صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نساء وراء القضبان تحقيق ميداني

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

سامي بن خالد الحمود

 
نساء وراء القضبان
تحقيق : الرائد / سامي بن خالد الحمود رئيس تحرير مجلة منبر الأمن
شارك في التحقيق : المقدم / سعيد بن مشبب القحطاني
 

رغم ازدياد الاهتمام بالمرأة في القرن العشرين ، إلا أن مشكلة المرأة والجريمة لم تنل مثل هذا الاهتمام ، ففيما عدا بعض البحوث التي لا يزيد عددها على أصابع اليد الواحدة اجري معظمها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، فإن جرائم النساء ظلت من الأمور التي يحيطها ما يحيط بالمرأة أحياناً من غموض أو ما تلقاه من اللامبالاة والإهمال .
وكانت البداية الحقيقية للاهتمام بجرائم النساء سنة 1906م بصدور كتابين أحدهما للعالم الفرنسي جرانييه Grannier بعنوان المرأة المجرمة والآخر للعالم الايطالي الطبيب لمبروزو Lombroso بعنوان المرأة المجرمة والعاهرة ولم تنشر مؤلفات في هذا الموضوع فيما عدا دراسة العالم الأمريكي بولاك Pollak عن إجرام النساء وبعض المقالات والبحوث المنشورة في المجلات العلمية المتخصصة، أو المقدمة للمؤتمرات المنعقدة لمناقشة الظاهرة الاجرامية بصفة عامة,
ومن الكتب القيمة كتاب الدكتور أحمد بن علي المجذوب بعنوان المرأة والجريمة من منشورات دار النهضة العربية عام 1976م .
ويعد إجرام النساء أحد أبعاد الإجرام المعاصر في العالم وقد ازداد في الآونة الأخيرة في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء كنتيجة غير مباشرة لاندماج المراة تدريجياً في دائرة نشاط أكثر إتساعاً في ميادين العمل ومنافسة الرجال وقد جاء في دراسة مقدمة للمؤتمر الدولي لمنع الجريمة ومعاملة المذنبين المنعقد في جنيف 1975م أنه بمجرد توافر الفرص للنساء التي كانت مقتصرة بحكم العادة على الرجال فإنهن يسعين للحصول على مركز متساو مع الرجال سواء في فرص العمل المشروع أو فرص العمل الإجرامي.
ومن الملاحظ أن المجتمع الإسلامي تقل فيه الفرص لانحراف المرأة وخروجها على القانون وبالتالي تقل فيه الجرائم التي ترتكبها النساء .
فالمجتمع الإسلامي من المجتمعات القليلة التي تعطي المرأة مكانة وتقديراً خاصاً ، وتتصف علاقة الرجل بالمرأة بالمحافظة على كرامتها هي ملامح الثقافة الإسلامية .
في هذا التحقيق .. اقتحم فريق العمل الوجه المظلم من عالم المرأة حيث كان هذا التحقيق حول جرائم النساء ، كما جرى الانتقال إلى سجن النساء بالرياض ومؤسسة رعاية الفتيات بالرياض لإجراء البحث الميداني على النزيلات عبر استبانة شاملة أعدت خصيصاً لهذا الغرض بهدف التعرف على دوافع الانحراف ومسبباته ، وطرق العلاج والوقاية من هذه الظاهرة .

جرائم النساء في العالم :
تتفاوت نسب جرائم النساء بين دول العالم ، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يبلغ عدد الذين يقبض عليهم سنوياً من مرتكبي الجرائم من الذكور عشرة أمثال من يقبض عليهن من الإناث .س
وفي الدانمرك بلغت نسبة النساء المجرمات إلى إجمالي المجرمين 14% .
أما بالنسبة للدول العربية التي توافرت لدينا إحصاءات بشأنها فقد تبين إن المرأة في الجزائر ترتكب جريمة واحدة مقابل كل 2744 جريمة يرتكبها الرجل ، وهي نفس النسبة تقريباً في كل من المغرب وتونس .
في بعض الدول العربية تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الجرائم التى ترتكبها المرأة تصل الى 6 في المائة فقط من حجم الجريمة وان جرائم المرأة في الدول الاوروبية تفوق الدول العربية .
وفي مصر بلغت نسبة الجرائم التي ترتكبها إناث 5% إلى إجمالي الجرائم التي ترتكب سنوياً ، وتنخفض هذه النسبة في الجنايات فلا يزيد في اغلب الأحوال على 4% .
وقد بينت دراسة اجتماعية مصرية أنه وجد بين كل 1000 طالبة جامعية 70 على الأقل منهن يتناولن الخمور.
وفي دراسة نشرتها جريدة الرياض العدد (12472) أوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور سعود بن ضحيان الضحيان ان جرائم النساء في المملكة تتزايد وشهدت ارتفاعا خلال الخمس سنوات الماضية ، وكشفت الدراسة عن تصدر الجرائم الأخلاقية النسبة العظمى في جرائم النساء السعوديات حيث تصل لـ 50%.
ولكن يجب التزام الحذر عند محاولة تحديد حجم جرائم النساء وأنواعها حتى لا تضللنا الأرقام ، وتوقعنا في أخطاء خطيرة بسبب اختلاف صور التجريم في قوانين العقوبات بين ا لدول . فمن المعروف إن فرنسا مثلها في ذلك مثل كل الدول الأوروبية لا تحرم البغاء ، بينما تحرمه مصر والدول الإسلامية ، وكذلك لا تحرم معظم الدول الأوروبية الإجهاض بينما تحرمه مصر ، ومن المعروف إن هذه الجرائم الثلاث تمثل نسبة كبيرة من الجرائم التي ترتكبها الإناث في مصر ( حوالي 35% من إجمالي جرائمهن ) .
وهو ما أشار إليه عدد من علماء الجريمة الفرنسيين مثل ليفاسير وليوتيه ، الذين قالوا انه لو أضفنا إلى جرائم النساء تورطهن في مجال البغاء وغيره من المخالفات الأخلاقية لارتفعت نسبة جرائمهن بدرجة ملحوظة بحيث لا تقل عن 15% من إجمالي الجرائم التي ترتكب سنوياً .

أنماط جرائم النساء :
كانت الدراسات السابقة تقوم على أن الانحراف ظاهرة ذكورية ، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أن الانحراف تسلل كذلك إلى الإناث .. بل إن الأمر تطور إلى وجود مؤسسات منظمة للانحراف النسائي خاصة ذلك المرتبط بالبغاء .
وبناءً على الفروق المتعددة بين الرجل والمرأة عضوياً ونفسياً واجتماعياً ؛ اكتسبت جرائم النساء أنماطاً تختلف بنسب متفاوتة عن الجرائم التي يرتكبها الرجال ، منها :
1) الخداع والمكر في ارتكاب الجرائم للنساء اكثر مما يستخدمه الرجال.
2) التمثيل,, حيث تقوم المرأة بدور الزوجة المهذبة أو الأخت الرقيقة ولكن الاحتيال هو خاصية المرأة .
3) استخدام السم في القتل.
4) قتل المواليد بحجة اختطافهن أو أنهن هوجمن.
5) السطو والسرقة باعتبارها جرائم ذكرية إلا انها ترتكب وبأعداد كبيرة من الخادمات.
7) الإجهاض الذي يعد من اكثر الجرائم التي ترتكبها الاناث .
وهذه الأبعاد (جرائم النساء) لاشك تختلف من مجتمع لآخر حيث اختلاف التشريعات والأنظمة والقوانين ورؤية المجتمع لنوع الجريمة وكيفية معاقبة مرتكبها.
ويمكن القول بان ما تتمتع به المرأة في الحضر من حرية يرفع نسبة الجرائم النسائية أعلى مما هي في الريف أو القرى ومن الأمثلة الحية جرائم التهريب للمخدرات، الذهب، النقود.
ويذكر الباحثون أن اجرام النساء خفي ومقنع إلى درجة كبيرة ، لأن ادوار النساء كربات بيوت ومربيات للأطفال وممرضات وزوجات تسمح لهن ان يرتكبن الجرائم في خفاء عن السلطات العامة كالتسمم البطيء للزوج .
وفي الماضي القريب كان عدد من الأطفال الذين يوضعون تحت رعاية النساء يتعرضون للقتل نتيجة للإهمال الإجرامي ، والتجويع دون إن يكون اكتشاف ذلك ممكنا .
وهناك عدد أخر من الأطفال الذين ماتوا بطريقة غامضة وهم في رعاية النساء اللاتي يطلق عليهن وصف مربيات الأطفال .
كذلك تلجأ المرأة إلى اختلاق اعتداءات زائفة ذات طبيعة جنسية فتدعي أنها اختطفت أو تشكو من أنها كانت قد هوجمت في حين أنها كانت متفاهمة وراضية بالاعتداء عليها .
والبغي كثيراً ما يكون سارقة ، ولكن لكونها داخلة في علاقة مع ضحاياها باعتبارها بغي فإنهم يمنعون عن التبليغ عنها ، وأحيانا ما تكون البغي شريكة للص ، وعندئذ فأنها تستخدم البغاء لمجرد الخداع والإيقاع بضحيتها .
وكذلك فانه من الأمور المعروفة جيداً إن الخادمات يرتكبن سرقات بإعداد كبيرة سواء من مخدومهن أو من الغير ، وقد فسر " لمبروزو " ذلك بأن الدور الذي تقوم به الخادمة يعرضها لإغراء شديد فترتكب السرقة ، ولكن نظراً لان معظم السرقات التي يرتكبها الخدم تقع على أشياء قليلة القيمة كالمأكولات والملابس فأنها لا تبلغ إلى الشرطة بسبب تسامح المخدومين فيها .
ويرى فريق من المتخصصين في علم الأجرام إن الإجهاض هو أكثر الجرائم التي ترتكبها الإناث من حيث عدم الظهور في الإحصاءات ومن حيث الوقوع .

نساء وراء القضبان
في تحقيق ميداني انتقل فريق التحقيق إلى سجن النساء بالرياض ومؤسسة رعاية الفتيات بالرياض لإجراء تحقيق شامل عن جرائم النساء وأسباب انحرافهن ، حيث جرى إعداد استبانة بحث لهذا الغرض ، وتعبئتها من قبل النزيلات .
وفيما يلي نعرض بعض مظاهر الانحراف ودوافعه من خلال اعترافات بعض النزيلات .

( علاقة حب تنتهي يالقتل )
( .... ) عمرها 23 عاماً أرملة موقوفة في قضية تستر على جريمة قتل تقول : كنت أكره زوجي .. وأتمنى أن يموت لأرتاح من العذاب الذي أعيش فيه .. وفي أحد الأيام تعرفت على أحد الشباب وأحببته .. استمرات العلاقة بيني وبين الشاب حتى طلب مني أن يتزوجني بعد طلاقي من زوجي .
طلبت من زوجي الطلاق فرفض .. استمرت علاقتي مع الشاب سنة كاملة وأنا في ذمة زوجي .. وبعد سنة حضر زوجي للمنزل ليأخذ ولدي مني .. وعندما رفضت قام بضربي وضرب أمي .. فقمت بالاتصال على ذلك الشاب وطلبت منه بطاقة هاتف لكي اتصل على اخي الاكبر .. وعندما سمعني أبكي قال : لماذا تبكين ؟ فأخبرته بالقصة . فحضر الشاب ووجد زوجي في الشارع فقام بقتله ودخل علي المنزل وأخبرني أنه قتل زوجي . لم أصدق كلامه حتى أحضر لي أداة الجريمة وبعض أوراق زوجي الشخصية .
لم أقم بإبلاغ الشرطة عن الجريمة خوفاً من القبض على الشاب وتنكشف علاقتي به لكن الأمر انشف .. فقبض على الشاب وقبض علي وأودعت السجن .

( الأم .. القدوة السيئة )
( .... ) عمرها 22 عاماً متزوجة موقوفة في قضية نصب واحتيال تقول :
تأثرت بسلوك أمي السيء منذ صغري .. عندما كان عمري ثمانية أعوام كانت أمي تدخل الرجال الأجانب في المنزل .. ومع أنها كانت تقفل علي أنا وإخواتي الباب لكني كنت أنظر من تحت الباب فأرى الرجل يدخل الغرفة أو الحمام .
وفي أحد الأيام رأيت أمي تخرج مع أحد الجيران .. ولما حضر أبي سألني عنها فأبلغة بمكانها .. ولما ذهبنا إلى المنزل الجيران وجدنا أمي وذلك الرجل في سيارته فقام أبي بضرب أمي بأسلاك الكهرباء .
وبعد انتقال أبي إلى المدينة المنورة انتقلنا إلى هناك وكان عمري عشر سنوات .. وكانت أمي تأخذني معها وتذهب مع رجال غرباء وتأخذ منهم مبالغ مالية وتضعها تحت السجاد حتى لا يكتشفها أبي .
وعندما بلغت الحادية عشرة انتقلنا إلى جدة .. وكنت اخرج من المدرسة مع زميلاتي فيقوم الشباب بملاحقتنا ورمي الأرقام ونتصل عليهم .. إلى إن وقعت في علاقة حب مع ابن الجيران دامت اربع سنوات .. وبعد هذه السنوات اكتشفت إن هذا الرجل كذاب ومخادع في حبه لي .. وكنت اذا اتصلت عليه رد علي أخوه وقال لا تتصلي عليه مرة أخرى .. فأصبحت بحالة نفسية سيئة ، وامتلا قلبي بالحقد والعداوة للرجال ، وكنت اجلس مع صديقة تسكن في نفس العمارة فتعلمت معها شرب الدخان ثم الافلام الخليعة إلى إن وقعت في الفاحشة وسلكت الطريق الذي سلكته امي قبلي فكنت اتاجر بعرضي طمعاً في الحصول على المال .. ثم خرجت من المنزل وعشت مع صديقتي في منزلها أما أبي فكان لا يدري عني ويظن أني أسكن مع أمي .
وبعد أيام سافرت إلى احدى البلاد العربية ، وتزوجت برجل فاسد زواجاً عرفياً .. ثم عدت أنا وزوجي إلى هذه البلاد .
قام زوجي بتدبير عمليات نصب واحتيال على بعض التجار ، وكنت اشاركه في هذه العمليات . وفي احدى العمليات تم القبض علي وعلى زوجي ودخلت السجن .

( البداية مكالمة هاتفية )
( .... ) عمرها 19 عاماً موقوفة في قضية زنا تقول :
في احد الايام قابلني احد الشباب وحاول ان يقيم علاقة معي عن طريق الهاتف فرفضت .. وبعد ايام ارسل إلي احدى اخواته واعطتني الرقم وطلبت مني ان اتصل عليه .. وعندما اتصلت عليه بدأ يلين ويرق معي في الكلام . يقول : عندما رأيتك أعجبت بك وأحببتك من أول نظرة .. ومضيت الايام وأنا أحادثه عبر الهاتف .. لا أدري ماذا أصابني وهو يحادثني .. لقد تعلقت به لدرجة أنني كنت أنتظر فرصة خروج أمي لكي أتحدث معه .. واذا لم أكلمه اكاد اصاب بالجنون .. ثم اخبرني برغبته في الزوج مني وانه يريد ان يتقدم لخطبتي من اهلي ، ففرحت فرحاً شديداً .
لكنه عاد وطلب مني ان التقي به قبل الزواج .. وافقت على طلبه فكان ياتي الى بيتنا في اوقات مختلفة على حين غفلة من اهلي .. حتى وقعت الفاحشة .
وفي احد الايام اكتشف امري من قبل احد اخواتي الكبار ، حيث رآني وانا افتح باب المنزل الساعة السابعة صباحاً فاختبا في احدى زوايا المنزل ، وراى الشاب عندما دخل المنزل .. فذهب واخبر امي ، ثم حضر اخواني وعمي وقاموا بضرب الشاب ، ثم ابلغوا الشرطة بما حدث .

( رحلة البحث عن الحق )
( .... ) عمرها 24 عاما ً عربية مقيمة في المملكة موقوفة في قضية تغيب تقول :
ولدت في عائلة تدين بالديانة الدرزية .. وعندما قدمت أسرتي الى اللملكة دخلت المدرسة الابتدائية والمتوسطة عرفت الاسلام الصحيح فاعتنقته وتركت ما عليه اهلي من الضلال .
لبست الحجاب الشرعي .. ثم بدات المشاكل .. كان اهلي يمنعوني من لبس الحجاب ... وانا اصر على لبسه مهما كلف الامر .. ولما رايت اصرارهم لزمت البيت ورفضت الخروج معهم الى مكان حفاظاً على حجابي وفي البيت اشتد إيذاؤهم لي ، فكانوا يجبرونني على الخروج للضيوف واستقبالهم .. حتى ولو كانوا رجالاً ليس معهم نساء .
ثم اراد اهلي ان يزوجوني شاباً على دينهم .. تقدم الشاب لخطبتي فرفضته لاني اريد زوجاً مسلماً يخاف الله تعالى .
كان اهلي يهددوني بالضرب والسفر الى بلادي .. كنت اخشى من السفر لاني لا اريد ان اترك هذه البلاد التي عرفت فيها الدين الحق .
عندما بلغت سن الرابعة والعشرين تقدم لخطبتي شاب مسلم من جيراننا .. لكن والدي رفض تزوجي بهذا الشاب لانه مسلم ، وابى ان يزوجني الا رجلاً على ديانة اهلي .. عاد الشاب المسلم مرة اخرى وخطبني ولكن دون جدوى .
تعرفت على الشاب .. وكان فيه خير ودين .. كنت استفيد منه امور ديني ، فتركت لبس البنطلون وغطين وجهي الاعن محارمي ودامت معرفتي بالشاب قرابة السنة .
وعندما اشتد تهديد اهلي لي بالسفر الى بلادي اضطررت الى ترك المنزل .. واتصلت بالشاب المسلم واخبرته بأتي هربت من اهلي ، وطلبت منه ان يحمني منهم .
تفاجا الشاب بالخبر .. كان رجلاً صالحاً عفيفاً ، فلم يجد الا ان يسكنني لوحدي في بيته .. وبعد خمسة عشر يوماً ذهب بي – على حسن نيته - إلى المحكمة لكي نتزوج زواجاً شرعياً ، فأخبرونا بأن العقد الشرعي لا بد له من حضور ولي الأمر .
اتصلت بأهلي بالهاتف ، وأخبرتهم بأني ولله الحمد بخير .. وطلبت منهم الموافقة على زواجي .. لكنهم أصروا على رفضهم .. وذكروا لي أنهم قاموا بإبلاغ الشرطة عني بعد تغيبي عن المنزل .
وبعد أن ضاقت بي الدنيا .. وانسدت الأبواب أمام وجهي وأمام ذلك الشاب ، كانت نهاية قصتنا بأن سلمنا أنفسنا للشرطة ، وأخبرناهم بقصتنا بالتفصيل .
والآن .. بقي أيام معدودة على خروجي .. ولا أدري ما الذي ينتظرني في البيت .. وهل سأتزوج ذلك الشاب الصالح الذي أحببته ، أم سيظل أهلي على عنادهم .

أثر انحراف المرأة على الناشئة
في أمريكا ، أجريت دراسة عن انحراف الأحداث ، اشترك فيها علماء في التعليم وبعض أعضاء الكونجرس ومسؤولون حكوميون ،وقد أشارت هذه الدراسة إلى أن أحد أسباب انحراف المراهقين هو أن الوالدين يقضيان أوقاتـًا طويلة في العمل ، كما أشارت أيضاً إلى أن عدد الأسر ذات العائل الواحد أصبح كبيرًا مما يعني قضاء وقت أقل مع الأطفال .
ونحن نوقن بأن الله سائل كل راعٍ عما استرعى .. حفظ أم ضيع ؟ ، ونخشى الإثم العظيم المترتب على تضييع أبنائنا وفلذات أكبادنا ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كفى بالمرء إثمـًا أن يضيع من يقوت " رواه أحمد والحاكم
لقد تلفت الأبناء حولهم فرأوا أنفسهم كاليتامى ، بل أشد ، فاليتيم قد اشتهر أمره وأحاطه المجتمع برفق ورعاية ، أما هم فالناس عنهم في غفلة وأشدهم غفلة آباؤهم ، كما قال الشاعر :

ليس اليتيم من انتهى أبواه من *** هم الحـياة وخلّـفـاه ذليـلاً
إن اليتـيم هو الذي تلْقى لـه *** أُمّـًا تخلّـت أو أبـًا مشغـولاً

كشف بحث طبي جديد في القاهرة قام به الدكتور حازم خميس، أن 90% من الأطفال الذين يموتون بين سن 4- 12 شهرا ولدوا من أمهات مدخنات.

هي الأخلاق تنبت كالنبات *** إذا سقيت بماء المكرمـــات
تقوم إذا تعهدها المربـي *** على ساق الفضيلة مثمــرات
ولم أر للمكارم من محـل *** يهـذبها كحضن الأمهــات
وهل يرجى لأطفال كمال *** إذا ارتضعوا ثدي الناقصات؟!

وفي إحصائية لمستشفى الملك خالد التعليمي نشرتها جريدة الشرق الأوسط في 8/2/1420 هـ تبين أن 35% من طالبات الثانوية مدخنات, و27% من طالبات المتوسطة مدخنات,50% من المدرسات مدخنات.

أسباب الانحراف
ظاهرة انحراف النساء وإجرامهن – شانها شأن غيرها من الظواهر الاجتماعية – لها دوافعها وأسبابها التي أدت على وقوعها وانتشارها .
وقد تعددت الدراسات حول أسباب ودوافع هذا الانحراف ، ولعلنا نذكر أهم هذه الأسباب ، ولاسيما الأسباب المتعلقة بالمجتمعات الإسلامية .
1) ضعف الوازع الديني :
من أهم العوامل المؤثرة في الجرائم النسائية أثر الدين في سلوك الافراد ، ودراسة ذلك في غاية من الأهمية .
فعلى سبيل المثال : ما تفرضه شريعة الإسلام على المرأة من واجبات وتكاليف تحفظ لها كرامتها وتسد الباب في وجه من أراد النيل منها ، كالحجاب الذي لا يسمح بظهور مفاتن المرأة ، وكالنهي عن الخضوع في القول ، والحد من اختلاط النساء بالرجال ، والنهي عن سفر المراة بدون محرم ، وهي أمور يعتبرها معظم مفكري وعلماء الغرب من مظاهر تخلف المرأة ، بينما يعتبرها المهتمون بالظاهرة الاجرامية من العوامل التي تحول دون ارتفاع معدل الجرائم بين النساء .
إن المرأة المسلمة إذا ضعف إيمانها ، ولم تلتزم بأحكام ربها ، فإنها سرعان ما تنفتح لها أبواب الفساد الذي حاربته الشريعة الإسلامية بتشريع هذه الأحكام .
وقد نشرت جريدة الجزيرة دراسة أجراها الدكتور فهد تركستاني كشفت بأن بعض التصرفات غير السوية من بعض النساء اللاتي يخرجن متبرجات كاشفات لوجوههن ويلفتن انتباه القاصي والداني معرضات نفسهن لبعض المعاكسات من بعض الشباب الذين يتبعونهن بسياراتهم وقد يؤدي هذا الأمر إلى بعض الحوادث المرورية ، أو الوقوع في بعض المعاصي والجرائم ، وأشارت الدراسة إلى أن النساء يتسببن في 50% من الحوادث في المملكة .

2) رفيقات السوء :
أثبتت الدراسات والتحقيق الميداني أن كثيراً من النساء اللواتي سلكن طريق الانحراف اكتسبن هذا الأمر من رفيقاتهن أو زميلاتهن الفاسدات .
في دراسة عن جريمة الزنا في مصر أرجع 28% من المبحوثات انحرافهن إلى الصديقات اللاتي فتحن لهن باب الجريمة .
( .... ) امرأة عمرها 34 عاماً مطلقة موقوفة في قضية اخلاقية تقول : كان لزميلاتي تأثير على انحرافي بتشجيعهم لي على الخروج المستمر إلى الاسواق والحدائق حيث كان انحرافي .
( .... ) امرأة عمرها 32 عاماً متزوجة موقوفة في قضية تزوير تقول : تأثرت برفيقاتي كثيراً بسبب ارتفاع مستواهن الاجتماعي وكنت أقلهن حالاً .. فبدأت أمارس جريمة التزوير طمعاً في الحصول على المال بالاشتراك مع بعض الزميلات حتى قبض علي .
تقول الطالبة «ي..ن» كنت على علاقة بشاب وحينما طلبت منه ان يتقدم لخطبتي تحجج بالدراسة واشياء اخرى وعلمت من احد زميلاتي المقربات له ومن كانت سببآً في تعرفي عليه بانه يقول ان آخر شيء افكر به ان ارتبط بفتاة تكلمني فالتي تتحدث معي لا شك تتحدث مع غيري بعدها شعرت بانهيار وفقدان الثقة بمن حولي .
( .... ) امرأة عمرها 35 عاماً مطلقة موقوفة في قضية أخلاقية تقول :
كان زميلاتي يساعدونني على اقتراف الفاحشة ، واذا استقمت هجروني وقاطعوني .
الفتاة «.....» 14 سنه. تلوم أختها التي كانت السبب في قصتها التي تحكيها بقولها أختي التي تكبرني في ثلاث سنوات سبب في وقوعي بهذا الأسلوب حيث كنت أنام معها في نفس الغرفة وأسمعها تتحدث مع شاب كلمات حلوة وجميلة حتى أعجبتني هذه الطريق وبدأت أعبث بالهاتف ولأنني لا أدرك مثل هذه الأساليب ولست بارعة فيها اكتشفني والدي وكان هذا سبباً في اكتشاف أختي.

3) ضعف التربية والتفكك الأسري :
أثبتت الدراسات أن الانحراف يكون أسهل وأشد يسراً في حالة مشكلات في الأسرة أو في حالة فشل الأسٍرة في أداء وظائفها ومن أهم المشكلات الأسرية التي أتضح أن لها علاقة مباشرة بالانحراف انعدام الرقابة على الأبناء والذي يعكس خللاً في وظيفة التنشئة الاجتماعية للأسرة ، والتفكك الأسري الذي يتمثل في ظواهر عديدة كالطلاق والانحراف الأسرية ، وسوء معاملة الآباء للبنات ، وعدم احترام رغبة الفتاة في اختيار الزوج .
وفي دراسة عن جرائم الزنا في مصر تبين أن 49% من المبحوثات اقترفن الزنا بسبب ظروف عائلية ، مثل : العلاقات الأسرية المفككة كطلاق ألام وتزوج الأب بأخرى وعدم إنفاقه على الأسرة ، أو اشتغال احد أفراد الأسرة بالبغاء ، أوالزواج من شخص منحرف كمدمن المخدرات ، أو الديوث ، أو عدم الرضى عن الزوج أو غياب الزوج سواء بالوفاة ، أو بالسفر إلى الخارج .
وقد يكون لإهمال ا لزوج لزوجته وتقصيره في حقها دور في انحرافها .
تقول إحدى المتورطات في الزنا : إن زوجي كان يهملني تماماً .. وأردت أن أثير غيرته بهدف الانتقام منه .. ولكني بعد أن بدأت لم استطع التوقف .
الفتاة (......) تبكي بحرقة وتقول ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً ثم استرجعت انفاسها قائلة لقد كنت ضحية الثقة العمياء من الاهل املك هاتفاً ثابتاً في غرفتي وجوالاً في يدي وحرية في التنقل بلا رقيب او حسيب حتى ساعدتني هذه الوسائل على الخروج مع شاب كان يحدثني عن حبه وهيامه طوال الليل واقنعني بانه يحلم بالزواج مني وعندما خرجت معه اراد ان يستفرد بي ولكن عناية المولى الطف من كل شيء وعدت سالمة الى بيت اهلي سالمة إلامن الشعور بالحزن والالم وعقدة الذنب.
الطالبة ( .......) كانت دموعها تسابق كلماتها وتقول لقد كان الهاتف سبباً في تدهور حالتي وارتباطي في علاقات غير شرعية ، كنت استغفل والدتي واسرق الهاتف في اوقات متأخرة من الليل واقضي الليل والعياذ بالله في محادثة هذا وذاك، لقد اسلمت نفسي لوسوسة الشيطان الذي زين لي عملي وجعلني اتحدث مع الشباب طوال الليل واهمل دراستي واعق والدي وانغمس في بحر الشهوات.. لم اضيع نفسي فقط وسمعتي وسمعة اهلي بل وذللت الصعاب لسيل من الفتيات المسكينات اللواتي كن يعتقدن انني صديقة مخلصة وأسعى لإسعادهن والحقيقة انني ساعدت في تدميرهن فلقد ساعدت طالبات متفوقات على التعرف على شباب وسلك اسلوب المعاكسات الهاتفية حتى وصلنا الى الحضيض وفقدن تفوقهن واصبحن في سلك التائهات..
وارجو من الله العزيز الحكيم بعد ان منَّ علي بالتوبة وسخر لي من يوقظني من غفلتي ان يسخر لهن من ينتشلهن من هذا البحر القاتم المتلاطم الامواج الذي ليس له نهاية الا الموت والضياع .
( .... ) امرأة عمرها 34 عاماً موقوفة في قضية أخلاقية تقول : كان لرفض أهلي تزويجي وعدم إنفاقهم علي أثراً كبيراً في انحرافي .. وكان أبي يرفض تزوجي ممن يتقدم إلى خطبتي . وبعد أيام .. بدأت العلاقة مع بعض الشباب عن طريق الهاتف في الاوقات التي يخرج فيها أهلي من المنزل .. كنت أشكو همي ومشكلتي إلى الشباب فأجد منهم التعاطف والوقوف بجانبي .. وتطورت العلاقة حتى وقعت في الخروج مع الشباب في علاقة غير شرعية .. حتى قبض علي مع أحد الشباب في منزله .
( .... ) فتاة عمرها 23 عاماً مطلقة موقوفة في قضية أخلاقية تقول : رفضت والدتي أن أعيش معها بسبب زوجها برجل آخر ، فاضطررت إلى العيش في منزل خالي ، لكن زوجة خالي كانت تعاملني معاملة سيئة .. لم أجد أمامي طريقاً الا الخروج من المنزل حيث تعرفت على أحد الشباب والتجأت عليه وسكنت معه في شقة ، ثم قبض علي معه ودخلت المؤسسة .
( .... ) فتاة عمرها 21 عاماً متزوجة موقوفة في قضية اخلاقية تقول :
قبض علي قبل سنوات وبقيت في المؤسسة ثلاث سنوات .. وعندما صدر امر الافراج عني رفض اهلي استلامي .. وبعد ايام جاء احد افراد العائلة البعيدين واخرجني .. كنت احس بان هذا الرجل بعطفه وشفقته الذي بقي لي من عائلتي .
ثم أصبت بمرض خطير أدخلت بسببه العناية المركزة .. وبعد أن خرجت من العناية المركزة وجدته مرة أخرى يقف بجواري في محنتي .. وبعد أيام أفصح لي هذا الشاب أنه يحبني ، وأنه يحبني ، وأنه مغرم بي قال لي : إنه لا يريد الحرام لكنه لا يستطيع أن يملك نفسه .. لم أشعر إلا وأنا أمشي معه على نفس النغمة حتى وقعت في الفاحشة معه عدة مرات .. ثم نزلت مصيبة بوجود الحمل .. لكني سارعت بإجهاضه .. وبعد أن فترت علاقتي بالشاب تعرفت على شاب آخر من خارج العائلة .. ثم اكتشفت وجود حمل الثاني من هذا الشاب ولما علم أهلي بالخبر قاموا بتزوجي الشاب من باب الستر .. وكان الشخص الأول من العائلة يرفض هذا الزواج لأنه كان يظن أن الحمل منه .. وبعد أيام قام بإرسال رسالة ألى أخي يخبره فيها بالعلاقة السابقة التي بيني وبينه وأن الحمل الثاني هو نتيجة لهذه العلاقة وبعد اكتشاف أخي لهذا الموضوع قام بإبلاغ الشرطة حيث تم القبض علي وعلى الشاب الذي من العائلة .

4) وسائل الإعلام والاتصال :
لقد أصبح الإعلام الحديث بجميع ألوانـه سلاحاً يفتك بالمرأة ويغريها على الفساد خاصة أنه قد بلغ من الإبداع والتأثير قدراً كبيراً جــعـل من المستحيل مقاومة إغرائه، كما أن تعتمد معظم البرامج والمواد الفنية والإعـــلانيـة تعتمد اعتمـادا أساسياً علـى مظهــر المـرأة ومفاتنها سواء أكان في التلفاز أو الإذاعة أو الصحف والمجلات أو الإنترنت .

كشفت دراسة استطلاعية أجرتها الاختصاصيتان آمال السايس ومنال الصومالي من قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد في جدة للكشف عن أثر القنوات الفضائية، أن 61.5% من المشاهدين يرون أن القنوات تعتمد على العنصر النسائي في جذب المشاهد أوبتقديم برامج الربح السريع .
( .... ) امراة عمرها 35 عاماً ، موقفة في قضية اخلاقية تقول : كانت القنوات الفضائية أثر كبير علي في تصرفاتي وفي لباسي وفي حريتي الشخصية .
( .... ) فتاة عمرها 23 عاماً مطلقة موقوفة في قضية اخلاقية تقول :كنت اقلد كل شيء أراه في القنوات الفضائية ، مما أثر على سلوكي .
وفي بعض الحالات كان لسماعة الهاتف دور كبير في وقوع الفتيات في العلاقات المحرمة مع الرجال .
( .... ) فتاة عمرها 23 عاماً عزباء موقوفة في قضية خلوة تقول :تعرفت على احد الشباب عن طريق الهاتف .. ومع مرور الأيام تعلق قلبي بحبه .. ثم ذكر لي أنه يريد الزواج مني .. وتقدم إلى أهلي وخطبني أكثر من مرة لكنهم رفضوه .. وفي أحد الأيام طلب مني ان اخرج معه لكني كنت أرفض الخروج تماماً .. ثم عاد يطلب مني الخروج بأسلوبه الجميل ودعوى أنه يحبني وأننا سنكون أسعد زوجين .. كان يبكي بكاءً متواصلاً لكي أوافق على الخروج معه وأنا أرفض . وبعد أيام .. وفي لحظة ضعف بسبب حدوث بعض المشاكل في البيت وافقت على الخروج معه .. حيث وقع الاختلاء ثم وقعت العلاقة المحرمة .. وفقدت شرفي وسمعتي .
ومن الوسائل التي استجدت في الساحة شبكة الانترنت ، حيث كان للاستخدام السيء لهذه الشبكة دوراً خطيراً في انحراف المرأة سواء في العلاقات المشبوهة التي تمهد السبيل للجرائم الخلقية ، أو بتعلم وسائل جديدة لممارسة التزوير والاحتيال وغيرها من الجرائم .
الفتاة «...... » تقول : كانت شبكة الانترنت والدردشة «البريئة» سبباً في وقوعي في هذا الامر فقد كنت عبر هذا الجهاز ادردش مع من رمز لنفسه «بفتاة الالم» ويبدو انه اختار هذا المسمى لايقاع ضعيفات النفوس مثلى ، تعلقت بها ظناً مني أنها فتاة مثلي ، حتى كشف لي عن شخصيته وعرفت بأنه رجل في الاربعين ومتزوج ، وحينما رفضت الاستمرار معه هددني بانه سوف يبلغ والدي وللاسف خضعت لتهديده فوالدي عصبي المزاج ولن يرحمني ابداً .
( .... ) امرأة عمرها 32 عاماً متزوجة موقوفة في قضية انتحال شخصية تقول : كان للانترنت دور في تعلمي الانحراف والتزوير وكنت أستخدم بعض الأجهزة كالماسح الضوئي ( السكانر ) والكاميرا في مزاولة هذه الأعمال .

5) الفراغ :
مع استفادة المرأة من التقنية الحديثة ، وانتشار الخدم والعمالة في البيوت ، فإن ما تعانيه بعض النساء من فراغ قد يكون مناخاً خصباً لكثير من السلوكيات الخاطئة .
الطالبة ( ......) مرت بدوامة متعبة وحياة بلا هدف وتصرفات غير مدروسة ، تقول : كنت أعاني من فراغ قاتل لا أستطيع أن أتخلص منه إلا عن طريق المعاكسات والعلاقات غير الشرعية حتى وقعت بشاب مجرم تمكن من تسجيل صوتي وتهديدي به بين الحين والآخر لدرجة انه أحيانا يتصل في البيت ويفتح التسجيل لأي شخص يرد عليه .

6) السفر للخارج :
لقد تسبب سفر المرأة أو الفتاة غير المنضبط إلى بعض البلدان المعروفة بالفساد إلى انفتاحها على أنواع من الفساد الخلقي والسلوك الإجرامي .
وفي بعض أسر المسلمين .. تتمتع الفتاة بحرية عجيبة في تنقلها بين بلدان العالم ، سواء مع أسرتها ، أو لوحدها .
وقد كفلت الشريعة الإسلامية للمرأة ما يحفظ شرفها ، ويكفل سلامتها ، وذلك بنهي المرأة عن السفر بغير محرم ، نظراً لحاجتها ، ولما في السفر والتغرب من الخطر المحدق بالمرأة من الفتنة ، وتسلط ضعاف النفوس عليها .
( .... ) امرأة عمرها 32 عاماً مطلقة تقول :
سافرت إلى إحدى الدول بصحبة إحدى زميلاتي .. وبينما كنا في انحرافنا وغفلتنا ، ركبنا إحدى السيارات .. كانت صديقتي تقود السيارة ، وأنا أجلس بجانبها .. وبعد لحظات وقع الحادث المؤلم ، فتوفيت صديقتي ، وتأثرت لموتها تأثراً كبيراً .

7) الهروب من المشاكل الاجتماعية أو الأزمات النفسية :

يعتبر هروب الفتيات الصغيرات أو حتى النساء أحد الأسباب الرئيسية في تعرضهن للانحراف وهنا فقد أوضحت الدراسات العديدة أن " الفتاة الهاربة هي فتاة غير خاضعة للضبط وغير قابلة للإصلاح وهذه غالبا ما تنزلق إلى علاقات جنسية لا يمكن التحكم فيها "
أما بالنسبة للقلق والاكتئاب فيقول رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي : إن السيدات يمثلن ضعف عدد المصابين بالاكتئاب ,
وهناك 20% من السيدات يصبن باضطرابات اكتئابية عابرة قبل الدورة الشهرية لدرجة أن 70% من جرائم النساء تحدث قبل الطمث الشهري .
لوحظ إن الهرمونات الجنسية تلعب دوراً هاما في حياة الإناث وخاصة في المرحلة من العمر التي يطلق عليها اصطلاح " سن اليأس " وهي السن التي ينقطع فيها الحيض ، ففي هذه السن تبدأ الهرمونات الجنسية في الاضمحلال والتلاشي ويقترن ذلك بحدوث ذبذبة عاطفية حادة تتمثل في إحساس عارم بالخوف والقلق من الشيخوخة القادمة وحزن واسى على الشباب الذي ولى مما يؤدي إلى محاولة التشبث بالشباب والعبث والملذات والنزوات وبصفة خاصة الجنس ، لذلك ترتفع في بعض الأحيان نسبة النساء اللائي يرتكبن جرائم الدعارة والزنا في هذه السن أي سن اليأس .
كما تبين إن نسبه من الجرائم ترتكب في هذه السن ، فمن بين النساء اللائي ارتكبن جرائم قتل في الولايات المتحدة الأمريكية كانت نسبة اللاتي بلغن منهن الأربعين أو تجاوزنها 34% .
( .... ) امرأة عمرها 35 عاماً متزوجة موقوفة في قضية سحر تقول :
حياتي مأساوية من أولها إلى آخرها .. فقد ولدت يتيمة .. ثم توالت علي المصائب فرأيت نفسي مطلقة ثم فاشلة في حياتي .. حتى إنني أفكر بقتل نفسي وقتل كل من يتعرض لي بدون تردد .

8) الفقر وسوء الأحوال المادية :
في بعض الحالات ، كان للفقر وقلة الحال دور في تورط بعض النساء في الجريمة .
جاء في دراسة جرائم الزنا في مصر أن 22% ممن أجري عليهن البحث اضطررن إلى اقتراف الزنا لعدم وجود مورد تنفق منه على نفسها وأطفالها بعد طلاقها .
( ........) امرأة عمرها سبع وثلاثون سنة, ومتزوجة, موقوفة في قضية سحر . تقول : لقد ساعدت أحدى الموظفات على عمل سحر يخص زوجها ولم تعطني المبلغ الذي طلبته منها مقابل ما فعلت وهو خمسة وتسعون ألف ريال وأخبرتني إن المبلغ ليس لديها وان علي الصبر, وبعد انتظاري أربعة أشهر نفد صبري ، فذهبت إليها في مدرستها وهددتها وضربتها وأخذت ما معها من نقود ، فقامت بإبلاغ الشرطة ، حيث اكتشفوا أمري .

9) اختلال القيم والاعتقادات والتصورات :
في كثير من الحالات يتسم انحراف النساء بوجود اختلال في قيم المنحرفات ، وعدم اتزان في تصوراتهن واعتقاداتهن . ويعزى هذا الأمر إلى ضعف البناء العقدي ومبدأ التسليم لله تعالى ، والانقياد لشرعه ، واتباع بعض الشعارات التي تنادي بالحرية أو الحداثة ، والتمرد على القيود الموروثة عن الديانات والتقاليد .
وفي بحث أجرته مجموعة من الباحثات في دولة الإمارات العربية المتحدة تبين أن جميع المنحرفات يعارضن قيم المجتمع ، والقيم الدينية ، ويملن إلى الحداثة والحرية .
( .... ) امرأة عمرها 32 عاماً مطلقة موقوفة في قضية خلوة تقول : سبب انحرافي الضغوط وكبت الحرية .. حرية المبدأ وحرية الشخص ذاته في كل ما يتمناه .. وعندما أخرج سأصبح إنسانة عدوانية أكره أهلي وأكره المجتمع .
( .... ) امرأة عمرها 36 عاماً مطلقة قبض عليها في قضية خلوة برجل غريب في منزله تقول : في تبريرها لفعلها : لماذا تعدون هذا الفعل خلوة فهذا الرجل تقدم للزواج مني وكنت أجلس معه بحضور والدته وبعض أخواتي .
وقد يكون هذا الاختلال نتيجة للجهل الذي تقع فيه بعض النساء ، مما يسهل التغرير بها من قبل ضعاف النفوس .
( .... ) امرأة عمرها 32 عاماً مطلقة موقوفة في قضية أخلاقية تقول :قام احد الذئاب البشرية باستغلال طيبتي وافهمني بأن هذا الزواج شرعي ، وأنني زوجته .
( .... ) فتاة عمرها 24 عاماً متزوجة موقفة في قضية تزوير تقول :
سبب ارتكابي الجريمة حبي للخير ومساعدة الآخرين .. حيث حضرت لي إحدى النساء وطلبت مني مساعدتها ، فذهبت أنا وأخي بمعاملة المرأة التي كانت في الحقيقة معاملة مزورة ، وبعد اكتشافنا قبض علينا وأودعت السجن .

دعاة تحرير المرأة والجريمة
قضية تحرير المرأة مشكلةٌ مفتعلةٌ أثارت زوبعتها الحضارة الغربية للهجوم على الحضارة الإسلامية القائمة على الدين الإسلامي .
ومرتكز دعوى دعاة الاخلاط الغربية أن الاسلام نظر الى المرأة نظرة دونية بدليل الميراث، القوامه، واباحة الزواج بأكثر من واحده، وحق الطلاق للرجل، واباحة تأديب المرأة الناشز .
وقد انتهز المتأثرون بالثقافة الغربية الفرصة التي سنحت لهم من خلال تضخيم حوادث فردية تقع ضدّ المرأة مع أنها ممكنة الوقوع على صورة أكثر انحطاطاً حتى في قلب باريس مهد الحضارة الغربية للنيل من الحضارة الإسلامية والأمة الإسلامية .
لقد تسببت حركات تحرير المرأة في البلاد العربية والإسلامية في ظهور وانتشار جرائم النساء بسبب ووضع المرأة في غير مكانها الطبيعي ، وتمهيد السبل لوقوعها في الجريمة.
وقد نشر مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة تقريراً يشير إلى إن معدل الجريمة بين النساء ارتفع ارتفاعاً شديداً مع نمو حركات التحرير النسائية فقد زادت الاعتقالات بنسبة 95% منذ 1969م ، بينما زادات الجرائم بينهن بنسبة 52% فضلا عن إن " اخطر عشرة مجرمين مطلوب القبض عليهن في القائمة الأخيرة التي نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالية كلهم من السيدات " .
لقد تفشى الزنا وانتشرت الدعارة وأطلقت حرية الجنس للذكور والإناث ، ودخلت ممارسة الشذوذ الجنسي في عداد الحريات الشخصية التي لا يحق للدولة التدخل فيها ، وفي بعض الدول الغربية زاد عدد المواليد غير الشرعيين على عدد المواليد الشرعيين .
فماذا كانت الثمار ؟ أنها ارتفاع مستمر في معدلات الانتحار وانتشار متزايد للأمراض العقلية والنفسية .
كذلك زادت جرائم الاغتصاب زيادة مروعة ، فبلغ ما يرتكب منها في اليوم الواحد في الولايات المتحدة الأمريكية 288 جريمة ، أي بواقع جريمة في كل خمس دقائق .
وهي ظاهرة تثير الدهشة وتستدعي التسأول : لماذا يرتكب الشاب الأمريكي جريمة الاغتصاب ، بينما هو حر في ممارسة الجنس مع صديقته ؟
والجواب أنه عندما تغاضى المجتمع ، تحت وطأة الجنس ، عن كل ذلك الفروق فقدت العلاقات الجنسية بين المرأة والرجل رونقها ومذاقها واختلت الصورة التي يحملها الرجل للمرأة ، فمضي يبحث عنها في شكلها البدائي العنيف بالاغتصاب أو يستعيض عنها بالشذوذ الجنسي .
تقول د سامية الساعاتي في دراستها القيمة ( جرائم النساء ) : لم يعد أمام المجتمعات الغربية والتي تفاقمت فيها الظواهر الاجتماعية غير السوية إلا أن تجني ثمار تحرير المرأة وحقوقها فماذا كانت الثمار؟ إنها ارتفاع مستمر في معدلات الانتحار وانتشار متزايد للأمراض العقلية والنفسية وكذلك زادت جرائم الاغتصاب زيادة مروعة وهي ظاهرة تثير الدهشة وتستدعي التساؤل، لماذا هذا التزايد في مجتمع توجد به تلك الحرية والإباحية؟!
ثم تردف قولاً جميلاً : ( وهذا يفرض على المجتمعات وقادتها ان يلتزموا جانب الحذر ويراعوا الحرص في تقبلهم لتلك الدعاوى (الحرية، الحقوق) التي ترددها هؤلاء النسوة وكذلك الرجال الذين يؤيدونهن فهن لن يلعبن دور الرجال لأنهن غير مهيآت للقيام به، ولن يلعب الرجال دورهن لأنهم كذلك ليسوا مهيئين للقيام به، ومصداقاً لذلك قوله تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما ).

العلاج
من المهم جداً في العلاج التنبه لدوافع الانحراف ومسبباته ، فإنها تعد مكامن الخطر التي يجب حسم مادتها والقضاء عليها .
ولعل من المفيد أن نقول : إن مواجهة هذا النوع من الجرائم يأتي أساساً من مستوى الوقاية أي معالجة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انحراف المرأة أو ارتكابها الجريمة ، ومن ذلك :
1) التقيد بالعقيدة الاسلامية السمحاء وتدعيم القيم الخلقية ، فقد كفل الإسلام للمرأة المسلمة السلامة الطهر والعفاف باتباعها الهدي الشرعي في جميع شؤونها ، ولا تزال الأمة بخير بوجود هؤلاء الصالحات اللاتي استجبن لنداء الله .
زار مراسل صحفي جامعة دمشق .. وعندما رأى فتاة جامعية مسلمة متحجبة سألها عن حجابها وعما يصبرها عليه في حر الصيف القائظ، فأجابته: {قل نار جنهم أشد حراً}.
بمثل هؤلاء الفتيات المسلمات الواعيات الطاهرات تعمر البيوت المسلمة، وتربى الأجيال على الفضيلة، ويزخر المجتمع بالرجال الأبطال العاملين البناة، وإنهن اليوم لكثيرات والحمد لله.
2) التعاون والتنسيق بين المسجد والمدرسة والبيت والمجتمع ووسائل الإعلام في بناء شخصية المرأة لتقوم برسالتها ودورها في التنمية وإنجاب أمهات الغد ورجال المستقبل .
3) مواجهة الغزو الثقافي الغربي عبر القنوات الفضائية السبيل الأمثل لحماية المرأة من الوقوع في الجريمة .
4) على المؤسسات التربوية والشبابية والإعلامية رسالة عظيمة في البناء العقدي والفكري والسلوكي ، وذلك بغرس القيم الحميدة وتوفير البيئة التعليمية، وتهيئة النساء ليصبحن أعضاء نافعات في المجتمع ومشاركات فاعلات في مكافحة الجريمة لا مصافحتها .

مبدأ القوامة وأثره في الوقاية والعلاج
من حكمة الله تعالى أن جعل القوامة للرجل المسلم على المرأة، بما حلاه الدين من صفات، وما زوده من مقومات، وبما ألزمه من ضوابط وتشريعات:
قال تعالى : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} (النساء: 34).
ولهذه القوامة تبعات، وعلى الرجل بسببها مسؤوليات؛ فالرجل مسؤول عن زوجته مسؤولية كاملة:
"كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" (متفق عليه).
وكما أن الإسلام أوصى بالمرأة وأعلى مكانتها، أمرها أن تعرف دورها في الحياة، وأن تقف عند الحدود التي رسمتها لها الشريعة .
وإذ طلب الإسلام من الرجل أن يحسن صحبة المرأة ويستوصي بها خيراً، أمرها كذلك أن تطيع الرجل في حدود الحلال والإنصاف والعدل، وذهب في التشديد على هذه الطاعة مذهباً بعيداً، يصوره قول الرسول الكريم صلوات الله عليه:
"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
بل إنه جعل رضا الزوج عنها سبباً في دخولها الجنة:
"أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" (متفق عليه).
وتوعد المرأة الناشزة المجافية زوجها باللعنات تصبها الملائكة عليها حتى تتوب إلى رشدها، وتصطلح مع زوجها:
"إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح" (متفق عليه).
لقد أعطى الإسلام للزوج حق القوامة على المرأة ليكون رجلاً بحق، يعرف كيف يقود سفينة الحياة في أسرته نحو شاطئ السلامة والهدى والرشاد، وحذر الرجال قاطبة من أن تأخذهم الفتنة بالنساء، فتعشو أبصارهم، وتخور عزائهم، ويرق دينهم، فيتغاضون عن انحراف النساء عن جادة الشرع، ثم يفلت من أيديهم الزمام، فإذا المرأة المنحرفة كل شيء في البيت، لا يعصى لها أمر، ولا ترد لها كلمة، ولا ترفض لها رغبة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جعل هذا أضر فتنة تصيب الرجال:
"ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه).
إن الرجل الذي يرى بأم عينه زوجته وبناته وأخواته يخرجن إلى الشارع متبرجات كاسيات عاريات، قد حسرن عن رؤوسهن، وكشفن عن صدروهن وسواعدهن، ولا يبادر إلى تغيير هذا الواقع المنحرف عن هدي الله وأدب الإسلام إنما فقد رجولته وانحسر عن إسلامه، وباء بغضب من الله، ولن ينتشله من هذه الوهدة التي ارتكس فيها إلا توبة نصوح توقظ ضميره، وهزة عنيفة تحرك رجولته، وترده إلى الطريق القصد والصراط المستقيم.
والمسلم الصادق مسؤول عن التزام نسائه بآداب الإسلام في الخروج من بيوتهن، وعن اتخاذهن الحجاب الشرعي الذي غدا عنوان المرأة المسلمة وزيها المتميز الأصيل. ويوم تغلب الزوج زوجته أو بيئته على أمره، وتحملانه على تخطي هذا الحكم الشرعـي، ويقف عاجزاً أمامهما لا يبدئ ولا يعيد، فسلام على دينه وعلى رجولته معاً.

مراجع المادة العلمية للتحقيق:
1) كتاب جرائم النساء / د . سامية حسن الساعاتي
2) مراهقات يعترفن بأن الجوال سبب ضياعهن / تحقيق فوزية بنت ناصر النعيم
3) دراسة (البغايا والبغاء) / د. عبد الله عبد الغني غانم
4) المرأة والانحراف دراسة ميدانية على دولة الأمارات العربية المتحدة / د. موزة غباش وعدد من الباحثات .
5) أساليب تغريب المرأة وآثارها / محمود كرم سليمان
6) حصاد الأرقام / موقع مفكرة الإسلام www.islammemo.com
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سامي الحمود
  • كتب وبحوث
  • محاضرات
  • كلمات قصيرة
  • منبر الجمعة
  • مذكرات ضابط أمن
  • تحقيقات ميدانية
  • مقالات وردود
  • معرض الصور
  • قصائد
  • فتاوى أمنية
  • صوتيات
  • الجانب المظلم
  • الصفحة الرئيسية