صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الفوائد المئة من كتاب المسانيد المئة

عبدالله سعيد أبوحاوي القحطاني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


(الفوائد المئة من كتاب المسانيد المئة) لشيخنا الشيخ عبدالله بن صالح العبيد-حفظه الله- وقد نقلت فوائد شيخنا التي ذكرها في هذا الكتاب وبحثها واستقرأها،وبخاصة ما ذكره عن الكتب وأصحابها،وكل فائدة منها تساوي رِحلة؛ لأن مؤلفها صاحب استقراء ورُحلة، وقد أبدع الشيخ وأمتع، فاظفر بقراءتها لعلك تنتفع، جعله الله في ميزان الحسنات إنه على كل شيء قدير . ومنها:

١- أكابر العلماء ينبغي أن يكونوا في الأمصار الكبرى والحواضر العلمية ، ليكون المنتفع بهم أكثر وأجل، وأما المدن الصغار فهي مضيعة للأكابر، والمناسب لصغرها الأصاغر

٢-لعل البخاري استفتح الصحيح باسمه ليكون استفتاح أسانيده بالحمد واختتام أسانيده بالحمد أيضا، فإنه قدم اللقب على الإسم وهو (الحميدي ) في أوله ، وكذلك اختتم آخر أسانيده بالحمد فقال : (حدثني أحمد بن إشكاب ) وقد يكون مع هذا استفتح به لحديث :(قدموا قريشا ولا تقدموها)والحميدي قرشي.

٣-صحيح الإمام مسلم، من أنفس ما اشتمل عليه جمعه للأحاديث والطرق والزيادات في موضع واحد، ولم يفرقها كما صنع البخاري، وهذا أنفع للمحدث والفقيه ، لأنه يختصر الأوقات عليهما في الجمع والبحث والاستنباط .

٤-زادت روايات الموطأ على الثلاثين، وفي كل رواية زيادات لاتوجد في غيرها، لأن مالكا كان يقرأ عليه في أوقات مختلفة فربما زاد فيه ونقص، وأشهر رواياته رواية يحيى الليثي، وأعلى ما عنده الثنائيات وهي كثيرة .

٥-وقع لي سماع "المسند" من فاتحته إلى خاتمته على شيخنا العلامة عبدالله بن عقيل سنة (١٤٢٨) وكان سماعه على الإمام أحمد كذلك سنة (٢٢٨) وهو من الاتفاقات اللطيفة، ويكون بين الختمتين ألف ومئتا سنة، فلله ما أعظم هذه الأمة في تاريخ الأمم ٦-أعلى ما عند أبي داود الرباعيات، وأنزل أسانيده العشاري .

٧-وسنن الترمذي ، لعله لايوجد في كتب السنن أنفع منه لطالب العلم، لاشتماله على علوم الحديث والفقه، وبعبارات سهلة واضحة ٨-النسائي أعرض رحمه الله عن رجال كثيرين خرج لهم أصحاب السنن، لشدة تحريه، ولذا لا تجد في كتابه متهما بالكذب ولا صاحب مناكير وواهيات، وفي هذا فائدة قيمة، ولا سيما لمن يدرس علوم الحديث وعلم العلل .

٩- ظهر لي بالاستقراء التام لعامة كتاب ابن ماجه أنه يورد الأحاديث الشهيرة من طرق غير مشهورة ، ويحرص على ذكر الزوائد وجعلها الأصل في إيراد الأحاديث ؛ لئلا يكون كتابه نسخة لا تميز عن كتب أهل عصره .

١٠- من حسن تبويب ابن ماجه أنه استفتح كتابه بأبواب في السنة والاتباع والاعتقاد، ثم ثنى بمناقب الصحابة، لأنهم نقلة الوحيين، وهم طريق ثبوت الشريعة ، وهذا ملحظ رائق لطيف .

١١-الشافعي لم يصنف مسندا وإنما جمع له، وله تعليقات كثيرة على الأحاديث يبين العلل ويتكلم على الرجال ، وهو أحد أئمة الجرح والتعديل .

١٢-الإمام أبوحنيفة لم يصنف لنفسه مسندا ، وإنما صنف جماعة من العلماء ما وقع لهم من المرويات عنه، كأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن ، وأبي نعيم الأصبهاني، ثم جاء قاضي القضاة أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي في سنة أربع وسبعين وست مئة وجمع عامة مسانيد أبي حنيفة التي جمعت من قبل، ورتبها ترتيبا حسنا، وصار من عنده هذا الجامع ملما بجميع حديث أبي حنيفة مما صح عنه ومما لم يصح ،وقد وقع في بعض حديث هذا الإمام مناكير ، وهي من جهة بعض الرواة عنه، وإلا فهو -رحمه الله - إمام فقيه صادق اللهجة ، حديثه حديث الثقات، وها هي مسانيده بين يديك فانظر واستقرئ ، وأما الخطأ فلم يسلم منه أحد، وقد وقعت لي جميع هذه المسانيد سماعا من فاتحتها إلى خاتمتها، وأعلى ما عنده الثنائي على التحقيق، وأما روايته عن الصحابة فلم أر فيها شيئا محفوظا.

١٣-كتاب " الزهد " لابن المبارك من أحسن ما صنف في هذا الباب ، وقد اشتمل على زوائد ، وعلى عوال؛ فإن ابن المبارك له ثنائيات عدة .

١٤-كتاب " الجامع " لابن وهب كبير القدر والمقدار ، نقل عنه أئمة الحفاظ في الدوواين ، بل لم يخل مصنف ومسند من ذكر حديثه ، وحسبك بالأمهات الست ، وهو مرتب على الأبواب، وغالبه مسندات، وفيه مراسيل وآثار كثيرة ، وفيه زوائد وفوائد أكثر .

١٥-في "الموطأ" برواية محمد بن الحسن زاد أحاديث وآثارا من غير طريق مالك، وكذلك اشتملت روايته على ذكر جملة من مذهب أبي حنيفة، وكذا اختياراته الفقهية ، رحمهم الله أجمعين.

١٦-الإمام أبوداود الطيالسي لم يصنف مسندا، وإنما جمعه له بعض أصحابه أو من بعدهم ، وللراوي عنه( وهو يونس بن حبيب) زيادات قليلة في المسند، وهو كبير جدا ، فإما أن يكون الراوي عنه انتخب منه، أو أن الذي وصلنا منه الأقل، والأول أشبه، وأعلى ما عنده الثلاثيات .

١٧-لم أر في مصنف عبدالرزاق حديثا ثنائيا، مع أنه عاش في حقبة الثنائيات ، التي فيها أمثال عكرمة بن عمار وأيمن بن نابل ، أما الثلاثيات فهي كثيرة طيبة .

١٨-"السيرة "لابن هشام أشهر مؤلف في السيرة النبوية، وعليه عول العلماء في نقل أشياء من السيرة، وتناقله العلماء بالرواية والدرس إلى يومنا هذا، هذب السيرة لابن إسحاق بالزيادات الكثيرة والنقص القليل .

١٩-"مسند الحميدي" على أنه ليس كالمسانيد المطولة إلا أنه من أتقنها وأكثرها تحريرا ، وبعدا عن رواية الواهيات والمناكير ، وأعلى ما عنده الثلاثيات .

٢٠- كتاب السنن لسعيد بن منصور ، رتبه على الأبواب فأحسن التبويب، وهو و" سنن الأثرم " و"مصنف ابن أبي شيبة " ، وعبدالرزاق وأشباهها بابة واحدة ، فيها علوم السلف وفتاويهم، وتفسيرهم للكتاب والسنة، ومالذي عليه العمل من الشرائع والأحكام ،غير أنه لم يصل إلينا اليوم كاملا، وأسأل الله أن يمن به بتمامه، ويقر أعيننا به .

٢١-كتاب "السنن" لابن الصباح ،في مجلد واحد ،ولم أر هذه السنن ، لكن وقع لنا جملة صالحة منه في ثنايا كتب السنن والآثار، ولو جمعت وتتبعت لعلها تقارب ما كتبه مصنفها .

٢٢- كتاب "المسند " لابن الجعد أو "الجعديات" لم يصنفه هو، وإنما جمعه صاحبه أبو القاسم البغوي ، وزاد عليه من مروياته كثيرا على عادة قدماء الرواة عن الشيوخ ، وابن الجعد ثقة صدوق حجة، حافظ ضابط لحديثه ولا سيما عن شعبة .

٢٣-كتاب "الطبقات" لابن سعد من المصادر الغنية للسيرة النبوية وسيرة السلف الصالح ، والغنية كذلك بذكر الأنساب ومواطن الرواة وبلدانهم ، ولعل مجموع رواياته يقارب اثني عشر ألفا، وأعلى ما عنده الثلاثيات .

٢٤- وفي "الطبقات" زيادات ليست بالكثيرة لم يكتبها ابن سعد ، وإنما كتبها من جاء بعده، حتى تجد ترجمة ابن سعد نفسه في أواخرها وذكر وفاته، كما تجد ترجمة بعض المحدثين الذي ماتوا بعده كعبيدللله بن عمر القواريري، فيقال : إن الذي زادها هو الحسين بن محمد البغدادي ، أحد رواة الكتاب عن ابن سعد، والله اعلم.

٢٥-كتاب " المصنف " لابن أبي شيبة من أعظم الدوواين في الإسلام جمعا للآثار ، وقد بلغت أزيد من تسعة وثلاثين ألفا، مابين مرفوع - وهو الأقل - وما بين موقوف ومقطوع ؛وهما الأكثر .
وقد وقع لابن أبي شيبة ثلاثيات كثيرة، لعل الله يقيض لها من يجمعها من أهل الحديث .

٢٦-كتاب "المسند" لابن راهويه - رحمه الله- كالمختصر لمسند الإمام أحمد، فإنه حرص على جمع مسانيد الصحابة، إلا أنه لم يستقص جميع مسنداتهم ولا مروياتهم ،وكأنه - والله أعلم - قصد ذكر ما عليه العمل من مسانيدهم- وإن اشتمل على بعض الغرائب القليلة عنهم، ويدل لذلك أنه - فيما تتبعته - جنب كتابه عن رواية الكذابين والمتروكين، والأحاديث المنكرة الباطلة،وقد أملى-رحمه الله - هذا المسند من حفظه.

٢٧-كتاب "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل ،سمته كا"المسند" زاد فيه ابنه عبدالله زيادات كثيرة فيها أحاديث ضعيفة ، وزاد القطيعي فيه زيادات وقع فيها أحاديث منكرة ، بل وموضوعة ، وليته رحمه الله لم يزدها ؛إذ تعلق بها بعض الروافض ، ثم أي حاجة إلى أن يكاثر بالموضوعات في فضائل الصحابة ، وفي الصحيح عنهم مايملأ السهل والجبل ٢٨-"الزهد" للإمام أحمد فيه زوائد كثيرة، وزاد فيه عبدالله ابن الإمام أحمد زيادات كثيرة ، ولم يصلنا منه إلا قطعة لعلها نحو الربع، أي:نحو ألفين ومئتي رواية ، وفيه عوال ثلاثيات ورباعيات .

٢٩- المسند لابن أبي عمر العدني في مجلد كبير ، اعتنى به العلماء ، وحرصوا على تلقيه بالسماع إلى قريب من المئة العاشرة، كما يعلم هذا من الأثبات والفهارس ؛ لكثرة الأحاديث الأحاديث الصحيحة، وقد وقع فيه جملة من المناكير .

٣٠-"كتاب المسند" لعبد بن حميد لم يقع سماعه لنا كاملا ولا للمتأخرين، وإنما وقع السماع لكتابه "المنتخب من المسند "وهو بعض المسند، إذ المسند كبير ،وهو أضعاف المنتخب، وأعلى ما عنده الثلاثيات .

٣١-"المسند للدارمي" أسانيده ومتونه جيدة في الجملة، وسمى كتابه "المسند" لأن لفظ المسند في عرف السلف هو جمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان مرتبا على أبواب الفقه ،واصطلاح المتأخرين في لفظ المسند هو اصطلاح حادث.

٣٢-"الأدب المفرد" للبخاري ،من أجمل ما صنفه العلماء في الأدب ،لاستيعابه عامة أبوابه، ولجودة أسانيده ،وقد بلغت الروايات فيه أزيد من ألف وثلاث مئة رواية، وفيه زيادات كثيرة مليحة، وعوال ثلاثيات ورباعيات.

٣٣- كتاب "التاريخ الكبير" من أحسن ما في هذا السفر الجليل أنك تستخرج منه سائر الصنعة الحديثية، فهو ديوان ومنهج للتعليم .

٣٤- "جزء الإمام ابن عرفة" جزؤه من أعظم ما يقع في تاريخ الإسلام لأهل الحديث من العلو على اختلاف الأعصار والأمصار، ولعله لا يكاد يوجد جزء احتفل به العلماء كاحتفالهم بهذا الجزء ،وأعلى ما عنده الثلاثيات، وغالب أحاديثه صحاح، والذي لا يصح منه قليل، وعدة أحاديثه نحو المئة.

٣٥- "كتاب أخبار المدينة "لابن شبة، اشتمل على زوائد كثيرة، وفوائد غزيرة، بسبب تبحره في الرواية،وهمته في تتبع الآثار ، ولم يشترط فيه شروطا على عادة أهل التاريخ ،ولذا وقع فيه الرواية عن بعض المتروكين، وهو كبير الحجم ، ولم يصلنا منه إلا بعضه .

٣٦- "السنن" للأثرم أدخل مع السنن النبوية الآثار عن الصحابة، لأن هذه طريقة السلف في العمل بالكتاب والسنة على فهم الصحابة وأتباعهم بإحسان، وهذا أنفع لحملة العلم في معرفة وجوه المسائل والأحكام، ودرايتها وتحريرها .

٣٧- بقي بن مخلد أبقى الله له الذكر الجميل في الأولين والآخرين ،فله من اسمه أوفر الحظ والنصيب .

٣٨-كتاب "الشمائل " للإمام الترمذي ،له شروح كثيرة ،ومروياته تزيد على الأربع مئة، وعلوه في الرباعيات ،إلا أنه قد وقع له ثلاثي واحد بلا حديث ،وهو: قال أبو عيسى "سمعت علي بن حجر يقول: قال خلف بن خليفة: رأيت عمرو بن حريث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام صغير "وقد أنكره هذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد .

٣٩-الإمام ابن أبي خيثمة حافظ وابن حافظ وابنه حافظ، وتاريخه من أنفس التواريخ في السنن والآثار ،وهو كالديوان لنقلة الأخبار وأحوالهم ومروياتهم .

٤٠-كتاب "المسند" للحارث ابن أبي أسامة له زوائد كثيرة ،اعتنى بها العلماء وأفردوها بالتصنيف ،وجمعوها إلى زوائد السنن والمسانيد ،وممن جردها الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"، والهيثمي في "بغية الباحث"

٤١- "كتاب غريب الحديث" للحربي من أحسن كتب الغريب وضعا ، ومن أوثقها نقلا ، وأصحها تفسيرا، وأقدمها تصنيفا ، وهو كتاب كبير، لم يصلنا كاملا، وأعلى ما عنده الرباعيات .

٤٢-الإمام ابن أبي عاصم ،أعلى ما عنده الرباعيات ،وكان يمكنه الثلاثيات ،وذلك بسماعه من جده أبي عاصم النبيل، إلا أنه لم يكتب له ولم يقدر .

٤٣-كتاب "الآحاد والمثاني "لابن أبي عاصم ذكر لكل صحابي حديثا واحدا أو حديثين اثنين غالبا.

٤٤- نقل من تفسير الإمام أحمد غير واحد من الأئمة ؛ كالموفق في المغني ، وكأن الإمام أحمد لم يحفل كثيرا بهذا التفسير؛ لمقالته المشهورة عن أسانيد التفسير.

٤٥-سنن الإمام أبو مسلم الكجي ،ملحق الأحفاد بالأجداد ، كتابه السنن لم أره ،لكن وقع لنا جملة كبيرة من كتابه في ثنايا كتب السنن والآثار، ولو جمعت لقاربت ما كتبه مصنفها فيه .

٤٦- "مسند البزار" من أكثر المسانيد زوائد في المتون والأسانيد ، حتى إن الحافظ الهيثمي أحصاها في "كشف الأستار " فبلغت نحو ٣٧٠٠حديث، وهو كذلك مجمع للأحاديث المعلة ، وللأحاديث الأفراد، ومع ذلك ففيه أحاديث غير قليلة جيدة الإسناد ، وتميز هذا المسند الجليل كذلك بالكلام على الرواة جرحا وتعديلا ، وذكر الاختلاف عليهم .

٤٧- تكلم في حفظ البزار النسائي والدار قطني ، فما أخطأ فيه لا يقبل منه، إذ لم يقبل ممن قبله ممن هو أجل منه، لكن حديث هذا الحافظ حديث أهل الصدق، والخطأ في الرواية بين بحمد الله، يعلمه النقاد بتتبع الطرق، ومن أجل مناقبه رحمه الله نشره لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمصار ، حتى أدركه الموت في ذلك فوقع أجره على الله إن شاء الله، فرضي الله عنه وأرضاه .

٤٨- كتاب "تعظيم قدر الصلاة" للإمام محمد بن نصر المروزي لانظير له في باب الصلاة، مشتمل على جملة كبيرة من الأحاديث والآثار، تزيد على ألف ومئة رواية ،وجرده عن الموضوعات والمنكرات ،وتكلم على جملة من أحاديثه ، وزاده حسنا بالكلام على الفقه والأحكام ،وفيه مناقشات ومباحثات قيمة، وفيه زوائد وفوائد كثيرة .
٤٩- "المسند لأبي يعلى" لم يقع لي سماع مسند من المسانيد بعد مسند الإمام أحمد أعذب من هذا المسند، وفيه عوال كثيرة وقليل من واهيات .

٥٠- قول ابن حبان عن أبي يعلى بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس ، لعل هذا في مسنده الذي برواية ابن المقرئ ،وأما الذي وقع لنا سماعه برواية ابن حمدان فما رأيت فيه ثلاثيا .

٥١- " منتقى ابن الجارود" عدد أحاديثه حسب المطبوع (١١١٤) حديثا ، وهي غالبا لا تخرج عن الأمهات الست،وزياداته عليها قليلة لعلها نحو ثلاثين حديثا، وأعلى ما عنده الرباعيات .

٥٢-"مسند الروياني" من المسانيد المختصرة المتوسطة، فإنه لم يستقص ما لكل من الصحابة من الحديث، وهو مشتمل على الصحاح والغرائب، وفيه زوائد كثيرة، وأعلى ما عنده الرباعيات، وكأن الذي وصلنا منه أكثره .

٥٣- " جامع البيان عن تأويل آي القرآن" قد جمع من الأخبار والآثار ما يقرب من أربعين ألفا ، كثير الزوائد والفوائد والغرائب ، وانفرد بالرواية عن شيوخ، وانفرد كذلك بمتون لكن مع الثقة والجلالة والضبط، وهو في مصاف الأئمة الأربعة، وأعلى ما عنده الرباعيات .

٥٤-"تهذيب الآثار "للطبري هو من أنفس الدواوين في فقه السنن والآثار، إلا أنه لم يتم، ولو تم فلعله لا يتقدمه مصنف في بابه، وهو كثير الزوائد والفوائد، وفيه أصناف كثيرة من علوم الحديث ، يتكلم المصنف فيه عن الحديث وعلله وفقهه وعلومه، وذكر كلام أئمة السلف ومناقشاتهم، وله منهج دقيق راق في النظر والاستنباط ، وينوع الأسانيد والألفاظ ، وقد جعل كتابه على المسانيد .

٥٥-"تاريخ الأمم والملوك" للطبري ، أرخ فيه من بدء الخلق إلى نهاية سنة (٣٠٢) وهو من أجل التواريخ في العالم وأوسعها وأنفسها، وقد توسع في الرواية عن بعض المتكلم فيهم كهشام بن محمد بن السائب الكلبي وأبيه، وكلاهما أصحاب مناكير وأباطيل ، إلا أنه اعتذر في مقدمته أنه ساق ذلك بالإسناد، ولتنوع الروايات والعهدة فيه على الراوي لا عليه .

٥٦-" صحيح ابن خزيمة" كتاب جليل لم يصلنا منه إلا الأقل، وهو أمثل في أسانيده ومتونه من الصحيح لابن حبان، وابن حبان أمثل من المستدرك للحاكم، وهو كتاب عظيم لاشتماله على الكلام على العلل والرجال، وكذا الكلام على فقه الحديث، وله اختيارات متينة دالة على سعة علمه، وعلى احتياط وتوق في محله .

٥٧- كتاب "التوحيد "لابن خزيمة من أحسن كتب الاعتقاد ، فهو على طريقة السلف الصالح، وهو غصة في حلوق أهل البدع والأهواء، وقد اعتنى بذكر مفصل الاعتقاد، ولا سيما أحاديث الصفات، وقد جنى الرازي عليه وعلى كتابه ،وسيلقى الله بالجرأة على توحيده تعالى وبأخذ عرض ولي من أوليائه، وكم في كتابه من سب السلف، ونصرة آراء الجهمية، فأي خزي أخزى من ذلك ، نسأل الله العفو والعافية.

٥٨- كتاب " الجامع للخلال" من أنفس دواوين فقه الحديث وأوسعها ؛ فإنه بوبه على طريقة الفقهاء ، وأكثر فيه من النقل عن الإمام أحمد ، وفيه من الفوائد واللطائف وتفسير نصوص الكتاب والسنة شيء كثير، ولم نر منه -مع الأسف - إلا قطعا صغيرة، وإلا نقولا نقلها جمع من أئمة الحنابلة كالقاضي أبي يعلى والإمام أبي محمد بن قدامة .

٥٩-كتاب "المسند" للسراج، من المسانيد الكبيره، غير أن الذي وصلنا منه نحو ألف وست مئة حديث، وفيه زوائد كثيرة على الصحيحين،ومصنفه من كبار أئمة السلف ، قوي في ذات الله شديد على أهل البدع، أمار بالمعروف نهاء عن المنكر، حدث عنه البخاري ومسلم بشيء يسير خارج الصحيحين،وأبوحاتم الرازي أحد شيوخه، وحدث عنه خلق آخرهم موتا الشيخ أبو الحسين الخفاف راوي بعض مسنده عنه .

٦٠-" المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم " لأبي عوانه، لعله لا يوجد في المستخرجات أحسن منه؛ لصحة أسانيده في الجملة ، حتى إن العلماء إذا أطلقوا صحيح أبي عوانه فهو هذا، ثم إنه استفتح كتابه بكتاب عظيم في أبواب الاعتقاد،وهو إمام جليل ،طاف الدنيا في سماع الحديث.

٦١- كتاب "المصاحف"من أجل كتب الإسلام التي دونت نقل القرآن وجمعه وكتابته ، وتوثيق رسمه وحروفه، وأحكامه المتعلقة به وهو دال على تبحره في الرواية، وسعة اطلاعه على الآثار، وآثاره أكثر من مسنداته، وأعلى ما عنده الرباعيات .

٦٢- السنة الماضية فيمن تبحر من الأكابر في الرواية والعلوم ، أن يتكلم فيه بعض من قصر فيهما، لكن العاقبة التي لا تنخرم هي للصالحين، وانظر اليوم ونحن بعد أزيد من ألف عام مافعل الله بتنصانيف هذا الإمام ، - يقصد ابن المنذر - فهي طرية غضة ندرسها وندرسها، وقد كفانا الله ما قيل فيه ، وإنما الكفاية على قدر الولاية، فاللهم اجعل لنا لسان صدق في الآخرين، واغفر لنا ولسائر إخواننا المؤمنين .

٦٣-كتاب "معاني الآثار" للطحاوي ، كتاب جمع بين الحديث والفقه، وهو دال على اضطلاع هذا الإمام من هذين الفنين، وقد حرص رحمه الله على أن يبين وجه مذهب أبي حنيفة في المسائل الخلافية، ويستدل لذلك، وعواليه الرباعيات، وليس له ثلاثيات .

٦٤- " تفسير ابن أبي حاتم" جليل القدر ، كثير الزوائد والآثار، ولكنه لم يصنع كابن جرير في مناقشاته وترجيحاته، بل جعله ديوانا جامعا خالصا لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وهذا لون قيم من التصنيف عند السلف، يفيد العامة والطلبة أكثر من العلماء ٦٥-"مكارم الأخلاق" للخرائطي من آنق المصنفات في الآداب،وقد اشتهر بسبب جودة تصنيفه وجمعه وهو كثير الزوائد، وأعلى مروياته الرباعيات، ولم تصل إلى سيرته كما ينبغي ٦٦_ كتاب "الأمالي" للمحاملي من أحسن كتب الأمالي، وقد اعتنى بها الحفاظ قرونا طويلة؛ لعلو إسناد حديثها، وعلو إسناد مصنفها، فإنه عمر حتى توفي في عشر المئة، وهي ستة عشر جزء، من رواية البغداديين والأصبهانيين، واعلي ما عنده الرباعيات.

٦٧-"مسند الشاشي" مسند كبير، والذي بينا أيدينا منه الآن قطعة حسنة منه، وفيه زوائد في المتون والأسانيد، وقد أشار إليها الحافظ في المطالب العالية، ومصنفه إمام حافظ، ومسنده هذا دال على حفظه وعنايته.

٦٨-" معجم الصحابة" لابن قانع الأموي من أجل المصنفات في ذكر الصحابة وفضائلهم، وأجمعها وأكثرها زوائد، وقد عول عليه كثير ممن صنف في الصحابة بعده، وفيه فوائد وغرائب، لكن وقع فيه بعض المناكير والواهيات، وفيه أوهام معلومة عند العلماء، وأعلى ما عنده الرباعيات.

٦٩-"الصحيح المنتقى" لابن السكن من التصانيف التي اشترطت ذكر الأحاديث الصحيحة، وذلك حسب اجتهاده رحمه الله فإنه صحح أحاديث فيها نظر، بل في بعضها نكارة، وقد بين علة بعضها ولم يستقص، ومن مميزاته اشتماله على جمهور أحاديث الأحكام، وهو كثير الفوائد والزوائد والغرائب، وقد أثنى على كتابه هذا جماعة؛ منهم ابن حزم، غير أنه قدمه على سنن أبي داود والنسائي، وفيه نظر، بل كتابهما أنفع وأجل، وأعلى إسنادا، وأنقى رجالا، وأحسن سياقا للمتون، وتصحيحه يقصر عن ابن خزيمة وابن حبان، وقد وصلنا منه متفرقات غير قليلة، وأما سيرته فلم تصلنا مفصلة كما ينبغي، ولعل ماعنده الخماسيات.

٧٠-"الغيلانيات" لأبي بكر الشافعي، كتابه هذا هو أجزاء عدة رواها عن شيوخه، تخريج الإمام الدار قطني انتقاها من حديث أبي بكر الشافعي، في احد عشر جزءا، وهو القدر المسموع لأبي طالب بن غيلان من أبي بكر الشافعي إملاء، وهي من أعلى الأجزاء الحديثية في تاريخ الإسلام، وقد تناقلها الحفاظ والمحدثون مئات السنين بالسماع، ورحل لأجلها أمم من الرحالة ونقلة الأخبار، لضبطها وعلو إسنادها، وأعلى ما عنده الرباعيات، وعدة أحاديثها نحو الألف.

٧١-"صحيح ابن حبان" كتاب غزير الفوائد ،قوي التبويب ،إلا أنه لم يرتبه لا على الأبواب ولا على المسانيد ،وإنما على طريقة مخترعة غريبة ،وهي تقسيم السنة على أنواع كثيرة، وقد بسطها في مقدمة كتابه ،والسر في هذا الاختراع كما بين: هو التحيل على الناس في حفظ السنن، والواقع أنه رحمه الله قد أتعب نفسه،وأتعب الناس بعده؛ فلا الناس حفظوا كتابه، لأن الحفظ بعده ضعف ،والتصانيف كثرت، ولاالعلماء سهل عليهم الكشف عن مواقع الأحاديث .
وقد حمل هذا جمعا من العلماء على ترتيب كتابه على أبواب الفقه، منهم : الحافظ مغلطاي ،وابن زريق ، والأمير علاء الدين الفارسي ،وطبع الأخير آخرا .

٧٢- كتاب "المعجم الأوسط" للطبراني، هو أحد نتاج رحلة واسعة له ، وكان قصده جمع غرائب الرواية عن كل شيخ من شيوخ النقلة في الأمصار ،ولم يقصد الانتخاب ولا الانتقاء كما فهمه بعضهم ، ولذا كثر في كتابه هذا المناكير والواهيات وأغلاط الرواة ،لأن هذا هو الغالب على الأفراد والغرائب ، وما أقل الصحيح في ذلك .

٧٣- كتاب "الشريعة" للآجري من أجمع كتب الاعتقاد ، ومن أجودها ردا على أهل الأهواء ، وفيه زوائد وفوائد وغرائب ، وكتب هذا الإمام من أنفس الكتب ، لأنها متنوعة العلوم والفنون ،جامعة الموضوعات ، وإذا أفرد موضوعا في كتاب فحسبك به .

٧٤- نسب بعضهم الآجري إلى مذهب المالكية ،كما عزاه في المقصد الأرشد إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو وهم ما فاه به شيخ الإسلام قط ، وبعضهم نسبه إلى الشافعية كما قاله ياقوت الحموي في معجمه، وفي ذلك نظر ،فهو فقيه حنبلي مجتهد متفنن، واختياراته معروفة في كتب المذهب ، أشهر من أن تذكر هنا .

٧٥- "مسند يعقوب ابن أبي شيبة" من أعظم المسانيد في الإسلام ، توفي ولم يتمه، وصل إلى نحو ثلاثين مجلدا ، وهو منصف معتدل في أحكامه على العلل والرجال ، ولم يصلنا من هذا المسند إلا القليل جدا ، وأعلى ما عنده الثلاثيات.

٧٦- "الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عدي من أنفس كتب الرجال ، ومن أعظم دواوين نقلة السنن والآثار، يذكر في كتابه كل من تكلم فيه ولو أدنى كلام ، ولو كان من رجال الصحيحين، ويعد هذا الكتاب مجمعا لمناكير الرواة ،وكلامه في الرجال والعلل على طريقة الأكابر.

٧٧- كتاب "العظمة" لأبي الشيخ فريد في بابه، وقد وافق اسمه رسمه ،فقد ذكر في كتابه العظيم هذا كل ما يتعلق بعظمة الله تعالى، وما يتعلق بأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه ، وفيه زوائد كثيرة ، وأعلى ما وقع عنده الرباعيات، وقد توسع في الرواية حتى وقع في كتابه هذا بعض الواهيات والمناكير ، وكان قصده خيرا ، لكن ما أصاب رحمه الله ففي صحيح الحديث غنية عن موضوعه .

٧٨-"المستخرج على صحيح البخاري" كتاب قيم ،دال على سعة علم هذا الإمام وتبحره في علم الرواية ، وقد كان يمكن أن يؤلف مسندا مستقلا ، تبرز فيه إمامته ، وهو على نفاسته وغزارة فوائده ، فإذا وضع في مقابل أصله وهو الصحيح للبخاري بان فضله الصحيح عليه ، وعلى غيره بمراحل كثيرة، وسماه جماعة من الحفاظ صحيح الإسماعيلي .

٧٩- "سنن الدار قطني" من أكثر كتب السنن زوائد في الأسانيد والمتون ، وهو مجمع للغرائب ،ومع ذلك ففيه أحاديث غير قليلة جيدة الإسناد، واقتصر على أحاديث الأحكام ، ولم يشترط الصحة، ولذا وقع فيه بعض الموضوعات والمناكير ، وقد بلغت أحاديثه نحو ٤٨٣٦ حديثا ، وفيه فوائد كثيرة في العلل والكلام على الرجال ، وأعلى ما عنده الرباعيات.

٨٠- كتاب "العلل للدار قطني" من أنفس كتب الإسلام، ومن مفاخر هذه الأمة .

٨١- كتاب الإبانة لابن بطة من أحسن كتب الاعتقاد، وأجمعها للنصوص، وأغزرها نقلا عن السلف، وابن بطة من أخص الناس وأعرفهم بنصوص الإمام أحمد، وهو ثقة صدوق، وقع له أوهام ،ولم يصب من ضعفه، وقد تصدى ابن الجوزي للرد على ذلك ، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري روى عنه كتابه "الإبانة الكبرى "

٨٢- "المُخلّصيات" للمحدث المعمر أبو طاهر المخلص ،وهي مجموعة أجزاء أملاها على أصحابه من الفوائد والزوائد ،والغرائب والعوالي التي سمعها على شيوخه، وقد انتقاها بعض الحفاظ ،وقد اعتنى بها العلماء قرونا طويلة،وافتخروا بروايتها والرحلة لأجلها، لما فيها من العوالي ، وقد ألحق فيها الأحفاد بالأجداد ،وأعلى ما عنده الرباعيات على ندرة، ووقع فيها بعض المناكير .

٨٣- كتاب "معرفة الصحابة" لابن منده من أعظم الكتب المصنفة في معرفة الصحابة، وهو كتاب جليل ،غزير الفوائد، وقد بالغ الحافظ ابن عساكر في قوله (وله اوهام كثيرة) وقد تتبعت كتابه هذا وما اعترض به عليه ،فلم أر فيه إلا قليلا مما يناقد به المصنف ، وإنما حمل ابن عساكر على ذلك القيل، ما بينهما في المعتقد ،رحمهما الله، فكل منهما حافظ جليل، وابن منده أعرف منه بالسنن والآثار والعلل ،وأكثر منه تبحرا في العلوم ،ولم يصل إلينا الكتاب تاما كما أشار إلى ذلك الحافظ في الإصابة ،وصنعته فيه صنعة أهل الحديث لا صنعة أهل التاريخ .

٨٤- كتاب " المستدرك على الصحيحين " للحاكم ،كتاب حافل بالزوائد والشواهد والمتابعات غير أنه رحمه الله متساهل في التصحيح ،وقد تعقبه الحافظ الذهبي في أشياء حسنة، وبقي عليه أشياء غير قليلة، ومنها أشياء لم يتعرض لها تحتاج إلى نظر وفيه موضوعات ومناكير ،واستدرك على الشيخين أشياء فوهم، لكن الكتاب دال على سعة روايته ، ومن تأمل كتبه الأخرى وحسن الصناعة فيها، جزم أنه لم يتهيأ له تحرير كتابه هذا ، والكمال عزيز ، ولعل أعلى ما عنده الخماسي .

٨٥- "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للإمام اللالكائي ،كتابه هذا من أنفس شروح السنة والاعتقاد، لم يترك أصلا من أصول التوحيد إلا ذكره ،وروى من الأحاديث الزوائد وغير الزوائد شيئا كثيرا ، ومن مميزاته نقله نصوص المعتقد عن الصحابة والتابعين وأئمة العلماء، فهو بحق ديوان من دواوين الإسلام .

٨٦- " حلية الأولياء " لأبي نعيم الأصبهاني، كتاب كبير مشتمل على أحاديث صحاح ،وموضوعات، وزوائد وغرائب ،وكذا تراجم كثيرة، وسير الصالحين وأخبارهم ،واعتنى به العلماء قديما وحديثا ،حتى قيل فيه : لما صنف كتاب الحلية حمل إلى نيسابور قي حياته فاشتروه بأربع مئة دينار ، وأعلى ما عنده الخماسيات .

٨٧- " السنن الكبير" للبيهقي من أضخم دواوين الشريعة وموسوعاتها في أحاديث الأحكام ،وبلغت الأحاديث والآثار فيه نحو اثنين وعشرين ألفا، ولو لم يأت في فضل هذه السنن إلا أنها حفظت لنا قطعا صالحة من سنن ومسانيد لم تصل إلينا ،لكفى ،مع أنه لم يكن عنده سنن النسائي ولا جامع الترمذي ولا سنن ابن ماجه ،لكنه لقي من طاف الدنيا من الحفاظ فأكثر عنهم، وهو مع جلالته في معرفة السنن وعللها، إلا أنه إمام في الفقه والأحكام كذلك .

٨٨- قول السبكي عن كتاب " معرفة السنن والآثار" فلا يستغني عنه فقيه شافعي ، أقول : ولا غير شافعي ،فهو من أنفس المطولات، وقد كان فقه الشافعي وفتاواه شامة في فقه السلف، وكتابه الأم أنفع من كثير مما يسميه الناس اليوم فقها، وخذ كتاب "المعرفة" هذا ووازنه بمبسوطات المتأخرين تر الفرق .

٨٩- كتاب "الشعب للبيهقي" بناه على كتاب شيخه أبي الحسين بن الحسن الحليمي ، وكتابه "الدلائل" من أكبر الموسوعات في السيرة النبوية، وخاصة آياته صلى الله عليه وسلم ومعجزاته الدالة على صدق نبوته وصحة رسالته .

٩٠- كتاب "معرفة السنن والآثار" للبيهقي كتاب كبير اشتمل على أحاديث الأحكام، وأدخل عليها الآثار عن الصحابة وآراء التابعين والأئمة ، وطرزها بمناقشات متينة، دالة على تمكنه في الفقه، وذكر آثارا غير قليلة ولم يسندها ،وليته فعل ،فلعله اكتفى بشهرتها في زمنه، أو بوجودها في بعض كتبه .

٩١-" التمهيد " لابن عبدالبر من أجل دواوين الإسلام ،لما اشتمل عليه من حسن الصنعة الجامعة بين الحديث والفقه، وجمله مصنفه بالإنصاف في الاختيارات الفقهية، وبذكر فتاوى الصحابة والتابعين،والكلام بعدل في الرجال ،وفي العلل،ورتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم، وهو كتاب لم يتقدمه أحد مثله، وقد وقع له أشياء قليلة فيها علو في الإسناد، وكأنه لم يتتبع العلو ويجهد فيه على عادة المحدثين، ولذا وقع في أسانيده النزول، ولم يقع له علو يذكر كما وقع لغيره من الأكابر، لأنه لم يخرج من الأندلس،لكن بورك له في كتابه هذا ،بل في سائر تصانيفه .وقرئت عليه في حياته،بل قرئت بعده أكثر؛ كرامة من الله يخص بها بعض اوليائه .

٩٢-"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"للخطيب البغدادي تاج بين كتب الآداب ،وهو من أجلها منزلة،وأقربها تصويرا لأحوال السلف في الطلب،وأنفسها جمعا وصحة،وتبويبا ومنهجا، وقد جمع فيه مصنفه كل ما يحتاج إليه صاحب الحديث وغيره من العدد في التحصيل ،من تهيئة النفس، ومن الكتب والمتون،والآداب والأخلاق والسلوك ،وطرائق الطلب ووجوهه وكيفية معاملة شيوخه ،وسنن حفظه وقراءته وإسماعه ،والترغيب في الأخذ والمشافهة والرحلة،وصفة كتابته وصيانته .

٩٣-" شرف أصحاب الحديث" للخطيب البغدادي من أحسن الكتب صنعا وألطفها وضعا، بين فيه أن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة، وبين شرفهم ومنزلتهم في الدين ،وذكر فضل الإسناد والعلو فيه ،وأنه مما خص الله به هذه الأمة .

٩٤-"تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي فهو من أنفس التواريخ، ومن مفاخر التصنيف في الإسلام ،لا شتماله على تراجم العلماء والنقلة وغيرهم في نحو ثمانية آلاف ترجمة، ولاشتماله على حديث كثير ؛ إذ لم تكد تخلو ترجمة من حديث، بل عدة أحاديث أحيانا، وفيه زوائد كثيرة جدا ،وغرائب وموضوعات .

٩٥-"الكفاية في معرفة قوانين الرواية" للخطيب البغدادي،لم ينص على تسميته في مقدمته ،والمهم أن هذا الكتاب من أجمع الكتب المتقدمة في علوم الحديث ومصطلحاته،وقد نص على جمهور مسائل هذا الفن ، وساق المسائل بالدلائل والأسانيد، وفيه مايزيد على ألف وثلاث مئة رواية ما بين خبر وأثر ،وقد تأثر بعض هذا الكتاب بالحمى الكلامية الأصولية التي طغت على ذاك العصر ٩٦-"شرح السنة" للبغوي ،من أحسن التصانيف في الأحاديث المرفوعة وشرحها، على طريقة السلف الصالح من الإكثار من الأحاديث الصحيحة، والكلام عليها بعبارة وجيزة سهلة حلوة.

٩٧- كتاب "الشفا" للقاضي عياض كتاب قيم في بابه واعتنى به العلماء قديما وحديثا، غزير الفوائد ،حسن الترتيب ،ولم يقع له عوال تذكر ،بل عامة أسانيده نازلة جدا ، لكونه قليل الترحل في البلدان ،ولم يعتن بالرواية في صغره ،ولذا لم يخرج الحفاظ من طريقه كتابا في السنن والآثار ،وقد وقع لي سماعه عدة مرات ،غفر الله لمصنفه، ورفع درجته في عليين، وجمعنا به مع النبيين .

٩٨-"تاريخ مدينة دمشق "لابن عساكر، تاريخه هذا أكبر تاريخ لمدينة في العالم،فهو ثمان مئة جزء، في سبعين مجلدا ،حفظ الله به قطعا من كتب ومسانيد وأجزاء وأمال لم تصلنا ، أو وصلتنا ناقصة ، ومن طالع تاريخه هذا قضى له بالحفظ والتبحر ، وهو من أغنى المصادر في ذكر السنن والآثار ،ومعرفة الرجال ،والجرح والتعديل، ومن أحسن ما في الكتاب التنوع الكثير للحديث الواحد في أسانيده وألفاظه ،بل التنوع في الآثار أحيانا كذلك ،لكنه اشتمل على موضوعات ومناكير غير قليلة، وربما تكلم قليلا على بعض الأحاديث.

٩٩- "الأحاديث المختارة" للضياء المقدسي من أحسن الكتب التي اشتملت على زوائد كثيرة على الصحيحين ، ومن أمثلها في الأسانيد والمتون، وأكثرها إعراضا عن رواية الكذابين وأصحاب المناكير .

١٠٠- "المعجم الكبير" للطبراني من أغنى دواوين السنة في ذكر المتابعات والشواهد والطرق، وقد رتبه على مسانيد الصحابة، وقدم العشرة المبشرين لفضلهم ،ثم رتب الباقين بحسب حروف المعجم ،ولم يذكر مسند أبي هريرة لضخامته، بل أفرده خارج المعجم، ويقدمها بذكر طرف من سيرة الصحابي، وينوع الطرق كثيرا، وقد وصلنا هذا السفر الجليل وفيه نقص، وهو كبير الحجم، يقال : إن عدد مروياته ثمانون ألفا، لكن لعل عدد مروياته إذا وصلنا تاما تقارب الثلاثين ألفا ، ولم يشترط مصنفه فيه شروطا، بل كان غرضه جمع المروي من مسانيد الصحابة، وظهر لي أنه يريد جمع المروي من غير الطرق المعروفة غالبا ،ولذا كثرت فيه الزوائد ،وصارت صناعته كصناعة ابن ماجه في كتابه السنن ،ولذا وقع في هذا المعجم مناكير وموضوعات غير قليلة .
انتهت الفوائد .
قال مصنفه : كان الفراغ من هذه المسانيد منتصف شهر رمضان سنة (١٤٣٢) بمدينة الرياض ،ثم حرر مطلع شهر صفر سنة (١٤٣٣).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية