صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لقاء منتدى السقيفة
مع فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله

 
الإخوة الكرام أعضاء السقيفة - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنا أن نضع بين أيديكم أجوبة الشيخ سلمان العودة حفظه الله على الأسئلة التي تم طرحها في الحوار معه قبل رمضان .
وقد تأخرت الإجابات بسبب سفر الشيخ ودخول رمضان وانشغاله بأمور دعوية أخرى . فنعتذر لكم عن هذا التأخر الغير متعمد .

وقد نحى الشيخ في أجوبته على الأسئلة بالإجابة عن الأسئلة ذات الموضوع الواحد والمشترك ، بمعنى أنه لن يكون كل سؤال له جواب منفصل ، وإنما هناك تجميع موضوعي للأسئلة ثم الإجابة عليها .
فجزاه الله كل خير ونفع به الإسلام والمسلمين وسدد خطاه .
والآن أترككم مع إجابات الشيخ حفظه الله .

المشرف العام : السقيفة

السؤال :
هل تغير الشيخ ؟

الجواب :
إن الشريعة جاءت هداية , لكل زمان ومكان وبيئة , وهذا يعني قدراً هائلاً من الوعي والحركة والتجديد . ومن الخطأ أن نمنح اجتهادنا الشخصي صفة المرجعية والعصمة القطعية , بينما قصارى ما يقوله الراشدون عن اجتهادهم: إنه صواب يحتمل الخطأ .
وإذا كانت أوضاع الدول الراسخة وسياساتها وبرامجها تخضع للتجديد والتطوير والتغيير بحسب متطلبات الموقف ؛ فإن الدعوة إلى الله هي عمل اجتهادي , يقوم به فرد أو جماعة , لمقابلة الأوضاع المتغيرة المتجددة ، ولكل موقف ومرحلة عبادتها, والمسلم يدعو في صلواته كل يوم )اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6) , وهو مهتد ويطلب المزيد من هداية العلم والتوفيق , فيما اختلف فيه الناس " اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك " وأول ما يجب هو نبذ التعصب , والتقليد للنفس , والآراء الشخصية " إني والله لا أقسم على شيء , فأرى غيره خيراً منه , إلا كفرت عن يمني , وأتيت الذي هو خير ".
التجارب الدعوية تحفظ لتطوّر وتجدد، والمراجعة والتصحيح ضرورة لكل عمل .
قال عمر الفاروق لأبي موسى: " ولا يمنعنك قضاء قضية بالأمس , ثم بدا لك فيه أن تراجع الحق ، فإن الحق قديم .
لذا يجب ألا نجعل أو نعتبر تجاربنا مشروعاً سرمدياً , لا يقبل التجديد ولا التغيير ؛ فإن الشيئين اللذين لا يقبلان التجديد ولا التغيير هما : الوحي , والإجماع اليقيني القطعي الثابت .

السؤال :
عن الفرق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ؟
الجواب :
- الأمر قريب ويمكن أن نقول : الفرقة الناجية تشمل عموم المهتدين ممن هم على السنة والطريقة الشرعية .
والطائفة المنصورة تعني: خواص القوم من أهل العلم والجهاد والإيمان.
والحق أنني أذهب إلى العموم والخصوص ، وأزعم أن الطائفة المنصورة هي بعض الفرقة الناجية ، فالفرقة أعم ، والطائفة أخص ، والنجاة حاصلة لكثير من المسلمين ، ولو كانوا غير منصورين ، فالصحابة الذين اختلفوا وتنازعوا كلهم ناجون ، ومنهم المنصور ومنهم غير المنصور ،
ويحسن مراجعة كلام ابن تيمية في هذا المعنى في الفتاوى ( 4/443 – 450 ، 467 – 470 ).

