اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/saharlabban/16.htm?print_it=1

من خواطر أم

أ.سحر عبد القادر اللبان

 
بسم الله الرحمن الرحيم


تختنق العبرات، وتضيع الكلمات فيعجز القلم عن وصف لهفتي عليك واشتياقي للقياك، لضمك إلى صدري ،لتقبيل وجنتيك الورديتين الصغيرتين،وللعبث بشعرك المخملي القصير.

صغيري :

مازال منطبعا في مخيلتي منظرك وأنت تودّعني باكيا، حينها أمسكت نفسي كيلا أنهار أمامك وأمام الآخرين، وجدت الكل يبكي على بكائك، فخنقت عبراتي فاختنق معها قلبي، بقيت بعدها أيّاما لا يجف لي دمع وصورتك لا تفارق عيني..

ما كنت يوما قاسية، ولكني رحمتك ورحمت أبويّ وما سمحت لدموعي بالهطول.

حبيبي :

لا تظن اني سعيدة هانئة وأنا بعيدة عنك، فلا طعم للحياة الا بقربك يا حياتي.

آه لو تعلم أني لا أنام إلا حينما أقبل صورتك الصغيرة التي أضعها قرب سريري،

وآه لو تعلم كم من المرات أستيقظ على صوتك يناديني، فأتلفت حولي وانا أبحث عنك، فلا أجد غير جدران غرفتي الباردة، وأتذكر ان بيني وبينك بلادا وبحارا، أشعر بالألم وأرنو الى صورتك الصغيرة أضمها وأنام وأنا أحلم بك بين أحضاني، هذه الأحضان التي انترعت منها انتزاعا..

طفلي الحبيب:

ما كنت لأتصور يوما أننا سنفترق، وأنه لن يبقى لي منك إلا الذكريات، ذكرياتنا معا، ذكرياتك وأنت تحبو قربي، وأنا أعلمك المشي، حتى ذكرياتك وأنت في المستشفى، يوم كنت ابن ستة أشهر، حينها رفضت ان اتركك وبقيت معك طيلة ستة أيام، لم أترك المستشفى رغم توسلات الكل، كنت أردد لا يمكن لي ان ابتعد عنه وهو مريض..

وها أنا يا حبيبي ابتعدت..أحيانا أفكر كيف حصل هذا..كيف استطعت الحياة وأنت بعيد عني.. وأحيانا أشعر أني سأصاب بالجنون، حينما أشعر أنه قد يصيبك أي مكروه وأنا بعيدة عنك..

طفلي الحبيب:

أعرف ماذا يحاول البعض زرعه في فكرك الصغير، وأعرف انك تظن اني تنازلت عنك وابتعدت بمحض ارادتي، واني أشعرتك باليتم وانا موجودة،لكن اعلم ان ما حصل كان رغما عني، وأن كنت تتألم قليلا فألمي لفراقك أكثر بكثير

أنت ابني، فلذة كبدي، بل انت قلبي وروحي وانت النور لعيني، كل هذا فقدته حين ابتعدت عنك

وتأكد انه سيأتي اليوم الذي ستفهم فيه كل الحقائق وستعرف اني ما فضلت الابتعاد الا لأجلك واني رفضت فرصا كثيرة فيها راحتي و مستقبلي لراحتك انت ومستقبلك أنت، وأني أحلم وأعيش على أمل الاجتماع بك من جديد.


ابني الحبيب:

سيأتي اليوم الذي تعرف فيه كم أحبك وماذا أنت بالنسبة لي.

فديتك بعمري وروحي وحياتي.

أمك المشتاقة

 

سحر لبّان
  • مقالات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط