اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/female/0273.htm?print_it=1

خلوا بيننا وبين حقوقنا

سارة بنت عبدالله التويم


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين. وبعد:
فإن الحرية مطلب عزيز ينشده كل أحد, وإن مما يحقق الحرية المنشودة للعقلاء استيفاء الحقوق أداء وطلبا, ذلك أن الله تعالى كرم الإنسان على سائر المخلوقات, ورفعه عن مستوى الحياة البهيمية التي لا تنشد إلا إشباع رغبات البدن وشهواته, قال تعالى:( ولقد كرمنا بني ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء : 70, لذا فإن العاقل هو الذي يعلم يقينا أن من صحة العقل أن يذعن لخالقه وبارئه, ويوحده بالعبادة, ويتخذ دينه وشريعته منهاجا يسير عليه في حياته, وأن ما فُرض له من الحقوق هي أكملها , وبها تتحق مطالبه الروحية والبدنية , ومهما سعى ينشد رغباته ومحابه في غيرها فإنه ولا شك يجني على روحه بمخالفة فطرتها وحاجتها الحقيقية, وإن من أكثر الحقوق التي كثرت الأصوات المطالبة بها , والباحثة عنها: حقوق المرأة, وقد جعلوا حرية المرأة وتخلصها من كل قيد يقيد حركتها وعطائها وإبداعها محور مطالبهم, ثم قالوا: حجابها قيد, وولي أمرها قيد, وبقائها في بيتها قيد!!
فلا ندري .. أحقا يريدون حرية المرأة, أم حرية الوصول للمرأة؟!

وواعجبي! هل كان لباس الرجل يوما عائقا لحريته وفكره وإنتاجه؟! فعلام جعلوا حجاب المرأة وسترها وعفافها عائقا؟!! وبأي حال أصبحت قوامة الرجل على المرأة التي جبلت على قوة العاطفة وغلبتها على العقل, وعدم البيان في الخصام والمحاججة عائقا؟!! وكيف يكون بقاء المرأة في بيتها وتربية أبنائها, واهتمامها بشؤون زوجها قيدا يقيدها!! أي دليل شرعي أو عقلي كان مستندهم؟!

إن أقصى ما برروا به مقالهم دعوى المساواة بين الرجل والمرأة, وكيف تستقيم المساواة بين شيئين مختلفين تماما؟! فلا التركيب الخلْقي لهما يتساوى ولا الاستعداد النفسي بل ولا الغرائز الفطرية! ثم إن المساواة لا تقتضي العدل , فالظلم كل الظلم أن تساوى المرأة بالرجل, وقد أدرك ذلك بعض عقلاء الغرب الذين اكتوت مجتمعاتهم بنار دعوى المساواة, وذاقوا مرارته وألمه, وبدؤوا المناداة بالعودة للفصل بين الجنسين , في حين أن بعض المخذولين من أبناء قومنا يرفعون شعارات المساواة!! بل ويتكلفون الأدلة, ويلوون أعناق النصوص لتشريعه وتسويقه, فمرة الاختلاط مباح , وأخرى تغطية المرأة وجهها خلاف فقهي, وثالثة ولي المرأة قهر لها وتعطيل لمصالحها إذ ارتبطت بإذنه, ولو أنهم أرادوا بدعواهم الحق؛ لاستمعوا قول الناصحين ودعوات المصلحين وإرشاد العلماء وبيانهم لحقيقة المسائل إذ التبست عليهم, فلما لم يقفوا عند حرمة العبث بالنصوص, والحذر من مخالفة أمر الله ورسوله, ألا اعتبروا بتجارب من سبقوهم لمثل دعواهم, فعاشت المرأة في بلادهم مستقلة عن قوامة رجل, سافرة كاشفة, تباشر أعمالها, وتزاحم الرجال مجامعهم فنظروا إلى أي حال وصلت, وأي مجد سبقت به المرأة المؤمنة العفيفة؟ وأي جيل أنتجت وربت؟؟

وهذه شهاداتهم تشهد بما جنت المساواة على مجتمعاتهم, تقول ( هيلين إندلين ) خبيرة شؤون الأسرة الأمريكية: " إنّ فكرة المساواة بين الرجل والمرأة غير عملية أو منطقية ، وإنّها ألحقت أضراراً جسيمة بالمرأة والأسرة والمجتمع ".
ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه "حضارة العرب" ص:403-413 : "ينظر الشرقيون إلى الأوربيين الذين يُكرهون نساءهم على العمل ، كما ننظر إلى حصان أصيل يستخدمه صاحبه في جر عربة ! فعمل المرأة عند الشرقيين هو تربية الأسرة ، وأنا أشاركهم رأيهم مشاركة تامة ، فالإسلام لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه ، وذلك خلافاً للاعتقاد الشائع "

يقول الأستاذ علي القاضي في مقال له بعنوان ( مشكلة المساواة بين الرجل والمرأة ) : " المساواة بين الرجل والمرأة في الغرب أحدثت آثارها الواضحة، وقد ظهر هذا في تخلخل الأسر وانحراف الأبناء.. وبعد فترات بدأت المرأة الغربية تشكو من هذه المساواة، وتحسّ بأنّها أصبحت مظلومة من كلّ ناحية ، وبدأت تعيد النظر في كلّ ما يقال لها ، لأنّها أحسّت بالمتاعب المتنوعة التي تمرّ بها، والمعاناة النفسية والجسمية، فبدأت المرأة الغربية تقول: ( لا مساواة .. لا عدالة .. لا تكافؤ)، وبدأت تتحدّث عن همومها، وتشكو من الوظيفة ، كما بدأت تستعمل المهدئات، كما أنّها أحسّت بأنّها تدفع ثمن الوظيفة، وبدأت استطلاعات الرأي تأخذ مجراها بين النساء في الغرب. وظهرت أندية للصداع، أكثر زائريها من النساء، لأنّ من أسبابه الضوضاء والتلوّث والضغوط النفسيّة والعصبيّة والزحام والعمل والظلم والاضطهاد والملل والإحباط النفسي. . كما بدأت أمراض جديدة تظهر في الغرب مثل مرض الطفل المضروب، ووجدت ظاهرة بيع الأطفال ، وهم فلذات الأكباد، إلى جانب أمراض القلب والاكتئاب النفسي بالنسبة للمرأة العاملة، وبذلك ازداد معدّل الجريمة. وبدأت المرأة الغربية بعد ذلك تستجيب لنداء الفطرة ، وتطالب بأن تعود المرأة إلى وظيفتها الطبَعية فتكون رهن إشارة زوجها، وبعض النساء تركن الوظيفة، ووجدت تجمّعات نسائية تطالب بعودة المرأة إلى وظيفتها الطبَيعية ، وترك الشعارات ". ( مجلّة البعث الإسلامي، العدد: 9(.

ولا غرابة في ذلك على ذي لب, فإن المولى سبحانه وتعالى أخبر :( وليس الذكر كالأنثى) ال عمران: 36, وقال: ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) النساء 34, وحفظ للمرأة حقها كل الحفظ حين فرض عليها الحجاب: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) الأحزاب 59, {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب : 53]

أما والحال أن المساواة منكرة فطرة, ومرفوضة عقلا, وباطلة شرعا, فبالله عليكم أي أمر تريدون؟!! وأي حق تطلبون؟!! ثم لما كان الأمر خاصا بالمرأة, ومتعلقا بها وبحريتها وحقوقها, لم كان أكثر الناعقين به من الرجال؟!! ألا انشغلتم بأموركم وتركتم الوصاية علينا مادمتم تروونها قهرا لنا !! دعونا وشأننا, وخلوا بيننا وبين حقوقنا , فإننا والله نجدها ظاهرة جلية في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية