اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/daeyat/zainab/77.htm?print_it=1

فرية أمريكية جديدة ..

الدكتورة زينب عبدالعزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


تحت عنوان إستنتاجى ممجوج التكرار والمغزى يقول :
"القاعدة ستحث الجهاديين على استخدام النووي والكيماوي" ، أعلن موقع أخبار البى بى سى العربى فى المملكة المتحدة اليوم ، 28/5/2008 ، الخبر التالى :
" قال مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي (اف بي آي) إن مجموعات تراقب مواقع المتطرفين الاسلاميين على الانترنت تقول ان تنظيم القاعدة سيبث شريط فيديو جديد في الساعات الاربع والعشرين القادمة.
"وقال متحدث باسم اف بي آي إن الشريط سيحث الجهاديين على استخدام السلاح البيولوجي والكيماوي والنووي في مهاجمة الغرب.
"وأضاف المتحدث قائلا إن مكتب التحقيقات أرسل تحذيرا إلى أجهزة الامن الامريكية بشأن تسجيل الفيديو المتوقع، مشيرا إلى أن التحذير إجراء وقائي روتيني وقد أرسل الي 1800 جهاز أمني امريكي.
"وفي أعقاب ذلك، قال مسؤول بالاستخبارات الامريكية إنه لا يوجد ما يشير إلي ان تنظيم القاعدة اكتسب القدرة على استخدام اسلحة للدمار الشامل.
"وكان المسؤول يتحدث عقب تقرير عن بث متوقع لتسجيل مصور للقاعدة يحث مقاتليها على استخدام مثل تلك الاسلحة في هجمات على الغرب.
"وقال المسؤول : "في هذه المرحلة لا توجد أدلة على انهم حصلوا على هذه القدرة ولكن من الواضح ان ذلك هو مقصدهم وهو شيء يجب ان نكون على وعي به وان نهتم به".
"يذكر أن السلطات الامريكية تتهم أسامة بن لادن زعيم القاعدة بالمسؤولية عن هجمات سبتمبر التي شنت في نيويورك وواشنطن عام 2001 وقتل فيها حوالي ثلاثة الاف شخص، وتفجيرات جزيرة بالي السياحية الاندونيسية في أكتوبر عام 2002 والتي أسفرت عن مقتل 202 شخص "..
و إلى هنا ينتهى الخبر ، غير أن التوافق بين الدولتين ، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، أو تضافر الجهود والتعاون المغرض بينهما لم يعد بحاجة إلى اى تعليق ، وكل ما يمكن للقارىء أن يقوله هو أن هناك ثمة ترتيبات تتم لتوجيه ضربة جديدة ضد إحدى الدول الإسلامية .. فبعد بلاد البلقان وأفغانستان والعراق ، وكلها حروب إقتلاعية مختلقة و ظالمة وغير مشروعة ، بدأت التلميحات تتجه منذ فترة صوب إيران .. والغريب أن مشعلى الحروب هؤلاء لا يكلون ولا يملون من تكرار نفس السيناريوهات التى باتت مفضوحة ، خاصة بعد مسرحية الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى اختلقتها سياسة البيت "الأبيض" لتتلفع بشرعية دولية لإقتلاع الإسلام والمسلمين ..
ومن الوقاحة الا يخجل أحد المسؤلين المشار إليه فى الخبر بعاليه ، من قول عبارة : "لا يوجد ما يشير إلى ان تنظيم القاعدة اكتسب القدرة على استخدام أسلحة الدمار الشامل" أو عبارة انه "فى هذه المرحلة لا توجد أدلة على أنهم حصلوا على هذه القدرة ولكن من الواضح ان ذلك هو مقصدهم وهو شىء يجب ان نكون على وعى به وان نهتم به " !
فهم الذين يفترون، وهم الذين يتخذون فرياتهم سندا ودليلا لإطلاق المعارك كيفما يشاؤن .. ولا ادل على ذلك من مسرحية الحادى عشر من سبتمبر التى إختلقوها وأخفوا ما ارادوا حجبه من الأخبار ، من قبيل أؤلئك الأربعة آلاف يهودى الذين أصيبوا بنوبة برد جميعهم فى نفس ذلك اليوم ولم يذهبوا الى مكاتبهم ، أو خبر البرج الثالث الذى إنهار فى ثمانية ثوان دون أن تمسة أية طائرة أو أى صاروخ ، بل ودون ان تحدث أية تلفيات فى المبانى المجاورة نتيجة لإنهياره .. وهو ما يعنى ان حتى هذا البرج الثالث قد تم نسفة بنفس طريقة الهدم تحت السيطرة !
وهذا البرج الثالث كان يُعرف بأنه برج مركز التجارة العالمى رقم 7 ، وكان يبعد على مسافة مائة مترا تقريبا من البرجين اللذان إنهارا بنفس الطريقة . وقد سقط البرج الثالث فى الساعة الخامسة والثلث ، أى بعد سبع ساعات من إنهيار البرجين. وهذا البرج الثالث المكون من 47 طابقا كان يضم مكاتب المخابرات المركزية الأمريكية ، السى آى إيه ، وعدة مكاتب خدمات أخرى إضافة إلى بعض مراكز للقيادة العسكرية ... والغريب أن تقرير لجنة التحقيق الأمريكية لسنة 2004 لا تتحدث عن ذلك البرج الثالث ولم تذكره .. ولا وسائل الإعلام التى يمولها تجار السلاح هناك. ووفقا لبعض المعلقين : فإن أكاذيب الحكومة تنهار بدورها على أسسها !

أما تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية المجيد فى إختلاق الأحداث ثم التذرع بها لتقوم ببطشها الأرعن بلا حساب أو محاسبة من أحد ، فيكفى أن نلقى بنظرة على مقال الكاتب ميشيل كولون المنشور فى موقعه يوم 16 مايو الحالى ، وتناقلته عنه عدة مواقع لأهميته ، ويمكن إيجازه فيما يلى :
1 - فيتنام (1964-1975) :
الأكاذيب الإعلامية : قيل ان شمال فيتنام قد هاجم بارجتين امريكيتين يومى 2 و 3 أغسطس 1964 فى خليج تونكين ..
وما عُرف بعد ذلك : أن هذا الهجوم لم يتم أبدا ، وأنه إختراع من البيت الأبيض ..
والهدف الحقيقى : منع تحرير فيتنام والحفاظ على السيطرة الأمريكية فى المنطقة !
النتيجة : ملايين الضحايا ، وتخلقات جينية بشعة ، ومشاكل إجتماعية ضخمة.

2 – غرناطة ( 1983) :
الأكاذيب الإعلامية : تلك الجزيرة الصغرى من جزر البحر الكاريبى متهمة ببناء قاعدة حربية سوفييتية و وضع حياة الأطباء الأمريكان فى خطر ..
وما عُرف بعد ذلك : انه إدعاء كاذب تماما وأن الرئيس ريجان هو الذى إختلق هذه الإدعاءات ..
والهدف الحقيقى : منع عمليات الإصلاح الداخلية الإجتماعية والديمقراطية التى كان يحاول القيام بها رئيس الوزراء الذى تم إغتياله !
النتيجة : عملية قمعية عنيفة وإعادة السيطرة لواشنطون .

3 - بانما (1989) :
الأكاذيب الإعلامية : الغزو يهدف إلى وقف الرئيس نورييجا لإتجاره بالمخدرات .
وما عُرف بعد ذلك : على الرغم من ان نورييجا كان صنيعة المخابرات المركزية ، فقد كان يطالب بإنهاء إمتياز قناة بانما ، وهو ما لم تقبله الولايات المتحدة
الهدف الحقيقى : الحفاظ على السيطرة الأمريكية على هذا الموقع الإستراتيجى .
النتيجة : القذف الأمريكى اودى بحياة حوالى أربعة آلاف مدنيا ، تجاهلت وسائل الإعلام الإشارة إليهم !

4 – العراق (1991) :
الأكاذيب الإعلامية : أن العراقيين قد سرقوا حضانات مدينة الكويت !
وما عُرف بعد ذلك : إختلاق تام من إحدى الوكالات الدعائية هى "هيل و نولطون "
الهدف الحقيقى : منع الشرق الأوسط من مقاومة الكيان الصهيونى والحصول على الإستقلال من تبعيته لأمريكا !
النتيجة : ضحايا لا حصر لها نتيجة الغزو ثم فرض عملية حظر حتى على الأدوية ..

5 – الصومال (1993) :
الأكاذيب الإعلامية : السيد كوتشنر يظهر على المسرح العالمى كبطل تدخل إنسانى ..
وما عُرف بعد ذلك : أن أربع شركات أمريكية كانت قد اشترت ربع المخزون الصومالى من البترول
الهدف الحقيقى : السيطرة على منطقة إستراتيجية عسكريا ..
النتيجة : عند فشلها فى السيطرة لصالحها ستُبقى الولايات المتحدة المنطقة فى خواء ممتد ..

6 - البوسنة (1992-1995) :
الأكاذيب الإعلامية : الشركة الأمريكية "رودر فينّ " وبرنار كوتشنر يكشفان عن معسكر الإبادة العرقية للصرب.
وما عُرف بعد ذلك : أن "رودر فينّ " و كوتشنر كانا يكذبان ، وأن المعسكر كان لتبادل الأسرى ، وقد إعترف بذلك الرئيس عزت بيجوفيتش.
الهدف الحقيقى : تحطيم يوغسلافيا اليسارية وإقتلاع نظامها الإجتماعى ، وإخضاع المنطقة للقوى المتعددة الجنسيات ، والسيطرة على الدانوب والطرق البلقانية الإستراتيجية .
النتيجة : أربعة أعوام من الحرب البشعة خاصة ضد المسلمين ، أثارتها برلين وأمدتها واشنطن ..

7 - يوغسلافيا (1999) :
الأكاذيب الإعلامية : قيام الصرب بعمليات قتل عرقى لألبان كوسوفا .
وما عُرف بعد ذلك : إعتراف رئيس منظمة حلف الأطلنطى جامى شيا بأنها فريات بحتة من منظمته !
الهدف الحقيقى : فرض سيطرة حلف الأطلنطى على البلقان ، وتحويلها الى جند حرس للعالم بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية فى كوسوفا !
النتيجة : الفان من الضحايا للقذف الناجم عن منظمة حلف الأطلنطى ، وعملية تطهير عرقى لكوسوفا تحت حماية الخوذات الزرقاء لحلف الأطلنطى ..

8 - أفغانستان (2001) :
الأكاذيب الإعلامية : يوش يزعم أنه ينتقم لأحداث 11 سبتمبر والقبض على بن لادن ..
وما عُرف بعد ذلك : لا وجود لتنظيم القاعدة المزعوم ، وأن طالبان كانوا قد إقترحوا تسليم بن لادن..
الهدف الحقيقى : السيطرة العسكرية على المركز الإستراتيجى لأسيا ، وبناء خط انابيب بترول والسيطرة على الإمداد بالطاقة لجنوب آسيا ..
النتيجة : إحتلال طويل المدى ، وإرتفاع مهول فى إنتاجية وتجارة المخدرات !

9 – العراق (2003) :
الأكاذيب الإعلامية : كولن باول يؤكد فى هيئة الأمم المتحدة أن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل ، مع تقديم الأدلة !!
وما عُرف بعد ذلك : أن البيت الأبيض قد أمر مكاتبه الخاصة بتزوير تقارير وإختلاق غيرها !
الهدف الحقيقى : السيطرة على كل منابع البترول ومساومة منافسيها : أوروبا واليابان والصين ..
النتيجة : إغراق العراق فى همجية طائفية لا حد لها ..

10 – فنزويلا – الإكوادور (2008 ؟) :
الأكاذيب الإعلامية : أن شافيز يساند الإرهاب ويستورد الأسلحة إضافة إلى كونه دكتاتورا ..
وما نعرفه فعلا : ان كثير من الأكاذيب الإعلامية السابقة قد تبين زيفها ، ومنها أنه يضطهد شعبه ، أو معادى للسامية ، و تتواصل الشيطنة !!
الهدف الحقيقى : الشركات الأمريكية المتعددة الجنسيات تود السيطرة على البترول وعلى الثروات الأخرى لأمريكا اللاتينية ، ويخشون التحرر الإجتماعى والديمقراطى للقارة .
النتيجة : واشنطن تقود حرب شاملة ضد القارة بعمل إنقلابات وتخريب إقتصادى ومساومات وإقامة قواعد عسكرية قرب منابع الثروات الطبيعية ..

الخلاصة : أن كل حرب تقودها او تختلقها السياسة الأمريكية تسبقها وتبررها عدة أكاذيب إعلامية ، وهذا الحصر الشديد الإختصار أبعد ما يكون عن الكمال ! إن منع إندلاع الحروب يعتمد أساسا على كشف الأكاذيب الإعلامية التى تساندها فى أقرب وقت ممكن وبأوسع نطاق ممكن .

وما يمكننا إضافته إلى هذه المقتطفات العشر ، التى تثبت يقينا ان السياسية الأمريكية ،مصرة إصرارا أكمه وفاقد البصر والبصيرة ، على مواصلة حربها لإقتلاع الإسلام و للسيطرة على ثروات العالم ومنابعها ، هو أن نرفع هذه الحقائق إلى كافة المسؤلين و أصحاب القرار فى العالم الإسلامى والعربى ، فى مختلف مجالاتهم ، أن يكفوا عن تبعية باتت مخزية لهم قبل شعوبهم ومواطنيهم ، وأن يتقوا الله بعدم الإنسياق فى إعطاء الضوء الأخضر لتلك السياسة الأمريكية لشن حربها المرتقبة والشديدة الوضوح ضد دولة إسلامية أخرى ؟؟

 

الدكتورة زينب
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط