فروعها في العالم لأجل تقديم المعونة لأحد أفراد عائلة المتهم والمشكوك فيه!
بل لا تتوانى الصحف المدارة بالعقليات اليهودية عن اتهام الشخصيات المحسنة لمريض التقى بأحد المتهمين أو كان له به علاقة!

كل ذلك يجري ونكتفي بأن نعتذر عمَّا يفعله المتهمون زوراً وننشغل بالدفاع عن أنفسنا، بينما لا يتوانى أولئك عن دعم أشد أنواع الإرهاب، فيطرد شعب ويباد آخر، وتسلب ثروته وتدمَّر مساكنه، وذلك محمود أو مسكوت عنه!

قرأتُ خبراً تحت عنوان "جمعيات خيرية بريطانية وأمريكية تمول منظمات الحقد الهندوسية"، حيث كشفت القناة الرابعة للتلفزيون البريطاني عن تفاصيل تمويل منظمة خيرية بريطانية لمنظمات الحقد الهندوسي في أنحاء الهند. واستمرت منظمة "سيوا انترناشونال” الخيرية البريطانية تدعم منظمات الحقد الهندوسي بملايين الجنيهات خلال السنوات الماضية بحجة تمويل أعمال الإغاثة ومساعدة الفقراء، إلا أنَّ هذه الأموال قد استخدمت لإرهاب المسلمين ولذبحهم وحرقهم وحرق ممتلكاتهم.

وتأتي هذه المعلومات في أعقاب معلومات مثيرة أخرى كشفتها مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان في أواخر الشهر الماضي، عن تمويل أمريكي لهذه المنظمات بملايين الدولارات من خلال جمعية خيرية تدعى (صندوق تنمية وإغاثة الهند)، وكانت منظمة (سيوا انترناشونال) تدعي أنَّها تجمع تبرعات لأجل مساعدة منظمات هندية تعمل لأجل الفقراء، بينما الحقيقة هي أنَّ الأموال كانت ترسل إلى منظمات فرعية أنشأتها منظمة (را شتريا سيواك سانغ) التي هي أم منظمات الحقد الهندوسي. اهـ الخبر.

ولا يتوقع أن تكون الحكومة البريطانية أو الأمريكية في جهل وغفلة عن هذا الدعم، وهي تلاحق الأفراد في صدقاتهم وتريد أن تحد من زكوات بعض البلاد التي تدعم إخوانها وتغيثهم في نكباتهم.. إلا أنَّ المصالح المشتركة بين الهند وأمريكا وبريطانيا لمحاصرة الباكستان وتشكيل قوة ضغط وحصار لأقوى دولة عسكرياً يجعلهما يقدمان جميع صور الدعم، بما في ذلك دعم الجمعيات الإرهابية في الهند بملايين الدولارات والجنيهات لقتل الأبرياء من المسلمين دون حسيب أو حياء!
والعجيب أنَّ هذه الجمعيات لم تحاصر ولم تجمَّد أرصدتها ولم تهاجم في الصفحات الأولى من الصحف العالمية؛ لأنَّ الإرهاب موجه ضد المسلمين، والمسلمون لا بواكي لهم.. فمتى يصحو مليار المسلمين ليواجهوا الطغيان اليهودي والانهزامية الإسلامية والإذعان الساذج؟!

المصدر : لها أون لاين
 

د.رقيه المحارب
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط