صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

سامي بن خالد الحمود

 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد .
فإن العدل أعظم مقومات بناء الدول والممالك ، وأسباب بقائها ، بل هو أساس قيام العالم ، واستقامة أمره . فمتى غاب العدل وضعفت أنواره خلفه الظلم فاشتعلت ناره ، واستعر أواره .
العدل والظلم وجهان متغايران كالليل والنهار ، متى وجد أحدهما انتفى الآخر .
وفي هذا البحث ، نتعرض للكلام على مقولة الرازي رحمه الله في تفسيره : " الملك يبقى مع الكفر ، ولا يبقى مع الظلم " . وذلك عبر النقاط التالية :
أولاً ) أثر العدل في بقاء الملك
ثانياً ) أثر الظلم في زوال الملك
ثالثاً ) شواهد من التاريخ
رابعاً ) ما المراد ببقاء الملك مع الكفر ؟
فإلى مفردات هذا البحث ، وبالله التوفيق .

أولاً ) أثر العدل في بقاء الملك :
تقدمت الإشارة إلى أن العدل أساس قيام البشرية ، وقد جاء الأمر بالعدل في آيات وأحاديث كثيرة . قال تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) الآية [ النحل : 90] ، وقال تعالى(( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) الآية [ النساء : 58 ] .
بل أمر الله عباده بالعدل مع الأعداء فقال تعالى : (( ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) الآية [المائدة :8]
فمن عدل في حكمه وكف عن ظلمه نصره الحق وأطاعه الخلق وصفت له النعمى وأقبلت عليه الدنيا فتهنأ بالعيش واستغنى عن الجيش وملك القلوب وأمن الحروب وصارت طاعته فرضا وظلت رعيته جندا لأن الله تعالى ما خلق شيئا أحلى مذاقا من العدل ولا أروح إلى القلوب من الإنصاف ولا أمر من الجور ولا أشنع من الظلم . ( )
وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه : إن مدينتنا قد خربت فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرمها به فعل . فكتب إليه عمر : إذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم فإنه مرمتها والسلام .( )
فالواجب على الملك وولي الأمر أن لا يقطع في باب العدل إلا بالكتاب والسنة لأنه يتصرف في ملك الله وعباد الله بشريعة نبيه ورسوله نيابة عن تلك الحضرة ومستخلفا عن ذلك الجناب المقدس ولا يأمن من سطوات ربه وقهره فيما يخالف أمره ليتوصل بذلك إلى إبراء ذمته وضبط مملكته وحفظ رعيته فيجتمع له مصلحة دينه ودنياه وتمتلئ القلوب بمحبته والدعاء له فيكون ذلك أقوم لعمود ملكه وأدوم لبقائه وابلغ الأشياء في حفظ المملكة العدل والإنصاف على الرعية . ( )
وقيل لحكيم أيهما أفضل العدل أم الشجاعة ؟ فقال : من عدل استغنى عن الشجاعة لأن العدل أقوى جيش وأهنأ عيش .

ثانياً ) أثر الظلم في زوال الملك :
الظلم صفة ذميمة ، وخلة ممقوتة في جميع الشرائع والديانات ، بل الفطر السليمة تنفر منه وتمقته ، ولهذا حرم الله تعالى الظلم على نفسه وعلى عباده ، كما جاء في حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه تبارك تعالى : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " .
و أثر الظلم على زوال الملك والدولة يتبين من وجهين أحدهما شرعي ، والآخر اجتماعي .
أما من حيث الشرع فقد دلت النصوص الكثيرة على أن الظلم – بجميع أنواعه - مؤذن بنزول العذاب على الأمم وزوال ملكها ، كما قال تعالى : (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) [ هود : 102 ] ، وقال عز وجل : (( فكأين من قرينة أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد )) [ الحج : 45 ] ، وقال تعالى : (( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير )) [ الحج : 48 ] وغيرها من الآيات .
فمن هذه النصوص نستنتج أن الله تعالى رتب على الظلم عقوبات شرعية ، من باب مجازاة الأمة الظالمة بالعقوبات الشديدة بسبب ظلمها جزاءً وفاقاً .
وأما من حيث الجانب الاجتماعي فإن للظلم أثراً كبيراً في فساد الدولة وخراب عمرانها ، وهذا من أعظم أسباب انتقاضها وزوال ملكها .
قال ابن خلدون في مقدمته : " الظلم مخرب للعمران ، وعائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض " ( )
ويفصّل هذه الجملة في موضع آخر فيقول : " ولا تحسبن الظلم إنما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض ولا سبب كما هو المشهور بل الظلم أعم من ذلك وكل من أخذ ملك أحد أو غصبه في عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع فقد ظلمه فجباة الأموال بغير حقها ظلمة والمعتدون عليها ظلمة والمنتهبون لها ظلمة والمانعون لحقوق الناس ظلمة وخصاب الأملاك على العموم ظلمة ووبال ذلك كله عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها لإذهابه الآمال من أهله واعلم أن هذه هي الحكمة المقصودة للشارع في تحريم الظلم وهو ما ينشأ عنه من فساد العمران وخرابه وذلك مؤذن بانقطاع النوع البشري ... ويؤول ذلك إلى تلاشي الدولة وفساد وعمران المدينة ويتطرق هذا الخلل على التدريج ولا يشعر به . " ( )

رابعاً ) شواهد من التاريخ :
أ ) ساق صاحب شذرات الذهب أحداث سنة اثنتين وثلاثين ومائة قال : " فيها ابتداء دولة العباسيين وبويع أبو العباس السفاح " ( )
ثم ذكر حادثة عجيبة وقعت لعبد الله بن مروان بن محمد الأموي ، الذي كان ولي عهد أبيه مروان بن محمد . وكان مروان آخر خلفاء بني أمية حيث قاتل العباسيين فانكسر وقتل ، وزال بسقوطه ملك بني أمية ، ثم وقع ابنه عبد الله هذا في الأسر .
" ذكر سليمان بن جعفر قال : كنت واقفا على رأس المنصور ليلة وعنده جماعة فتذاكروا زوال ملك بني أمية فقال بعضهم يا أمير المؤمنين في حبسك عبد الله بن مروان بن محمد وقد كانت له قصة عجيبة مع ملك النوبة فابعث إليه فاسأله عنها فقال المنصور يا مسيب علي به فأخرج وهو مقيد بقيد ثقيل وغل ثقيل فمثل بين يديه وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال له المنصور يا عبد الله أن رد السلام أمن ولم تسمح لك نفسي بذلك بعد ولكن اقعد فجاؤه بوسادة فقعد عليها فقال لـه بلغني أنه كانت لك قصة عجيبة مع ملك النوبة فما هي ؟ قال يا أمير المؤمنين والذي أكرمك بالخلافة ما أقدر على النفس من ثقل الحديد ولقد صدئ قيدي من رشاش البول وأصب عليه الماء في أوقات الصلوات فقال المنصور يا مسيب أطلق عنه حديده فلما أطلقه قال يا أمير المؤمنين لما قصد عبد الله بن علي عم أمير المؤمنين إلينا كنت أنا المطلوب أكثر من الجماعة كلهم لأني كنت ولي عهد أبي من بعده فدخلت إلى خزانة لنا فاستخرجت منها عشرة آلاف دينار ثم دعوت عشرة من الغلمان وحملت كل واحد على دابة ودفعت إليه ألف دينار وأوقرت خمسة أبغل ما نحتاجه وشددت على وسطي جوهرا له قيمة مع شيء من الذهب وخرجت هاربا إلى بلد النوبة فسرت فيها ثلاثا فوقعت على مدينة خراب فأمرت الغلمان فكسحوا منها ما كان قذرا ثم فرشوا بعض تلك الفرش ودعوت غلاما لي كنت أثق به وبعقله فقلت انطلق إلى الملك وأقرئه عني السلام وخذ لي الأمان وابتع لي ميرة قال فمضى وأبطأ عني حتى سؤت ظنا ثم أقبل ومعه رجل آخر فلما دخل قعد بين يدي وقال لي الملك يقرأ عليك السلام ويقول لك من أنت وما جاء بك إلى بلادي أمحارب لي أم راغب إلى أم مستجير بي ؟ فقلت ترد على الملك السلام وتقول لـه أما محارب لك فمعاذ الله وأما راغب في دينك فما كنت لأبغي بديني بدلا وأما مستجير بك فلعمري قال فذهب ثم رجع إلي وقال الملك يقرأ عليك السلام ويقول لك أنا صائر إليك غدا فلا تحدثن في نفسك حدثا ولا تتخذ شيئا من ميرة فإنها تأتيك وما تحتاج إليه فأقبلت الميرة فأمرت غلماني يفرشون تلك الفرش وأمت بفرش نصب له ومثله وأقبلت من غد أرقب مجيئه فبينا أنا كذلك إذ أقبل غلماني وقالوا إن الملك قد أقبل فقمت بين شرفتين من شرف القصر أنظر إليه فإذا رجل قد لبس بردتين اتزر بإحداهما وارتدى بالأخرى حاف راجل وإذا عشرة معهم الحراب ثلاثة يقدمونه وسبعة خلفه قرب من الدار إذا أنا بسواد عظيم فقلت ما هذا قيل الخيل وإذا بها تزيد على عشرة آلاف عنان فكانت موافاة الخيل إلى الدار وقت دخوله فدخل إلي وقال لترجمانه أين الرجل فلما نظر إلي وثبت إليه فأعظم ذلك وأخذ بيدي فقبلها ووضعها على صدره وجعل يدفع البساط برجله فظننت أن ذلك شيئا يجهلونه أن يطأوا على مثله حتى انتهى الفرش فقلت لترجمانه سبحان الله لم لا يقعد على الموضع الذي وطئ له فقال قل له إني ملك وحق على كل ملك أن يكون متواضعا لعظمة الله سبحانه إذ رفعه ثم أقبل ينكث بإصبعه في الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال لي كيف سلبت نعمتكم وزال عنكم هذا الملك وأخذ منكم وأنتم أقرب إلى نبيكم من الناس جميعا فقلت جاء من هو أقرب قرابة إلى نبينا فسلبنا وطردنا وقاتلنا فخرجت إليك مستجيرا بالله ثم بك قال فلم كنتم تشربون الخمر وهو محرم عليكم في كتابكم فقلت فعل ذلك عبيد وأتباع وأعاجم دخلوا في ملكنا بغير رأينا قال فلم كنتم تركبون على دوابكم بمراكب الذهب والفضة والديباج وقد حرم عليكم ذلك قلت عبيد وأتباع وأعاجم دخلوا مملكتنا ففعلوا قال فلم كنتم أنتم إذا خرجتم إلى صيدكم تقحمتم على القرى وكلفتم أهلها مالا طاقة لهم به الضرب الموجع ثم لا يقنعكم ذلك حتى تمشوا في زروعهم فتفسدوها فيطلب دراج قيمته نصف درهم أو عصفور قيمته لا شيء والفساد محرم عليكم في دينكم . فقلت عبيد وأتباع . قال لا ولكنكم استحللتم ما حرم الله وفعلتم ما نهاكم عنه وأحببتم الظلم وكرهتم العدل فسلبكم الله عز وجل العز وألبسكم الذل ولله فيكم نقمة لم تبلغ غايتها بعد وإني أتخوف عليكم أن تنزل النقمة بك إذ كنت من الظلمة فتشملني معك فإن النقمة إذا نزلت عمت والبلية إذا حلت شملت فاخرج عني بعد ثلاثة أيام من أرضى فإني إن وجدتك بعدها أخذت جميع ما معك وقتلتك وقتلت جميع من معك ثم وثب وخرج . فأقمت ثلاثا وخرجت إلى مصر فأخذني واليك وبعث بي إليك وها أنا الآن بين يديك والموت أحب إلي من الحياة ". ( )
وقد لبث عبد الله في سجن بني العباس حتى هلك في أيام الرشيد .
جـ ) جاء في سيرة الخليفة العباسي المعتضد أحمد بن طلحة بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد (ت : 289هـ ) وكان يسمى السفاح الثاني لأنه جدد ملك بني العباس وكان قد خلق وضعف وكاد يزول وكان في اضطراب من وقت قتل المتوكل :
" وكان المعتضد شهما جلدا موصوفا بالرجلة قد لقي الحروب وعرف فضله فقام بالأمر أحسن قيام وهابه الناس ورهبوه أحسن رهبة وسكنت الفتن في ايامه لفرط هيبته وكانت أيامه طيبه كثيرة الأمن والرخاء وكان قد أسقط المكوس ونشر العدل ورفع الظلم عن الرعية." ( )

ثالثاً ) ما المراد ببقاء الملك مع الكفر ؟ :
دلت النصوص الشرعية على أن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر ، وأنه لا يحب الكافرين .
فكيف يبقي الله تعالى لدولة الكفر ملكها ويمكن لها في الأرض ؟
وللجواب عن هذه المسألة علينا أن نفهم أمرين :
الأول ) فيما يتعلق برزق الله تعالى على سبيل العموم : فإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب . كما قال تعالى : (( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد )) [ آل عمران : 196-197 ] ، وقال سبحانه : (( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين . نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون )) [ المؤمنون : 55-56] .
وعلى هذا فلا يفهم من الملك والتمكين إكرام الله أو محبته لهم .
الثاني ) فيما يتعلق بقيام الدول والتمكين في الأرض : وذلك أنه عز وجل قد يمكن لدولة الكفر ويحفظ عليها ملكها ، بل قد يجعل الغلبة لها على دولة الإسلام لحكم بالغة نص القرآن على شيء منها .
ولا يمنع أن هذا التمكين مرتبط بأسباب كونية جعلها الله أسباباً للملك من إقامة العدل ، و منع الظلم .
لكن الملك والتمكين وإن حصل لدولة الكفر فإنه لا يكون مستمراً دائماً بل يكون من باب المداولة بين الأمم .
وسنة المداولة جاءت في آيات عديدة ، منها قوله تعالى (( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) [ آل عمران : 140-141 ]
فدلت الآيتين على أن إدالة الله دولة الكفر وتمكينه لها في الأرض إنما هو لحكم عظيمة ، منها : ابتلاء المؤمنين ، واتخاذ الشهداء ، وتمحيص المؤمنين من الذنوب ، وتمحيص الصف الإسلامي من المنافقين ، ومحق الكافرين .
وهذه الحكمة الأخيرة تدل على أن بقاء الملك مع الكفر إنما هو أمر عارض مؤقت ، لأن تمكين الله للكفار إنما هو طريق إلى محقهم وهلاكهم في الحقيقة وهم لا يشعرون .
كما قال ابن كثير في قوله تعالى في الآية المتقدمة ( وليمحق الكافرين ) : " أي فإنهم إذا ظفروا بغوا وبطروا فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم " ( )
وإذا نظرنا إلى الظلم بمعناه الواسع فإننا نقول : لا يمكن أن يكون بقاء الملك للدولة الكافرة بقاءً حقيقياً نظراً لتخلف سببه ، لأن الكفر أعظم الظلم كما قال تعالى (( إن الشرك لظلم عظيم )) [ لقمان : 13] ، ولهذا سرعان ما تسلب الدولة الكافرة ملكها ، بعد هذا المشهد العارض من مشاهد التاريخ .
فالملك والأمن والحياة المطمئنة في الدنيا والآخرة لا تكون إلا بالإيمان والتقوى وإقامة شرع الله تعالى ، كما قال سبحانه : (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ،منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون )) [ المائدة : 65-66 ] .
وبهذا يتبين أن سبب الملك والتمكين ( وهو العدل وترك الظلم ) ليس تاماً بالنسبة للدولة الكافرة فلا يكون تمكينها وبقاء ملكها تاماً بل هو أمر عارض كما تقدم . والله أعلم .
هذا ما تيسر جمعه وبيانه حول هذه المسألة والله ولي التوفيق ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سامي الحمود
  • كتب وبحوث
  • محاضرات
  • كلمات قصيرة
  • منبر الجمعة
  • مذكرات ضابط أمن
  • تحقيقات ميدانية
  • مقالات وردود
  • معرض الصور
  • قصائد
  • فتاوى أمنية
  • صوتيات
  • الجانب المظلم
  • الصفحة الرئيسية