صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







فوائد منتقاة من كتاب منجنيق الغرب للدكتور فؤاد بن يحيى الهاشمي

جمع المزبر
@al_mzbr

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

•••مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ •••

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( هذا كتاب < منجنيقُ الغرب > يعرض شخص ابن حزم، ويقرأ أفكاره، ويرصد أنظاره، مزجتُ فيه روحه الأندلسية العذبة برسومه الظاهرية الصارمة

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٧📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( وأخبرك عني - كما هو تعبير ابن حزم- فقد شرفتُ بمصاحبة هذا الإمام زمنًا رغدًا، ملتُ إليه ميلة واحدة، وأحببته كحب مغيث لبريرة، سمرتُ في لياليه، وذبتُ في خياله، إذا توجع تألمتُ معه، وقد عملت في حروفه عملها، وإنْ ظل يقهرني بقسوته، ويروعني بقذائفه

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٧📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي عندما تحدث عن سبب تعلق البعض بابن حزم

( كما أن قوة حجة ابن حزم وجدله، وعذوبة لسانه، ورشاقة قلمه فعلتا بمن مال إليه الأفاعيل فَيعِزُّ عليك أن تجد منصفًا، ظاهريًا كان أو لم يكن، إلا وهو ملقىً في ساحته إعجابًا واندهاشًا، ولقد بلغ مذهب أبي محمد مبلغًا أنَّ من عَلِقَ بقلبه شيء منه فمحالٌ أن يرجع عنه

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٩📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( أما (( منجنيق الغرب)) كما هو عنوان الكتاب: فهو لقب ابن حزم المغربي الذي سَكَّه له ابن القيم المشرقي، وفي بعض النسخ: (منجنيق العرب) وهو ممكن لكن الأول أمكن

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٩📓

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن منصب أبي ابن حزم:  

( كان أبوه: أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم أحد العظماء من وزراء المنصور بن أبي عامر، فقد استوزره قبل سائر أصحابه، واستخلفه في أوقات مغيبه على المملكة، وصيَّره في يده خاتمه )

 

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ١٥📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( كان ابن حزم كأبيه: لا يعجبه إلا شقراء الشعر ولا يستحسن سوداء الشعر ولو أنه على الشمس

 

وقال الدكتور فؤاد الهاشمي

( ويُعلل بعض الباحثين : حبَّ أمراء الأندلس للشقراوات إلى أنهم هم أنفسهم كانوا شقرًا

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٢١📓]  

 

ولم يعجب ابن حزم من يعيب بشقرة شعرها فنظم في ذلك شعرا :

يعيبونها عندي بشقرة شعرها 

 فقلت لهم هذا الذي زانها عندي

 

يعيبون لون النور والتبر ضلة 

 لرأي جهول في الغواية ممتد

 

وهل عاب لون النرجس الغض عائب 

 ولون النجوم الزاهرات على البعد

 

وأبعد خلق الله من كل حكمة 

 مفضل جرم فاحم اللون مسود

 

به وصفت ألوان أهل جهنم 

 ولبسة باك مثكل الأهل محتد

 

ومذ لاحت الرايات سوداً تيقنت 

 نفوس الورى أن لا سبيل إلى الرشد

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٢١📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن علاقة ابن حزم في النساء

( والنساء كنَّ قطعة مهمة من عمره، فهن أساتذته اللاتي علَّمنه القرآن، وروَّيته الأشعار، ودرَّبنه الخط، بل لم يعرف الرجال، ولم يجالسهم إلا وهو في حدِّ الشباب حين تبقَّل وجهه

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٢٧📓

 

( وامتُحن ابن حزم لتطويل لسانه في العلماء، وشُرِّد عن وطنه، فنزل بقرية له، وجرت له أمور، وقام عليه جماعةٌ من المالكية، وجرت بينه وبين أبي وليد الباجي مناظرات ومنافرات ونفر منه ملوك الناحية، فأقصته الدولة، وأحرقت مجلدات من كتبه

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ٣٢📓

 

قلتُ- أي حاتم- : وأبو ليد الباجي هذا هو كان السبب في طرد ابن حزم وإحراق كتبه ومع ذلك قال عنه ابن حزم

( لم يكن لأصحاب المذهب المالكي بعد عبد الوهاب مثل أبي وليد الباجي

 

قال قال الدكتور فؤاد الهاشمي متقبًا كلام ابن حزم

( كذا قال ابن حزم مع أن تلك المجالس والمناظرات- كما سبق- كانت وراء إخراج ابن حزم من جزيرة ميورقة، وكانت السبب أيضًا في إقصاء الدولة له، وإحراق مجلدات من كتبه، ولكن أبا محمد وإن اعتقد خلافه، فلم يطرح إنصافه، أو حاول الرد عليه، فلم ينسب التقصير إليه

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٤٦📓

 

 

( يصف ابن حزم حال تألفيه لكتبه، فيقول:

 وما ألَّفنا كتابنا هذا وكثيرًا مما ألفنا إلا ونحن مُغرَبون، مبعدون عن الموطن، والأهل، والولد، مُخافون مع ذلك في أنفسنا ظلمًا وعدوانًا )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٣٢📓

 

وقال الدكتور فؤاد الهاشمي موضع آخر

وعلى الرغم مما أصاب ابن حزم جرَّاء هذه المحن، فقد استطاع في وسْط معمعتها أن يضبط نفسه، إلى حدِّ توظيفها لصالحه، وتعديل مسارها لجانبه، على عادة الحكماء، يقول في ذلك

 

( لكل شيء فائدة، ولقد انتفعت بمحكِّ أهل الجهل منفعة عظيمة، وهي أنه توقَّد طبعي، واحتدم خاطري، وحمي فكري، وتهيَّج نشاطي، فكان ذلك سببًا إلى تواليف لي عظيمة المنفعة، ولولا استثارهم ساكني، واقتداحهم كامني ما ابنعثتُ لتلك التواليف

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٣٤📓

 

عقد الدكتور فؤاد فصلًا جميلًا مؤثرًا عن وفاةِ ابن حزم رحمه الله 

فقال :

ولما أرسل إليه المرسل الخفي

( أرجو أن يريح منك العباد والبلاد

 

قال ابن حزم:  

(إنما يريح الله من الكافر العاند عن كلام الله، وسنة نبيه ﷺ، وأما المؤمن فمستريح 

 

وما أقول إلا كما قال جرير:  

تمنى رجالٌ أن أموت وإن أمت

فتلك طريق لستُ فيها بأحدِ 

 

لعل الذي يبغي وفاتي ويرتجي 

بها قبل موتي أن يكون هو الردي

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٣٦📓

 

وقال الدكتور فؤاد الهاشمي

ثم توعدهم بعد موته ببقاء كتبه:  

ولا عليك إن متُّ عاجلًا، أو تأخر موتي، فلقد أبقى الله تعالى لك ولأمثالك مما أعانني الله، ووفقني له حزنًا طولًا، وخزيًا جزيلًا، وكسرًا لكل رأي وقياس، ونصرًا للسنة مؤزرًا، ولينصرن الله من ينصره، فهل تربَّصون بنا إحدى الحسنين

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٣٧📓

 

فإن تُحرقوا القِرطاس لا تحرقُ الذي 

تضمنه القرطاسُ بل هو في صدري 

 

يسير معي حيث استقلَّت ركائبي 

وينزل إن أنزل ويدفن في قبري

 

دعوني من إحراقِ رقِّ وكاغدٍ

وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري 

 

وإلا فعودوا في المكاتب بدأةً 

فكم دون ما تبغون لله مِن سِترِ 

 

كذا النصارى يحرقون إذا اعتلتْ

أكَفُّهم القرآن في مدن الثغرِ

 

قالها ابن حزم عند إحراق كتبه 

 

انظر [مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٣٥📓] 

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي

يمكننا إرجاع مراحل حياة ابن حزم إلى أربعةِ مراحل :

 

1. نشأته الأولى المُرفهة في قصر أبيه بمدية الزاهرة شرقي قرطبة 

2. انتقاله وأسرته إلى منازلهم القديمة في الجانب الغربي من قرطبة 

3. خروجه من قرطبة وتقلبه بين البلاد وسجنه، واستوزاره خالها

4. انصرافه المحض إلى العلم في بلدته لبلة إلى أن وافته منيته .

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ٣٧ 📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( ولقد عايش فتنة الأندلس الإمامان القرطبيان: ابن حزم وابن عبد البر، فظهرت آثارها على الأول دون الثاني، مع أن الثاني كان أمدَّ عمرًا، حيث بلغ خمسة وتسعين عامًا، وزاد أيامًا، إلا أن الأول كان مِنْ بيت الوزارة، فظهرت آثارها عليه )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٣٧📓]

 

نقل الدكتور فؤاد الهاشمي كلام ابن حزم وهو يتحدث عن مرضه فقال

( أصيب بعلة ولدت عليه ربوًا في الطحال أفسدت عليه مزاجه وخُلقه، حتى أنكر ابن حزم نفسه على نفسه تبدُّل أخلاقه 

وذكر- ابن حزم- في موضع آخر: أنه أصيب بعلةٍ أقام منها، حتى أنسته كثيرًا مما كان يحفظه، فما عادوه حفظه إلا بعد أعوام

 

وأشار في موضع

إلى أنه كان يشتكي من خفقان القلب، فأدمن الكندر لمعالجة ذلك، فكان سببًا في جمود عين دمعه، وقلة إسعادها، حتى إنه ليصاب بالمصيبة الفادحة فيتفطر لها قلبه ويتقطع، ويحس فيه غصة  أمر من العلقم تحول بينه وبين توفية الكلام حق مخارجه، ومع ذلك لا تجيب عينه البتة إلا في الندرة بالشيء اليسر من الدمع )

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ٤٠ 📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن صفات ابن حزم المعنوية :  

( يكاد يطبق مترجمو ابن حزم على ذكر ما لديه من دين متين، وصدق عزيز، وقد عدَّد ابن تيمية ما لابن  حزم من مزايا؛ فبين أنه من الإيمان والدين ما لا يدفعه إلا مكابر، وأن في أقواله من التعظيم لدعائم الإسلام، ولجانب الرسالة ما لا يتجمع مثله لغيره

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٤١📓]  

 

قال ابن حزم :  

( اعلموا أنه لولا المجاهدون لهلك الدين، ولكنا ذمةً لأهل الكفر، فتدبروا هذا فإنه أمر عظيم، وإنما هذا كله إذا صفت النيات لله

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٤٢📓

 

قال ابن حزم رحمه الله

( ولسنا نرضى عمن يغضبُ لنا، وإنما نرضى عمن يغضب للحق، ولا نُسَرُّ بمن ينصرُ أقوالنا، وإنما نُسَرُّ بمن ينصر الحق حيث هو، ولا يجهل علينا جاهل فيظنُّ أننا متبعون مذهب الإمام أبي سليمان داود بن علي، وإنما أبا سليمان شيخ من شيوخي، ومعلم من معلِّمينا، إن أصاب الحقَّ فنحن معه اتباعًا للحق، وإن أخطأ اعتذرنا له، واتبعنا الحق حيث فهمناه، وبالله تعالى التوفيق )

 

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٤٦📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( ذهب بعض المعاصرين : إلى أن سبق ابن خلدون بتأسيس علم الاجتماع مخدوش بما سجله ابن حزم في كتبه من نتائج تشهد سبقه في هذا المضمار، لا سيما أن ابن خلدون المغربي كان قد قرأ كُتب ابن حزم، وشهد له بأنه {إمام النسابين والعلماء} بل اعتمد عليه في نسب نفسه 

 

بل جزم إحسان عباس : أن ابن حزم كان مهَّد لابن خلدون طريقة وضع على الاجتماع، وأنه كان رائده في المنهج الذي اتبعه في نقد الخبر التاريخي من الناحية الزمنية والعددية

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٥٢📓]

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( وكان ابن حزم من الأوائل الذين قرورا كروية الأرض، وذكر أن البراهين قد صحت في ذلك، وأنه لم ينكره أحدٌ من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم، وأن لا يحفظ لأحد منهم دفعه كلمة، وأن البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها، وعقد مبحثًا خاصًّا في بيان ذلك في كتابه {الفصل في الملل والأهواء والنحل} )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٥٣📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث مهارة ابن حزم الجدلية  :  

( ومما زاد في ترسيخ هذه النفسية الجدلية عند ابن حزم: ثقته المفرطة بنفسه، واعتداده بها، وبمنهجه الذي رضيه)

 

وقال الدكتور في موضع آخر:  

( بل وصلت ثقته بنفسه وبمنهجه إلى الدرجة التي يقول فيها: ( وتالله لو صح شيء منها لما سبقونا إليه، ولا إلى القول به

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ٥٥ 📓

  

( وتكاد الكلمة تُجمعُ على أن أجمل لغةٍ كتبت بها الشريعة وضوحًا وإشراقًا هي لغة ابن حزم، وقد قال الذهبي : إن ابن حزم كان قد مهر أولًا في الأدب والأخبار والشعر

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٥٦📓]  

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن الدليل العقلي عند ابن حزم :

( كان ابن حزم مطردًا في استعماله لدليل العقلي في سائر المحال، سوى ما كان من التشريع الذي التزم فيه بالنص باعتباره مستوعبًا للحوادث، يقول رحمه الله { والعمل بما صححه العقلُ من ذلك كله، وسائر ما هو في العالم موجود، مما عدا الشرائع)

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٧٢📓

 

كأن الدكتور هنا يبين أن ابن حزم مستقل عن داود حيث يقول :  

(إن وفرة نتاج ابن حزم يدل بجلاء على استقلالية هذا الرجل في التفكير والتدليل، ثم إن المناهج والحدود والرسوم التي خطها ابن حزم بقلمه شكلت المذهب الظاهري بصورته الأخيرة؛ أما المذهب الظاهري الداودي المشرقي القائم على إنكار القياس لم يكن سوى مادة من مواد ابن حزم التي أنتجت الظاهرية المغربية التي انغمرت فيها ظاهرية داود، ولولا ابن حزم لكان القول بالظاهر أثرًا، مثله مثل مذهب الأوزاعي، والثوري، والطبري )

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٧٧📓

 

قال ابن عقيل الظاهري

( الأخذ بالظاهر ليس محلًا للخلاف بين الظاهرية وخصومهم، وإنما الخلاف في الاكتفاء بالظاهر، أي هل التسليم بالأخذ بالظاهر يحتم الاكتفاء بالظاهر أم لا يحتمه؟

وإذا كان الأخذ بالظاهر لا يحتم الاكتفاء بالظاهر، فلنا أن نطلب معارف شرعية بغير ظاهر اللغة التي نزل بها الشرع كالقياس والاستحسان

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٠📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن النص عند ابن حزم :  

(محل النص عند ابن حزم : الكتاب والسنة واثنان بناهما عليهما : الإجماع، والدليل.
 

يقول في ذلك - يعني ابن حزم- :  

[أقسام الأصول التي لا يعرف شيء من الشرائع إلا منها أربعةٌ، وهي :

١- نص القرآن 

٢- ونص كلام رسول الله ﷺ 

٣- وإجماع جميع علماء الأمة 

٤- أو دليل منها لا يحتمل إلا وجهًا واحدًا 

فلا سبيل إلى معرفة شيءٍ من أحكام الديانة أصًلا إلا من أحد هذه الوجوه الأربعة، وهي كلها راجعة للنص

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٢📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( إنَّ اكتفاء ابن حزم بالنص حتَّم عليه توظيفه لاستعاب الحوادث؛ فنجده يُحَمِّلُ الألفاظ الشرعية أقصى ما تدل عليه، وقد توسع فيما تدل عليه الألفاظ توسيعًا يشمل كل الوجوه الدلالية الممكنة كاعتباره المشترك من ألفاظ العموم

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٣📓

 

لما ادعى المالكية في عصره أنه يعمل بنصوص ليس عليها العمل

 

( يصحح ابن حزم قولهم : إن الشرع إنما هو مسموع متبع معمول به 

وبين أن الحجة كلها من القرآن والسنة : لا تركِ تارك، ولا أخذ آخذ، والحق حقٌ أُخذ به أو تُرك، والباطلُ باطلٌ أخذ به أو تُرك، وما عدا هذا فهذرٌ وهذيان )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٤📓].

 

( لم يقبل ابنُ حزم دعوى مخالفيه أنه يأخذ أحاديث قد تُركت؛ لأنها إن تركها تاركٌ فلقد أخذ بها من هو فوقه أو مثله، وما ضرَّ الحديث الصحيح من تركه، بل تاركه هو المحروم حظ الأخذ به، فإمَّا مخطئ مأجور في اجتهاده، وإما عاص لله تعالى في تقليده في ترك السنة

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٤📓

 

( اعتبر ابن حزم أن اعتذارهم عن العمل بالنص بسكوت الصحابة والتابعين والعلماء الماضين عنه، أو بسكوتهم عن بيان النص الناسخ

كذبٌ عليهم ؛ إذ نسبوا إليهم الباطل، وكيف سكتوا عنها وهم رووها، ونعوذ بالله من هذه العظيمة والطامة، من أن يظن مثلها بالصحابة، فإنه كم كتم العلم الموجب للعن

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٤📓

 

( شنع ابن حزم على المالكية إنكارهم مخالفته للسابقين مع أنهم هم أنفسهم قد خالفوا فيما لم يختلف فيه السابقون، وذلك أمثلة على ذلك، وبين أنه ألف كتابًا ضخما فيما خالفوا فيه الطائفة من الصحابة بآرائهم دون تعلق بأحد من الصحابة والتابعين

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٥📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( الإجماع عند ابن حزم رحمه 

١-{ حجة وحق مقطوعٌ في دين الله عز وجل } 

٢-غيره أنه { لايمكنُ البتة أن يكون إجماعٌ مِنْ علماء الأمة على غير نص مِنْ كتاب أو سُنة عن رسول الله ﷺ 

٣- وعليه فمن اتبع النص { فقد اتبع الإجماع يقينًا }  

٤-و{ من اتبع أحدًا دون رسول الله ﷺ فلم يتَّبع السنة، والجماعة، وأنه كاذبٌ في ادِّعائه السنة والجماعة 

{ فنحن معشر المتبعين للحديث، المعتمدين عليه أهل السنة والجماعة حقًا بالبرهان الضروري، وأننا أهل الإجماع كذلك،  والحمد لله رب العالمين

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٥📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي

 ( كل إجماع استند إلى الظن، لا إلى النص، ولا إلى اليقين، فهو باطل عند ابن حزم بيقين

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٨٨📓

 

( نبه ابنُ حزم رحمه الله أن قولهم: إن الإجماع لا يجوز لأحد خلافه، قولٌ صحيح، وضعوه موضع تلبيس، وأخرجوه مخرج تدليس، وصارت كلمة حق أريد به باطل

 

وذلك أنهم أوهموا: أن ما لا إجماع فيه، فإنَّ الاختلاف فيه سائغ جائز

قال أبو محمد : وهذا باطل، بل كل ما أجمع عليه، أو اختلف فيه، فهما سواء في هذا الباب، فلا يَحِلُّ لأحد خلاف الحق أصلًا، سواء أجمع عليه أو اختلف فيه )

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ٨٩ 📓

 

( يشتغل ابن حزم أحيانًا بذكر من وافقه في قوله، لا أنه يشترط ذلك، أو أنه يأنف من الانفراد بالقول الذي صار إليه، أو أنه يستوحش من مخالفة السابقين، فإن هذا لا يتلاءم مع رسوم مدرسته الظاهرية القائمة على النص، ولكن لأمر ذكره بنفسه، وهو قوله في بعض المواقف : ولم يبق علينا إلا أن نذكر من قال بمثل قولنا لئلا يدَّعوا علينا خلاف الاجماع، فالدعوى لذلك منهم سهلة، وهم أكثر الناس خلافًا للإجماع على ما قد بينا في كتابنا وفي غيره

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٩١📓

 

(ذكر الونشريسي رحمه الله في ((المعيار المعرب)) أن الشيوخ يقولون : إن أصح الإجماعات هي إجماعات ابن حزم

 

وهذه الشهادة من المالكية، مع ما بينهم وبين ابن حزم من خصومة، تحمل ثقلًا خاصًا، ويعضدها إقرار  ابن تيمية السابق أن أكثر ما حكاه ابن حزم من الإجماع هو كما حكاه، قال هذا مع خبرته بالكتاب، واستدراكه عليه أحرفًا منه )  

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٩٣📓

 

( اعتبره رشيد رضا مجدد القرن الخامس، وأن الأندلس فضلت الشرق به )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٣📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( كان ابن حزم رحمه الله سيفًا مُجرَّدًا لم يُغمد على أهل التقليد والتعصب، فغدا كلامه قِبلةَ مَنْ مسَّه شيء من أذاهم، وقصصه روايات تحكى، وشهادات تستنطق

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٣📓

 

( كان المراكشي مُحقًا؛ لما اضطر في كتابه<المعجب في تلخيص أخبار المغرب> إلى قطع نَسَقِ كتابه التارخي بما ترجم لابن حزم؛ وكان عذره أنَّ هذا الرجل :( أشهر علماء الأندلس اليوم، وأكثرهم ذكرًا في مجالس الرؤساء، وعلى ألسنة العلماء )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٤📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن تأثر وميل العلماء إلى ابن حزم :

 

( فالحُميدي وقد قال فيه الذهبي {الأمام القدوة المتقن الحافظ شيخ المحدثين} وهو صاحب الجمع بين الصحيحين إلا أنه مع هذه الجلالة كلها  كان يتعصب له أي لابن حزم ويميل إلى قوله وأصابته فيه فتنة

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٦📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( والذهبي يفصح عما بجوانيه فيهمس ويقول : {ولي أنا ميل إلى أبي محمد}، ولما رأى تعظيم ابن حزم للمنطق توجَّع لذلك حتى قال: {فتألمتُ له فإنه رأس علوم الإسلام، متبحِّر في النقل}

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٦📓

 

ولما ترجم الشوكاني لشيخ الإسلام عقب بقوله

( لا أعلم بعد ابن حزم مثله، وما أظنه سمح الزمان ما بين عصر الرجلين بمن شابههما أو يقاربهما

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٧📓

 

وبعد ذكر العلماء الذين أثنوا على ابن حزم قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( وأخيرًا أقول : رحمك الله يا أبا محمد، لقد كنت أحق - كما يقول الأفغاني-بقول من قال في المتنبي :(مالئ الدنيا وشاغل الناس )، وما يضيرك أن تعصب الناس لفلان، وقد تعصب لك الأئمة وفُتنوا، وأثنى عليك الكبار وخضعوا، ومال إليك الأشياخ وما رجعوا

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١١٩📓

 

( ولقد أخبرني ابنه - أي ابن ابن حزم- أبو الفضل، المكنى بأبي رافع: أن تآليف أبيه في الفقه والحديث  والأصول والنحو والملل وغير ذلك من التواريخ والنَّسب وكتب الأدب والرد على المعارضين نحو أربعمائة مجلد، تشتمل على قريب ثمانين ألف وهذا شيء ما علمناه في أحدٍ ممن كان في دولة الإسلام قبله إلا لأبي جعفر ابن جرير الطبري، فإنه أكثر أهل الإسلام تأليفًا )

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ١٢٠ 📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( الإمام ابن حزم رحمه لم يتم المحلى، فقد وقف عند المسألة الثالثة والعشرين بعد الألفين في أحكام شِبه العمد من كتاب الديات، والمطبوع بعد ذلك هو تتمة المحلى لأبي رافع الفضل بن أبي محمد بن حزم أتمه من كتاب أبيه الإيصال على ما أوصى ابن حزم عندما حضرته الوفاة

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٢٥📓

 

( أما (الأصول والفروع) فالظاهر أن ابن حزم اختصره من ( الفصل )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٢٧📓

 

( قال سيجيل آسين بلاسيوس : سبق ابن حزم بكتابه <الفصل> أوربا النصرانية بيضعة قرون؛ لأن تاريخ الأديان لم يُعرف فيها إلا في منتصف القرن التاسع 

 

وهذا الكتاب عند {بلانثيا} : أشهر ما ألفه ابن حزم في مادة التاريخ وأعظمها قيمة، ويقول مستشرق آخر : إن المسائل التي عالجها فيما بعدُ أحبار المسيحية، سبق أن بحثها ابن حزم، وناقشها في كتاب الفصل )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٢٦📓

 

لما تحدث عن كتب ابن حزم المفقودة

( الكتاب الواحد والثلاثين

اختلاف الفقهاء الخمسة مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وداود

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٣٣📓

 

(وضرب السخاوي: ابن حزم وابن تيمية، كالمثالين ممن حصل منهم نفرة وتحامي عن الانتفاع بعلمهم مع جلالتهم علمًا وورعًا وزهدًا لإطلاق لسانهم، وعدم مداراتهم بحيث يتكلمون ويجرحون بما فيه مبالغة، وهما ممن امتحن وأذي

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٥٩📓

 

( لكن كان ابن حزم كما ذكروا حديد اللسان، ذَرب القلم، يقع منه ما يقع، ومما وقع أشياء تملأ الفم ليس بآخرها قوله <فأف لهذين القولين وتف

 

ولا أعلم أحدًا من أهل العلم بلغت حدتُه حدةَ ابن حزم؛ فإن لأقلامه أسنَّة، ولكلامه سطوة لا تعهد لغيره

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٥٩📓

( ونلاحظ أن ابن حزم كان يعظم أئمة المُسلمين، فهو يقول عن الشافعي مثًلا: { أمَّا إمامةُ الشافعي رحمه الله في اللغة والدين فنحن معترفون بذلك، ولكنه بشرٌ يخطئ ويصيب

وقال عن ابن جرير الطبري، وهو يتعقَّبه: { عظيمٌ من أسلافنا نحبه لفضله، ولكن الحقَّ أحبُّ إلينا منه وأفضل }

وقد فطن لهذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية فأشار إلى أنه مما يُستَحْمد به ابن حزم كونه :{ يُعظم السلف وأئمة الحديث } ،{ وأنه كان أعلم بالحديث وأكثر تعظيمًا له ولأهله }

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ١٦١📓

 

( ومن المهم الإشارة إلى أن ابن حزم نفسه قد تبرَّأ من أن يكون قد وقع منه طعنٌ في أئمة الهدى، فقال في مطلع مؤلفه رسالة في الرد على الهاتف من بعد

 

{ حاشا لله أن يكون منَّا طعن على أحد منْ أعلام المؤمنين، وسادة المسلمين، أو أن نقذفهم بالجهل، أو أن نقول في دين الله بما لم يأذن به الله } ) 

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٦٣📓

 

ثم اعتذر ابن حزم عن مدحه نفسه فقال:  

ولكنَّ لي في يوسف خيرُ أسـوةٍ

وليس على من بـالنبي ائتسى ذنبُ 

 

يقول -وقال الحقَّ والصدق- إنني 

حفيظٌ عليمٌ؛ ما على صادق عَتْبُ 

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٧١📓

 

ابن عقيل الظاهري اعتبر

 

( أن مفردات كلِّ إمام من الأئمة الأربعة أكثر مِنْ مفردات ابن حزم، ولكن مفردات ابن حزم أشنع وأقل

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٧٢📓

 

قال الدكتور فؤاد الهاشمي لما تحدث عن كتاب الأخلاق والسير :  

( كانت دراسات ابن حزم الفلسفية المبنية على علم المنطق: أحد العنصرين اللذين أقام عليهما هذا الكتاب

  

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٧٨📓

 

( وقد أقرَّ ابنُ عقيل الظاهري : بأنَّ أبا محمد غير موفقٍ في كثير من مسائل الأسماء والصفات، وأنه لو وافق فيها مذهب الإمام أحمد لكان عمدة الأئمة بلا استثناء

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٨٤📓

قال الدكتور فؤاد الهاشمي :  

( والعجب لا ينفك : ممن راح يسرح في عقائد الأئمة إخراجًا، وإدخالًا، وتفصيلًا، يعدِّد أغلاطهم، ويجمع سقطاتهم، وينزع ثوب السُّنة عنهم، وقد قطعت الأمة بصحة نياتهم، وصدق أعمالهم، وهم شهداء الله في أرضه )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ١٩١📓

( وهنا أتساءل : أين الذين أحرقوا كتبه؟ وأين الذين مزقوها؟ وأين الذين طردوه؟ وأين الذي حبسوه؟ وأين الذي تضاحكوا عليه وأين الذين اتهموه بالشذوذ ؟ 

 

بقي ابن حزم بشذوذاته، وذاب أولئك؛ لأن مثلهم كثير! فأحدهم إن لم يصنع المتن فإنه سيشرحه أو سيكون هو المحشي! فعلام ينشط التاريخ لتخزينه في ذاكرته )

 

[مَنْجَنِيقُ الغَرْبِ صـ ٢٠٤ 📓

ننتهي هنا وما سبق قطرة من بحر


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية