بسم الله الرحمن الرحيم

المرح والنشاط


أختي المعلمة ... إن مثل هذه المقترحات تحتاج إلى النشاط والحيوية والمرح .... كل الأعمال تقريباً تحتاج إلى الحيوية والنشاط فكيف بالأعمال الدعوية التي تحاولين من خلالها كسب قلوب من حولك ومن ثم إرشادها إلى طريق الله المستقيم .
إن النفس بطبيعتها تحب الفكاهة وتحب المرح . فعند تطبيقك لمثل هذه الأنشطة ضعي فيها لمسات من الفكاهة والمرح والتجديد بقدر المستطاع وبحيث لا يفقد هذا العمل معناه وكنهه .. إن تقديمك لمثل هذه الأنشطة والمقترحات في قالب المرح يحفز النفس إلى قبولها بل وربما إلى طلبها أو الاشتياق لها .. وخاصة إذا ما زجت هذه الأفكار المطبقة بتلك الابتسامة العذبة المرسومة على شفتيك والتي قد أتقنت شق طريقها إلى القلوب مباشرة .
حاولي أختي المعلمة ألا تفارق الابتسامة محياك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .. فالابتسامة العذبة الصافية والكلمة الطيبة الصادقة بريد ممتاز إلى القلوب .
أما المعلمة التي لا تعرف الابتسامة شفتيها ... دائماً ما يكون العبوس وتقطيب الجبين من أبرز ملامح محياها فمثل هذه غالباً لا يُقبل منها ومهما بلغت أفكارها ونشاطها فغالباً ما تقابل بالرد إلا من القلة القليلة التي تحب مثل هذه الأشياء من نفسها وكذا القول فيمن تحب العزلة تماماً. فهي بعيدة عن أوساط زميلاتها أو حتى طالباتها .. وهذه العزلة دائماً ما تؤدي إلى السلبية في علاقات المعلمة . فالمعلمة التي من طبعها الانعزال والهدوء أكثر من اللازم غالباً لا تؤثر في زميلاتها أو طالباتها وإن الانعزال خير في بعض الأحيان النادرة .. وأعرف الكثيرات ممن يحببن العمل لهذا الدين والدعوة إلى الله .. وهي في عزلة عن الوسط الذي تدعو فيه .. فيا ترى كيف لمثل هذه أن تألف أو تؤلف ويؤخذ عنها .. وكيف لمثل هذه أن تتعرف عن الواقع الحي بأبعاده وأشكاله ، بل أنى لمثل هذه أن تستميل القلوب وتوجهها إلى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟! إن مثل هذه قدمت مثل هذه الأنشطة لا أعتقد أنها ستحصل على نتائج إيجابية إلا ممن يحببن هذه الأشياء أو ممن تعرفهن ويعرفنها فقط بمعنى أن نتائجها ستكون في حدود ضيقة جداً . لذا على المعلمة أن تحاول أن تدخل مع زميلاتها وتتعرف على شخصياتهن وأفكارهن واتجاهاتهن بل وميولهن كما كان يفعل قدوتك صلى الله عليه وسلم مع الرعيل الأول رضوان الله عنهم ... افعلي ذلك وحتماً ستجدين نتائج أفضل واستجابة أكثر .

المصدر كتاب أفكار دعوية للمعلمات

الصفحة الرئيسة