اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/zainab/132.htm?print_it=1

"الأزهر يستجدى الفاتيكان" !!

الدكتورة زينب عبدالعزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


يا للمهانة ! يا لها من مهانة أن نطالع ذلك التصعيد المغرض فى صياغة خبر مرير :
"الأزهر يستجدى الفاتيكان" ، "الأزهر يتمنى علاقات أفضل مع الفاتيكان" ، "الأزهر يحاول إستعادة العلاقات مع الفاتيكان" ، "مسئول بالأزهر يقترح على البابا أن يقول ’’أن الإسلام سلمى،،" ، "مصر تريد إجبار البابا فرانسيس على إعلان أن ’’الإسلام ديانة سلمية،،" الخ .. فهل العاملون بالأزهر وخاصة المسئولون عن الحوار المشئوم بين الأديان مدركون لما يسببونه للإسلام والمسلمين من مهانة بهَرْولتهم هذه وبما يقدمونه من تنازلات ؟ وقد وصفت ذلك الحوار "بالمشئوم" لأنه ما من مرة إجتمعوا فيها فى إحدى هذه اللجان إلا وتم فيها تقديم تنازلاتٍ ما من جانب الأزهر، حرجا أو إثباتا لحسن النية، أما التابعون للفاتيكان فيبدأون دوما بعبارة "لا نقاش فى العقيدة" مع الإلحاح الدؤوب للحصول على تنازلات جديدة ! ومعروف يقينا أن الفرق بيننا ثابت فى القرآن الكريم وأنه إختلاف جذرى فى عقيدة التوحيد ، بل لولا هذا الإختلاف لما أنزل الله عز وجل الإسلام كثالث بلاغ لرسالة التوحيد.

لقد بدأ موضوع هذا الخبر، الذى تناولته العديد من الصحف والمجلات والمواقع الفرنسية العامة أو التابعة للفاتيكان ، بحديث للمستشار الدبلوماسى للإمام الأكبر ، محمود عبد الجواد ، لجريدة "ميسادݘيرو" الإيطالية يوم 7 يونيو 2013 ، أعرب فيه عن أمنيته فى خطوة إلى الأمام من جانب البابا فرانسيس، لكى يؤكد "أن الإسلام السنّى مستعد للإنفتاح مرة أخرى فى الحوار مع الفاتيكان" ، و"أن المشاكل التى حدثت لنا لم تكن مع الفاتيكان وإنما مع البابا السابق، والآن أبواب الأزهر مفتوحة".. ويواصل الخبر الذى تناولته وسائل الإعلام بتنويعات مختلفة لتنقل تصريحات السيد محمود عبد الجواد ، الذى أوضح "أنه يتعيّن على البابا فرانسيس أن ينتهز فرصة شهر رمضان الذى سيبدأ يوم 9 يوليو ليقول إن الإسلام دين سلمى وأن المسلمين لا يبحثون عن الحرب أو عن العنف" !!

كما توضح وكالة الأنباء الفرنسية حوار مستشار الأزهر عبد الجواد قائلا : "أنه بعد إنتخاب البابا فرانسيس يوم 13 مارس 2013 أرسل له الإمام الأكبر برقية تهنئة. وفى العرف الدبلوماسى ذلك يعنى أن القنوات مفتوحة" (...) "كما أن الأزهر قد ثمّن ما قام به البابا فرانسيس أيام عيد الفصح فى تقليد غسل أقدام بعض الأفراد وأنه قد وضع فتاة سجينة (صربية) مسلمة بين الإثنى عشر شخصا".. وأضافت الوكالة عن لسان عبد الجواد "إذا قبل البابا فرانسيس دعوة الباطريارك القبطى تواضرس الثانى لزيارة مصر فيمكنه أيضا زيارة الأزهر، عندئذ العلاقات والحوار وكل شئ سيعود فورا" !! إلا أنه إستبعد مشاركة الأزهر فى الحوار الثلاثى بين قيادات الرسالات التوحيدية الثلاث المزمع إقامته فى إسرائيل "لأن الأزهر لن يسهم فى لقاء مع الإسرائيليين".

ومن ناحية أخرى أعلن جريجوريوس الثالث، باطريارك إنطاقيا والشرق من الإسكندرية للقدس، فى 4 يونيو فى مشاركته إحتفالية التبشير فى الميادين وسط إحتفالات مدينة "مارسيليا عاصمة الثقافة"، التى نظمها المعهد الكاثوليكى للبحر الأبيض المتوسط، أمنيته بأن ينغرس مسيحيو أوروبا فى إيمانهم ليمكنهم التصدى للإسلام. فلو أصبحت أوروبا مسيحية سيمكنها ملاقاة الإسلام بلا خشية. وإن لم تكن أوروبا فخورة بإيمانها فلن يمكنها أن تواجهه، وعندئذ لن تواجه إلا أقبح وجه للإسلام"..

وفى حديث مع الكاردينال ݘان لوى توران ، رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان، نشر يوم 9 يونيو 2013 فى وكالة الأنباء الفرنسية ، أى بعد يومين من حوار عبد الجواد، قال فيه : "أنه قام بعدة محاولات لإستعادة الحوار لكنها لم تفلح ، وأن المشاكل ليست فينا، فمن قطع العلاقات هم أصدقاؤنا المسلمين". وتقول الوكالة "حيث أن الكاردينال من أنصار حوار لا يعرف الإلتواء، فهو يصر على إبراز الظروف التعسفية والتفرقة العنصرية التى يعيشها المسيحيون فى البلدان ذات الأغلبية المسلمة، خاصة فيما يتعلق بحرية العقيدة وحرية تغيير الديانة. وهذه موضوعات يصعب تناولها مع شركاؤنا فى الحوار" .. ونفس وكالة الأنباء أعلنت يوم 10 يونيو : "الفاتيكان حذر حيال تهنئة الأزهر للبابا فرانسيس"، وأن الكاردينال توران قد أعلن عن ريبته من عبارات ومحاولات الأزهر لإستعادة الحوار مع الفاتيكان !

وقبل ذلك بشهر تقريبا، أى فى 14 مارس 2013 كان قد تم نشر خبر آخر فى جريدة "ويست فرانس" وغيرها، على لسان د. محمود عزب يقول تحت عنوان "الأزهر يتمنى علاقات أفضل مع الفاتيكان" : "إن مؤسسة الأزهر، أعلى سلطة للإسلام السنّى، تمنت يوم الخميس أن يكون لها علاقات أفضل مع الفاتيكان، مع البابا الجديد فرانسيس وليس مع بنديكت 16". وقد أضاف محمود عزب، مستشار الإمام الأكبر أحمد الطيب للحوار بين الأديان : "وما أن تبدو بادرة جديدة فى التوجه سنعود للحوار مع الفاتيكان الذى كان قد توقف بداية 2011".

والملاحظ من الحوارات والتصريحات المتعددة أن الأزهر، جهلا أو عن عمد ، يضع الخلاف الحاصل بين المؤسستين على أنه خلاف شخصى بين طرفين هما : بنديكت 16 والأزهر، متناسيا أو متجاهلا أن الخلاف بل والإختلاف الأساسى والعدوان الصارخ واقع من جانب الفاتيكان والمجمع الذى أقامه تحت عنوان "المجمع الفاتيكانى الثانى" فيما بين 1962 و 1965، الذى قرر فيه وضع الإسلام مع ديانات جنوب شرق آسيا ، ولا يعترف به أصلا كديانة توحيدية أو أنه الرسالة التوحيدية الثالثة التى أتت لتصويب ما تم من تحريف وتبديل فى الرسالتين التوحيديتين السابقتين ، كما قرر تنصير العالم ! وهذا القرار قرار مجمعى لا رجعة فيه فى نظر الكنيسة. ففيما يتحاورون ولصالح من يتنازلون ؟؟ ومعروف أن المؤسسة الفاتيكانية لا تضع الإسلام "قولاً" مع الرسالات التوحيدية إلا إن كانت بحاجة إلى تنازل جديد أو إلى الإستناد إلى الأزهر لعمل شئ ما لصالحها.

ومن كل هذه الأخبار والأحاديث المتبادلة بنغمات متنوعة ندرك أن هناك ثمة شئ يتم الترتيب له فى الخفاء وفى العلن ، وهو موقف أشبه ما يكون بما حدث بعد محاضرة بنديكت 16 فى راتيسبون عام 2006، التى سب فيها الإسلام والرسول، صلوات الله عليه، عمدا متعمدا، فالإستشهاد الذى ألصق به رأيه جُبناً وحيطة، مثله مثل أى إستشهاد، لا يقفذ من الكتب والمراجع ليستقر تحت يد الكاتب وإنما الكاتب هو الذى يبحث عنه لإثبات رأيه أو لتفنيد ذلك الإستشهاد. ولم يعتذر بنديكت 16 مطلقا عن هذا الجُرم العدوانى وإنما تأسف لرد فعل المسلمين الهمجى ! وعندما هاله رد فعل المسلمين طلب من أحد أساقفته محاصرة الموضوع، وهى الحيلة الملتوية التى نجم عنها الخطاب المخزى الذى وقّع عليه 138 عالما من علماء المسلمين، جهلا أو عن عمد، مقرّين بأننا نعبد نفس الإله مع النصارى، أى أننا نعبد "ربنا يسوع المسيح" كما يقولون !

بنديكت 16 :

لو نظرنا فى عجالة إلى موقف بنديكت 16 لوجدنا أنه هو الذى تبنى تفعيل عبارة "التبشير الجديد" التى أطلقها البابا يوحنا بولس الثانى، وتمادى فيها على الصعيدين : تجاه الغرب الذى ألحد عند إكتشافه تحريف عقيدته، وتجاه العالم الإسلامى الذى تقرر تنصيره. ولم يترك مجالا من المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والإعلامية والفنية بل والترفيهية إلا وألزمها بالمشاركة فى عمليات التبشير الجديد.. والجديد فيها أنه طالب المسيحيين "عدم الخجل من دينهم"، فهو أول من يعلم بتحريفه وإنفضاحه، كما طالبهم "عدم الخوف من التبشير" فقد قام باللازم لحمايتهم بالمؤسسات الدولية ! وهو الذى فتح الباب على مصراعيه لتبشير القارة الإفريقية والسيطرة على مواردها الطبيعية، الأمر الذى كشفت عنه بعض الأبحاث المقدَمَة إلى "سينودس إفريقيا" وكلها متعلقة بالمناجم وثرواتها، حتى تلك التى لم يتم إكتشافها بعد لكنه تم تصويرها بالأقمار الصناعية، فما دخل التحدث عن هذه الثروات فى إجتماع كنسى دينى إن لم يكن لأغراض إستعمارية دينية جديدة ؟!

وبنديكت 16 هو الذى عمل على زيادة ترسيخ تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، ونادى صراحة بالإستعانة بالمنظمات الغربية العالمية والسياسية لحماية الأقليات المسيحية وما يتبعها حاليا من صياغات لقوانين جديدة لمحاصرة المسلمين فى الغرب. وهو صاحب وثيقة "الكنيسة فى الشرق الأوسط" التى طالب فيها بضرورة توصيل الإيمان المسيحى لكافة البشر وأنها الرسالة الأساسية للكنيسة لأنها أفضل وسيلة للرد على تحديات العالم اليوم التى هى الإلحاد فى الغرب وإنتشار الإسلام؛ ودعى فيها كافة المسيحيين والكنائس المحلية إلى المساهمة فى عمليات التبشير الجديد ، موضحا فى البند رقم 85 : "إن مجمل الكنيسة الكاثوليكية الموجودة فى الشرق الأوسط مدعوة لمشاركة الكنيسة العالمية وأن ترتبط بهذا التبشير الجديد. كما أنها مكلفة بإعداد مبشرين من الرجال والنساء يمكنهم الإعلان بشجاعة عن الإنجيل".. الأمر الذى يكشف بكل وضوح أن الكنائس المحلية فى الشرق الأوسط مأمورة بالمشاركة فى عملية التبشير حتى وإن كان ذلك يعنى خيانة الأغلبية المسلمة التى يعيشون بينها ويتسبب فى الإحتقان الطبيعى الناجم عنها !

البابا فرانسيس :

منذ إنتخاب البابا فرانسيس وهو لا يكف، سواء فى أحاديثه المعلنة أو مع الزوار الرسميين الذين يستقبلهم، لا يكف عن الإشارة إلى التبشير الجديد، وإلى البلدان التى لم تقم بعد علاقات دبلوماسية مع الكرسى الرسولى، وإلى ضروة الدفاع عن الأقليات المسيحية فى الشرق الأوسط ومعاناتها خاصة فى مصر.. كما أنه لم يتوقف عن إستكمال مسيرة بنديكت 16 سواء فى الخطوط العريضة لها وكل ما بدأه من فاعليات دينية لمواصلة التبشير الجديد لتنصير العالم. ومن ناحية أخرى فهو يُعد إحدى القنوات الهامة لتسلل الماسونية إلى الفاتيكان. فقد كبر وتم تكوينه فى الأرݘنتين التى تعد جمهورية قائمة على "البرجل والزاوية" كما يقولون، وهى رموز الماسونية المعلنة. وعند إعلان إنتخابه على كرسى البابوية أعلن جوستاف رافّى المعلم الأعلى للمحفل الماسونى الإيطالى قائلا : "مع البابا فرانسيس لن يصبح أى شئ كما كان سابقا. أنه إختيار واضح للأخوية من أجل كنيسة حوار غير ملوثة بمنطق ومغريات السلطة الزمانية".

ومعروف عن أخوية يسوع التى ينتمى إليها البابا فرانسيس أنها من قنوات تسلل الماسونية إلى الفاتيكان الذى تزايد فيه نفوذ منظمات "عمل الرب"، و"إتحاد وتحرير" ، و"الفوكولارى"، و"فرسان المسيح" وجميعها ماسونية النزعة وتتصارع للسيطرة على أموال بنك الفاتيكان، المتهم علنا بغسيل الأموال والإتجار بالأسلحة وبالأعضاء البشريه وغيرها من الممنوعات قانونا ..

وفى الخطاب الذى كتبه المكتب الصحافى للفاتيكان، الذى قرأه البابا فرانسيس يوم إضفاء القداسة على الثمانمائة شخص بزعم أن الأتراك ذبحوهم لرفضهم التخلى عن دينهم والدخول فى الإسلام، وهو ما ليس له دليل فى أى وثيقة تاريخية رسمية، كان النص المكتوب يقول : "الذين عاشوا رغم الحصار وغزو العثمانيين سنة 1480 لمدينة أورانت، قد تم ذبحهم قرب هذه المدينة". وعندما قرأ البابا فرانسيس هذا النص أسقط عبارة "العثمانيين" لتثبيت المجزرة المزعومة بالإسلام عامة !. وكان بنديكت 16 هو الذى إقترح، يوم 6 يوليو 2007 ، إضفاء القدسية على هؤلاء.. وقد إعترض وزير الخارجية التركية على هذا التزوير رسميا.

البابا فرانسيس واليهود :

فى 30 مايو 2013 نشرت جريدة "لاكروا" الكنسية مقالا بعنوان "إسرائيل تقترح على البابا فرانسيس تنظيم لقاء بين الرسالات التوحيدية الثلاث فى الفاتيكان" ! والمقال متعلق بزيارة شيمون بيريس للبابا فرانسيس يوم 30 إبريل 2013 ، وأن هذا اللقاء غير المسبوق موضوعه السلام ورفض العنف وإدانة إستخدام العنف بإسم الدين. وهو ما لا يفعله سوى الإسلام والمسلمين فى نظر هؤلاء السفّاحين بعد أن ألصقوا به تهمة الإرهاب. أما الصهاينة الذين إقتلعوا شعبا بأسره واستولوا على أرضه بكاملها تقريبا فلم يبق من فلسطين حاليا سوى 8 % من مساحتها ، وذلك على مرأى ومسمع من العالم الغربى المتحضر الذى عاون على ترسيخ هذا الكيان، فهم حمائم سلام تقطر وداعة .. لذلك قام تنظيم "أخوية الفرانسيسكان" بإهداء شيمون بيريس "وسام السلام" أثناء هذه الزيارة !!
وفى هذا اللقاء بين البابا فرانسيس و الرئيس الصهيونى تناولا فيه الصراع فى الشرق الأوسط وضرورة تفعيل المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين "من أجل التوصل إلى إتفاق يحترم التطلعات الشرعية للشعبين" ، كما تناولا الوضع الخاص بالقدس وسوريا. فعن أية شرعية يتحدثون وقد إستولوا على 92 % من أرض فلسطين ، وعن أية شرعية يتحدثون والبقية الباقية من الفلسطينيين محاصرون فى سجن مفتوح ؟؟

كما كان الحاخام دافيد روزن، رئيس المجلس العالمى للمسيحيين واليهود (ICCJ) ورئيس المكتب التنفيذى لمركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان (KAICIID)، قد إقترح على البابا تنظيم لقاء فى القدس سنة 2015 ، بين رؤساء الأديان الثلاثة بمناسبة العيد الخمسينى لوثيقة "فى زماننا هذا" الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى والتى تم فيها تبرأة اليهود من دم المسيح..

هذه الخلفيات والأزهر :

إختصارا ، إن ما يدور حول المهزلة القادمة، و ما يبدو أو يتسرب فى وسائل الإعلام المتعددة ، و ما يتم الترتيب له حاليا هو إستخدام الأزهر فى تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين !. وهو ما أعلنه أيضا قاضى قضاة فلسطين الدكتور تيسير التميمى فى حواره مع مجلة "المجتمع" الكويتية (العدد 2055). وذلك مثلما سبق واستولوا على حائط البراق والعديد من الآثار الإسلامية وعلى 92 % من فلسطين، أى كلها تقريبا. والسبب فى هذه الحيطة اللافتة للنظر: خشية الصهاينة ، ولو بنسبة 1 % لإحتمال أن يثور المسلمون عند إستيلاء الصهاينة على المسجد الأقصى ظلما وقهرا كما فعلوا بكل فلسطين. ولمجرد إحتمال هذه النسبة الكالحة رأوا الإستيلاء عليه بالوسائل التمويهية "رسميا" وبموافقة الفاتيكان والأزهر، وعندئذ يبدأ التسلل البطئ للإستيلاء على النصف الآخر بأية مزاعم وأحاييل كما يفعلون دوما.. فهل الأزهر بكل علمائه وجهابذته الكرام الذين يجيدون الهرْوَلة مستعدون لهذه الكارثة ؟ أو هل هم مدركون لها حقا لكى يتمنوا ويرجوا ويتطلعوا إلى عودة الحوار ؟؟

ليتهم يتابعون ويقرأون ويفهمون ما يدور فى العلن وفى الخفاء، فهو دائما معلن ولو بشئ من الإلتواء لجس النبض! ليتهم يبدأون بمطالبة الفاتيكان بتصويب كتابة إسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهم دوما يكتبونه "ما أو ميه" (Mahomet) من قبيل السخرية أو الإستهبال فهم يجيدون تماما كتابة إسم أى محمد.. ليتهم يطالبون الفاتيكان بتعديل قرارات مجمعهم الغاشم الذى برّأ اليهود من دم المسيح رغم كل ما هو وارد فى الأناجيل المتداولة، لكى يتم غرس الكيان الصهيونى فى قلب فلسطين وفى قلب العرب، وأن يطالبوه بوقف قرار إقتلاع الإسلام ، ووقف تنصير العالم وإستخدام الكنائس المحلية وكافة الأتباع النصارى فى عمليات التنصير التى هى السبب الأساس فى كثير مما يدور فى العالم من إحتقان ومآسى..

ولن تكون هذه المطالب بغريبة عليهم فى الفاتيكان ، فقد ألفوا التغيير والتبديل لا فى القوانين والقرارات التى يصدرونها فحسب ولكن حتى فى العقائد ، فما أكثر ما قاموا به..

16 يونيو 2013

 

الدكتورة زينب
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط