صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كلمات إلى .... (5)

صباح نوري محمد الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية


بسم الله الرحمن الرحيم


اليوم أوجه كلماتي إلى هذه الدقائق والساعات التي انداحت في عالمي النهاري لأصفها بالفشل بامتياز ..
لم تكن الأمور قد أعطتني مقدمات لهذا فقد غاصت رجلاي في رمال صحراء عمل أزرع فيه خطواتي وأرويه وأرويه ولا أرى ثمرا غير الملل فاصفرت وريدات بعض الأعمال الآملة أن أجبي منها رائحة تفاؤل فلا نتاج .
وقد زاد في الطنبور نغما أن أطالع من نافذتي حيث حديقتي لأرى ضيفة توسدت نبتاتي التي تكلم الخريف بوشوشة هادئة في أذنها بوعد بأن تعود في قابل ربيع .
تلك الضيفة التي تعلم يقينا أني أعطيتها فرصة النوم لساعات أنها الآن غير مرغوب بها فقد طال مكثها . نظرت إلي لترى إيماءات وإيحاءات بأن تنصرف ولم تقتنع بهن و استعانت محاولاتي بعصاي التي لم تأبه بها أيضا إلا لما خرجت لها لتقفز باتجاه السلم ولكنها لم تستطع القفز لم ؟؟ يا الله ما أصغرها !
مخلوق ضعيف صغير تفلح بصعوبة في القفز لشجرة المشمش الضخمة وتستقر بين أغصانها خائفة ولا شك ..
مالذي حدث لي ما بدل مشاعري نحو هذه المخلوقات التي تدعى قطط !! لم لم أدعها تبقى حتى لو عاثت فسادا في حديقتي ونامت بين الثمار , حتى لو أحضرت رفاقها وأحيوا ليلة مواء صاخبة أقضوا فيها مضجعي , حتى لو جلبت معها بقايا سمك ودجاج ونثرته على الأرض , حتى لو انتشرت براغيثها الكثيرة بين زهراتي الليلكية ... حتى .. حتى ... !!
وماذا لو بقيت ألن أحظى بأجر كبير في إيوائها فالبرد قادم , ألن يكتب لي في كل كبد رطبة أجر !!!
رغم كل هذا فلا شك أني سأكرر الطرد وحمل السلاح في وجهها وأمثالها ..لتعبي من أعمال الشغب منهم.
وللحق تضاربت مشاعري فقد جلست أنظر للوراء لهذا اليوم الذي انتهى بفشل . فالصبح قد جاءني جميلا مشرقا , وأعطيت همة , وتقلبت في نعم كثيرة من ساعات فراغ لن تتوفر لي كثيرا ولكن .. بددتها .
كم سلبتني الغفلة اليوم وأضعت تلك الساعات بفعل لا شيء , ولدي من المشاريع المثمرة الكثير أو كان بإمكاني ملؤها بأفضل من سفاسف صغيرة بمتع وقتية ,ولكن عصاي الطاردة دحرت نعمة الوقت. وجعلتها تتسلق أغصانا بعيدة عني لا أصلها فقد ذهبت سدى .
أيتها القطة التي تسلقت شجرتي علمتني أننا ننام كثيرا ولما نستيقظ تكون الفرص قد ضاعت
أيتها القطة أتعلمين أنه مهما بلغ تعبنا منك فالنهاية أنك تكسبينا أجرا كبيرا !
أيتها القطة ... لن تضيع أثمن الحكايات الدقيقة في لا شيء مرة أخرى
فمن يعتصر الروايات المخملية في حديقة نفسه المعطاءة سيروي لك مشهدا منها فقد ألهمت وعلمت .
صباح الضامن


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط