اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/fawaed/142.htm?print_it=1

فَوَائِد مُنتَقاة من كتاب الغرباء للآجري

توفيق الحسن

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قال رسول الله ﷺ :
«إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء» قيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: " النزاع من القبائل.

📚 [ الغرباء للآجري | ١٨ ]

عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ﷺ ذات يوم ونحن عنده: «طوبى للغرباء» قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: «أناس صالحون قليل في ناس سوء كثير , من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم».

📚 [ الغرباء للآجري | ٢٢ ]

قال الحسن رضي الله عنه :

«المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها , للناس حال وله حال».

📚 [ الغرباء للآجري | ٢٣ ]

قال محمد بن الحسين :

"رأيت منذ سنين كثيرة مع عجوز جوربين أبيضين , أخبرتني أن شابا من أهل دمشق محبوس في المطبق مظلوم , وأنه نسج على خصريهما بيتين من الشعر في الغرباء :
عَلَى الْأَوَّلِ:
غَرِيبٌ يُقَاسِي الْهَمَّ فِي أَرْضِ غُرْبَةٍ ... فَيَا رَبِّ قَرِّبْ دَارَ كُلِّ غَرِيبٍ .

وَعَلَى الثَّانِي:
وَأَنَا الْغَرِيبُ فَلَا أُلَامُ عَلَى الْبُكَا ... إِنَّ الْبُكَا حَسَنٌ بِكُلِّ غَرِيب ".

📚 [ الغرباء للآجري | ٢٧ ]

قال عبد الله بن عمرو :

" أحب شيء إلى الله عز وجل الغرباء , قيل: وما الغرباء؟ قال: الفرارون بدينهم يجمعون إلى عيسى ابن مريم عليه السلام يوم القيامة ".

📚 [ الغرباء للآجري | ٤٩ ]

عن نافع بن مالك قال:

دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسجد فوجد معاذ بن جبل رحمه الله جالسا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي , فقال له عمر: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن هلك أخوك - لرجل من أصحابه - هلك قال: لا , ولكن حديثا حدثنيه حبي ﷺ وأنا في هذا المسجد , فقال: ما هو يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أخبرني «أن الله تبارك وتعالى يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء , الذين إذا غابوا لم يفتقدوا , وإن حضروا لم يعرفوا , قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة».


📚 [ الغرباء للآجري | ٥٠ ]

حدثني سعيد بن عثمان الحناط قال: سمعت ذا النون المصري يقول:

" بينا أنا في مسيري إذ لقيتني امرأة من المتعبدات , كأنها والهة فقالت لي: من أين أنت؟ فقلت: أنا رجل غريب , فقالت لي: يا غريب وهل توجد مع الله عز وجل أحزان الغربة وهو مؤنس الغرباء ومعين الضعفاء؟ قال: فبكيت , فقالت: اعلم أن البكاء راحة للقلب وملجأ يلجأ إليه , وما كتم القلب شيئا هو أولى من الشهيق والزفير , قلت: علميني شيئا , فقالت: حب ربك واشتق إليه , فإن له يوما يتجلى فيه لأهل محبته فينيلهم ما أملوا من رؤيته , ثم أخذت في الشهيق والزفير فتركتها على حالها ومضيت ".


📚 [ الغرباء للآجري | ٥٨ ]

{مِن أغرب القصص الذي قرأتها #لا_تفوتكم}

عن عبد الله بن الفرج العابد قال: " احتجت إلى صانع يصنع لي شيئا من أمر الروزجاريين فأتيت السوق فجعلت أرمق الصناع , فإذا في أواخرهم شاب مصفر بين يديه زبيل كبير , ومر وعليه جبة صوف ومئزر صوف فقلت له: تعمل؟ قال: نعم , قلت: بكم؟ قال: بدرهم ودانق فقلت له: قم حتى تعمل قال: على شريطة , قلت: ما هي؟ قال: إذا كان وقت الظهر وأذن المؤذن خرجت فتطهرت وصليت في المسجد جماعة ثم رجعت , فإذا كان وقت العصر فكذلك , قلت: نعم , فقام معي فجئنا المنزل فوافقته على ما ينقله من موضع إلى موضع , فشد وسطه وجعل يعمل ولا يكلمني بشيء حتى أذن المؤذن للظهر , فقال: يا عبد الله قد أذن المؤذن , قلت: شأنك , فخرج فصلى فلما رجع عمل أيضا عملا جيدا إلى العصر , فلما أذن المؤذن , قال لي: يا عبد الله , قد أذن المؤذن قلت: شأنك. فخرج فصلى العصر ثم رجع , فلم يزل يعمل إلى آخر النهار فوزنت له أجرته وانصرف , فلما كان بعد أيام احتجنا إلى عمل , فقالت لي زوجتي: اطلب لنا ذلك الصانع الشاب فإنه قد نصحنا في عملنا , فجئت السوق فلم أره فسألت عنه فقالوا: تسأل عن ذاك المصفر المشؤوم الذي لا نراه إلا من سبت إلى سبت , لا يجلس إلا وحده في آخر الناس؟ قال: فانصرفت فلما كان يوم السبت أتيت السوق فصادفته , فقلت له: تعمل؟ قال: قد عرفت الأجرة والشرط؟ قلت: أستخير الله تعالى فقام فعمل على النحو الذي كان عمل , قال فلما وزنت له الأجرة زدته , فأبى أن يأخذ الزيادة , فألححت عليه فضجر وتركني ومضى فغمني ذلك فاتبعته وأدركته وداريته حتى أخذ أجرته فقط , فلما كان بعد مدة احتجنا أيضا إليه فمضيت في يوم السبت فلم أصادفه فسألت عنه , فقيل لي: هو عليل , فقال لي من يخبره أمره: إنما كان يجيء إلى السوق من سبت إلى سبت يعمل بدرهم ودانق ويتقوت كل يوم بدانق , وقد مرض فسألت عن منزله فأتيته وهو في بيت عجوز , فقلت لها: هنا الشاب الروزجاري , فقالت: هو عليل منذ أيام , فدخلت عليه فوجدته لما به , وتحت رأسه لبنة فسلمت عليه وقلت: لك حاجة؟ قال: نعم إن قبلت , قلت: أقبل إن شاء الله تعالى قال: إذا أنا مت فبع هذا المر واغسل جبتي هذه الصوف وهذا المئزر وكفني بهما وافتق جيب الجبة , فإن فيها خاتما فخذه ثم انظر يوم يركب هارون الرشيد الخليفة فقف له في موضع يراك فكلمه وأره الخاتم فإنه سيدعوك , فسلم إليه الخاتم , ولا يكون هذا إلا بعد دفني , قلت: نعم , فلما مات فعلت به ما أمرني ثم نظرت اليوم الذي يركب فيه الرشيد فجلست له على الطريق , فلما مر ناديته يا أمير المؤمنين لك عندي وديعة ولوحت بالخاتم , فأمر بي فأخذت وحملت حتى دخل إلى داره ثم دعاني ونحى جميع من عنده , وقال لي: من أنت؟ فقلت: عبد الله بن الفرج , فقال: هذا الخاتم من أين لك؟ فحدثته قصة الشاب , فجعل يبكي حتى رحمته , فلما أنس إلي قلت: يا أمير المؤمنين , من هو منك؟ قال: ابني , قلت: كيف صار إلى هذه الحال؟ قال: ولد لي قبل أن ابتلى بالخلافة فنشأ نشوءا حسنا وتعلم القرآن والعلم , فلما وليت الخلافة تركني ولم ينل من دنياي شيئا , فدفعت إلى أمه هذا الخاتم وهو ياقوت ويسوي مالا كثيرا , فدفعته إليها وقلت لها: تدفعين هذا إليه وكان بارا بأمه وتسألينه أن يكون معه فلعله أن يحتاج إليه يوما من الأيام فينتفع به , وتوفيت أمه فما عرفت له خبرا إلا ما أخبرتني به أنت , ثم قال لي: إذا كان الليل اخرج معي إلى قبره , فلما كان الليل خرج وحده معي يمشي حتى أتينا قبره فجلس إليه فبكى بكاء شديدا , فلما طلع الفجر قمنا فرجع ثم قال لي: تعاهدني في كل الأيام حتى أزور قبره , فكنت أتعاهده في الأيام فيخرج فيزور قبره ثم يرجع قال عبد الله بن الفرج: ولم أعلم أنه ابن الرشيد حتى أخبرني أنه ابنه أو كما قال ابن أبي الطيب " .

📚 [ الغرباء للآجري | ٦١ ]

عن ابن عباس قال: قال رسولﷺ:

« موت الغريب شهادة ».

📚 [ الغرباء للآجري | ٧٠ ]

قال أبو بكر محمد بن الحسين:

" فإن قال قائل: فكل من مات غريبا يكون موته شهادة على ظاهر الخبر , قيل له: الغريب على وجهين :

❈ فغريب يموت طائعا لله عز وجل بغربته , وهم على أصناف شتى , كلها محمودة فهم الذين يرتجى أن يكون موت أحدهم شهادة ,

❈ وغريب عاص لله تعالى بغربته وهم على أصناف شتى كلها مذمومة , وفرض عليهم التوبة من الغربة والرجوع عما تغربوا له ".

📚 [ الغرباء للآجري | ٧٥ ]

قال محمد بن الحسين :

" فإن قال قائل: افرق لنا بين المداراة والمداهنة , قيل له:

المداراة : التي يثاب عليها العاقل , ويكون محمودا بها عند الله عز وجل , وعند من عقل عن الله تعالى هو الذي يداري جميع الناس الذين لا بد له منهم , ومن معاشرتهم لا يبالي ما نقص من دنياه , وما انتهك به من عرضه بعد أن سلم له دينه , فهذا رجل كريم غريب في زمانه.

والمداهنة: فهو الذي لا يبالي ما نقص من دينه إذا سلمت له دنياه , قد هان عليه ذهاب دينه وانتهاك عرضه , بعد أن تسلم له دنياه ".

📚 [ الغرباء للآجري | ٧٨ ]

قال محمد بن الحسين :

" أغرب الغرباء في وقتنا هذا من أخذ بالسنن وصبر عليها , وحذر البدع وصبر عنها , واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين , وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله , فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه , وترك الخوض فيما لا يعنيه وعمل في إصلاح كسرته , وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته وترك الفضل الذي يطغيه , ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم , وصبر على ذلك , فهذا غريب وقل من يأنس إليه من العشيرة والإخوان , ولا يضره ذلك ".

📚 [ الغرباء للآجري | ٧٨ ]

قال يحيى بن معاذ الرازي :

«يا ابن آدم طلبت الدنيا طلب من لا بد له منها , وطلبت الآخرة طلب من لا حاجة له إليها , والدنيا قد كفيتها وإن لم تطلبها , والآخرة بالطلب منك تنالها فاعقل شأنك».

وقال يحيى: " ابن آدم: حفت الجنة بالمكاره ,
وأنت تكرهها , وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها , فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء إن صبرت على نفسك على مضض الدواء اكتسبت بالصبر عاقبة الشفاء , وإن جزعت نفسك على ما تلقى من ألم الدواء طالت".

📚 [ الغرباء للآجري | ٧٩ ]

 

فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية