اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/fawaed/90.htm?print_it=1

26 فائدة منتقاة من كتابِ (التَّلخيصِ لوجوهِ التَّخليصِ) لابن حزم ت456هج.

عَـطـاء
@alomma9951

 
بسم الله الرحمن الرحيم


●|| 26 فائدة منتقاة من كتابِ <التَّلخيصِ لوجوهِ التَّخليصِ> لابن حزم ت456هج.

■الكتاب: التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ. تحقيق: عبد الحق التُّركماني. دار: ابن حزم.
■انتقاءُ وترتيبُ: أبي اللَّيث مُضَر بن ذوالفقار الشَّيخ نايف -غفرَ اللهُ له ولوالِدَيه-.
■حساب تويتر: @alomma9951
■قناة تلجرام: @otrogga995

الحمدُ للهِ: أهلُ الحمدِ والثَّناء، والعدَّة والبقاء، والعظمة والكبرياء، أحمدُه على تواترِ نعمه، وقديمِ إحسانهِ وقسمه، حمدَ مَن يعلمُ أنَّ مولاه الكريم يحبُّ الحمدَ، فله الحمد على كلِّ حالٍ، وصلواته على البشيرِ النَّذير، السِّراجِ المنيرِ، سيِّدِ الأوَّلين والآخرين، وعلى آله الطِّيبين الطَّاهرين، وعلى أصحابهِ المُنْتَخَبِين، وعلى أزواجهِ أمَّهاتِ المؤمنين.

1_عن شريح بن محمد العيني؛ أن أبا محمد بن حزم كتب إليه . فيما أحرق له المعتضد بن عباد من الكتب - يقول:

فإن تحرقوا القرطاسَ لا ترقوا الذي
تضمَّنه القرطاسُ بل هو في صدرِي

يسيرُ معي حيث استقلَّتْ ركائبي
وينزل إن أنزل ويُدفن في قبري

فدونيَ من إحراق رقٍّ وگاغَدٍ
وقولوا بعلمٍ كي يرى الناس من يدري

وإلا فعودوا في المكاتب بدأةً
فكم دون ما تبغون للهِ من سِتْرِ

كذا النصارى يحرقون إذا عَلَتْ
أكفُّهُم القرءانَ في مُدُنِ الثَّغرِ

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص55 | ابنُ حزم ]

2_وله على سبيل الدعابة - وهو يماشي أبا عمر بن عبدالبر - وقد رأى شابا مليحا، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر: لعل ما تحت الثياب ليس هناك ! فقال:

وذي عذلٍ فيمن سباني حُسْنُهُ
يُطيلُ ملامي في الهوى ويقولُ

أمِن حُسنِ وجهٍ لاحَ لم ترَ غيرَه
ولم تدرِ كيف الجسمُ أنت قتيلُ

فقلت له: أسرفتَ في اللَّومِ فاتَّئِد
فعندي ردٌّ لو أشاءُ طويلُ

ألم تر أنِّي ظاهريٌّ وأنَّني
على ما بدا حتَّى يقومَ دليلُ

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص56 | ابنُ حزم ]


3_ضابطُ الكَبِيرَة.

وقد أطلتُ التفتيشَ على هذا منذ سنين، فصحَّ لي أن
كل ما يوعد الله به النار فهو من الكبائر.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص88 | ابنُ حزم ]


4_فوالله - أيها الأحبة ! - إن أحدنا ليشتدُّ روعه، ويُخْفِقُ قلبه من وعيد آدمي ضعيف مثله، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا يقدر أن يتمادى شهرا واحدا في عذاب من عاداه وكاشفه بأكثر من الحبس؛ فكيف بذلك اليوم المذكور، وبعذاب أهونه الوقوف في حال دنوِّ الشمس من الرءوس، وبلوغ العرق إلى أكثر مساحة الأجسام، في يوم طوله خمسون ألف عام، ثم بعد ذلك يرى مصيره إما إلى جنة أو إلى نار؟ فأين المفر إلا إلى الله وحده لا شريك له؟.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص91 | ابنُ حزم ]


5_وأما الدنيا فمحلُّ مَبيت بؤسها مُنقَضٍ، وسُرورها منسيٌّ كأن ذلك لم يكن ۔ فوجدتها عشر مراتب، منها ثلاث هي مراتب الملك، والعلوِّ، والسَّبْقِ.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص107 | ابنُ حزم ]


6_واعلموا أنه لولا العلماء الذين ينقلون العلم ويعلموه الناس جيلا بعد جیل؛ لهلك الإسلام جملة، فتدبروا هذا، وقفوا عنده، وتفكروا فيه نِعِمَّا! ولذلك سموا: ورثة الأنبياء.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص108 | ابنُ حزم ]


7_أهلُ السَّبْقِ.

وأما الثالثة : مجاهد في سبيل الله - عز وجل -، فإنه شريك لكلِّ من يحميه بسيفه في كل عمل خير يعمله، وإن بعدت داره في أقطار البلاد، وله مثل أجر من عمل شيئا من الخير في كل بلد أعان على فتح بقتال أو حضر، وله مثل أجر كل من دخل في الإسلام بسببه أو بوجهٍ له فيه أثر إلى يوم القيامة. فيا لها حظوة ما أجلها؛ أن يكون لعله في بعض غفلاته ونحن نصوم له ونصلي.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص109,110 | ابنُ حزام ]


8_واعلموا أنْ لولا المجاهدون لهلك الدِّينُ ولكنَّا ذمَّةً لأهلِ الكُفرِ.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص109,110 | ابنُ حزام ]


9_الحسن البصري - رضي الله عنه - ذكر يوما موقف رجل يخرج من النار بعد ألف سنة ؛ فقال : يا ليتني ذلك الرجل ! وإنما تمنى الحسن هذا خوفا من خاتمة شقاء، وأن يموت على غير الإسلام فيستحق الخلود في النار في الأبد. فقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يدعو الله أن يميته على الإسلام.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص117 | ابنُ حزم ]


10_إن أجل سير المسلم ثلاثة : طلب العلم ونشره، والحكم بالعدل لمن ولي شيئا من أمور المسلمين، والجهاد، كل هذا مع أداء الفرائض، واجتناب المحارم.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص120 | ابنُ حزم ]


11_ليعلم العاقل أنَّ تكبيرةً من رسولِ الله صلوات الله عليه أعظمُ عندَ الله وأجلُّ من كلِّ عملِ خيرٍ يعملهُ جميعُنا، ولو عُمِّر العالمُ كلُّهُ.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص121 | ابنُ حزم ]

12_فمَن لم ينتهِ إلى ما حدَّهُ له نبيُّهُ؛ فلا عفا اللهُ عنه.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص125 | ابنُ حزم ]


13_فاعلموا أن تحسين الظن بالله - تعالى - أجر عظيم، وأنه عمل بالقلب رفيع فاضل، فلعل ربه - تعالى - قد حفظ له حسنة لا يلقي العبد إليها باله ولا يذكر علتها، كما أنه - أيضا . ربما هلك بسيئة حفظت عليه ؛ كان هو يحقرها.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص126 | ابنُ حزم ]


14_فمن لم يعلم النحو واللغة؛ فلم يعلم اللسان الذي به بيّن الله لنا ديننا وخاطبنا به، ومن لم يعلم ذلك فلم يعلم دينه، ومن لم يعلم دینه ففرض عليه أن يتعلمه، وفرض عليه واجب تعلم النحو واللغة، ولا بد منه على الكفاية . كما قدمنا، ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرءان وفهم حديث النبي ، ولو سقط لسقط الإسلام، فمن طلب النحو واللغة على نية إقامة الشريعة بذلك، ليفهم بهما كلام الله - تعالى - وكلام تبيه وليفهمه غيره؛ فهذا له أجر عظيم، ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد.
وأما من وسمَ اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة، فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة، وحرام على المسلمين أن يستفتوه، لأنه لا علم له باللسان الذي خاطبنا الله تعالى به. وإذا لم يعلمه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص128 | ابنُ حزم ]


15_ومن طلبهما -أي: النحو واللغة- ليتوصل بهما إلى إقامة المظالم، وإحياء رسوم الجور، والتدرُّب في أحكام المكوس والقبالات، والمخاطبة عن فساق الملوك بما يرضيهم ويسخط الله - عز وجل -؛ فقد خاب وخسر وغدا في لعنة الله وراح فيها، لأنه ظالم، وقد قال الله : ألا لعنة الله على الظالمين.[هود: 18]

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص129 | ابنُ حزم ]


16_وأما علم الشعر؛ فإنه على ثلاثة أقسام:
أحدها : أن لا يكون للإنسان علم غيره؛ فهذا حرام، يبين ذلك قوله - عليه السلام -: «لأن يملأ، أو: «يمتلىء جوف أحدكم قيحا حتى يَرِيَه ؛ خير له من أن يمتلىء شعرا».
والثاني : الاستكثار منه، فلسنا نحبه، وليس بحرام، ولا يأثم المستكثر منه إذا ضرب في علم دینه بنصيب، ولكن الاشتغال بغيره أفضل.
والثالث : الأخذ منه بنصيب، فهذا نحبه، ونحض عليه، لأن النبي - عليه السلام - قد استنشد الشعر، وأنشد حسان على منبره - عليه السلام.
وقال - عليه السلام -: «إن من الشعر حكما». وفيه عون على الاستشهاد في النحو واللغة. فهذا المقدار هو الذي يجب الاقتصار عليه من رواية الشعر، وفي هذا كفاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص129,130 | ابنُ حزمٍ ]


17_وعلم الحساب والطب - أيضا من العلوم الرفيعة، فمن طلب علما من ذلك لينتفع به الناس في القسمة والعلاج وحساب مقابلتهم فهو مأجور. وتعلُّم هذا المقدار فرض على الكفاية، إذ لو جهل هذا لضاع كثير من الذين، كحساب الوصايا والمواريث، ومعرفة البيوع، وغير ذلك. ومن طلبهما ليكتسب منهما فمأجور - أيضا ، ومن طلبهما ليتوصل بهما إلى الظلم، فآثم فاسق .

[ التَّلخيصٌ لوجوهِ التَّخليصِ ص131 | ابنُ حزم ]


18_لا كفى الله من لم يكفِه قول ربه - تعالى -، وقول نبيه - عليه السلام-.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص141 | ابنُ حزم ]


19_وأنا أُريكُم - إن شاء الله تعالى-، ولا حول ولا قوة إلا بالله - مَيْلَقًا يعرف به كل واحد منكم وغيركم من يقرأ كتابي هذا، إن كانت نيته صادقة لله - عز وجل - أو مشوبة بقصد إلى غيره، وذلك أن يفكر المرء في نفسه فيما يعمل من طلب علم أو فعل بر فيقول لها: یا نفس! أرأيت لو أن من يراني، أو بلغه خبري من الناس يكون طريقتهم في العلم، وفي طلبه، وفي عملهم؛ على خلاف ما هم عليه كانوا يكرهون هذا الوجه من طلبي لما أطلب، ولا يستحسنون ما أفعل من البر، أكنت تفعلينه أم لا؟ فإن علم من نفسه أنها كانت تفعل ذلك، سخط الناس أم رضوا، نَفقَ عندهم أو كَسدَ؛ فليحمد ربه - تعالى - وليُبشِر؛ فإن عمله وطلبه خالص .
وإن وجد نفسه تخبره أن الناس لو كرهوا ما يطلب وما يعمل لم يطلبه ولم يعمله، فليعلم أنه هلك، وأن عمله وتعبه عليه لا له، وأنه قد خسرت صفقته، وأنه قد أشرك في نيته وعمله غير ربه - تعالى -، إذ قر به الناس، فمن أضيع عملا أو أسوأ منقلبا من هذا؟ نعوذ بالله من هذه المرتبة، ونسأله التوقي من هذا.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص143 | ابنُ حزم ]


20_فلا تغالطوا أنفسكم، ولا يغرَّنكم الفساق، والمنتسبون إلى الفقه، اللابسون جلود الضأن على قلوب السِّباع، المزينون لأهل الشر شرهم، الناصرون لهم على فسقهم.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص149 | ابن حزم ]


21_حال أمراء الأندلس في حياة ابن حزم.

والله لو علموا أن في عبادة الصُّلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون بالنصارى فيمكنونهم من لحم المسلمين، وأبنائهم ورجالهم يحملونهم أسارى إلى بلادهم، وربما يحمونهم عن حریم الأرض وحسرهم معهم آمنين، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعا فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس، لعن الله جميعهم، وسلط عليهم سيفا من سيوفه.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص154 | ابنُ حزم ]


22_وأنا أقول: لأن يضرب عنقي، أو أضل، أو يرمى بي وأهلي وولدي؛ أحب إلي من أن أقطع الطريق، أو أقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وأنا أعلم أن ذلك حرام، وهذا أحب إلي من أن أستحل الاحتجاج بحديث عن النبي لا أعتقده صحيحا، أو أن أرد حديثا صحيحا عنه - عليه السلام ، ولم يصح نسخُه بنص ءاخر، ولا صحَّ عندي تخصيصه بنص ءاخر.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص157 | ابنُ حزم ]


23_فخذوا حذركم من إبليس وأتباعه في هذا الباب، ولا تدَعوا الأمر بالمعروف، وإن قزم في بعضه، ولا تدعوا النهي عن منكر؛ وإن کنتم تواقعوا بعضه، وعلّموا الخير، وإن كنتم لا تأتونه كله، واعترفوا بينكم وبين ربكم بما تعملونه بخلاف ما تعلمونه.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص162 | ابن حزم ]

24_وإن العجب من أعظم الذنوب وأمحقها للأعمال. تحفظوا ۔ حفظنا الله وإياكم - من العجب والرياء، فمن امتحن بالعجب في علم فليتفكر فيمن هو أفضل عملا منه، وليعلم أنه لا حول ولا قوة له فيما يفعل من الخير، وأن ذلك إنما هو هبة من الله - تعالى -، فلا يتلقاها بما يوجب أن يسلبها، ولا يفخر بما حصل له فيه، لكن ليعجبه فضل ربه - تعالى - عليه.

[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص163 | ابنُ حزم ]


25_وأما الرياء؛ فلا يمنعنكم خوف الرياء أن يضركم عن فعل الخير، لأن لإبليس في ذم الرياء حِبَالَةً ومَصيدة، فكم رأي من ممتنع من فعل الخير خوف أن يظن به الرياء، ولعلكم قد امتحنتم بهذا، ولكن أصفوا نياتكم لله - تعالى -،[ ثم لا تبالوا من كلام الناس فإنما هو ريح وهواء منبث، وقل - والله ! ۔ ضرر كلامهم، وكثر نفعه لكم]، فعليكم بما تنتفعون به في دار قراركم، وعند من يعلم سرگم وجهركم، وعند من يملك ضركم ونفعكم، وحده لا شريك له.


[ التَّلخيصُ لوجوهِ التَّخليصِ ص163 | ابنُ حزم ]


تمَّ كتابُ [ التَّلخيص لوجوه التَّخليص ] بحمدِ اللهِ ومنِّهِ وحُسنِ توفيقهِ.



 

فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية