اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/gesah/72.htm?print_it=1

أعرفه جيداً !! وهذا ماحصل له يوم الثلاثاء ..!! (صورة المنزل)

البحار نت

 
وفي الحفل الختامي للمركز الصيفي..قبل عامين

كان لزاماُ علي أن احضر مبكراً قبل الضيوف..فربما أُعتبر الى حد كبير من جماعة التنظيم لذلك الحفل المتواضع..

حل المساء..وأخذ الحضور أماكنهم أمام المسرح..وبدأت فقراته المتتابعة..

مسابقات..مشاهد..إنشاد..جوائز..

الكثير الممتع كان في ذلك اليوم..

إلا ان أكثر ماشد الإنتباه .. ورسم البسمة على شفاه الحضور..هو عبدالله..

مثل دوره الفكاهي بكل إتقان .. وخرج عن النص كثيراً..فأبدع

انتهى الحفل ومضى الناس..وبقينا نحن في المركز..فهي ليلة الوداع لأيام من أروع الأيام..

كنت أرقب عبد الله من طرف خفي..

إبتسامته لاتفارقه..يحبه أصحابه ويحبهم..

العشاء قطع علي المتابعة..( وافرش السفرة ياولد )

يدرس في الصف الثاني ثانوي..مستقبله وأحلامه..تتراءى أمامه..وتقترب منه.. كلما قاربت أيام مدرسته على الإنقضاء..

في يوم الأربعاء..قبل الماضي..استلم تقريره من المدرسة..وذهب به إلى منزله..وقال لوالدته : والله ماعاد اروح ذا المدرسة!!

الأم : مابقي إلا القليل..اصبر..والسنة الجاية ثالث ثانوي بننقلك ان شا الله..الى أي مكان تبيه.. – ماأرحم قلب الأم -.

مرت الساعات..التي كانت تزيد مع مرورها علامات إقتراب الفاجعة..

الناظر لذلك المكان ليلاً..يصيبه الفزع..

كونوا معي..



نحن الان في قرية مظلمة..أعمدة الإنارة تعلو كل منزل فقط..أما الشوارع..والممرات..فلاحاجة للإنارة فيها..

عبدالله ركب مع زميله في سيارته..وساروا على الطريق المجاور..طريق سريع مظلم كقريتهم تماماً..

وحينما يحكم الله فلا راد لحكمه..

فقد السائق السيطرة على سيارته..فتقلبت بهم..

بسرعة عاجلة تم نقل عبدالله وصاحبه إلى المستشفى..ووضعوهما في العناية المركزة..فكلاهما لم ينطق بحرف واحد منذ أن أُخرجوا من السيارة..كانوا في غيبوبة تامة..

كل من يعرف عبدالله..كان يمني نفسه بأن يخرج عبدالله من المستشفى سليما معافاً ولو تأخر ذلك قليلاً..يريدون ان يمتعوا أنظارهم بتلك الإبتسامة التي تخرج من القلب..

فلان وفلان وفلان..الكل ممن لم يطلع على تقرير الطبيب..كان يحلم بلقاء جديد مع عبدالله..ليسلم عليه..وليحمد الله على سلامته..

أمه..

..لهف نفسي على أمه التي تمني نفسها بسلامة ابنها وعودته لكي تضمه..وتكتحل عينيها برؤيته..لاأدري كيف كانت تغمض عينيها في ليالي الشقاء..كانت تشكو همها إلى الله وترجوه..اللهم أنزل عليه شفاءك..دموعها تختلط ببكاءها ونحيبها..ولكن..

هيهات قد نهشتك أضفار الردى ** واغتال عمرك قاطع الأعمارِ

عبدالله..مات دماغياً..

بسبب الحادث تهشمت الطبقة العلوية للجمجمة..

الخميس

الجمعة

السبت

الأحد

الإثنين

وصباح الثلاثاء..

فراق لا لقاء بعده..إلى يوم القيامة..

لعمري لقد غال الردى من أحبهُ ** وكان بودي ان اموتَ ويسلما

أمه..

فقدت فلذة كبدها..

صلاة الظهر..ثم صلاة الميت على عبد الله..

الله اكبر..

الله أكبر..

الله أكبر..

السلام عليكم ورحمة الله..

حُملت الجنازة..جنازة عبدالله..إلى المقبرة..وحثا عليه التراب أقرب الناس إليه..

استيقظ الناس..على الخبر..زملاءه في مدرسته..

أقاربه وأحباؤه..

اولئك الذين شاهدوا عبد الله في الحفل..

غيرهم وغيرهم..

لم يبق لهم من عبدالله..إلا ذكرى تبعث الأسى..وطيف يواسي العيون الدامعة..وبسمة لاتفارق الذاكرة..

عبدالله..

لقد كنت اخشى أن تصيبك علةً ** فكيف وقد أصبحت في الترب أعظما

عبدالله..

أما الان فلن يجيب..

ياكوكباً ماكان أقصر عمره ** وكذاك عمر كواكب الأسحارِ

المدرسة تنتظره !؟

هيهات..

لقد أقسم بأن لايدخلها مرة أخرى..وأبر الله قسمه..

ألم يقل لوالدته المكلومة : ( والله ماعاد اروح ذا المدرسة!! )

والله مادخلها بعدها..

مات..هذه نهاية الحياة..

ومكلف الأيام ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نارِ

لماذا بكى صاحبه في الفصل بكاءً يقف له شعر الرأس..وانتحب نحيب الأيتام !!

لاشيء..سوى ان احد منسوبي المدرسة - واظنه أحد المعلمين - دخل إلى الفصل..وأخرج كرسي عبدالله وطاولته..خلاص عبدالله لن يدرس معكم مرة أخرى..

نعم

عبد الله لن يذهب إلى المدرسة..

لن يذهب إلى المنزل..

لن يسير على الأرض كلها..بعد اليوم..

كيف..وهو في بطنها..

لقد سكن منزلاً..سنسكنه جميعاً



إلى رحمة الله أخي عبدالله..

وإلى لقاء في جنة الرحمن بإذن الله..

اللهم تجاوز عنه وارحمه واسكنه فسيح جناتك..يارب العالمين



هاأنا أخبركم..بقصة وفاة..عبدالله رحمه الله..

وقد يأتي من يخبركم..بوفاة كاتب هذه الأحرف..

فاللهم احسن الختام..وارزقنا لذة النظر الى وجهك في جنتك..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم المحب " البحار

====

اضغط على الرابط بالزر اليمن..ثم حفظ الهدف باسم :

http://www.almawa.net/anasheed/zohed/so10.rm 


 

قصص مؤثرة

  • قصص الرسول
  • قوافل العائدين
  • قصص نسائية
  • قصص منوعة
  • الحصاد المر
  • مذكرات ضابط أمن
  • كيف أسلموا
  • من آثار الدعاة
  • قصص الشهداء
  • الصفحة الرئيسية