صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مسلسل بنديكت 16 والصهاينة ..

الدكتورة زينب عبدالعزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


تتواصل أحداث مسلسل البابا بنديكت 16 والصهاينة بصورة تدفع إلى التساؤل عما ستؤدى إليه هذه التنازلات التى يقدمها لهم والتى تكشف إلى أى مدى يتمتع الصهاينة باليد العليا فى المؤسسة الفاتيكانية .. ففى إنصياع مهين – رغم كل ما يضفونه على الحدث من بساطة مفتعلة ، يواصل بنديكت 16 تنازلاته الواضحة للصهاينة. وما نعنيه هنا يتعلق تحديدا بالفضيحة التى دوّت أثناء إنعقاد سينودس الأساقفة (5-25 اكتوبر 2008) ، حين وقف الحاخام شئير ياسوف كوهين ليعلن فى المداخلة التى ساهم بها قائلا: " نحن معترضون على إضفاء صفة القداسة على بيوس 12 ، فلا يمكننا ان ننسى صمته أيام المحرقة ، ولا يمكننا أن ننسى الواقعة الأليمة لعدة كبار الشخصيات بما فيهم كبار الزعامات الدينية صمتهم وعدم قيامهم بإنقاذ إخواننا وآثروا الصمت (...) لا يمكننا أن نغفر ولا أن ننسى ، ونرجو أن تتفهموا موقفنا (...) بل ونأمل الحصول على معاونتكم كمسؤلين دينيين لحماية دولة إسرائيل والدفاع عنها من أيدى أعدائها ، فهى الدولة الوحيدة والمتفردة ذات السيادة من بين أهل الكتاب "..

وبخلاف تكراره إتهام بيوس 12 بالتواطؤ مع النازى ثلاث مرات فى هذه المداخلة التى ألقاها ، قام الحاخام كوهين بمطالبة الفاتيكان بفتح أرشيفه السرى فوراً لكل المؤرخين الأمناء والباحثين حتى تتكشف الحقائق للجميع ..

وإن كان الأب بيتر جومبل (P. Gumpel)، المسؤل عن إجراءات تطويب البابا بيوس 12، قد أعلن عن غضبه آنذاك موضحا موقف اليهود من المسيح، عليه السلام، وإتهامهم إياه بإنه " إبن زانية من جندى رومانى " – والمعروف أن اليهود لم يبدّلوا نصوصهم أو حتى لم يعتذروا عما بها من إتهامات مهينة جارحة حتى الآن ، فقد تم تطويق هذا الحدث لحصره فى أضيق نطاق ..

وفى أول نوفمبر الحالى أعلن أحد مواقع الفاتيكان بالبنط الأحمر العريض موضحا: "ان بنديكت 16 لن يقوم بتطويب بيوس 12 قبل فتح أرشيفه الخاص بهذه الحقبة ، وذلك خلال ست أو سبع سنوات" !! وأول ما يتبادر إلى الذهن حول هذه المدة المفترضة لفتح الأرشيف ، بخلاف مستوى الإنصياع للأوامر وإبتلاع الصفعة وكأنها لم تكن ، هو بلا شك إمكانية التلاعب بالوثائق بشتى الطرق والوسائل !

ويوضح الخبر الصادر عن الفاتيكان : "ان البابا بنديكت 16 يدرس جدّيا تجميد إجراءات تطويب يسوي 12 حتى يتم فتح الأرشيف التاريخى ليكون فى متناول الباحثين" ، موضحا ان البابا قد أعرب عن هذه الملاحظة يوم الخميس 30/10 عند إستقباله وفدا من اللجنة الدولية اليهية للإستشارات الدينية (IJCIC). وقد أعلن الحاخام دافيد روزن رئيس اللجنة أنه قد تم تناول هذا الموضوع أثناء المحادثات التى أعقبت الخطب الرسمية للإستقبال. ثم أعلن فى لقاء صحفى قائلا : "ان أحد أعضاء اللجنة قال للبابا : "نرجو عدم المضى قدما فى إجراءات تطويب بيوس 12 طالما لم يُفتح أرشيف الفاتيكان السرى ليسمح بتحليل تاريخى " ، وأجاب البابا قائلا أنه "يبحث الأمر جدّيا" !

وقد علق فدريكو لومباردى ، المتحدث الرسمى باسم الفاتيكان ، أن هذه الوثائق تتكون من حوالى 16 مليون وثيقة وأنها بحاجة إلى الفرز والترتيب فيما يقارب 15430 ملفا بترتيب موضوعى.

والمعروف أن العديد من المنظمات اليهودية والأغلبية الساحقة للمؤرخين يدينون موقف بيوس 12 ومنهم من يطلق عليه "بابا هيتلر" ، كما يدينون صمته أيام "المحرقة". إضافة إلى ان التعليق الموجود تحت صورته فى متحف ياد فاشيم بالقدس يؤكد رأى اليهود فى ذلك البابا .. والجدير بالتأمل ان يطلب الحاخام روزن فتح الأرشيف فورا ، قائلا : "نحن نجدد طلبنا بأن تتاح الفرصة للعلماء بأن يتوصلوا كاملا وبكل شفافية إلى وثائق أرشيف تلك الفترة بحيث ان التقييم المتعلق بالأفعال والإجراءات المتخذة أثناء تلك الفترة المأساوية يمكنها الحصول على المصداقية التى تستحقها ، سواء فيما بين مجتمعاتنا أو خارجها" ! بينما يرد بنديكت 16 انه يفكر جدّيا فى فتحه للباحثين بعد ست او سبع سنوات ..

والمعلن أيضا ان اللجنة المسؤلة عن "إختلاق" القديسين قد انتهت من إجراءات التطويب منذ عام بأكمله، إلا أن بنديكت 16 قد أجّل توقيع القرار بحجة "أنه بحاجة إلى مزيد من التأمل ليظل على علاقة طيبة مع اليهود" .. أما الحاخام روزن فقد علق قائلا : "لا يتعيّن على الشعب اليهودى ان يقول للكنيسة من هم قدسيها .. ومع ذلك ، فإن كانت الكنيسة تقول ، كما تفعل ، وأنها ترغب فى أن تعيش فى علاقات محترمة متبادلة مع الشعب اليهودى ، فيتعيّن علينا ان نأمل فى أن تؤخذ مشاعرنا فى الإعتبار" ..

وكان الممثل لمنظمة المؤسسات اليهودية فى فرنسا قد اعرب فى اواخر اكتوبر الماضى قائلا : "ان مشروع تطويب بيوس 12 سيأتى بضربة قاسمة فى العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم اليهودى" – ويعنى العلاقات الفاتيكانية الإسرائيلية التى أقيمت عام 1993 نتيجة لمجمع الفاتيكان الثانى (1962- 1965) ، الذى خرجت فيه المؤسسة الفاتيكانية عن نصوص دينها وبرأت اليهود من دم المسيح بعد ان ظلت حواللا الفى عام تتهمهم وتلعنهم فى صلواتها !

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
الدكتورة زينب
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط