صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة

إعداد : ماجد بن سليمان الرسي

 
سـئل أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ حمد بن ناصر بن معمر رحمهم الله عن الرؤية فأجابوا :

وأما رؤية الله تعالى يوم القيامة فهي ثابتة عندنا ، وأجمع عليها أهل السنة والجماعة ، والدليل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ، أما الكتاب فقوله تعالى { وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة }[1].

وقال المفسرون :
المعنى : أنها تنظر إلى الله عز وجل كرامة لهم من الله ، ومن أعظم ما يتنعم به أهل الجنة يوم القيامة ، كما ورد ذلك في الأحاديث عن رسول لله  صلى الله عليه وسلم  .
وقال تعالى { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[2] ، ووجه الدلالة من هذه الآية الكريمة أن الله أخبر أن الكفار يُحجبون عن الله ، فدل ذلك على أن ذلك خاص بهم وأن المؤمنين ليسوا كذلك ، بل يرون الله يوم القيامة .
والدليل الذي من القرآن قوله تعالى { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }[3].
ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه ، عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أن ذلك هو النظر إلى وجه الله .
وأما قوله {لا تدركه الأبصار}[4] ؛ فمن أحسن الأجوبة فيها جواب حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس لما قال : إن محمد رأى ربه .
فقال له السائل : أليس الله يقول {لا تدركه الأبصار} ؟
فقال : {لا تدركه الأبصار} أي : لا تحيط به ، ألست ترى السماء ؟
قال : بلى .
قال : أفـتدركها كلها ؟
قال : لا ، أو كما قال .
وأما قوله تبارك وتعالى لموسى {لن تراني }[5] الآية ، فذكر العلماء أن المراد لن تراني في الدنيا ، وأيضاً الآية دليل واضح على جوازها وإمكانها ، لأن موسى عليه السلام أعلم بالله من أن يسأله ما لا يجوز عليه أو يستحيل ، خصوصاً ما يقتضي الجهل ، ولذلك رد بقوله تعالى {لن تراني} دون (لن أُرى) و (لن أُريك) و (لن تنظر إلي) ، فبذلك تبين لك أنها دالة على مذهب أهل السنة والجماعة القائلين بإثبات رؤية الله يوم القيامة ، ورادّة لمذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من أهل الأهواء والبدع .

وأما السنة فثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد من حديث جرير بن عبد الله أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال لما سأله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
قال : إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ، لا تضامون[6] في رؤيته.
وكذلك ثبت ذلك في أحاديث متعددة عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  .
وأما الإِجماع فقد أجمع أهل السنة والجماعة على ذلك ، وقد حكى الإِجماع غير واحد من العلماء .
والخلاف الذي وقع بين الصحابة في رؤية محمد  صلى الله عليه وسلم  ربه إنما ذلك رؤيته في الـدنيا ، فابن عباس وغيره أثبتها ، وعائشة تنفيها[7] ، والله أعلم .
انتهى كلامه رحمه الله .

« الدرر السنية في الأجوبة النجدية » (3/28 – 30)


هذا الرسالة منشورة في :
www.saaid.net/kutob
 

------------------------------------

[1] القيامة 22 - 23
[2] المطففين : 15
[3] يونس : 26
[4] الأنعام : 103
[5] الأعراف : 143
[6] قال ابن الأثير رحمه الله في معنى تضامون : يروى بالتشديد والتخفيف ، فالتشديد معناه : لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه ، ومعنى التخفيف : لا ينالكم ضيم في رؤيته ، فيراه بعضكم دون بعض ، والضيم الظلم . انتهى مختصرا .
[7] في المطبوع : تنفاها ، ولعله خطأ من النساخ .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
ماجـد الرسي
  • كتب عربية
  • رسائل العقيدة
  • "English"انجليزي
  • "Philippino"الفلبينية
  • كتب بلغات أخرى
  • بريد الكاتب e-mail
  • الصفحة الرئيسية