اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/fatwa/sahm/61.htm?print_it=1

معالم في طريق المستثمر المسلم

عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن المال عصب الحياة، وحفظه من مقاصد الشرع، والكل يجري وراءه؛ لأنه يسهل على الناس حياتهم ويوصلهم لكثير من رغباتهم، وقد كثرت التآليف في القديم والحديث في هذا المجال، ولكن كثيراً منها يحكي تجارب ونظريات اقتصادية مادية مع إهمال الأشياء غير المادية لانتعاش الاقتصاد والحد من الأزمات الاقتصادية. وفي هذه الأوراق محاولة للمساهمة في هذا المجال معتمدا على نصوص الوحيين وما ورد عن السلف الصالح ومن الله أستمد العون.

من أسباب الغنى:
من الأسباب الشرعية لجلب الرزق والبركة فيه ما يلي:
تقوى الله _عز وجل_، قال _تعالى_: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" (الطلاق: 2، 3).
ألا يعتمد العبد على الأسباب، بل يقرن ذلك بالتوكل كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا"(1)، وصدق أبو الأسود الدؤلي في قوله:

وليس الرزق عن طلب حثيث  *** ولكن ألقِ دلوك في الدلاء(2)

ومنها الاستغفار، كما في سورة نوح: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً" (نوح: 10- 12)، وفي سورة هود: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ" (هود: من الآية3).

ومنها الاستعاذة من الفقر وسؤال الله الغنى، كما في حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يدعو حين يصبح ثلاثا، وحين يمسي ثلاثا: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر"(3). وفي الحديث الآخر: "من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل"(4).

أن يأخذ المال بسخاوة نفس ولا يأخذه بإشراف نفس لحديث حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال: يا حكيم إن هذا المال خَضِرَةٌ حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى..."(5).

الرضا بقسمة الله _عز وجل_، فقد صح عن رجل من بني سليم رضي الله عنه قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن الله _تعالى_ يبتلي العبد فيما أعطاه فإن رضي بما قسم الله له بورك له فيه ووسعه وإن لم يرض لم يبارك له ولم يزد على ما كتب له"(6).

تفريغ القلب لعبادة الله تعالى؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن الله _تعالى_ يقول: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدَّ فقرك وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك"(7).

جعل الاهتمام القلبي للآخرة، لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له"(8).

نفع العباد وبذل النعم لهم، لحديث ابن عمر _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن لله _تعالى_ أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم"(9). وفي الحديث الآخر: "ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده"(10).

الزواج من أسباب الرزق لحديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف"(11).

المتابعة بين الحج والعمرة، لحديث عمر _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد"(12).

صلة الرحم، لحديث أنس _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:"من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"(13).وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر"(14).

حسن التعامل مع الآخرين وخصوصا الجار منهم، لحديث عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمِّرن الديار ويزدن في الأعمار"(15).

من أسباب الأزمات الاقتصادية وتفشي الفقر:
لا يشك أحد أن العالم الإسلامي يشكو من أزمات اقتصادية خانقة في بعض الدول، و أسباب هذه المشكلة داخلية كما قال _تعالى_: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (الشورى:30)، وقال: "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" (آل عمران: من الآية165)، وقد حذر النبي _صلى الله عليه وسلم_ أمته من بعض الأمور المسببة للأزمات الاقتصادية فمن هذه الأسباب:

1- الغش التجاري بنقص المكيال والميزان؛ لحديث ابن عمر الآتي.

2- منع الزكاة الواجبة،لحديث ابن عمر _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "يا معشر المهاجرين: خصال خمس إذا ابتليتم بهنَّ وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم تحكم أئمتهم بكتاب الله _عز وجل_ ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم"(16).

3- الحكم بغير ما أنزل الله؛ لحديث ابن عباس _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "خمس بخمس، ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر"(17).

4- التعامل بالربا؛ لقول الله _تعالى_:"يمحق الله الربا ويربي الصدقات" وعن ابن مسعود _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قلٍّ"(18).

5- تفشي الحلف بالله _تعالى_ بين التجار لترويج بضائعهم؛ لحديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب"(19). عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفِّق ثم يمحق"(20).

فضيلة العمل والاكتساب:
لقد أمر الله عباده بالعمل وطلب الكسب ، فمن ذلك قوله _تعالى_: "هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا..." (هود: من الآية61)، وقال _تعالى_: "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ..." (الملك: من الآية15)، وقال _سبحانه_: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الجمعة:10)، وقال _تعالى_: "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (المزمل: من الآية20).

وفي السنة نجد أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ استخدم عدة طرق للاستفادة من القوى المعطلة وحثها على الكسب والعمل فمنها:

1- الإخبار بأن من عمل ليسعى على نفسه وعائلته فهو في سبيل الله، كما في حديث كعب بن عجرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن كان خرج يسعى على وُلده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان"(21). بل إن النفقة على الأهل صدقة كما في حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنهما عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "نفقة الرجل على أهله صدقة"(22). بل إن المزارع يؤجر على ما أكلته الطيور من زرعه كما في حديث أنس رضي الله عنهما عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة إلا كان له صدقة"(23).

2- الإخبار بأن أطيب الكسب ما كان ناتجا عن عمل أو تجارة، كما في حديث رافع بن خديج _رضي الله عنه_ قال: سئل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن أطيب الكسب فقال: "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور"(24).

3- ذم مسألة الناس وأن الاحتطاب خير منه، كما في حديث هشام بن عروة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة حطب على ظهره فيبيعها ويستغني بثمنها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه"(25).

4- تحذير الصحابة من سؤال الناس وأن ذلك محرم إلا في حالات خاصة؛ لحديث قبيصة بن المخارق _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال له: "يا قبيصة، إن المسأله لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، ورجل أصابته فاقة..."(26). وفي حديث عبدالله بن عمرو _رضي الله عنهما_: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرةٍ سويٍّ"(27)، ومن المأثور عن علي _رضي الله عنه_ أنه قال:

لنقل الصخر من قلل الجبال  *** أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار  *** فقلت العار في ذل السؤال(28)

5- ذكر القدوات من الأنبياء، وأنهم كانوا يعملون بأيديهم(29)، فقد ذكر _صلى الله عليه وسلم_ مهن الأنبياء حثا لأمته على الاقتداء بهم، كما في قوله _تعالى_ : "أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ" (الأنعام: من الآية90)، فعمل نوح بالنجارة وداود كان يأكل من عمل يده مع ما أعطاه الله من الملك كما في حديث المقدام بن معدي كرب -رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود _عليه السلام_ كان يأكل من عمل يده"(30)، وورد أنه كان يعمل بالحدادة وفي التنزيل: "وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ" (الأنبياء: من الآية80) وفي آية أخرى: "وألنا له الحديد"(سبأ:10)، وكان زكريا نجاراً(31)، وعمل إدريس بالخياطة وما من نبي إلا ورعى الغنم كما ثبت في الصحيح(32). وعمل نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ بالرعي كما في الحديث السابق وفيه: حتى أنت يا رسول الله؟ قال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" وعمل بالتجارة كما في حديث السائب بن أبي السائب _رضي الله عنه_ قال: "كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ شريكي، وكان خير شريك، لا يداري ولا يماري"(33). واقتدى بهم صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فعملوا في التجارة والصناعة والزراعة كما في تراجمهم(34).

فقد وعى السلف _رضي الله عنهم_ هذا المقصد الشرعي فكثرت أقاويلهم في الحث عليه، فمن ذلك:
ما رواه ابن المبارك عن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ أنه قال: تعلموا المهن(35). وقال _رضي الله عنه_: "مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس"(36).
ولما حج بعض أهل اليمن بغير زاد وقالوا: نحن متوكلون، بلغ ذلك عمر فقال: كذبتم إنما المتوكل رجل ألقى حبه في التراب وتوكل على رب الأرباب(37).
وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبدالله –يعني أحمد بن حنبل- يأمر بالسوق ويقول: "ما أحسن الاستغناء عن الناس"(38).
وقال له رجل: إني في كفاية، فقال أحمد: "الزم السوق تصل به الرحم وتعود به على عيالك"(39).

وقال أيوب لرجل: "الزم السوق فإنك لا تزال كريما على إخوانك ما لم تحتج إليهم"(40).
وقال علي بن جعفر: مضى أبي إلى أبي عبدالله- يعني الإمام أحمد- وذهب بي معه فقال له: يا أبا عبدالله، هذا ابني، فدعا لي، وقال لأبي: ألزمه السوق وجنبه أقرانه(41).
وقال أسود بن سالم لأحد أصحابه: اشتر وبع ولو برأس المال(42). وقال معروف الكرخي: "من اشترى وباع ولو برأس المال بورك فيه كما يبارك في الزرع بماء المطر"(43). وذلك أنه ببيعه ولو برأس ماله يستفيد خبرة في البيع وأساليبه، كما أن البضاعة كلما خزنت أكثر فإن سعرها يقل في الجملة.
ورؤي على علي _رضي الله عنه_ إزار غليظ فقال: اشتريته بخمسة دراهم، من أربحني فيه درهما بعته"(44).

ومن وصايا السلف لمن يريد أن ينجح في عمله التجاري أو الزراعي أن يباشر العمل بنفسه ويراقب عماله، فقد قال عبدالله بن عمرو _رضي الله عنهما_ لابن أخيه وقد خرج من بستانه : أيعمل عمالك؟ قال: لا أدري، قال: أما لو كنت ثقيفا لعلمت ما يعمل عمالك، ثم التفت _رضي الله عنه_ إلى جلسائه، وقال: إن الرجل إذا عمل مع عماله في داره أو في ماله كان عاملا من عمال الله _عز وجل_"(45).

استثمار الأموال:
صح عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "ألا من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة"(46).
وفي قصة صاحب البستان الذي سمع صوت في السحاب يقول: اسق حديقة فلان" فسأله السامع عن سبب ذلك فقال: فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد فيه ثلثه"(47).

ومما جاء في ذلك أيضا أن من باع عقارا فليجعله في عقار آخر وإلا نزعت منه البركة، كما في حديث حذيفة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من باع عقارا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها"(48). وعن سعيد بن حريث _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من باع منكم دارا أو عقارا فليعلم أنه مال قمن ألا يبارك له فيه إلا أن يجعله في مثله"(49).

الاقتصاد في الإنفاق:
الإسراف والتبذير في الموارد يزيد في تضخم مشكلة تدهور البيئة، لذلك وضع الإسلام قواعد تمنع أي هدر في أي مورد، قال تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً" (الفرقان:67). وقال: "وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الأنعام: من الآية141)، وقال: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ" (الإسراء: من الآية27)، وقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ لسعدٍ وهو يتوضأ: "ما هذا السرف يا سعد؟"، فقال: أفي الوضوء سرف؟ قال _صلى الله عليه وسلم_: "نعم، وإن كنت على نهر جار"(50). وقال _صلى الله عليه وسلم_ لأعرابي سأله عن الوضوء، فأراه _صلى الله عليه وسلم_ الوضوء ثلاثاً، ثم قال: "هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى أو ظلم"(51).

فإن كان في الوضوء سرف وهو مدخل للعبادة، فكيف بالإسراف والتبذير الذي يتعدى حدود الحلال، والذي يُنَفَّذ بشكل واسع عند كثير من الأمم على مستوى الأفراد والجماعات والدول؟!

ولا شك أن الكثير من الناس يعانون من عدم كفاية مرتباتهم مع أنها ليست قليلة والسبب الرئيس في ذلك عدم القدرة على الاقتصاد في المعيشة، وقد ورد أن الاقتصاد في حال الغنى فضلا عن حال الفقر من أسباب النجاة، فقد ثبت في الحديث: "ثلاث منجيات: القصد في الفقر والغنى..."(52). قال ميمون بن مهران: "اقتصادك في المعيشة يلقي عنك نصف المؤونة"(53).

أهمية الصيانة:
من المعلوم أن العمر الافتراضي لأي آلة أو مبنى أو ملبوس يتأثر بطريقة الاستخدام ومدى الاهتمام بالصيانة، وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الخرق في المعيشة أخوف عندي عليكم من العوز، لا يقل شيء مع الإصلاح ولا يبقى شيء مع الفساد"(54).
وأنشد الإمام أحمد:

قليل المال تصلحه فيبقى *** ولا يبقى الكثير مع الفساد(55)

بعد النظر للمستقبل:
إن بعد النظر للمستقبل وأخذ الحذر من الحوادث غير المتوقعة دليل على حصافة الرجل وحسن تدبيره، وقد روى عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يبيع نخل بني النضير ويحبس لأهله قوت سنتهم"(56).

ورد الحث على العمل ولو لم يكن العامل سيستفيد من هذا العمل في القريب العاجل بل ربما لا يستفيد منه إلا الجيل القادم،حتى إنه ورد عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن قامت على أحدكم القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"(57).

وقال عمر بن الحطاب _رضي الله عنه_ لخزيمة بن ثابت _رضي الله عنه_: ما يمنعك أن تغرس أرضك؟ فقال خزيمة: أنا شيخ كبير أموت غدا، فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسنها(58).

وقال الحارث النخعي: رجعنا من القادسية فكان أحدنا يُنتَج فرسه من الليل، فإذا أصبح نحر مهرها فيقول: أنا أعيش حتى أركب هذه؟ فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إلينا: أن أصلحوا ما رزقكم الله فإن الأمر نَفَس" أي: سعة(59).

وذكر بعض الإخباريين أن أحد الخلفاء مر على شيخ يغرس شجرة زيتون، فتعجب الخليفة وقال: كيف تغرس هذه الشجرة مع علمك أنها لا تثمر إلا بعد سنوات طويلة ومن البعيد أن تدرك ذلك، فقال الشيخ: زرع آباؤنا فأكلنا ونزرع ليأكل أبناؤنا.

الاستفادة من النفايات:
بدأت الدعوات من المتخصصين في المحافظة على البيئة والاقتصاديين إلى ضرورة تدوير النفايات والاستفادة من الصالح منها، وقد ورد مثل ذلك عن سلفنا الصالح ، فقد روى ابن قتيبة عن الأصمعي أن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_لقط نويات من الطريق فأمسكها بيده حتى مر بدار قوم فألقاها فيه وقال: "تأكله داجنتهم"(60).
ورأى أبو الدرداء _رضي الله عنه_حبًّا منثورا في غرفة له فالتقطه وقال:"من فقه الرجل رفقه في معيشته"(61).
وتصدقت عائشة بحبة عنب، وقالت لنسوة عندها: "هذا أثقل من مثاقيل ذر كثيرة" وذكر مثل ذلك عن عبدالرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم(62).

أهمية التكافل والاشتراك:
صح في الحديث أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم"(63).
ومن صور التكافل العارية، وقد ذم الله قوما بمنعهم إعارة ما عندهم من ماعون ونحوه فقال: "وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ" (الماعون:7).

التشديد في الدين:
فإن احتاج أحد إلى المال بعد كل ما سبق من الإرشادات الشرعية لاتقاء شبح الفقر والحاجة؛ فهل يستعجل في الدَّين؟، لا، بل عليه أن يفكر كثيرا قبل الإقدام على هذا الأمر، فقد وردت النصوص في التشديد في أمر الدين فمن ذلك:
1-ما رواه محمد بن جحش _رضي الله عنه_قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "سبحان الله ماذا أنزل من التشديد في الدين والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل، وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه"(64).

2-ومنه ما رواه ثوبان _رضي الله عنه_قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من فارق الروح جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين والغلول"(65).

فإذا تأمل هذه النصوص ورأى أنه لا مفر من الدين ولم يكن دينه فيما يكره الله، فلا بأس بالدين حينئذ، فقد روى عبدالله بن جعفر _رضي الله عنه_قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن الله تعالى مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن دينه فيما يكره الله"(66). وقال _صلى الله عليه وسلم_:"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله"(67).

وبعد الاستدانة عليه أن يكثر من الأدعية التي وردت فيمن عليه دين، فمن ذلك ما رواه علي _رضي الله عنه_قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك"(68)، ومن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري _رضي الله عنه_قال: "دخل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله. قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل: إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: ففعلت، فأذهب الله همي وقضى عني ديني"(69).

توثيق العقود:
يخطئ الكثير من الناس حينما يجرون بعض العقود دون كتابة أو شهادة، ولو وثق الناس ديونهم ومعاملاتهم بالكتابة والشهادة لارتاح القضاة في المحاكم من كثير من القضايا، ومن المتقرر أن من مقاصد الشرع الحرص على كل ما يجمع كلمة المسلمين والأمر به والمنع من كل ما يسبب الفرقة والشحناء بينهم ولهذا فإننا نجد أن أطول آية في متاب الله تعالج مشكلة عدم توثيق العقود، فقد قال _تعالى_: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ..." (البقرة: من الآية282)، وفيها الأمر بكتابة الدين وأجل ذلك الدين، ثم قال: "فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ..." (البقرة: من الآية282) وفيها أن من عليه الدين هو الذي يكتب إقرارا بالدين أو يملي إن لم يكن كاتبا، ثم قال: "وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا" (البقرة: من الآية282) وفيها أن الدين ولو قل فإن من الحكمة أن يكتب، وأن الحكمة من ذلك أن الكتابة من القسط والحكمة التي أمر الله بها وأنها تدفع الريبة والخطأ الذي يسبب ضياع الحقوق ومن ثم يسبب الشحناء، ثم أكد الأمر بالشهادة فقال: "وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ" (البقرة: من الآية282)(70).

والجمهور على أن هذه الأوامر للاستحباب لما ثبت أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ اشترى من جابر جملا فلم يشهد عليه، قالوا: ولأن الأمر للإرشاد. واختار ابن حزم الوجوب لظاهر الأمر. ولحديث أبي موسى _رضي الله عنه_قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ثلاثة يدعون الله _عز وجل_ فلا يستجاب لهم : رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه ورجل آتى سفيها ماله وقد قال الله _تعالى_: "وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ" (النساء: من الآية5)"(71).

ومن العجيب أن البعض يتساهل في هذا الأمر معللين بأن الثقة موجودة، مع أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ اشترى من أحد أصحابه وكتب كتابا في ذلك،فعن العداء بن خالد _رضي الله عنه_في قصة شرائه _صلى الله عليه وسلم_ منه وأنه كتب كتابا بذلك جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ، اشترى منه عبدا أو أمة على ألا داء ولا غائلة ولا خُبثة، بيع المسلم للمسلم"(72).

وسبب الأمر بالتوثيق أنه قد يحصل نسيان لبعض الحق أو جميعه، أو لصاحب الحق، وقد تحصل الوفاة لأحد المتعاقدين فيضيع الحق، ولسبب تشريع الكتابة والشهود قصة رواها أبو هريرة _رضي الله عنه_عن رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ وفيها أن الله أرى آدم ذريته فقال _تعالى_: "هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوأهم أو من أضوئهم، قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داوود، وقد كتب له عمر أربعين سنة. قال: يا رب زد في عمره، قال: ذاك الذي كتبت له، قال: أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك، ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، فكان آدم يعد لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد تعجلت، قد كتب لي ألف سنة، قال بلى، ولكنك جعلت لابنك داوود ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود"(73).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أهم المراجع:
الآداب الشرعية لابن مفلح تحقيق عمر القيام وشعيب الأرناؤوط.
جمع الفوائد للمغربي.
الحث على التجارة للخلال تحقيق محمود الحداد.
الرؤية الإسلامية لسلوك المستهلك- للدكتور زيد الرماني- الطبعة الأولى-1422هـ- دار طويق للنشر والتوزيع.
السلسة الصحيحة للألباني
صحيح الترغيب والترهيب للألباني
صحيح الجامع للألباني
كتاب الكسب – محمد بن الحسن الشيباني- تحقيق عبدالفتاح أبوغدة- نشر: مكتب المطبوعات الإسلامية-الطبعة الأولى.
الكشاف الاقتصادي للأحاديث النبوية- لمحيي الدين عطية-الطبعة الأولى 1408هـ -دار البحوث العلمية –الكويت.
المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبدالباقي.


-----------------------------------------
(1) رواه الترمذي 4/573 وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه2/1394.
(2) ديوان أبي الأسود /160.
(3) رواه أبو داود 5/325 والنسائي 3/74، و 8/262.
(4) رواه الترمذي كما في جمع الفوائد(2844).
(5) رواه البخاري 3/335 ومسلم 2/717.
(6) رواه احمد وصححه الألباني في صحيح الجامع /1869 والصحيحة /1658.
(7) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه الألباني /1914 والصحيحة/1359.
(8) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع/ 6510 والصحيحة/949،950.
(9) رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع/2164 والصحيحة/1692.
(10) أصل الحديث في مسلم ، جمع الفوائد(2798).
(11) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
(12) رواه احمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع/2899 والصحيحة/1200.
(13) رواه البخاري ومسلم.
(14) رواه احد والترمذي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع/ 2965 والصحيحة/276
(15) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع/3767 والصحيحة/519.
(16) رواه الحاكم وصححه الألباني في الصحيحة/106 وصحيح الجامع/7978.
(17) رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع /3240 وصحيح الترغيب/763.
(18) رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع/3542.
(19) متفق عليه وطرقه في الإرواء/1281.
(20) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع/ 2685.
(21) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع /1428.
(22) رواه البخاري/4006، كما في الفتح 7/317.
(23) رواه البخاري/2320 كما في الفتح 8/109، ومسلم/ 1553.
(24) رواه أحمد 4/141 والحاكم 2/10 وغيرهما كما في الصحيحة للألباني(607).
(25) رواه البخاري( كتاب البيوع – باب كسب الرجل وعمله بيده) الفتح 4/304.
(26) رواه مسلم(1044) وغيره
(27) رواه الترمذي(647) وحسنه وأبوداوود(1634)، ورواه النسائي 5/99 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(28) كتاب الكسب لمحمد بن الحسن /190.
(29) في كتاب الكسب لمحمد بن الحسن بعض الآثار في مهن الأنبياء من صفحة 74-80.
(30) رواه البخاري 4/303.
(31) رواه مسلم كما في جمع الفوائد (4571).
(32) رواه البخاري 4/441 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(33) رواه أبو داوود 5/170 وابن ماجه 2/768 والحاكم في المستدرك 2/61 وقال حديث صحيح الإسناد وأقره الذهبي.
(34) كما في كتاب المعارف لابن قتيبة/575، عن تعليق الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله على كتاب الكسب لمحمد بن الحسن/ 89.
(35) رواه ابن المبارك في الجهاد (178).
(36) نسبه صاحب كنز العمال 4/122 إلى وكيع في الزهد.
(37) نسبه صاحب كنز العمال 4/129 إلى الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في التوكل والعسكري في الأمثال والدينوري في المجالسة وعزاه السيوطي في الدر المنثور 8/238 إلى الحكيم الترمذي.ونسبه محقق الحث على التجارة /142 إلى الدميري في حياة الحيوان1/666 وبنحوه عند البيهقي في الشعب.
(38) رواه الخلال في الحث على التجارة /27 ومن طريقه ابن الجوزي في تلبيس إبليس(285).
(39) الموضع السابق.
(40) روضة العقلاء /266 والحلية 3/11 ، نقله محقق الحث على التجارة /26.
(41) رواه الخلال في الحث على التجارة /29.
(42) رواه الخلال في الحث على التجارة /57. ومقصده رحمه الله: حتى يتعلم التجارة ويعتاد على البيع.
(43) نسبه محقق الحث على التجارة /57، إلى طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/387.
(44) رواه الخلال في الحث على التجارة /96.
(45) رواه البخاري في الأدب المفرد /448 وحسنه الألباني في الصحيحة 1/13.
(46) رواه الترمذي كما في جمع الفوائد (2731).
(47) رواه مسلم كما في جمع الفوائد(2770).
(48) رواه ابن ماجه والطيالسي وحسنه الألباني في صحيح الجامع/6119 والصحيحة/2327
(49) رواه احمد وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع/6120 والصحيحة/2327 .
(50) رواه الحاكم في الكنى، وابن عساكر، عن الزهري مرسلاً (كنز العمال ج9/327)، ولا يصح مرفوعا والله أعلم.
(51) رواه النسائي في سننه، كتاب [الطهارة]، رقم (140). وروى نحوه أبو داود، كتاب [الطهارة]، رقم (135)، وابن ماجه، كتاب [الطهارة]، وأحمد في مسنده (مسند المكثرين).
(52) رواه القضاعي في مسند الشهاب 1/214-215، وحسنه بعض العلماء لشواهده والله أعلم.
(53) ورد مرفوعا ولا يصح وموقوفا ولا بأس بإسناده و نسبه محقق كتاب الخلال في الحث على التجارة /60 إلى المحدث الفاصل للرامهرمزي(360).
(54) رواه الخلال في الحث على التجارة/40.
(55) روى صاحب الأغاني21/137 عن أبي علي الحاتمي أنه قال: أشرد مثل قيل في حفظ المال وتثميره قوله – وأنشد البيت- وهو للمتلمس. كما في المرجع السابق.
(56) رواه البخاري 9/501 ومسلم 3/1378-1379.
(57) رواه أحمد 3/191 والطيالسي(275) والبخاري في الأدب المفرد( رقم 479)وقال الهيثمي 4/63: رجاله أثبات، وصححه الألباني في الصحيحة(9).
(58) رواه ابن جرير كما في السلسلة الصحيحة (7).
(59) رواه البخاري في الأدب المفرد(168) وهناد في الزهد(1289) وقال محقق الحث على التجارة/41: سنده لا بأس به، وصححه الألباني في الصحيحة 1/12.
(60) نقله محقق الحث على التجارة/41، ونسبه لابن قتيبة في الغريب2/41 وقال : إسناده منقطع.
(61) رواه وكيع في الزهد 3/782-783 وقال محقق الحث على التجارة/42: سنده محتمل التحسين.
(62) الأموال لأبي عبيد(440) والزهد لأحمد(212) والزهد لوكيع (3/783-784).
(63) متفق عليه.
(64) رواه أحمد والنسائي والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع/3600 وأحكام الجنائز/107.
(65) رواه احمد والترمذي وابن ماجه والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع/6411.
(66) رواه الحالكم والدارمي وصححه الألباني في صحيح الجامع/1825 والصحيحة/1000.
(67) رواه البخاري كما في جمع الفوائد(4765).
(68) رواه أحمد والترمذي والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع /2625.
(69) رواه أبو داوود 2/195.
(70) البقرة آية الدين.
(71) رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع/ 3075 والصحيحة/1805.
(72) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع/2821.
(73) رواه الترمذي(3078) وقال: حسن صحيح والحاكم 1/64 و 2/325 وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان وصححه، صحيح الجامع/5209، والمشكاة/4662.


المصدر : موقع المسلم
 

الأسهم المالية

  • قائمة الشركات
  • دراسات في الأسهم
  • فتاوى الأسهم
  • معاملات معاصرة
  • فتاوى شرعية
  • صفحة المعاملات