صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هلا فكرنا في غربته و وحشته و ظلمته؟!

شيماء علي عبد ربه

 
تجربه عايشتها
هزت وجداني فلقد عانقت الموت لحظه
أبحرت لبضع ثاوني او دقائق او ربما ساعات شعرت بانها أيام و شهور و اعوام في عالم الموت الرهيب في عالم الوحده و الوحشة و الغربة .
كثيره هي الأفكار التي طافت بذهني وقتها و سقيمه كانت اللحظات و بارده كانت الاجواء من حولي .
فكرت في تلك الثواني التي مرت بي في ظلمه القبر في ضيقه و وحشته في وحدتي فيه بلا أنيس في جليس سيكون معي فيه هل هو جليس سوء ام جليس خير في سؤال الملكين هل ساجيب ام ساخيب في كون القبر قطعه من الجنان او حفره من حفر النيران فأيهما سأجد في قبري  .
فكرت في بيتي الذي تركته و عائلتي التي ستنساني سريعا و تكمل مسيره الحياة بدوني
في اصدقاء و احباء غبت عنهم و اشتقت لهم كثيرا من الان
في منصب و عمل و كرسي تركته لغيري ليسعد او يشقي به
في مال جمعته لن استمتع و لا انتفع به
في اولاد احبهم لن أضمهم لصدري بعد اليوم و لا اري ابتسامتهم و حزنهم و فرحهم
وأيام و أوقات مرت هكذا بلا فائده
في مواسم للخير ضيعتها و حياه مرت كبضع دقائق لم استغلها
في موقف كان يجب ان افعل الصواب و لم افعل
في مريض لم أزوره و مبتلي لم أدعي له و أعينه
في اولاد علمتهم العلوم كلها و لم أعلمهم كيف يعبدون الله حق العباده
في جلسات غيبه و نميمه لم يذكر الله فيها
في نظر ربما اطلقته علي ما حرم الله علي

فكرت في حقوق ضيعتها و اموال لم استغلها في الخير
في أسري و قتلي و مساكين و مسلمين لم أمد لهم يد العون
و يتيم لم أمسح علي راسه و أكفله من مالي
في شيوخ و نساء و رجال و أطفال عذبوا فماذا فعلت لهم
في مسلم في ضيق و كرب لم افرج عنه
في أناس اساؤؤا للدين و هاجموه لم أقف لهم بالمرصاد
في نساء من اهل بيتي تركتهم بلا حجاب و لا حياء
في اولاد تركت لهم المال بلا حكمه و لا دين
في خلوه حرمها الله تهاونت فيها
و اموال اكلتها من حقوق البشر
و شهاده كذبت فيها و اشياء زورت و غششت بها

فكرت في كل شئ كان يجب ان افعله و لم افعله
و كل شئ فعلته ما صح ان اقوم به
في كل يوم و ساعه و دقيقه و ثانيه من حياتي
كيف قضيتها و كيف ضيعتها او استغللتها
مر شريط حياتي كاملا امام عيناي في ثواني ثقيله
ثم أفقت و الحمد لله اني أفقت
كي اتوب و ارجع نادما متذللا لله
سائلا منه ان يعطيني فرصه اخري
آه علي حياه عشقناها و تعلقنا بها
أنستنا حقيقه الكون و حقيقتنا
لا نريد ان نكون الا مخلدين فيها
رغم المصاعب و الامراض و الكوارث و المشاكل!!
فعلي ماذا تعلقنا بها؟؟اوهام زائفه سعاده وقتيه نشوه كذابه
تعلقنا بها كما لو كانت شابه جميله و ما هي في الحقيقه الا عجوز قبيحه عقيمه
تعلقنا بها كما لو كانت ماسه متالقه و ما هي في الحقيقه الا قطعه صخره باهته اللون لا قيمه لها
فهل عميت اعيننا عن رؤيتها علي حقيقتها
أخواني هلا تخيلنا اننا سنكون يوما في قبرنا؟
و سنوقف يوما امام ربنا؟
فهلا عايشنا التجربه في خيالنا
و اعدنا الحسابات في كل شئ
و في هذا فليعتبر المعتبرون

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
شيماء علي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط