اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/female/h52.htm?print_it=1

تعمل في وظيفة فيها اختلاط

سعد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود


السؤال
أعمل لدى مؤسسة حكومية قرابة الخمسة الأعوام، وأغلبية الموظفين من الرجال، وقد اعتدت إلقاء السلام عند دخولي المكتب، إنني- قدر المستطاع- أحاول عدم الاختلاط بهم، ولكن أحيانًا يكون هناك اجتماع فيجب حضوري أو الحصول على توقيع المدير، أو مساعدة الزبائن والتعامل معهم، بصراحة مشكلتي تكمن في عدم رغبتي في العمل، ولكنني أعمل لأعيل أسرتي المكونة من اثني عشر فردًا، وخاصة أمي- هداها الله- فطلباتها كثيرة. لا أدري ما العمل، هل يتقبل الله عز وجل- أعمالي؟ هل أنا مقصرة في حق ربي؟ مع أنني أخرج من البيت محتشمة. لا أدري! أعينوني أعانكم الله.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جواب هذا السؤال يحتاج إلى وقفات:
الوقفة الأولى: دعاوى إخراج المرأة المسلمة للعمل خارج بيتها. هناك أصوات كثيرة تطالب بإخراج المرأة للعمل خارج بيتها، بدعوى الاستفادة من النصف الثاني من المجتمع وهو المرأة، وأن عدم الاستفادة تأخُّر ورجعية...إلخ. وأصحاب هذه الدعاوى هم:
1- بعض أبناء المسلمين الذين تأثروا بحضارة الغرب، والذين ملكوا زمام الكتابة في وسائل الإعلام في البلاد الإٍسلامية.
2- وسائل الإعلام في بلاد الغرب التي رغبت في إخراج المرأة للعمل.
3- الخبثاء من العلمانيين في البلاد الإسلامية الذين يريدون إفساد المجتمعات المسلمة بدعوى( تحرير المرأة)، وأن من خصائص حريتها العمل، بل وبجانب الرجل، فهي مساوية له!
4- بعض من أعماه حب الدرهم والدينار ففرط في قوامته ومسئوليته؛ فلم يبال بحفظ زوجته وابنته من الذئاب المسعورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الوقفة الثانية: مجال عمل المرأة.للمرأة المسلمة أن تعمل في كل ما من شأنه خدمة بنات جنسها من النساء، سواء كان في التعليم وغيره، شريطة خلوه من الاختلاط بالرجال الأجانب.

الوقفة الثالثة: مكان عمل المرأة.يجب أن يكون مكان عمل المرأة بعيدًا عن الرجال، فلا يجوز الاختلاط بين الجنسين، لذلك شرع الإسلام الوسائل الوقائية التي من شأنها صيانة أعراض المسلمين وطهارة بيوتهم؛ ولذلك:
1- شرع الحجاب، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)[الأحزاب: 59]. قال ابن عباس،
رضي الله عنهما: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة.
2- ومن هذا الباب– أيضًا- حرم الشرع خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه؛ خشية الفتنة، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامرأةٍ إلاَّ كان ثالِثَهُمَا الشَّيطانُ". أخرجه الترمذي (2165). ولا فرق في ذلك بين أن يكون الرجل عزبًا أو متزوجًا. ومنه-كذلك-حرم الشرع على المرأة أن تخرج متعطرة إذا كانت تعلم أنها ستمرُّ بحضرة رجال أجانب، فقال صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ". أخرجه أحمـد (19711) والترمذي (2786) والنسائي (5126). وهذه الأدلة يقصد بها الشرع أن تكون المرأة بعيدة عن مخالطة الرجال؛ وذلك سدًّا لذريعة الفساد.
3- وحرم الشرع مصافحة النساء، فقد أخرج البخاري (5288) ومســلم (1866)، عن عائشة، رضي الله عنها، في قصة مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم- للنساء، قالت: واللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلَامِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: "قَدْ بَايَعْتُكُنَّ". كَلَامًا. وأخرج أحمد في مسنده (27009)، بسند صحيح، عن أميمة بنت رقيقة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم- في نساء لنبايعه. وفيه: ألا تصافحنا؟ فقال: "إنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءِ، إنَّما قَوْلِي لامرأةٍ واحدةٍ قَوْلِي لمائةِ امرأةٍ". وأخرج الطبراني 20/211(486) والبيهقي، عنه– صلى الله عليه وسلم: "لَأَنْ يُطْعَنَ في رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِن حديدٍ خيرٌ له مِن أنْ يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لَه".
4- كما حرم الشرع على المرأة أن تخرج للرجال متعطرة، كما جاء في حديث: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ". أخرجه أحمد (19711) والترمذي (2786) والنسائي (5126).

الوقفة الرابعة: العمل من أجل الإسراف . كثير من النساء يطلبن العمل من أجل التوسع والإسراف في شراء أدوات الزينة وأثاث البيت والتجديد له كل وقت من الزمن، والله تعالى نهى عن الإسراف فقال: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)[الإسراء:27،26]. كما أمر بالاعتدال في الإنفاق فقال: (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)[ الإسراء:29].

الوقفة الخامسة: نصيحة . وعليه أنصحك بترك هذا العمل والبحث عن عمل في مجال يناسبك لا يكون فيه اختلاط بالرجال، ومن ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه؛ قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)[الطلاق:2].

 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية