صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء شبكة الدعوة السلفية الجهادية
 مع الأخت عائشة عبد المجيد عزيز الزنداني

 
الحمد لله والصلاة على رسول الله ..

على صوت حفيف الأشجار .. مع رياح الربيع الناعمة .. وتسبيح العصافير المغرّدة .. ونسمات الهواء المعطرة بنفحات الزهور اليانعة .. من هناك خط القلم الضئيل كلمات ترحيب عملاقة تليق بمقام الأهل في منتدى السلفية الجهادية ، الذين تناهى لعلمنا أنّهم كانوا وراء تحريك هذا الخير الدعوي الذي كان لنا نصيب منه ، وتفاعل معه الكثير على عدّة منتديات ، تخاطبت فيها الأرواح المؤمنة ، وتساءلت عن جوانب الخير ، وتحاورت عن أمور دينها ، ورغم ضيق الوقت ، وحصار الأعمال ، والمهام ، وعجالة الحوار ، عبر عدّة منتديات إسلامية ، كل ذلك إلا أنّنا عشنا أيّاماً رائعة .. وذكريات لا تنسى
فإلى الإخوة .. والأخوات في هذا المنتدى الطيّب الذي سنختتم به رحلتنا الدعوية .. نقول جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة ، وجعلكم نبراس هداية تُنير درب التائهين في ظلمات شبكة الإنترنت ، وبغير مجاملة نقول لكم .. ولكل من ساهم في نشر الخير عبر هذه الوسيلة : " إنّكم تقومون بعمل رائع " فنسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم صالح الأعمال ، ويختم لنا ولكم بأخيرها .. اللهم آمين .

الـمـجـاهـــدون خــيــر خــلــف لــمــن ســلــف
هــمُ الــهــامــات ذوي الــهــمــــم الـــعــالـيــــة
يـبـيـتـون خـُشــّعــاً لــلـــــــه ركـّعــاً ســُجــــّداً
يـطــوون عــلــى الـــجــوع بــطــوناً خالــيـــة
ســيـاحتــهــم فـــي ســــجــــون الــــطـــغـــاة
وتـجــارتــهــم ســـلــعـــة الــلــه الــغــالـيـــــة
يــســابـــقـــون الـــمــــوت نـــحــو الـخلـــــود
يــفــتـكــون بأجــنـــاد الــــعــدو الــغازيـــــــة
لـيــحــرّروا رجــالاً كـــانـــوا مــن الأحــــرار
وغـــــدوا مــع الـــذل عــبــيـــد الــجــاريـــــة
فــلا نــامــــت أعـــيـــن الـــــجــــبــــــــنــــاء
ولا ســـرت فــــــي أبـــدانــــهـــم عـــــافـــيـة
يُــمـــزّقـــون وقـــار الـلـــيــــــل ســـُكــــارى
ويــصـــبـحــون صـرعــى بـغــيٍّ غــانــيـــة
ســيـكــتـب الــتــاريــخ مــخــبــراً الـــــورى
عـمـن كــانــوا فــوق هــذه العروش الخاويــة
وسيــحـــكـــي عــــن أســـــود الـوغـــــــــى
وكـيــف أرهــبـــوا الـــدول الـــبـــاغــيــــــة
يــجــاهـــدون فــــي ســــبـــيــــل الــــلـــــه
ويـــحــمـــون أعــراض الوعول الـقاصيـــة
فـهــنـيـئـاً لـــهـــم جــــــــوار الأنـــبـــيــــاء
وهــنــيــئــاً لـهــم ظـلال الـجنـان الـدانــيـــة


س/ هل يمكن اعطاءنا نبذة عن جامعة الإيمان ؟؟ وهل يمكن الدراسة بها عن طريق الإنتساب ؟

كانت فكرة إنشاء صرح علمي يخرج العلماء القادرين على الاجتهاد والتجديد لهذه الأمة أمراً إيمانياً ودينياً وحلماً يراود مؤسس الجامعة الوالد الشيخ : عبد المجيد بن عزيز الزنداني منذ سنوات عديدة .
كانت فكرة إنشاء صرح علمي يخرج العلماء القادرين على الاجتهاد والتجديد لهذه الأمة أمراً إيمانياً ودينياً وحلماً يراود مؤسس الجامعة الوالد الشيخ : عبد المجيد بن عزيز الزنداني منذ سنوات عديدة .
تبلورة الفكرة بمناقشتها مع مجموعة من كبار العلماء والتربويين والمفكرين المسلمين في مكة في حج عام 1413هـ.
أختيرت اليمن لتكون مقراً للجامعة تيمناً وتحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً ، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يماني " رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه ومالك .
وتضم الجامعة أكثر من خمسين جنسية .

من أهداف الجامعة :
1/ إعداد وتخريج العلماء العاملين الأتقياء والقادرين على الاجتهاد المؤهلين لحمل رسالة الإيمان في مختلف التخصصات .
2/ تخريج العالمات الربانيات القادرات على الاجتهاد وتربية المرأة على الإيمان علماً وعملاً ودعوةًً وتأهيلها لأداء واجبها بما يناسب فطرتها ووظيفتها دون تعرضها لمخاطر الاختلاط حيث تتمتع طالبات الجامعة بقسم خاص بالطالبات وهذا مما يميّز جامعة الإيمان أنّها هيّأت للطالبات فيها ظروفاً ملائمة تساعدهن على طلب العلم الشرعي في أجواء بعيدة عن المخالفات الشرعية ، ولا تتسبب في إحراج الطالبة ، ومن ذلك توفير باصات لنقل الطالبات من وإلى الجامعة ، وتوفير حضانة وفصول تمهيدي لأطفال الطالبات .
3/ في إطار المناهج تهدف الجامعة إلى تحقيق ما يلي :
أ) أن يتعلم الطالب مفهوم الإيمان في ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وأدلته ومقتضياته وأثره في الحياة ودفع ما علق به من معانٍ دخيلة ، ونواقضه وشروط تحققه والرد على شبهات خصوم الإسلام .
ب) أن يحفظ الطالب كتاب الله تعالى كاملاً و يتعلم علوم الكتاب والسنة ويدرس التفسير ومناهجه والحديث وعلومه والفقه وأصوله والسيرة النبوية وفقهها وسيرة الصحابة والتاريخ الإسلامي واللغة العربية وفنونها المختلفة .
ج) أن يتعلم الطالب علم تزكية النفس وتقوية الإرادة وقمع الهوى وكشف مزالق الشيطان وتلبيساته تأهيلاً لبلوغ درجة العالم التقي الزاهد .
د) أن يتعلم الطالب أسس العلوم الكونية وبحوث الإعجاز العلمي بما يرسخ الإيمان ويجلي عظمة صفات الخالق جل وعلا ويقوي يقينه بدينه ويمكنه من المشاركة في بحوث الإعجاز العلمي والقدرة على دحض التفسير الإلحادي لمعطيات العلوم الكونية ..
هـ ) أن يدرس الطالب واقع المسلمين في شتى الجوانب وأن يدرك أهمية وحدتهم وأن يدرس الهيئات الإسلامية وغير الإسلامية ( القطرية والإقليمية والعالمية ) التي تؤثر في واقع المسلمين . وأن يلم بالقضايا والمشكلات الإسلامية المعاصرة وكيفية مناصرتها وسبل حلها في ضوء الإسلام وأن يفهم أهداف الغزو الفكري وأساليبه والحركات الهدامة ويتعلم كيفية مواجهتها ..إلى غير ذلك من العلوم المختلفة التي تؤهله للوصول إلى درجة الاجتهاد مع كونه عالماً ربانياً عارفاً بعصره .
أن يتربى الطالب على ممارسة الإيمان علماً وعملاً وأن يجمع بين الدراسة النظرية والممارسة التطبيقية وأن يدرب على استعمال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة لإبلاغ الدعوة إلى الله ، وأهم قضية في دراسة المنهج ، هو دراسة الكتاب من أوله إلى آخره على أيدي متخصّصين من العلماء ، ويجاز الطالب في ذلك الكتاب ، إضافة إلى الجوانب العصرية الأكاديمية ، ومدّة الدراسة في الجامعة عشر سنوات مقسمة إلى ثلاث مراحل : أربع سنوات الأولى .. يحصل الطالب فيها على الإجازة ( العالية ) وهي تعادل البكالوريوس .
وثلاث سنوات تضاف لها فيحصل الطالب على الإجازة ( العالمية ) وهي تعادل الماجستير وهنا يتخرّج الطالب والطالبة بدرجة شيخ وشيخة .
وثلاث سنوات تضاف لها تمام العشر يحصل الطالب فيها على الإجازة ( العالمية التخصصية ) وهي تعادل الدكتوراه ، وبعدها يصبح الطالب والطالبة حاصلاً على درجة عالم وعالمة .
ز) إضافة إلى وجود مركز للبحوث تابع للجامعة يهتم بمسائل الإعجاز البحوث العلمية والدراسات العامة ،وعقد الندوات .. وغير ذلك .
و) توجد مكتبة مركزية كبيرة داخل الجامعة ..للبحث والمطالعة .
ي) تمويل الجامعة .. قائم على جهود أهل الخير .. الذين يقدموا الدعم في سبيل إنشأ وإستمرارية هذا الصرح فجزاهم الله خير الجزاء .
جامعة الإيمان مشروع رائد من مشاريع الأمة.. نسأل الله أن يديم هذه النعمة.. ويحفظها ..ويرد كيد كل من أراد بها سوءً . .
هذه بعض المعلومات عن جامعة الإيمان نسأل الله أن ينفع بها أمّة الإسلام ، ويجعلها صدقة جارية وعلم يُنتفع به ، ومحضناً آمناً لتربية الأبناء الصالحين ، ومحراباً للعلماء الناصحين .

لا يمكن الدراسة في جامعة الإيمان إنتساب ..لأنها تقوم على التلقي ولأن من أهدافها تخريج العالم بدينه العارف بعصره .. ولا يمكن أن يكون ذلك عن طريق الإنتساب .. وكما يقال من كان شيخه كتابة كان خطأه أكثر من صوابه


س/ ما هي الطريقة لدعوة النساء المتحررات من الأهل والصديقات إلى الطريق الصحيح ؟

أولاً : أحب أن ألفت النظر إلى أن كلمة المتحررات غير صحيحة وقد استخدمت في غير محلها لأن التحرر الحقيقي قد جاء به الإسلام حيث حرر المرأة من الظلم الواقع عليها اجتماعياً أو اقتصادياً أو غير ذلك ، ويستحسن استخدام كلمة المتفلتات أو الغير ملتزمات .
أما طريقة دعوتهن فهي على وجه التقريب ما يلي :
1/
إن ( رصيد الفطرة ) رصيد عظيم ، يجب إستخدامه في الدعوة إلى الله مهما كانت هذه الفتاة موغلة في التفلت ، لأن الفطرة ( الخلقة التي خلق الله الإنسان عليها ) هي باقية لا تفنى لكن يمكن بعمل الجاهلية أن تغطيها طبقات من ركام الذنوب والمعاصي وأعمال الجاهلية . لكن تبقى هناك في ثنايا هذه الطبقات بعض المسامات التي يمكن من خلالها أن يتسلل صوت الحق ليسمع هذه الفطرة هذا الحق لعلها تستجيب وترفع عنها هذا الركام وهذا هو سر التوبة ، وهذا هو تفسير عودة كثير من العتاه والطغاة والفسقة إلى الله تعالى ، بل ربما تحولوا إلى دعاة صالحين يدافعون عن الدين بكل ما يستطيعون .
نقول هذه المقدمة حتى لا نقع في اليأس مهما بلغت الامور .
2/ استخدام الأسلوب الحكيم اللطيف البعيد عن الجفوة والغلظة بالرحمة والشفقة ، وكما جاء في الحديث الصحيح : ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ) وفي الحديث الصحيح الآخر : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ) .
3/ الإخلاص سراً عجيب وبقدر الإخلاص تكون نسبة التأثير ، فكوني مخلصة تؤثري .
4/ إنتقاء بعض آيات القرآن ويتمعيهم إياها في موضوع ما تريدين من خلاله معالجة مرضٍ ما في هذه الأت وتفسيرها تفسيراً موضوعياً . وكذلك بعض الأحاديث وشرحها .
5/ استخدام أسلوب الترغيب والترهيب لكن من أدلة الشرع مع حسن العرض وجمال البلاغ واختيار الوقت المناسب .
6/ استخدام أسلوب القصص في إيصال المعلومة ، والقرآن والسنة والسيرة وتاريخ الصحابة ، والتاريخ الإسلامي عامة كلها غنية بهذه المادة .
7/ عن طريق إهداء الكتب التي تهتم بمثل هذا النوع من الناس
8/ عن طريق أشرطة الكاسيت والفيديو لعلماء مؤثرين .
9/ التائبات من الفنانات وغيرهن مادة خصبة للدعوة إلى الله في هذه الفئة .


س/ كيف تثبتي أهل بيتكِ على التربية الإيمانية التي صلح عليها أمر أولنا ؟

1) الصلة الدائمة بالقرآن الكريم عقيدة وشريعة ، تلاوة ، حفظاً ، وفهماً وتفسيراً ، فهو أصل الأصول ، والمصدر التشريعي الأول ، ودستور الإيمان ، وقانون المسلم ، فإحياء حلق القرآن في البيت ومتابعتها في المساجد هدفٌ أعلى للمسلم ، فالصلة بالقرآن بالشُعب التي ذكرناها بإيجاز تعمق معاني الإيمان ، ولعل مما يركز عليه في هذا الميدان ( من علم الإيمان ) قضايا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، وفيه مؤلفات وأشرطة ، وندل في هذا الميدان على كتب الشيخ الوالد عبدالمجيد الزنداني وغيره ممن تخصصوا في هذا المجال ، وبالذات أشرطة الفيديو ، بذلك الأسلوب الجذاب ، والعبارات المشرقة ، والعرض العلمي الهادف ، والرباط الإيماني المتميز ، الذي يجعلك تعيش جوّاً إيمانياً يدفعك للتوحيد والتسبيح .
لذا فا لإطلاع على هذا الجانب يبعث على التمسك بالإيمان ، والتعلق به ، وترسيخه في النفس ، ومن ثم فإنّه يدفع إلى العمل الصالح ، ويكون لسان حال هذا الذي كان بهذه الصورة .. سمعنا وأطعنا ربنا .
ولا شك أن من كان كذلك كان من المفلحين ، وهذا هو مبتغى المسلم .
2) الصلة الدائمة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ,سيرته ..
فهو المصدر الثاني للتشريع ، وفيه القدوة الحسنة والمثل الأعلى ، يحفظ حديثه ويدرسه ، ويعيش مع سيرته وسنته وبالتذكير والوعظ والدرس والممارسة العملية ... أمّا الفهم والدرس فيكون بالسماع من الشيوخ ، أو بالمطالعة الشخصية ، والكتب في هذا كثيرة جداً ، وهناك كتب في السنة والسيرة ميسرة حتى للأطفال .. وكذلك سماع الأشرطة فهو مفيد جداً في هذا الميدان ، ولعل أشرطة الدكتور طارق السويدان .. مفيدات في هذا المجال ، وأيضاً التحلّق حول كتاب في هذا الميدان يساعد كثيراً على هذا الذي نريد ، وكذلك المسيرة العملية على المحافظة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء ، في الصلاة والصوم ، والأكل والشرب واللباس ، حتى ينطبع أهل البيت جميعاً بطابع السنة ، فتحل البركة ، ويتقوى الإيمان ، ويكون شعار هذا البيت ( الرسول قدوتنا ) ، قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ، ويغفر لكم ذنوبكم ) وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) وقال تعالى : ( وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، وقال تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .. ) .
3) الإيمان ( يزيد بالطاعة ، ويقل بالمعصية ) كما هو معروف في قواعد العقيدة القائمة على منهج السلف الصالح وهذا يعني أن من كان قوي الإيمان والتربية الإيمانية الطاعة لله ورسوله ، والعمل الصالح ، وكثرة ذكر الله تعالى
وبالمقابل فإن المعاصي تعمل على إخفات صوت الإيمان ، فإذا أردنا تربية إيمانية لنا ولأهلنا من حولنا ، فعلينا بطاعة الله عز وجل لنحقق المحافظة على الإيمان وزيادته ، قال تعالى : ( فأمّا الذين آمنوا فزادتهم إيمانأ وهم يستبشرون ) وقال تعالى : ( ليستيقن الذين آتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ) ، ومن أسباب زيادة الأيمان ـ ما ذكرناه من النظر في آيات الله الكونية والشرعية ، ومعرفة الله تعالى في أسماءه وصفاته ، فكلما ازداد معرفته بالله وأسماءه وصفاته ازداد إيمانه .
ما ذكرناه آنفاًُ من أن كثرة الطاعات وإحسانها يزيد الإيمان لأن الأعمال داخلة في الإيمان ، وإذا كانت داخلة فيه لزم من ذلك أن يزيد بكثرتها .
فهذه الأشياء تمارس وتُنمّى ويتربى عليها .. من أجل تربية إيمانية رائدة .
وبالمقابل من أسباب نقص الإيمان :
1) الإعراض عن معرفة الله تعالى وأسماءه وصفاته .
2) الإعراض عن النظر في الآيات الكونية والشرعية لأنه يعبر عن حالة غفلة وقسوة القلب.
3) قلة العمل الصالح .
4) فعل المعاصي ، وأثر المعاصي والذنوب على الأمم والشعوب ، لا يستطيع عاقل أن ينكر ذلك ، فلهم الهلاك في الدنيا ، أمّا في الآخرة فعذاب أليم .

============================
س/ ما هي أهم النقاط التي يجب على كل مسلمة أن تضعها نصب عينيها وهي تدعوا أخواتها إلى الله ؟

إن أهم ما يجب أن تضعه الأخت نصب عينيها وهي تدعوا إلى الله :
1/ إخلاص النية لله سبحانه وتعالى وهذا أمر مطلوب من الناحية الشرعية ، ومدار قبول العمل عند الله تبارك وتعالى على هذا الشرط ، لذلك جاء في الآية : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين .. )
و جاء في الحديث المتفق عليه ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) .
كما أن الصدق ركيزة من ركائز التأثير في الآخرين ، ومن هنا فإنه يجب على الأخت الداعية أن تراقب نيتها وأن تكون حريصة كل الحرص على ألا يدخل على نيتها ما يفسدها كالعجب والريا وحب الجاه والسمعة أو حب المدح فبالتالي تفقد خاصية التأثير بل قد تقع في الهلكه .
ثم الصدق مع الله هو مفتاح القلوب لأن الله عز وجل إن علم في الأخت الصدق فتح لها العقول والقلوب ، ووضع لها القبول في قلوب الناس .
2/ عليها أن تتسلح بسلاح العلم الشرعي ، وهذا ضروري بالنسبة للداعية حتى تكون عالمه بالذي تأمر به أو تنهى عنه ، ولا يشترط في الداعية أن تكون علامة حتى تؤدي دورها في الدعوة .. كلا .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بلغوا عني ولو آية) . لكن هذا القليل الذي يبلغ يجب أن يكون بعلم ،وأن لا تتجاوزه في الفتوى ، لذلك ننصحها
بدراسة العلم الشرعي .
قبل أن تقدم على درس يجب أن تخضر له تحضير جيداً حتى لا تقع في الخطأ في أمر شرعي .
ننصحها بكثرة المطالعة في كتب العلوم الشرعية ، ويمكن أن نقول بإيجاز ( إن الداعية كلما كانت قوية في جانب العلوم الشرعية فإن ذلك أدعى إلى تحقيق ما تصبوا إليه من نجاح ) وهذا هو السر في دور العلماء والعالمات عبر تاريخنا التليد .
3/ ( الصبر) خاصية وصفة ضرورية للداعية إلى الله عز وجل لآن هذه الداعية سوف تخالط أصناف كثيرة من الناس وهؤلاء الناس أنما هم معادن عجيبة ففيهم القوي والضعيف والكريم والبخيل والشجاع والجبان وقوي الإرادة وضعيفها .. والثقيل .. وخفيف .. الظل والذي يفهم بسرعة والأناني والإنكاري ... إلى غير ذلك من هذه الثنائيات المتقابلة
وعندما تتعامل مع شرائح المجتمع ، تجد أمامها كل هذه الثنائيات فمن لم تتحلى بالصبر والإحتمال .. فالأولى لها أن تجلس في البيت منذ اللحظة الأولى والنبي صلى الله عليه وسلم صور لنا هذا التلازم أجمل تصوير لما قال لنا : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيراً من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .
لذلك ذكر الصبر في القرآن كثيرا ومدح الله الصابرين من النبيين ومن غيرهم من أهل الإيمان وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة في الصبر على أذى قومه له أثناء تأديته الرسالة .
وهذا الصبر الزاد المهم يدفعنا إلى فرعية منه ربما ألتصقت به غالباً ألا وهي ..
4/ ( الثبات والإستمرار ) لأن قليلاً دائماً خيراً من كثيراً منقطع وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .. فأحياناً تبدأ الداعية بحماس وبينما هي في خضم عملها الدعوي وتحتك بالناس وتفاجأ بهذه الثنائيات فتبدأ تتراجع خصوصاً إذا تعرضت إلى بعض المشاكل فهذه ردت عليها بغلطة وتلك كشرت في وجهها .. وفلانة المتعصبة لمذهب ردت عليها بملا يتناسب مع أخلاق العلماء .. فلا بد من هذه الضغوط ومن الصبر والإحتمال والترابط والإستمرار .. وطرق الباب على الناس دونما يأس .. ولا كلل ولا ملل .
وأحب أن أؤكد على قضية من أدق وأهم القضايا في مجال ما نذكره ونتكلم وللقضية خلاصتها .. هو أن بعض تلامذة الشر إذا رأى ناشطة في مجال الدعوة إلى الله تعالى .. وناجحة ومؤثرة يحاربونها بمجموعة من الأسلحة .. ولعل أخطر وأفتك سلاح يستخدمونه في حربها ( الشائعات ) ( الإفك ) ( الإفتراء ) بحيث أنهم يشيعون عنها الأعاجيب حتى يقعدوها عن دورها ويحطموها .
فعليها أن تصمد وتثبت وتستمر ولا تبالي ( والله يدافع عن الذين آمنوا ) ( وما حادثة الإفك ) التي ذكرت في القرآن والسنة التي أثارها رأس النفاق عنا ببعيد .
بل فيه زاد للدعاة والداعيات في هذا الطريق .. طريق الدعوة .. نقول هذا لان كثير من الأخوات تظن أن طريق الدعوة مفروشاً بالورود .. ثم لما ينخرطن في هذا العمل يجدن الصعاب والعقبات فربما يكون مفاجأة للبعض فيقعدها عن الدعوة .. لذلك عليها مسبقاً أن تتزود بالصبر ( والأمل ) ( والثبات ) ( وعدم اليأس ) ( والثقة بنصر الله تبارك وتعالى ) .
5/ ( زاد الصلاة والعمل الصالح ) ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) .
في هذا الطريق يحتاج المرء إلى محطة يقف عندها ليتزود بالزاد الذي يجعله قادراً على الاستمرار فالمرء ضعيف بطبعة ، فلا بد أن يلجأ إلى الجبار القهار المنتقم .. الذي بيده ملك السموات والأرض ويلجأ إلى الصلاة معراج المؤمن فإن فيها راحته ، وسعادته ، واستقراره ، وطمأنينته ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمراً لجأ إلى الصلاة .. وكان يقول لبلال رضي الله عنه أرحنا بها يا بلال ..
فعندما يقف بين يدي الله تعالى معلناً ( الله أكبر ) خالعاً عنه .. كل متعلقات الأرض والدنيا ليصفوا ويزكوا .. ما أحوج المؤمنين إلى هذا .. وكذلك لا ينسى أن يكون على صلة بذكر الله دائماً وأن يعمل على التحقق بخلق ( الدعاء والمناجاة ) واللجوء إلى الله خاشعاً متضرعاً بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم .. ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، و أنت ربي ..) ليصل في نهاية المطاف إلى قناعة ( اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ).. فما أحوج الداعية إلى ساعة يخلوا بها مع ربه جل جلاله يناجيه ويذكره .
6/ أن يكون ( قدوة حسنة ) في سلوكه وأخلاقه وإلتزامه وعبادته وقربه من الله فالتربية بالقدوة لها الأثر الكبير والحال قبل المقال ، والكمال في تحقق الأثنين معاً ولكن الحال أهم لعدة أسباب منها :
أن المؤمن لا ينجو من بين يدي الله إلا إذا عمل بما علم
وعالماً بعلمه لم يعملن معذبُ من قبل عباد الوثن
ومن أول من تسعر به النار عالماً قأرئ تعلم لأجل أن يقال عنه أنه قارئ .
7/ ( التربية البنائية ) أي أن يكون الداعية قائماً على هذه الخاصية وهذا يخرجها من قضايا الخلط والعبثية والأرتجال .. ومن مقتضيات هذه المسألة قضيتان ..
الأولى : التدرج .. وذلك بالرفق بالمدعوات والإنتقال معهن من حال إلى حال .. ومن لبنه إلى لبنة ولا تضع لبنة على أخرى إلا بعد قياسات وموازين .
والثانية : الأولويات .. وهذا نافذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أرسله إلى اليمن ( إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جاءتهم فادعوهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله .. ) الحديث .
فمثلاً العقيدة أولا ً فمن عندها خلل في العقيدة أو فساد في التصورات لا يكمكن أن تبتدا معها بأحكام المكياج والأصباغ وإنما تبدى بتصحيح العقيدة وغرس الإيمان فإن نجحت في ذلك فإنها ستجد سهولة في تغيير هذه المدعوة .
8/ ( تنويع وسائل الدعوة ): وهذا من نجاح الداعية إلى الله ومن الخطأ جعل الدعوة محصورة في باب الوسائل بالوعظ والكلام وهذه على أهميتها كما أشرنا إلى هذا قبل قليل إلا أنه لا يكفي ..
من هذا التنوع في وسائل قضايا الإحتفالات والندوات واستخدام الأجهزة الحديثة كالبروجكتر ، والفيديو ، وغيرها من الوسائل المؤثرة التي هي سلاح ذو حدين فإنها قد استخدمت في الشر .. فأثرت إيما تأثير فنحن أهل الدعوة أولى بها ضمن ضوابط الشرع مع ما يتناسب مع وضع المرأة وطبيعتها ..


س/ ما هو در المسلمة في صد تلك الهجمات على عفتها ؟ من بعض وسائل الإعلام أو بالأحرى ممن ينتسبون للإسلام اسم بلا مسمى ؟

دور المرأة المسلمة دور هام جداً ، وأعتقد أن دورها في هذا المجال أهم من دور الرجل ، ذلك أنها هي المستهدفة من هذه الهجمات فإذا استطاعت المرأة أن تعي دورها وتتفهم المؤامرة فإنها توفر الكثيراً من الجهود .. ومع ذلك فإن دور المرأة المسلمة يتمثل في نقاط أهمها :
1/ معرفة المؤامرة وتوعية بنات جنسها بهذه المؤامرة .
2/ أما المسألة الأخرى فتكمن في تحصين أخواتها النساء من هذه الهجمات ، وذلك بالتربية الإسلامية الصحيحة ونشر الدعوة الإسلامية ، بل لا بد من هجمة مضادة وهي إبلاغ الدعوة إلى شتى أصناف النساء ، وبيان هدي الإسلام وتوضيح الحكم والمصالح المترتبة على اتباع منهج الإسلام ، وكشف المؤامرة وبيان المفاسد المترتبة على الاستسلام لهذه المؤامرة
3/ الثبات على الحجاب والعفة فهذا طريق الجنة . كيف لا وهو أمر مفروض في الكتاب والسنة .. والتذكير الدائم باللسان بأن ترك الحجاب أو التهاون فيه سيعرض صاحبة للعقاب .. والتنبيه على أن من يدعوا إلى ترك الحجاب هم دعاة على أبواب جهنم فالحذر .. الحذر .. من أن تسقط في النار .
4/ الدعوة إلى مقاطعة وسائل الإعلام الفاسدة .. التي تعمل على تخريب الأجيال والتحذير منها .
5/ الرد على الشبهات التي يطرحها هؤلاء .. وتفنيدها .


س/ ما هو سلاح المسلمة للوقوف بوجه من يريد تحرير المرأة ؟؟

طبعاً هنا المقصود إدعاء ( التحرير) وإلا فالإسلام حرر المرأة ، حررها من الظلم الإجتماعي الذي كان واقع عليها ، حررها من قيود العدوان الجاهلي أعطاها الحرية المالية ، أعطاها الملكية الفردية ، حررها بأن منحها حقوقها الشاملة على كل المستويات .
أما هؤلاء الذين يرفعون شعار ( التحرير ) وهي كلمه حق يراد بها باطل ، فهم يريدون تحريرها من الدين .. والفضيلة .. والحجاب .. والعفة والشرف .. والكرامة .. والعقيدة .. يريدونها نهباً للمجرمين .. يريدونها معرضاً للإغراء والفتنة .. يريدون للمجتمعات الإنحلال والفساد والإنحراف والتفسخ والضياع .. لذلك يحاولون بهذه المصيدة ( التحرير ) أن يخرجوها من حياة العفة .. والكرامة .. لتعيش هذا اللون من الحياة بكآبة .. وحزن .. وضنك وضيق .. لتخرج من حالة الإستقرار .. إلى حال القلق .. والأزمات وينشغل المجتمع من الشباب وغيرهم بمفاتنها .. فيهلكون .. ويضيعون ويضيع المجتمع .. وهذا ما يريده الأعداء .. لأنهم قد جربوا ذلك وذاقو مرارته .. وهم يقلقهم حالة التماسك والإستقرار والفضيلة التي يعيشها المجتمع المسلم .فلذلك عمدوا إلى محاربته بكل الوسائل ومن أفتك الإسلحه .. سلاح المرأة ..
وأما السلاح المضاد لصد تلك الهجمات فهو :
1/ الإيمان بالله تبارك وتعالى و أسمائه وصفاته ، والاستعانة به جل وعلا . والدعاء ...فإن الله تعالى لن يسلمها ، وسيؤيدها ويكون معها ، إن شاء الله جل وعلا .
2/ سلاح الوعي الإسلامي العام ، وبالذات بخصوص قضية الحجاب ، دراسة الظاهرة ، والأدلة عليها من الكتاب والسنة ، وأقوال أهل العلم ، ودراسة الشبهات والرد عليها .
3/ الردود العملية على هؤلاء ومجابهتم وتفنيد شبهاتهم ، ومقارعة الحجة بالحجة ، والرأي بالرأي ....
4/ المزيد من الدعوة إلى الحجاب ، وتعميم الظاهرة بين النساء ن وتأصيلها بحيث يكون على أساس عدم التقليد ، حتى لا يستطيع أحد أن يشكك فيه ، ويبقى قوياً جازماً صامداً في ساحة المعركة .
5/ أن تقنع بالمبدأ والفكرة التي تحملها ، وأنها على حق ، مهما كلفها ذلك من ثمن ، وأن تتصور طبيعة المعركة وطول الطريق ، فالمعركة أمر طبيعي ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصف في الجاهلية بالصادق الأمين ، وبمجرد أن دعا إلى الله تعالى فإذا بالمشركين يصفونه بالساحر، الكاذب ، والشاعر ، والكاهن ، وغير ذلك من الأوصاف ، فلا تهتز المرأة المسلمة أمام هؤلاء ، بل تقف شامخة كالجبال الراسية ...
6/ سلاح الوعي بما يخطط له الأعداء فتتنبه لمكرهم وخداعهم ، وأسلحة كثيرة لا بد من اصطحابها .. الصبر والمصابرة ، التضحية والفداء ، الثقة بالله تعالى الاحتساب في كل عمل وتصرف ، مراقبة الله عز وجل .. إلى غير ذلك من الأسلحة المتنوعة .


س/ هناك نساء وللأسف اغتررن بالمظاهر البراقة و الفتن العارمة وقد انغمسن فيها .. ولكن كيف نستخرجهن من تلك الفتن ؟؟

يجب أن تعلمي أن الله سبحانه وتعالى خلق للجنة أهلا ، وللنار أهلا ، والهداية بيد الله سبحانه وتعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) ووظيفتك آيتها الأخت إنما هو البلاغ والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد يكتب الله الهداية على يديك ، وقد لا يكتبها ، فواجب عليك أن تتفهمي ذلك جيدا ، فأنت تبتغي الأجر من الله تعالى ، سواء كان هناك استجابة أم لا ؟ وسواء استطعتي استخراجهن من الفتن أم بقين ، فدورك إيصال الدعوة : ( فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد )
ومع ذلك ينبغي تحري الحكمة والموعظة الحسنة ، وإيضاح كثير من الخفايا التي ربما لم يصل علمهن إليها ، وكشف زيف هذه المظاهر البراقة .. والتذكير بالجنة والنار كما كانت مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم اليأس والإحباط ، بل لا بد من العزيمة القوية ..
وهناك بعض الوسائل والطرق يمكن إستخدامها في دعوة مثل هذا الصنف :
1/ يمكن تذكرنهن بالآخرة .. وبيان قيمة الحياة وزخرفها ، وأنا في هذه الدنيا .. ضيوف ، وأنا عنها راحلون ، مثلنا فيها ، كمثل راكب استظل بظل شجرة .. والموت قادم ن بسكراته ، ومعاناته ،
وبعد ذلك البعث والحساب .. إما إلى الجنة .. وإما إلى النار .
فيا فوز من عمل لهذه الساعة .. لان هذا الانغماس ، إنما هو سبب الغفلة عن هذه الحقيقة .. فتذكر .. ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).
2/ اختيار آيات القرآن ن وخاصة في هذا المعنى ، وقراءتها عليها وتفسيرها لها بأسلوب مؤثر ونابع من القلب ... وكذلك الأحاديث النبوية .. لعل قلوبها ترف لهذا فتترك ما هي فيه ، وتعمل على طاعة لله تعالى .
3/ استخدام الأسلوب القصصي في ضرب المثل الدال على هذا .. مثل اعتزاز أصحاب الجنة بالمال وحرصهم عليه ... وكيف كانت النتيجة ، ومثل قصة فرعون .. وغروره الشديد بملاذ الدنيا ، والجاه والمنصب .. والتسلط .. والمال ..مثل قصة ( قارون ) ، وما آتاه الله تعالى.. وكيف كانت النتيجة حينما خرج على الناس بزينته يتباهى بذلك .. فخسف الله به ..
4/ حكايات الزهاد .. الذين لجاؤا إلى الله تعالى بعد رفاهية مثل قصة الفضيل بن عياض ، وقصة رابعة العدوية .
5/ بعث الأمل في نفوسهن في تعريفهن في الغاية التي خلق من أجلها الإنسان ، بحيث يتم النهوض بهن إلى الغاية النبيلة التي هي عبادة الله تعالى ، بمفهوم مهما الشامل .
6/ محاولة اصطحابهن إلى مجالس العلم ، خصوصاً إذا كان في المجلس عالم مؤثر أو عالمة .. فإن لمثل هذه الصلة ، وهذا السماع ، خاصية غير عادية ... وكأنها .. أحياناً .. الشرارة التي تشغل الفتيل ، فتحدث ما لم يكن يتوقع .. ( وهذا من تيسير الله وفضلة ورحمته بالعباد ) .
7/ إهداء بعض الأشرطة في هذا المجال .
8/ تقديم بعض الكتب المؤثرة في هذا الميدان ، كهدية – مثلاً – وتشجع على قرأتها .. مثل كتب الرقائق ، أو تراجم الأشخاص ، أو ما شابه ذلك .
9/ ولا ننسى جانب الدعاء لهن ، فإن له دوراً كبيراً في الهداية ، لأن الدعاء سهم الغيب ... ( فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) .


س/ كيف ترد على من تنادي وتدعوا إلى خلع الحجاب من بنات جنسها ؟؟

ينبغي أن تكون هذه الردود ذات اوجه متعددة ... اوجه شرعية لمن كان لديها إيمان في قلبها ، ولو كان يسيرا ، فنبين لها الحلال والحرام ، ونخوفها بالله عز وجل ، ونذكرها بالوزر الذي تتحمله نتيجة لهذه الدعوة والأدلة العقلية لمن كانت ضعيفة الإيمان لبيان الآثار المترتبة على ذلك ، والفتن التي يؤدي إليها خلع الحجاب ، وما وصلت إليه المرأة الكافرة في بلاد الغرب ... وبيان أن ذلك ليس لمصلحة المرأة لا في الدنيا ولا في الآخرة .. ومما يساعد على ذلك
1/ الاستعانة بالله سبحانه و تعالى ثم تذكيرها بعاقبة ما هي عليه في الدنيا والأخرة ،
2/ الدعاء لها – بصدق – في ظهر الغيب ، عسى الله أن يستجيب هذا الدعاء ، فترجع وتسلّم ونسلم نحن من فتنتها هذه .
3/ الانتقال بعد ذلك لمرحلة الحوار والمناقشة ، بالحكمة والموعظة الحسنة .
ويبدأ الحوار ، من فريضة الحجاب في القرآن والسنة ، وأقوال أهل العلم ..
4/ تفنيد الشبهات التي تثيرها في هذا المضمار .. و يجب الاطلاع مسبقاً على هذه الشبهات وتجهيز الردود عليها ..
4/ بعد هذا نلجأ إلى شكايتها إلى أولياء أمرها أو من يؤثر عليها لعله يمنعها..
5/ إذا لم تنفع معها كل هذه الخطوات .. نعمل حملة تحذير منها ، ومن شرورها ، وأفكارها ، حتى يحذرها الناس . ( اذكروا الفاسق بما فيه بحذرة الناس )
وأيضاً يجب أن ندفع الفساد بقدر استطاعتنا ، فإذا استطعنا إلزام الناس الحجاب عن طريق سلطة دولة أو ولّي ، أو إدارة مدرسة أو زوج أو نحو ذلك فإننا نسعى إلى تحقيق ذلك ما استطعنا .


س/ هل حق المرأة مهضوم في مجتمعنا ؟
يجب أن نميز بين حقوق المرأة في الإسلام ، وبين الحقوق التي تؤديها المجتمعات المسلمة للمرأة ، فأما حق المرأة في الإسلام فليست مهضومة قطعا ، بل ولا يجوز ذلك القول ، وقد يؤدي مثل هذا القول بصاحبة إلى الكفر ؛ لأنه اتهام للتشريع الإسلامي وطعن في ذات الله سبحانه ،وهو العليم الحكيم بما بصلح عبادة وينفعهم .أما المجتمعات الإسلامية فقد يكون هناك تقصير ، ولكن هذا التقصير يتحمله أفراد لم يتبعوا تعاليم الإسلام ، فالخطأ من هؤلاء الأفراد .. ومع ذلك لا بد من كلمة حق صريحة ، وهي أن المرأة في المجتمعات المسلمة سواء القريبة منها من تطبيق الشريعة أو البعيدة .
بصفة عامة أعطيت من الحقوق ما لم تعطه أي دولة كافرة , بل لو أنصفنا لقلنا أن المرأة قد ظلمت في دول أوروبا باسم التحرير والمساواه .. فعندما ساوت المجتمعات الأوروبية والغربية بين الرجل والمرأة أثقلت كاهل المرأة وحملتها ما لا تطيق .. فقد ساووها بمن لا تتساوى معه في التركيب ، الجسدي والهرموني والعضلي .. فطلبوا منها أن تقوم بكل ما يقوم به الرجل مع كونها تزيد عليه في الحمل والولادة والرضاع .. وكما نعلم أن الوظيفة ينبغي أن تتناسب مع التركيب .. فتركيب المرأة يميل إلى الضعف وتغليب العاطفة وهذا يتناسب مع مهمة رعاية الطفل والسهر عليه والصبر عليه .. أما تركيبة الرجل فأنها تميل إلى القوة وتغليب العقل على العاطفة .. وهذه التركيبه تتناسب مع الخروج لمصارعة الحياة والكد في طلب العيش وتأمين النفقه للأسرة بما فيهم المرأ ة وهذه هي الرحمة من الخالق الذي يعلم بخصائص كلاً من المرأة والرجل .. ولا يعني ذلك أنهما لا يتساويان في التكريم الإلهي .. وحقوق الإنسانية التي مناطها الإنسان .. والأصوات التي ترتفع اليوم في المجتمعات الأوروبية بعودة المرأة إلى البيت وتأمين النفقة لها وأعطائها إجازات للحمل والولادة والرضاع لهي أكبر دليل على إعوجاج المنهج الذي ساروا عليه فإذا تحدثنا عن ظلم للمرأة فهو هناك حيث البعد عن المنهج الرباني أما المرأة في البلدان الإسلامية فهي ليست مهضومة بالجملة وإنما هناك أخطأ من أفراد قد تقع على المرأة وقد تقع على الرجل وكم من الرجال قد ظـُـلموا وزج بهم إلى السجون دونما ذنب .. وضربوا ضرباً مبرحا .. وجلدوا .. ونهبت حقوقهم .. إلى غير ذلك .. ولكننا لم نسمع أن أحد رفع قضية تحرير الرجال .. من الظلم لأنه لا يوجد هدف تخريبي ولا إفسادي من وراء هذه الدعاوى .
أما الظلم الذي يقع على المرأة بسبب البعد عن منهج الله في بعض المجتمعات الإسلامية فإن الحل لهذا الظلم ليس الوقوع في ظلم أكبر منه بالجري واللهث وراء الغرب الذي قد اثبتت التجارب فشل قوانينهم الوضعية في حل قضية المرأة فنكون ( كالمستجير من الرمضاء بالنارِ) ..
بل أن الحل كل الحل هو في اتباع هدى الله .
أما صور الظلم التي قد تقع المرأة فهي كالتالي :
1/ حرمانها من التربية المطلوبة – هذا ظلم – ولا يرضاه الدين .
2/ منعها من التعليم الضروري كالعلم بالقرآن والسنة و الفروض والواجبات .. كتعلم ما هو داخل في فرض العين للمرأة واجب على القائمين عليها .. ومن الظلم منعها من ذلك .
3/ تزويجها ممن لا ترغب فيه واكراهها على ذلك .. فهذا ظلم يجب رفعة عنها .
4/ حبسها في البيت فلا تخرج منه أبدا .. والاعتقاد بالمثل ( المرأة لا تخرج إلا إلى الزوج أو إلى القبر ). وهذا ظلم ويجب رفعه عنها .. ولكن بالضوابط الشرعية .
5/ معاملتها بقسوة كضربها ضراً مبرح .
6/ إهانتها وتجريحها بالكلام والشتم .
7/ تحميلها مالا تطيق بالذات بالعمل خارج البيت بما لا يتناسب مع طبيعتها .. وتحميلها النفقة على نفسها .. فهذا ظلم يجب رفعه عنها.
8/ أخذ مالها بغير حق ..فهذا ظلم لأن الإسلام قد أعطاها الإستقلاليه في مالها .. وحرية التصرف فيه كيفما تشأ .. من غير ضرر .
9/ حرمانها من الميراث الشرعي المقرر لها فهذه جاهلية وهذا ظلم لا يجوز . إلى غير ذلك من أنواع الظلم .. والذي كما رأينا العلاج له هو العودة إلى شرع الله ومنهجه .


س/ ما رأي شيختنا الفاضلة بمن يقول : ( لا بد أن تتعلم المرأة مهنة حتى إذا اضطرت إلى كسب عيشها لا تنحرف ؟؟
الأصل في هذه المسألة من الناحية الشرعية ، إن المرأة المسلمة مكفولة من ناحية الإنفاق عليها .. فإذا كانت متزوجة فعلى زوجها أن ينفق عليها بالمعروف .. طعامها وشرابها ومسكنها وكسوتها ودواؤها ، وما تحتاج إليه . وإذا كانت غير متزوجة فيجب على وليها أن يؤمن حياتها المعاشية بالمعروف وهذه مسالة دائرة .. كلما ضاقت اتسعت .. حتى يصل الأمر إلى (بيت المال ) .. بحيث إنه لا يجوز أن تترك بلا نفقة على كل حال .
ولكن رغم هذا ، والانسان لا يدري ما يجري له ، فيعمل على الاحتياط ، في زمن قلَّ أكثر القائمين على الأمور بالمسؤولية .. قد يرد هذا كأمر طارئ . فتحاول هذه المرأة أن تتعلم مهنه لتستر نفسها ... أو تريد أن تتعلم مهنة من أجل تطوير نفسها وأهلها وزوجها وأولادها في الجانب المالي .ومع ذلك فتكون هذه المهنة من باب الأخذ بالأسباب فقط ، ولا تتعلق بها لأن الارزاق بيد الله يقول الله عز وجل : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) لأن التأكيد على مبدأ تعلم المهنة أو الحرفة من أجل كسب العيش قد يؤدي إلى تعلق الإنسان بذلك ونقص التوكل على الله عز وجل .
في إطار هذه الضوابط الشرعية لا مانع أن تتعلم المرأة مهنة وتمارسها أو وظيفة فتعمل فيها . لكن بمجموعة شروط :
1/ أن ينضبط بالضوابط الشرعية ، فالإختلاط بالرجال حرام ، والاستهتار بقضايا الحجاب والحشمة حرام . .
2/ أن لا يكون المكان فتنه لها ، بصورة من صور الفتنه .
3/ أن يكون هذا العمل أو المهنه مما يتناسب مع طبيعة المراة .
4/ أن تكون هذه المهنة ن حلالاً شرعياً ، مثل خياطة ، نسَّاجة ، .. إلخ .
5/ أن يوافق الزوج على ذلك ، أو ولي أمر المرأة ..


س/ هل الصراع والجدل منذ زمن أو هو وليد زماننا هذا في قضية الهجوم على عفت المرأة المسلمة ؟

الصراع بين الإسلام والكفر صراع أزلي قديم ، ولهذا الصرع أسلحة شتى استخدمها الأعداء ، ومن ضمنها هذا السلاح ، أعني سلاح هدم الأسرة المسلمة والكيان المسلم ... وأرى أن هذا النوع من الصراع صراع حديث ؛ لأن الأمور في الماضي لم تكن متيسرة كما هو الحال في زماننا ، فلم تكن هناك اتصالات بهذه الكثافة ، ولم تكن هناك وسائل إعلام ، ولا مطبوعات .. فكان يصعب الوصول إلى المرأة المسلمة إضافة إلى أن هناك موانع تحول دون تنفيذ ما يريده الأعداء تجاه المرأة المسلمة ، تتمثل في الدولة المسلمة ، والأسرة والمجتمع المسلم المحافظ على دينه ، وإقامة الحدود وغير ذلك .ولكن الهجمة على الحجاب والحشمة الذي نشهده اليوم لم يشهد له التاريخ مثيل ، وذلك لأن الحجاب من الثوابت الشرعية عندنا ، وهي من المسلمات التي لا تقبل الإجتهاد والتطوير .. ولا تخضع لقاعدة إختلاف الزمان والمكان ( والشخص ) .. وقد إنعقاد الإجماع عليها ..
وقد طرأت في هذا العصر فبدأت مع حملات ( التغريب ) وهي محاولات طبع العالم الإسلامي بطابع الغرب وبالذات الأوروبيون .. وأسس لهذه المسألة مؤسسات ، وسخر لها رجال ونساء ، وأرسلت بعثات إلى أوروبا لهذا الغرض .
وكانت أول شرارة قدحت لضرب الأمة الإسلامية في هذا الميدان ما فعله ( محمد علي باشا ) والي مصر .. لبعث البعوث إلى أوروبا وكان فيهم ( رفاعة الطهطاوي) .. الذي عاد مفتوناً بالدعوة إلى العيش على طريقة الفرنسيين وبدأ يدعوا إلى ( تحرير المرأة ) .
وكذلك كان على منهج الصليبيين الحاقدين ( مرقص فهمي ) وأصدر كتاب لهذا الغرض تحت عنوان ( المرأة في الشرق ) ، دعا فيه إلى نزع الحجاب ، وخروج المرأة عن عفتها .
وكذلك (أحمد لطفي السيد) أدخل الإختلاط وشجع الفتيات على خلع الحجاب .
وكذلك لعب (طه حسين) دوراً في هذا المجال في أوساط الطالبات في الجامعة ومن كبار الدعاة في هذه المسألة هو( قاسم أمين) الذي دعى إلى السفور ، وأصدر كتابة ( تحرير المرأة ) الذي ملأه بالدعوة إلى الخروج عن المعهود بالنسبة للمرأة من حجاب وحشمة وعفة .
وظهرت مظاهره في مصر تقودها ( هدى الشعراوي ) 1337هـ وعلى أثرها دخل ( سعد زغلول ) ليرفع الحجاب عن (هدى شعراوي) .. كانت أول امرأة مصرية ترفع الحجاب عنها .. وكذلك فعلت صفية زوجة سعد ، وخرجت بمظاهرة نسائية .. وخلعن الحجاب .. ووضعنه تخت أقدامهن ثم أحرقنه .. وقد سمى هذا المكان ( للأسف الشديد ) ميدان التحرير !!! وهكذا استمر العداء بشكل عجيب من عملاء اليهود والنصارى لأجل هذا الغرض وإلى يومنا هذا والمعركة قائمة .. هذه هي البداية .. وأسأل الله أن يعجل بالنهاية ..


س/ ما هو رأيكم حفظكم الله بمن يقول : إن هناك أناس لا يفرقون بين حرية المرأة وهي لكل إنسان وليست حكراً على الرجال فقط وبين الانفلات الأخلاقي ؟؟

الحرية مصطلح حديث لا يمكن ضبطه بضابط دقيق ، وصحيح أن الحرية في الإسلام حرية مقيدة سواء كانت حرية الرجل أو المرأة ، فالحرية المطلقة لا تكون إلا للمجنون فإن العقل قيد .. والأخلاق قيد .. والمبادئ قيد .. والدين قيد .. لهذه الحرية المطلقة .. بل حتى في النظم والقوانين الوضعية الحرية ليست مطلقة ، فليس الشخص حرا في أن يقتل أحداً ن وليس حرا في أن يتزوج امرأتين في قوانين بعض البلدان ، وليس حرا في أن ينجب عددا من الأولاد اكثر مما حدده القانون ، فليست هناك حرية مطلقة ... الحرية في الإسلام من نوع آخر .. حرية مقيدة بما يحفظ مصالح العبد في الدنيا والآخرة ، والإنسان بنظره القاصر قد لا يدرك ما ينفعه وما يضره ، فيظن انه يعمل لمصلحة نفسه فيضر نفسه ، وهذا ما أثبته الواقع اليوم ، فكانت نتيجة الحرية : أمراض وأوبئة ، نقص في عدد السكان ومجتمعات مهددة بالشيخوخة ، هدم للأسر تفكك اجتماعي وغير ذلك .. أما الإسلام فقد نظم الحرية بشكل يحفظ للمجتمعات كيانها وجعل لكل من الرجل والمرأة حقوقاً وواجبات ، وكل منهما يكمل الآخر .
فالحرية بمفهومها الصحيح هي للمرأة والرجل ، والانضباط بمفهومة الصحيح هو للمرأة والرجل ، والانحراف بتوصيفه الشرعي هو للرجل كما هو للمرأة .. والحكم في هذه الأشياء ثبوت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة .
أما الخلط وسوء الفهم الذي يقع فيه كثير من الناس كأن يقارن بعض الناس المرأة بالرجل في مسألة الحجاب فيقول لماذا تتحجب المرأة دون الرجل .. أو في مسألة الأستاذان للخروج لماذا الرجل يخرج بإطلاق بينما المرأة يجب أن تستأذن الولي .
نقول مثل هذا القضايا قد ضبطت بالمنهج الرباني لا لحجز المرأة أو لمنع حقوقها كما يحاول المغرضون أن يصطادوا في الماء العكر .. ولا يتعلق هذا الأمر بحريتها وحقوقها ..بل أن هذه القواعد الشرعية قد وضعت حتى تسير الحياة سيرا صحيحاً وبدونها تفسد وتتفكك الأسر .. لأن حرية المرأة قد ضمنها الشرع بالضوابط التي يحافظ عليها من كل الجوانب .
فهذه الضوابط هي بمثابة صمام الأمان في الدنيا ومفتاح النجاة في الآخرة .
أما منعها من المحرمات فهو ليس تضييقاً عليها ولا حجراً لحريتها .. إنما هو لضبط الأمور حتى لا تصل إلى التفلت والضياع ومن ثم الجريمة .. فهو في صالحها أولاً وفي صالح المجتمع بأكمله ثانياً .
وإلا فالرجل يمكن أن يقول أن هذه القيود الشرعية هذا حرام .. وهذا لا يجوز .. إنما هو تقييد لحرية الإنسان ..لا...لا إنما وضعت هذه الضوابط لتدور عجلة الحياة بصورة صحيحة ومتوازنة .. لذلك فإن الله لم يحل لنا إلا الطيبات ولم يحرم علينا إلا الخبائث .. لذا فلا يوجد عاقل إلا ويعلم أن الخير كل الخير فيما شرعه الله لأن البعد عن هدية وشرعة تختلط الأمور .. ويحدث الإضطراب وتحدث الجريمة .. ويحل الشقاء .. فالخمور .. فالأنتحار .. فالضياع .في الدنيا والآخرة .


س/ ما هو العلم الشرعي المطلوب من المرأة تعلمه ، وإن تركته تأثم .. وإذا أمكن تسمية كتب معينة ) ؟

العلم الشرعي المطلوب من المسلم – رجلا كان أو امرأة – والذي يأثم بتركه هو الحد الأدنى من العلم الشرعي الذي يمكنه من أداء العبادة على وجه صحيح ، بحيث لا يترك الواجب ولا يرتكب المحرم ويعبد الله على بصيرة .
أما العلم الذي هو فرض عين .. وهو الذي لا يسمح للمسلم جهله ، في باب العقيدة الشريعة ، إذ أن المسلم مطلوب منه أن يكون اعتقاده صحيحاً ، وأن يكون التزامه منضبطاً ، فهناك فرائض شرعية كالصلاة والصوم والحج والزكاة ، وهناك منهج في الحلال والحرام ، وهناك أحكام للزواج والطلاق ، وهناك قضايا في المعاملات كالبيع والشراء .. إلخ . وبينهم شروط وحدود وضوابط . ومثلها علوم القرآن والسنة .
هذه في الجملة يجب وجوباً عينياً على المسلم أن يتعلمها .. فمثلاً قضايا العقيدة والإيمان لا بد أن يتعرف على أركان الإيمان ويجزم بها . ولا يتأتى ذلك إلا بالعلم بها ..
وهناك مجموعة من المؤلفات التي تقتني مثل هذا الجانب .. مثل كتاب ( الإيمان ) لمحمد نعيم ياسين ..
أيضاً كتاب (الإيمان ) للشيخ الوالد عبد المجيد الزنداني .. ( شرح الوسطية ) للهراس ، ( شرح العقيدة الطحاوية ) لابن أبي العز الحنفي .. وغيرها من الكتب النافعة المفيدة .
وقضايا الفقه أيضاً تدخل في هذا المضمار . صفة الصلاة ، وكذلك الصوم ، ومبادئ الحلال والحرام ، وغير ذلك مما ذكرنا ولم نذكر .. كلها تحتاج إلى فقه ومعرفة ، وإلا فربما الصلاة تؤدي غير صحيحة ، وكذلك الصوم ، وربما لا يعرف الحرام ولا يعرف الحلال .. وهكذا لذلك كان عمر رضي الله عنه يقول للتجار : ( لا يدخل السوق إلا من فقه ، لانه ربما أكل ربا وهو لا يعلم ) .
ولعل كتاب ( فقه السنة ) لسيد سابق ، يؤدي هذا الغرض ...
وقراءة القرآن مجوداً هذا فرض عين على كل مسلمة قادرة على ذلك ، وتحاول من ليست قادرة ..
والأخذ بالتجويد حتم لا زم من لم يجود القرآن أثم
لأنه به الاله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
فكتاب الله عز وجل لا يجوز للمسلم أن يقراءة إلا كما انزله الله تعالى ، وهناك كتبا كثيرة في علم التجويد .. ولكن الكتب لا تكفي في هذا الميدان .. لان هذا العلم كأصل بينما هو علم لساني يتلقى من ألسنة العارفين به ، والكتب معينة في هذا . المجال .. لذا يجب على المسلمة أن تذهب إلى عالمة بالقرآن ، فتقرأ عليها القرآن ، حتى تقراءة بصورة صحيحة .
معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصفاته وبعض سيرته ،من اصول المعرفة الإيمانية .
فمعرفة السنة بما هو داخل في الذي ذكرنا .. وهذا بمفهوم السنة الشامل . من معرفة العقيدة ، والواجبات ، وأصول المحرمات والمنهيات ...إلخ .
ولا ينسى ( فقه الدعوة ) لأن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب .. وكتاب ( أصول الدعوة ) للدكتور عبد الكريم زيدان . جيد في هذا المجال .ويضاف لهذا أيضاً معرفة حاضر الأمة .. لأجل نصرتهم ، ومن منطلق الإهتمام بأمر المسلمين .. لينظر ما يترتب على ذلك من واجبات .
وهناك كتب كثيرة في هذا الميدان .. ( مثل واقعنا المعاصر ) لمحمد قطب . ولعل المجلات والجرائد الإسلامية ، هي من أهم ما يغطي هذا الجانب .
أما المستحب بالنسبة للمسلمة بعد ذلك في باب العلم فكثير جداً ، وهو توسع في علوم العقيدة والقرآن والسنة ٍ، وقراءات كثيرة في الفقه ، ومعرفة في اللغة العربية ، والسيرة النبوية ، والتاريخ الإسلامي ، وأصول الفقه ، والتوسع في قراءة عن حاضر الأمة .
وكذلك معرفة النتاج الحديث للمسلمين ، من كتاب ومفكرين .. مثل كتابات أبو حسن الندوي رحمة الله ، وسفر الحوالي ، والسباعي ، وعبد القادر أبو فارس ، والأمين الشنقيطي .. وغيرهم .
أما فرض الكفاية ، فهي التي لا بد أن تقوم في واقع الأمة بصورة جزئية ، لا يشترط فيها ( العموم ) ،
( تعريفها : إذا قام به البعض سقط الأثم عن الباقين ) .
مثل ( حفظ القرآن وتجويده وتفسيره وفهمه ) وهذا واجب كفائي بالصورة الواسعة ، فمجتمع كامل لا يوجد فيه حافظ للقرآن ، فكل المجتمع آثمون ، إلا أن ينهضوا بجماعة منهم ينقطون هذا الجانب ، وكذلك تفسيره ونشر معانية .
وقل مثل ذلك في العقيدة ، وقضايا الفتوى ، وتعلم الفقه ، وأحكام الشريعة ، والدفاع عن الإسلام ، وتفنيد الشبهات . وهكذا العلم بالسنة ... وغيرها من العلوم ..
والرجل والمرأة في هذا سواء بسواء .. فمثلاً في جانب المرأة .. يجب علينا وجوباً كفائياً إعداد العالمات الربانيات .. لأجل أن يعلمن النساء أمور دينهن ، يقرأن القرآن ، ويفسرنه ، وكذلك الحديث والسنة والسيرة وكذلك كل العلوم الإسلامية . فإذا لم يكن هناك عالمات ) .. فالكل أثم .. لا يرفع عنهم هذا الإثم إلا العمل على إيجاد ( العالمات ) في الواقع .. ولذلك نضطر إلى الرجال لتعليم النساء .. لعدم وجود من يعلمهن من بنات جنسهن .. ( من باب الضرورة ) .. وإلا فالأصل إن المرأة تعلمها المرأة .. وكذلك إيجاد ( المدرسات ) ، والعالمات في الطب .. وغير ذلك مما يذكر في هذا المجال الواقع .
 


س/ وهل توجد جامعات إسلامية يمكن الانتساب لها والدراسة عن طريق المراسلة ؟

أما الجامعات الإسلامية عن طريق المراسلة فلا اعرف جامعة بعينها – حسب علمي – وأعتقد أنه البلدان الإسلامية لا تخلو من ذلك ، و إنما يعرف ذلك أهل الاختصاص .


س/ هل يجوز للمرأة إن كانت محتشمة ومتحجبة أن تقود سيارة ، إن كانت تعيش في بلد لا يطبق الشريعة الإسلامية ، وظاهرة قيادة المرأة للسيارة أصبحت مألوفة وبكثرة ؟

قيادة السيارة في اصله مباح إذ ليس هناك دليل يحرم قيادة المرأة للسيارة ، وإنما حرّمه بعض العلماء نظراً للمفاسد المترتبة على قيادة السيارة من تبرج وربما لقاءات بالشباب ، وأمور قد تهدد حياة المرأة وتضعها في خطر ... ولذلك يمكن القول إن الفتوى في قيادة المرأة قد تختلف من بلد إلى أخر ، بحسب البلد ، ومدى التزام تلك المرأة ، وحاجتها إلى قيادة السيارة ، ومدى المفاسد المترتبة على ذلك ..فتقاس المصالح والمفاسد وغالباَ ما تكون المفاسد في قيادة المرأة للسيارة أكثر من المصالح .


س/ أختي .. تواجه كثير من الداعيات مشكلة عدم القبول في المجتمعات الوسطى ..فلا يمكن أن تفرض عليهم رأي .. أو حكم يجب تطبيقه .. فما هي الطريقة المثلى في التعامل معهم إن هي اتبعت جميع السبل واتخذت معهم التعامل بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة .. ولكن هذا الشيء لا يجدي معهم لأنهم جعلوا من مغريات العصر شعاراً لهم فلا يمكن تغيير وجهة نظرهم عن هذا التطور المزعوم ... ؟؟؟

من الخطأ حصر وسائل الدعوة وأساليبها في الحكمة والموعظة الحسنة .. أختي .. الدعوة فن وأساليب وحكمة يهبها الله لمن يشاء من عبادة .. الحكمة ليست هي اللين فقط ، إنما هي وضع الشيء في موضعه .. أعطى نفسك وقتا وفكري ما افضل السبل لكي تستجيب لك فلانة ؟ هل ذلك بأن تهديها هدية ثمينة ؟ أم يكون الترغيب والترهيب ؟ وقد يكون الاصطحاب إلى ندوة أو درس مؤثرة ، وهكذا استشيري غيرك واستعيني بهم .بعد الله .. ثم اعلمي أن الهداية بيد الله ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض الأنبياء يأتي يوم القيامة وليس معه أحد من المستجيبين ، وقد لبث نوح – عليه السلام – تسعمائة وخمسين عاما وكانت الخلاصة أنه لم يؤمن معه إلا القليل وهو لم يقصر ، ولا تنقصه الحكمة بل هو من أولى العزم من الرسل فلا تيأسي ،و أعلمي أن الأجر بقدر النصب والتعب ، والهداية بيد الله سبحانه وتعالى .


س/ هل يجوز الذهاب للكوافيرة خاصة بعد التنويم بالبخاخ المخدر !! علماً بان الزينة لحفلة وليست للزوج ؟!!

من طبيعة المرأة حب التزين ( أو من ينشأ في الحلية ) ولا بأس بأن تتزين المرأة بما هو مباح ، لكن لا ينبغي أن تبالغ في ذلك بأن تكون الموضات هي شغلها الشاغل ، وعليها أن تتذكر أن مآل هذه الأجساد إلى التراب ، أما الذهاب إلى الكوافيرة فإنه يختلف الحكم بحسب وضع هذه الكوافيرة .. وبحسب وضع المجتمع ..فإنه قد يكون جائز في بعض الأحيان حراماً في أحيان أخرى .. والصورة التي ذكرت في السؤال لا تجوز بحال من الأحوال ..
أما جواز ذهاب المرأة إلى ما تسمى بالكوافيرة فيشترط فيه مجموعة من الضوابط منها :
1/ أن يكون ذلك بإذن زوجها ، أو ولي أمرها . فإن لم يأذن لها فلا يجوز لها أن تذهب .
2/ لا يجوز لها إحراج زوجها أو ولي أمرها إذا كان هذا الأمر يكلفه ما لا يطيق ..
3/ أن لا تتعرض للفتنة عند ذهابها إلى ( الكوافيرة ) .
4/ أن لا تكون هناك فتنة عامة نتيجة لهذا .
5/ أن يكون المكان مأموناً .. بحيث لا يطلع عليها أحد من الأجانب أو أحياناً يكون
هناك تصوير خفي ..
6/ أن لا تكون ( الكوافيرة ) ، كافرة –يهودية – نصرانية ، أو مرتدة كعلمانية أو شيعية ، أو فاسقة ، لا تخاف الله تعالى ..
7/ أن يكون نوع الزينة هذا مما يباح بأصل الشرع ، أما غير هذا فلا يجوز .. مثل ( النامصة ) أو ، ( المغيرة لخلق الله تعالى ) وغير ذلك مما هو معروف معلوم في كتب فقهائنا .
8/ أن لا تضيع واجباً من الواجبات ، كأن تترك إحدى الصلوات ، لأنها مشغولة مع ( الكوافيرة ) . وكأن هذا يدخلها في باب العذر ...!!
9/ أن لا تخرج متعطرة ، أو تعود وهي كذلك ، كما لا يجوز لها في الحالتين أن تخرج متزينة .
10/ أن تذهب معها رفقة مأمونه ولا تذهب لوحدها ، فهاهي عائشة رضي الله عنها ، لما خرجت لاجل قضاء الحاجة ليلاً أخذت معها أم مسطح رضي الله عنها من أجل أن تؤنسها .
11/ أن لا تكشف من عورتها شيئاً أمام الأجنبية ( الكوافيرة ) وغيرها ، إلا ما يظهر منها عادة بين النساء .
13/ لا يجوز أن نضع ثيابها ، أو تغيرها عند (الكوافيرة ).
14/ أن لا تتشبه في هذه الزينة بالرجال ، كبعض قصات الشعر ، أو بالكافرات ن كالموضات التي تظهر بين الفينة والأخرى .. من باب التقليد الأعمى .
هذه هي الضوابط وفي نظري الخاص جداً أن ترك الذهاب إلى الكوافيرة أولى أبتعاداً عن الشبهات


س/ هل يجوز أن تركب المرأة مع سائق التاكسي وهي وحيدة تجوب الأسواق ؟؟

الحياء ممدوح في حق الرجال ، وهو ممدوح في حق النساء أكد ، وكلما اختلطت المرأة بالرجال قل حياؤها ، و الأسواق يركز الشيطان فيها رايته ، ولذلك فحري بالمرأة المسلمة أن تبتعد عن الأسواق ما أمكن ، أما الركوب مع سائق التاكسي وحيدة فريدة ففلا شك أن ذلك يعرضها للفتنة والافتتان ، فقد يكون بحديث أو سماع أو نظره أو غير ذلك ، فلا ينبغي للمرأة المسلمة أن تفعل ذلك.


س/ هل الوظيفة ضررها أكبر من نفعها خاصة والعاملة المنزلية يعثن في البيت الفساد . علماً بأن الطفل يصيح على الخادمة . ولا يفقد أمه مهما غابت !! في حياة الغاب ؟!!!

الأصل في حق المرأة بقاؤها في بيتها ، (وقرن في بيوتكن ) ومع ذلك فليس في الإسلام نصوص تحرم على المرأة خروجها من بيتها بالضوابط الشرعية .. ومن ذلك عمل المرأة .. والأصل أن نفقة المرأة على زوجها ، ولكنا لا نستطيع القول بأن ضرر الوظيفة اكبر من نفعها أو أقل من نفعها ، فذلك يختلف باختلاف الحاجة إلى الوظيفة ، وباختلاف السلبيات المترتبة على الوظيفة ، فبعض النساء تؤدي واجبها وتسد ثغرة هامة ، وربما كانت محتاجة ، وهناك من لا هدف لها إلا التحصيل المادي مع كونها ليست محتاجة وذلك على حساب زوجها وبيتها وأطفالها وهنا يمكن القول إن الضرر أكثر من النفع فلكل حالة من الحالات حكم يختص بما دون سواها .

أما شروط عمل المرأة خارج المنزل فهي :
1/ أن يكون برضا الزوج ..
أن يكون هذا العمل مما يتناسب مع طبيعتها ، في حدود الإجازة الشرعية ، كأن تكون مدرسة للبنات مثلاً .
2/ أن لا تختلط بالرجال الأجانب .
3 / أن لا يؤدي إلى فتنة ، ولو من باب المحتمل .
أما في حال إهمال تربية الأطفال فهذا لا يجوز من الناحية الشرعية ، لأنها نبني من جانب وتهدم من جانب أخر ، ويتأكد هذا ، إذا لم تكن هذه الوظيفة ضرورية .. فمن حق هذا الطفل أن يتربى في جو أمه وحنانها وعطفها وشفقتها ورحمتها ... فيخرج بعد ذلك ناقص التكوين .
ومن شروط جواز استئجار خدمة الخادمة ، أن لا يؤدي وجودها إلى ضرر وفساد أياً كان نوعه سواءً على تربية الأطفال وسلوكياتهم أو كانت فتنة على الزوج إلى أخره ، لهذا ففي مثل هذه الحالة يصير وجود الخادمة حراماً .. وإذا كان لا بد من خادمة ، فلا بد من اختيار الخادمة الصالحة الأمينة .


في نهاية هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخت الحبيبة بنت الرسالة على ما قدمه وتقدمه للإسلام والمسلمين أسأل الله عز وجل أن يجعل كل ذلك في موازينها يوم تلقاه .. كما أقدم لها اعتذاري الشديد على صبرها وتحملها مشقة التواصل معنا .. لقد أتعبنكِ أختنا الحبيبة .. ولكن اعلمي أن الأجر على قدر المشقة ..
كما أتوجه بالدعاء والإمتنان لأخواتي اللأئي قمنا بالمساعدة في هذا اللقاء وأخص بالذكر الأخت السكرتيرة / أمل الذماري التي كانت اليد اليمنى لي في استخدام شبكة الإنترنت .. والأخت الأستاذة / هدى اليافعي صاحبة الأشعار .. وكل أخت ساهمت ولو بالدعاء فأسأل الله عز وجل أن يجعل كل ما يقدمنه في موازين حسناتهن يوم القيامة .

المشائخ الذين كانوا لنا مرجعاً :
الشيخ: د/ عبد الكريم زيدان & الشيخ / عامر حسين & الشيخ : د/ صالح صواب & الشيخ /الراوي
وجميعهم يدرسون في جامعة الإيمان فجزاهم الله عنا خير الجزاء ..

وأخيراً ... أخواتنا الحبيبات في شبكة الدعوة السلفية الجهادية ..
نسأل الله العلي القدير .. أن يجعل ما تم نشرة في ميزان حسناتكم وحسناتنا جميعاً .. وأن يجمعنا علي طاعته في الدنيا دائماً .. وفي ظل عرشه يوم القيامة على منابر من نور .. اللهم آمين ..
ونسطر وداعنا لكن كلمات منظومة .. نسأل الله أن تنال إعجابكن
وتبقى في ذاكرت أخواتنا في الله .. حيث نسألكن..
هل يجدي الوداع مع الدموع مع الأمل *** في تسكين لهيب فؤادٍ قد اشتعل
بقينا في واحة إحائكم أياماً سعيدة *** وأن الأوان للرحيل مع من قد رحل
على أمل اللقا في مستقبل الأيام *** لقاءً تتصافح فيه الأيادي وتقرُ به المقل.

أختكم /
أم البراء ( عائشة عبد المجيد عزيز الزنداني ).

شبكة الدعوة السلفية الجهادية

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

لقاءات الشبكة

  • لقاءات عبر الشبكة
  • لقاءات عبر المجلات
  • الصفحة الرئيسية