وهذا المعنى ثابت في الكتاب المنزل في قوله عز وجل : " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون "[التوبة : 122] .
فجعل الطائفة جزءاً من الفرقة وأخص منها ، وهذا معروف لغة أن الطائفة أقل ، حتى يقال : طائفة الثوب ، وطائفة النخل ، وقد يسمى الواحد طائفة كما في آية النور عند بعض المفسرين "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين "[النور:2] .
وساعد على هذا القول أن اللفظين مختلفان في دلالتهما وفي وصفهما ، فهذه فرقة ، وتلك طائفة ، وهذه ناجية ، وتلك منصورة ، واختلاف المبنى يدل على تفاوت في المعنى ، وكان هذا هو الأصل ، والله أعلم .
وبكل حال يعلم بأنني لا أقول : إن هذه غير تلك كما قد يلتبس على قوم ، ولكنني أقول : هذه ( من ) تلك ، أي : بعضها ، فقد يقع لقوم النجاة من الانحراف دون النصرة ، ويقع لآخرين هذا وهذا .
وقد علق على البحث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في سلسة الأحاديث الصحيحة (1/932 ) ( وأما ما أثاره في هذه الأيام أحد إخواننا الدعاة من التفريق بين (الطائفة المنصورة ) و (الفرقة الناجية ) فهو رأي له لا أراه بعيداً عن الصواب ، فقد تقدم هناك النقل عن أئمة الحديث في تفسير الطائفة المنصورة أنهم أهل العلم بالحديث وأصحاب الآثار ، وبالضرورة تعلم أنه ليس كل من كان من الفرقة الناجية هو من أهل العلم بعامة بله من أهل العلم بالحديث بخاصة .
ألا ترى أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يمثلون الفرقة الناجية ؛ ولذلك أمرنا بأن نتمسك بما كانوا عليه ، ومع ذلك فلم يكونوا جميعاً علماء ، بل كان جمهورهم تابعاً لعلمائهم ؟
فبين ( الطائفة ) و (الفرقة ) عموم وخصوص ظاهران ، ولكني مع ذلك لا أرى كبير فائدة من الأخذ والرد في هذه القضية ؛ حرصاً على الدعوة ووحدة الكلمة ).
ويعلم أن بين اللفظين ترادفاً ظاهراً من حيث إن استجماع أسباب النجاة سبيل إلى تحصيل النصرة, وأن النصرة لا تكون إلا لأهل النجاة ، وهذا قدر مشترك بينهما ، لكن هل يلزم من هذا الترادف التطابق التام من كل وجه ؟
هذا محل النظر .
إذ يمكن أن يكون بينهما تطابق محض كما اختاره بعض الإخوة ، ويمكن أن يكون بينهما عموم وخصوص كما أشرنا وأخترنا ، والعموم والخصوص لا ينافي الترادف والاشتراك العام .
وإذ قيل كما هو ظاهر مراد السائل : إن هذين الحرفين ( النجاة ) و ( النصرة ) من قبيل المتواطئ ، فإن المترجح لدي أنها من قبيل ما يسميه العلماء بالمشكك ، ومعلوم عند كثير من المحققين من نظار أهل السنة وغيرهم أن المشكك داخل في المتواطئ لا يخرج عنه وهو باب واحد من الألفاظ المشتركة المناسبة لمعنى أو أكثر وتنوع مناسبته بحسب الإضافات فإن اللفظ المطلق ليس له حكم اللفظ المركب باتفاق أهل النظر .
والتفاوت في المقامات العلمية أو العملية هو من الأمور القطعية ، فالجنة درجات ، وأهلها متفاوتون بحسب مقاماتهم في الدنيا ، منهم النبيون ، ومنهم الصديقون ، ومنهم الشهداء ، ومنهم الصالحون ، ومنهم دون ذلك ، ومنهم من يدخل بغير حساب ، ومنهم من يدخل النار ثم يخرج منها ، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (... إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ) .

السؤال :
هناك نقاط مهمة , عند الكلام على الأشخاص , ونقدهم ؛ إيجاباً أو سلباً .
الجواب :
ـ عملية النقد والتقويم عملية خطيرة جداً . إذ من بيده حق تقويم , أو نقد الآخرين , ومن الذي أعطى فلاناً حق نقد الآخرين , ولم يعط غيره هذا الحق ؛ ليتسلط عليه وينقده ؟ !
ـ نقد العلماء والطعن فيهم أصبح عند البعض وسيلة وغاية في نفس الوقت , وهذا منحنى خطير لم نعرفه , ولم نقرأ عنه عند سلفنا الصالح .
ـ أصبح النقد والتقويم عند قوم من قبيل نشر السلبيات , وتنقص الآخرين , حتى لو كانت مسألة اجتهادية يكون المخطئ فيها له أجر ؛ فأصبح الغرض هو الإسقاط , والتشهير , وتصفية الحسابات مما يقود إلى معارك كلامية طاحنة , لا تخفى على أحد .
والكلام على الأشخاص نقداً وتقويماً ؛ كثيراً ما يخلط فيه البعض بين الذات والفكر , فأحياناً يحاكم كل منهما بخطأ الآخر .
ـ إن من أبرز الإشكاليات الآن: المغالاة في النقد والتقويم , لدى فئة الشبيبة . وهذا يدل على أن ثمة خطأ تربوياً في النشأة .
ـ أيضاً : تربية الشباب على روح النقد , والتقويم ؛ يبنى فيهم الاعتداد بالذات , الذي يولد الكبر والنظر للآخرين نظرة دونية , وهذا لا يخفى أثره على المجتمع الإسلامي .
ـ وأرى تربية الشباب على تقدير الآخرين , واحترامهم , والاستفادة من جوانب الخير عندهم .
ـ ولقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - أن لمز العاملين لله , من صفات المنافقين ؛ فقال : وهذه أيضاً من صفات المنافقين , لا يسلم أحد من عيبهم , ولمزهم في جميع الأحوال , حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم . إن جاء منهم أحد بمال جزيل , قالوا: هذا مراءٍ , وإن جاء بشيء قليل , قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا .
ـ ومن الإشكاليات أن الثقل الفكري للنقد والتقويم أصبح على حساب العمل , والإنتاجية الإسلامية ؛ فأصبح البعض الآن بدل أن ينتج ؛ نسمع منه : هذا كلام وعظي , خال من الفكر , وهذا فكر مجرد يقسي القلب , وهذا لم يقدم فكرة في كتابه , وهذا فتح الباب على مصراعيه , وهذا منغلق لا يدري ما وراء ثوبه , وهذا , وهذا..... !!
ـ أخطر من هذا أن يتعدى الأمر إلى الجماعات العاملة في الساحة , فلا تَجِدُ هَمَّ بعضها إلا الحطّ من الجماعة الأخرى .
ـ إن كثيراً من النقد يكون ملوحاً , أو مصرحاً بسلامة الناقد من العيوب , أو إذا أردت أن تبرئ نفسك ؛ فانقد الآخرين !
إننا نريد تربية الشباب على سؤال نفسه :
ماذا عندي لكي أقدمه لأمتي ؟
ماذا عندي من الأخطاء ؟
ما البديل , لو كان الآخرون على خطأ ؟
أين الجوانب الإيجابية ؛ للإشادة بها وتثميرها ؟
من هنا أيها الإخوة ! نعلم أننا بحاجة ماسّة لمن يغرس فسيلة في مكانها المناسب , بل ووقتها المناسب . بركلة تستطيع أن تهدم جداراً , لكن بناءه يحتاج إلى وقت وجهد !

السؤال :
ما موقف المسلم من الفتنة ؟
الجواب :
الواجب على المسلم في الفتنة إذا وقعت أن يدرأ عن نفسه ما استطاع .
والفتن إما أن يُعلم وجه الصواب فيها , وإما أن تكون فتنة عمياء , لا طاعة فيها , ولا رجوع إلى رأي رشيد .
والأُولى يدرأ المسلم عن نفسه , ويدعو إلى الحق , ويعتصم بالكتاب والسنة .
والثانية هي التي يعتـزل فيها المسلم وهي التي لا يدري وجه الصواب فيها.
والفتنة تتشابه وتتلاحق , ويخفى كثير من خصائها , وينبغي على المسلم التروي , وعدم التسرع في إطلاق الإحكام , والسماع لكل أحد .
وينبغي الرجوع إلى أهل العلم الثقات ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُم)(النساء: من الآية83)
- عدم الانخداع بالخائضين في الفتنة ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36) . - أن يشغل المسلم نفسه بالأعمال الصالحة النافعة .
- أن يعلم المسلم أن النصر لأوليائه , وتأخير النصر هو من حكم الله عز وجل في خلقه.
عدم الخوض في أعراض العلماء , والطعن فيهم , واستغلال المواقف للنيل منهم .
الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل في كل حين أن يجيرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
الإقبال على العبادة والشأن الخاص ( العبادة في الهرج كهجرة إلي ) وعليك بخاصة نفسك وأهل بيتك ومن يلزمك .

السؤال :
ما رأيكم الخاص في الجهاد ؟
الجواب :
هناك عدة نقاط ينبغي أن ينتبه لها عند الحديث عن موضوع الجهاد .
1) هناك فرق بين الجهاد كحكم شرعي شمولي ثابت بالكتاب والسنة , ويبين تنـزيل هذا الحكم على الواقع في حال معينة , في صورة فتوى قد تختلف من وقت لآخر أو من زمن إلى زمن , فالحكم الشرعي ثابت , والفتوى تتغير .
2) الجهاد له معنيان : عام ، وخاص .
والعام: هو بذل الجهد في إقامة الدين ، ولا يقتصر على جهاد المعترك , ومنه الجهاد بالقرآن ) وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً)(الفرقان: من الآية52) .
والخاص: وهو المقصود بقتال الكفار , واجب على البلاد التي احتلها الكفار ، ويجب على المسلمين مؤازرتهم ونصرهم مادياً ومعنوياً .
3) القول بتعين الجهاد البدني ( القتال ) وإيجابه على كل أفراد الأمة كافة في بلد معين وزمن معين مشكل جدا , ولكن يجاهد أهل كل بلد وليس ثمت مشكلة في العدد
4) المتأمل في حال الأمة اليوم يجد:
أ- الدعوة لم تبلغ مداها وتحقق كفايتها منذ قرون ، و (80% ) من البشرية ما بين يهود ونصارى ووثنين و ...و....!
ب- لم ينتشر العلم الشرعي بين الناس كما يجب .
ج- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تقم به الأمة المنصوصة في القرآن .
د- المسلمون يعانون نقصاً حاداً في الكفاءات اقتصاداً وإعلاماً وطباً و تقنية و......!
وهذا وإن كان من فروض الكفايات إلا أنه تحول إلى فروض أعيان ؛ بسبب النقص الحادث منها.
5) يخطئ البعض عندما يظن أن كل آلام المسلمين ومصائبهم وإخفاقهم ؛ ينتهي بمجرد وجود دولة تعلن أنها إسلامية . ولا نشك بأن من أعظم المطالب التي يسعى إليها المسلم هو تطبيق الشرع .وحتى حين توجد دولة إسلامية فهي تحتاج إلى الكوادر والكفاءات .
6) التراجع الذي تعانيه الأمة لا يصلحه إلا حركة إصلاح عامة ؛ تتطلب مشروعاً متكاملاً , لبناء دين الأمة , ودنياها.
7) أخفقت مشاريع عديدة ؛ لعدم اعتمادها الجوهري على الطرح الإسلامي المتقن المدروس .
8) النفس تميل أحياناً للجهاد البدني ؛ لتحقيق النكاية السريعة ، وتعزف عن الجهاد الذي قد لا ترى ثمرته إلا بعد حين .
10) لا تعارض بين دراسة الهمّ المستقبلي ، وبين الجهود المدروسة لقضايا المسلمين النازفة كفلسطين , والشيشان , وغيرها .
11) علاج الجرح المفتوح واجب واجب , ولكن من الواجب ألا ينسينا مستقبل أجيالنا.
12) لأن ينجح فرد في إعداد مجموعة من شباب الأمة علمياً وعملياً ، وعقلياً , وخلقياً وجسدياً , ثم يموت شهيداً بإذن الله ، أحب وأنفع من أن يذهب شهيداً دون أن يقدم شيئاً ؛ فالأمر مصلحة أمة ديناً , و دنيا ، وليس مصلحة لفرد.
13) تميز بعض الأفراد والجماعات بالجهاد القتالي قد يكونوا هم أولى من غيرهم بتوجيه المعركة في المناطق الساخنة كفلسطين وغيرها ، وهم يستحقون الإشادة والدعم لأنهم تعبير عن وجود الأمة , وإحيائها . لكن يكون هذا في معزل عن افتعال المعارك في بلاد المسلمين .
وأخيراً :
أصحاب الاتجاه الإسلامي بحاجة إلى أن يطمئنوا أنفسهم وغيرهم ، إلى سلامة منهجهم وإنجازاتهم , وألا يستعجلوا خطواتهم )فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ)(الأحقاف: من الآية35)

السؤال :
هل يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم والذهاب إلى كنائسهم ؟
الجواب :
الأظهر: أنه لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية , ولو كانت مما نقرُّ - نحن المسلمين – سببه, لكن لا نقر كونه عيداً ، كعيد ميلاد المسيح ؛ لأن في هذا إقراراً لهم على باطلهم ، وانحرافهم , وضلالهم .

السؤال :
حزب الله الشيعة في لبنان ومناصرتهم
الجواب :
حزب الله حزب شيعي , وعلاقته مع سوريا وإيران لا تخفى على أحد!
لكن ما دام في نحر اليهود فحبذا !
وفي حالة جهاد الدفع ، فإن كل امرئ يدافع بقدر جهده ، ولو لم يكن للناس راية واحدة , ولم يجتمعوا على كلمة واحدة .
وموازنة العداوات وترتيبها لا بد منها , والنص القرآني صريح ومحكم ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )(المائدة: من الآية82) . ولقد فرح المسلمون بانتصار الروم النصارى على المجوس مع أن الطائفتين كفار ! لكن بعض الشر أهون من بعض , فينبغي النظر إلى الأمر باعتدال وتوازن .

السؤال :
عن الشيعة
الجواب :
هناك نقاط مهمة عن الشيعة ينبغي التنبه لها .
- معتقدات الشيعة تتفاوت تفاوتاً كبيراً .
- من أسمائهم الرافضة والإمامية , وغالب الشيعة اليوم هم من هذه الطائفة .
- الاثنا عشرية أساس معتقدهم القول بعصمة الأئمة الاثني عشر , وهم على باطل لا ينضبط .
من أسس مذهبهم سب الصحابة وذمهم , ومنهم من يكفرهم .
والسبُّ له صور :
- سب هو كفر , كرمي الصحابة بالنفاق , أو الردة .
- سبٌّ يستحق صاحبه التفسيق والتعزير .
- ومنه صور مترددة بين ذلك .
ومما ينبغي ذكره أن تكفير جميع الصحابة كفر .
ليس الحكم على المقالة حكماً بالضرورة على المنسوبين إليها لأسباب منها :
- يوجد في كتبهم أقوال متناقضة ,كالقول بتحريف القرآن , والقول بكفر من قال بتحريف القرآن . والحكم على الطائفة أو الفرد المعين مبني على معرفة كونهم يقولون بهذا أولاً .
-كثير من أصحاب المذاهب قد يجهلون مذهبهم , ولا يعرفون تفاصيله , بل ولا جمله وقواعده أحياناً .
- إن الحكم على المعين بالكفر يجب أن تتوفر فيه الشروط , وتـزول الموانع كما قرر ذلك ابن تيمية .
الدعوة إلى الله واجبة قدر الاستطاعة لقوله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )(النحل: من الآية125) .
وغيرها من الآيات هذه الآيات ( وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ)(الحج: من الآية67) ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ )(المائدة: من الآية67) .هذه الآيات تدل على دعوة الناس كافة مسلمين وكفار ولا يملك أحد أن يستثني من هذا العموم , أو يخصص فئة بأنها لا توجه إليهم الدعوة .
إذا تقرر هذا فالدعوة لا تجامع الهجر , وتستدعي المجالسة , والمحادثة والصبر , والمعاملة بالحسنى ؛ رجاء فتح القلب , ومن تأمل دعوة الرسول علم ذلك .
ويمكن القول بوجود ثلاثة أصناف في أهل البدع : ( مسلمون , ومنافقون, وكفار )
- فالمسلمون هم الملتـزمون بأصول الإسلام , وإن كان عندهم مخالفات وبدع لكنها ليست مكفرة , كتفضيل عليّ على عثمان .
- والمنافقون هم الموافقون للمسلمين ظاهرا ً, ويبطنون الكفر , كمن يبطن تكفير الصحابة أجمعين , ويظهر عدم ذلك .
- والفئة الثالثة هم: الكفار المعلنون بعقائد كفرية صريحة كألوهية على بن أبي طالب .
فهذه العقائد إن ثبتت على شخص ونطق بها , وجب استتابته , فإن أصرّ بعد بيان الحجة عليه , فهو خارج مرتد عن اسم الإسلام .

السؤال :
ما رأيك في قناة المجد ؟
الجواب :
- لا يخفى على أحد الآن أننا في عصر انفجار معلوماتي خطير , وهناك ثورة اتصالات لا ينكرها أحد.
- نعم الكتاب له دوره , والشريط الإسلامي كذلك له حضوره , إلا أنه لا يخفي على أحد مخاطبة الروافد الأخرى لشريحة لا يستهان بها من الناس ( أقصد الفضائيات والإنترنت ) .
والإذاعة لها جمهورها الشغوف بها .
والصحف لها قراؤها .
إلا أنه كما يبدو أن الفضائيات هي فارس الميدان في اجتذاب عدد لا بأس به , فبعض القنوات قدر جمهورها بحوالي خمسين مليوناً من المتابعين .
وهذا العدد هل يتصور الوصول إليه عن طريق الشريط أو المحاضرة المسموعة بسهولة.
ومن العقل والحكمة ألا يهدر هذا الكم الهائل من الناس وأن يتركوا فريسة للغثائية والتجارة الرخيصة .
والإفادة من القنوات كوسيلة للدعوة مطلب عزيز ، وقد بحثنا هذا الموضوع في موقع الإسلام اليوم، وكان ثمت توجه كبير من المشاركين من الفقهاء والعلماء إلى ضرورة المشاركة من حيث المبدأ ، وقد وضع الكثيرون منهم ضوابط وتحوطات لهذه المشاركة.
ونرى وجود قنوات إسلامية جزءاً من الحل، وإن كان ليس كافياً لأن هذه القنوات سيكون لها جمهورها الخاص ولا يلزم أن تصل إلى جمهور القنوات الأخرى.

السؤال :
أهم ما يحسن أن يقال عن الوسواس بإيجاز .
الجواب :
الوسواس: عرض نفسي , يصيب الشخص مفرط الحساسية , الذي لم يوجه توجيهاً شرعياً إلى الطريق السليم .
وهذا الإفراط يؤدي غالباً إلى تأنيب الذات والضمير ، وتتفاقم حدة المحاسبة عند توارد الأفكار الرديئة ، والتي يستشعر الشخص وجوب التخلص منها , خاصة إذا كان لها صلة بالدين .
ولها صور منها :
الشك: أطفأ الجهاز أم لا ، عدة مرات .
- الوسوسة: وهي نوع من التفكير حول حدث , ينتج منه أفكار لإيذاء الآخرين ، أو الطعن والقدح في عقيدة الشخص .
وغالباً ما يجد صاحب هذا النوع صعوبة في التوقف عن ذلك ؛ مما يؤدي إلى الاكتئاب والارتباك ، وصور لا تحصى من الانفعالات غير السوية .
وقد تتبلور هذه الحالة في صوره البحث عن شيء عدة مرات , أو عد النقود ، أو أعمدة الإنارة ، أو قراءة أرقام السيارات ، وكما يتولد عن ذلك عدم اتزان ، وقلق وانعزال ، واكتئاب في المنـزل والعمل .
ويجب على صاحب الوسواس أن يتفهم حالته ، وكذلك المحيطين به .
- مداومة التردد على الطبيب الثقة .
- عدم اليأس من روح الله .
- تقوية الإيمان .
- تقوية الإرادة في الشفاء .
- الحرص على الأذكار .
- وبالنسبة للأفكار الرديئة التي تخطر بالبال حول الدين أو الرب سبحانه ؛ فهذا الذي تشتكي منه هو من جنس ما شكاه الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين قالوا – كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به ، قال : ( وقد وجد تموه ؟ ) قالوا : نعم قال ):ذاك صريح الإيمان).
وفي لفظ لأحمد وغيره : ذاك محض الإيمان.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : شكوا إلى رسول الله ما يجدون من الوسوسة وقالوا : يا رسول الله ، إنا لنجد شيئاً لو أن أحدنا خرّ من السماء , كان أحبّ إليه من أن يتكلم به فقال : (ذاك محض الإيمان).
وهو في المسند ، وفي سنده شهر بن حوشب ، وفيه مقال ، لكن يغني عنه الحديث الذي قبله .
فهذه الأفكار والخواطر الفاسدة التي تدور في أخيلة الناس هي مما يلقيه الشيطان في نفوسهم ، وقد عفا الله عنها ، كائنة ما كانت ، لأنه لا حيلة للإنسان في دفعها ، وأحياناً هي نوع من الوسواس القهري الملح .
فليطمئن الأخ الكريم بالاً ، وليقر عينا ، وليهدأ نفساً ، فإنها لا تضره أبداً ، بل أقول : ولا ينزعج منها لأنها علامة على الإيمان ، وكما يقول بعض العارفين : هذا شك اليقين ، وهو مقبول ، بخلاف يقين الشك , فهو مذموم .
ولا حاجة إلى أن يشعر المرء بخصوصية الوساوس التي تعتريه ، فإنها عند الآخرين تماماً بجملها وتفصيلاتها ، وإن كان الجميع لا يبوح بها لعظمة ذلك وشدته على الإنسان .
لكن لا يتوقع من الشيطان أن يحتشم عن شيء ، ولا يتعفف عن خاطر أن يلقيه على المسلم ، سواءً فيما يتعلق بالله أو بالغيب أو بالملائكة أو بالأنبياء.
وهناك طريقة جيدة للتخلص من هذا الخوف , الذي يعتري الإنسان عند هجوم الوساوس عليه , وهي أن يستحضر أن كل صورة تخطر في ذهنه فالله تعالى بخلافها. إذ لا يمكن أن تتخيله الخواطر ، ولا تتصوره الأذهان ، ومهما أطلق المرء العنان لخياله فلا يمكن أن يكيف رب العالمين , وذاته , وصفاته .
ولذلك قال العلماء : كل ما خطر ببالك , فالله ليس كذلك .
وبهذا تعلم أن هذه التصورات والخيالات و الخواطر الرديئة - وإن كان الشيطان ألقى في قلبك أنها تتعلق برب العالمين - فإن الحقيقة غير هذا ، والصورة التي في رأسك صورة الشيطان ، وكل نقص يلحقها فهو متعلق به ، مثلا..
وبهذا تندفع الوساوس , ويخفت أثرها.
وقد ورد في السنة توجيهات بهذا الخصوص .
منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ..... حتى يقـول: من خلق ربك ؟ فإذا بلغه , فليستعذ بالله , ولينته.
وفي لفظ لمسلم : فليقل آمنت بالله .
وفي الصحيحين بنحوه عن أنس رضي الله عنه .
وفي لفظ لأحمد :قولوا : الله كان قبل كل شيء ، والله خلق كل شيء ، والله كائن بعد كل شيء .
وفي بعض الآثار فليقرأ قل هو الله أحد .
والخلاصة أن العبد مأمور بمثل هذا ، آمنت بالله ، أعوذ بالله من الشيطان ، ولا يضيره - إذا فعل ما أمر به - ما وراء ذلك .
وذلك لأن الآدمي لو ألقى عليك شبهة جادلته بالحجة والعقل ، لكن الشيطان كلما ناظرته بشيء زاغ إلى غيره ، وقد لا يثير شبهات أصلاً , ولكنه ينفث في روعك صوراً سيئة تقشعر منها الأبدان ، وتأنف عن وصفها الألسن ، ويوهمك أنها صورة رب العالمين ، ومثل هذا نص أهل العلم كالخطابي والمازري وغيرهما على أنها تندفع بالإعراض عنها وعدم مطاولتها.
فالشيطان أحياناً كالكلب إذا التفت إليه شاغلك , ونبحك , وآذاك . وإذا مضيت في سبيلك انقمع , ورجع , وبحث عن غيرك .
وربما كان يكفيه أن يزعجك ويؤذيك ويؤلمك بمثل هذه الخواطر ، ولو كان يعلم أنها لا تؤثر في دينك ولا تضرك ، لكنه يستغل جهل بعض الناس فيجلب عليهم بمثلها ، ويوهمهم أنها توبق دنياهم وأخراهم , حتى ليتمنى أحدهم أن لو كان من أهل المعاصي والكبائر ، وكان سالماً من هذه الخواطر ، وهذا يفتح عليه باب شر ، حتى إن منهم من يترك الطاعات لأنها تجر مثل هذه المشاعر المكروهة ، ولو علم وتيقظ وتفطن لما ذكرناه لكفاه الله ، فالعلم خير كله ، وإنما يُؤتى المرء من قبل جهله وعماه ، والله الهادي

السؤال :
حديث السفياني .
الجواب :
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحذركم سبع فتن: فتنة من المدينة ، وفتنة من مكة ، وفتنة من اليمين ، وفتنة من الشام، وفتنة من المشرق ، وفتنة تقبل من المغرب ، وفتنة من بطن الشام وهي من السفياني))
وهذا الحديث ضعيف جداً وهو في مستدرك الحاكم

السؤال :
نقاط مهمة في الرؤى .
الجواب :
1-
الرؤيا تشكل عند البعض ميزاناً لحياته لمعرفة الخير من الشر ، وهذا من الخطأ.
2- بعض التعبير تحول إلى رجم بالغيب .
3- الرسول - صلى الله عليه وسلم- وضع ميزاناً للأمة في المنامات :
أ ) الرؤيا الحق ، وهي من الله ، وهي جزء من النبوة .
ب) ما يراه الإنسان مما يحدث في اليقظة .
ج) حديث النفس ، وهو غالب ما يراه في المنام .
د) إفزاع الشيطان وتلعبه بالإنسان في منامه ، وثمت أنواع أخرى تصل إلى سبعة أو ثمانية ، هذه أهمها وأغلبها .
4- الشيطان له نوع من التسلط المصاحب بالشر على الآدمي يقظة ومناماً .
5- الشيطان يُري الإنسان في منامه ما يشغله عن دينه .
6- من علامات الرؤيا الصالحة كونها من المؤمن ، وليس فيها معارضة للشريعة .
- الرؤيا الصالحة لا تدل على أن صاحبها أكمل من غيره ، ولا على سوء من لم ير رؤيا .
- الرؤيا التي هي حديث نفس ؛ تعبر عن حالة الإنسان اليومية ، وهي لا تقدم ولا تأخر ، وأكثر منامات الناس من هذا القسم .
- القسم الثالث رؤيا التحزين: فالشيطان كما هو عدو في اليقظة هو عدو أيضا في المنام .
والشيطان يظهر لكل قوم بما لا ينكرونه كما يقول ابن تيمية .
- وعلامات رؤيا هذا القسم: أنها تدعو إلى الشر , أو فعله , أو تدعوا إلى بناء فعل مخالف للشرع ، ويكون فيها أذى ومكروه ، والغالب على هذا القسم تلعب الشيطان وتحزينه .
- الإنسان يرى في منامه ما يحب وما يكره ، والرؤيا الصالحة نعمة من الله تسر المؤمن ولا تغره ، ولا يحدّث بها إلا من يحب ، ولا يلزم التعبير ؛ بل هي بشرى ، ويرخص في التعبير ولا يندب .
7- إذا رأى ما يكره يتفل عن يساره ثلاثاً ، ويستعيذ من الشيطان ، ومن شر ما رأى ، ويتحول عن جنبه ، ويقوم فيصلي ما تيسر له ، ولا يحدّث بها أحداً.
8- تعبير الرؤيا وتفسيرها باب واسع ، يخوض فيه العامة على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم.
9- التعبير منه ما هو حق ومنه ما هو باطل ، ويستثنى من ذلك الأنبياء ، ولا يقاس عليهم لعصمتهم .
وهناك ضوابط للمعبر :
- ما يجريه الله على لسانه من الحق ليس إلهاماً مقطوعاً به .
- لا بد أن يكون من أهل الصلاح .
- التعبير يكون في الرؤيا الحسنة ، وليس في تلعب الشيطان .
- بعض المعبرين يتعلم بعض أوجه الاستعارات والكنايات والقياس ، وهو الغالب على المعبرين اليوم .

السؤال :
حديث المهدي .
الجواب :
حديث المهدي صحيح من حيث ثبوته جملة ، ولكن معظم أفراد الأحاديث الواردة فيه ضعيفة .
وما يقال عن ظهوره ، فهو من التخمين المحض الذي لا دليل عليه ، ولي محاضرة بعنوان ( الانتظار عقيدة أم عقدة ) وهي موجودة في الموقع .

السؤال :
هل طالبان قبوريون ؟
الجواب :
-
إن ما شاهدناه وسمعناه من محاربة طالبان للبدع وهدمهم للأصنام وإفشائهم للسلام في أفغانستان وتحكيمهم لما قدروا عليه من الشرع لا يؤيد القول بأنهم قبوريون ، ولكن لم يكن لديهم تحت سلطتهم من الإمكانيات والسعة ما يجعلهم قادرين على استئصال جميع الانحرافات وإزالة المشاهد وغيرها .

السؤال :
فناء النار .
الجواب :
-
هذه ليست من القضايا الكلية , التي جاء بها بيانٌ واضح لا إشكال فيه . بحيث يكون المخالف فيها كافراً , أو فاسقاً , أو مبتدعاً . بل هي من القضايا التي يمكـن أن تعتبر من الفروع والجزيئات في المسائل العلمية .
والمؤكد أيضا أن العبد لن يسأل في قبره هل تؤمن بفناء النار أم لا تؤمن به ؟ !
وليس هذا من شروط دخول الجنة مثلاً أن يقول هذا أو ذاك .
- لكن ينبغي للعبد أن يؤمن بأركان الإيمان الستة , والتي منها : الإيمان باليوم الآخر وما فيه مثل: الإيمان بالجنة , والإيمان بالنار ، وليس مجرد الإيمان اللفظي , وإنما الإيمان الذي يتحول إلى عقيدة في القلب , ويتحول إلى سلوك , ويتحول إلى عمل , ويتحول إلى تحريض للمؤمن على مواجهة متاعب الطريق , والصبر في سبيل الله والجهاد , وإيثار ما تبقى على ما يفنى , وإيثار الآخرة على الأولى .
وهذه المسألة الكلام الوارد فيها والمنقول عن ابن تيمية وابن القيم لا يخلو من اضطراب ففي كتبهم ما يشير إلى ترجيحهما للقول بفناء النار , وفي بعض المواقع رد على ذلك وللشيخ رشيد رضا نفس طويل في المسألة , في تفسير المنار .
وهذه المسألة كما تقدم : الأمر فيها قريب , وقد ذكر فيها صاحب شرح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي قولين لأهل السنة .

السؤال :
علاج الرياء
الجواب :
هناك خطوات عديدة في علاج الرياء ؟
أولاً : أن يعرف الشخص من أين دخل عليه الرياء , فيسد المدخل فقد يكون السبب في ذلك البيئة أو الرفقة أو عدم معرفته بالله حق المعرفة , أو يكون الشخص فيه رغبة التصدر , ومحبة الزعامة , والإشارة إليه بالإصبع , أو يكون ممن يخاف من كلام الناس فيفعل الخير اتقاء لكلامهم , فيجب على الإنسان أن يسد هذا الباب على نفسه إن كان حقاً يريد الخلاص من الرياء .
ثانياً : عليه أن يعرف أن عاقبة الرياء وخيمة , فهي تحرم العبد من الهداية والتوفيق , ويولد من ضيق الصدر ما الله به عليم , ويولد المقت في قلوب الناس , وإعراضهم عنه وزد على ذلك وهو الأخطر موقفه بين يدي ربه عز وجل وفضيحته وبطلان عمله.
ثالثاً : إذا أدرك ذلك فينبغي عليه أن يتذكر هذه العواقب ويعرف الله عز وجل حق معرفة ويعظمه في نفسه , وأن المخلوق لا يستطيع أن يحزي نفسه فكيف بغيره.
وعليه مجاهدة نفسه وتهذيبها وأن يعرف ما لها وما عليها , وليستطلع في كتب السيرة أخبار المنافقين والمرائين , فمن شاهد قبح المعصية من غيره حريٌ به أن يبتعد عنها .
وأهم من ذلك كله الانطراح على عتبة مولاه والانكسار بين يديه في الثلث الأخير من الليل منادياً يا رب يا رب أنا العبد الفقير وأنت الرب المالك القدير، ويدعو ويبتهل إلى من بيده ملكوت السماوات والأرض.

السؤال :
ما معنى السيادة والحرية والاستقلال ؟
الجواب :
السيادة منها التسويد , وهو بمعنى التشريف، يقال : سوّده قومه تسويداً، أي جعلوه سيداً عليهم وفي المصباح : ساد يسود , والاسم السؤود , وهو المجد المشرف.
والسيد المتولي للسواد أي الجماعة .
الاستقلال : من معانيه الاعتماد على النفس والاستبداد بالأمر دون أن يتحكم في الشخص أحد.
والحرية لي محاضرة بعنوان (الحرية والشريعة ) .

السؤال :
كيف أقوي إيماني ؟
الجواب :
- هناك أسباب كثيرة لتقوية الإيمان منها :
- الوقوف على أسماء الله وصفاته وتدبرها , فإن ذلك يزيد القلب معرفة بربه وخالقه.
- إدمان تلاوة كتاب الله عز وجل .
- الابتعاد عن المعاصي.
- أداء الفرائض في أوقاتها.
- زيادة النوافل " وما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه " .
- الحرص على الصحبة الطيبة.
- ويوجد لي شريط بعنوان ( تقوية الإيمان ) .
- وللشيخ عبد الله الجعيثن ( مغذيات الإيمان ) .

السؤال :
ماذا نفعل أمام اختلاف الجماعات؟
الجواب :
-
الإشكالات التي تنشأ بين الجماعات والأفراد ليست غريبة . والنقص وارد عند كل أحد وهو أمر متوقع , لكن المفترض أن يعالج النقص بالنصيحة والكلمة الطيبة وحسن الظن والتماس العذر , وألا يفترض المرء الصواب دائماً إلى جانبه , ويجعل حظ الآخرين هو الخطأ والانحراف.
- ولو أن الله استجاب لكل فريق في الآخر ما بقي علم ولا دعوة ولا إيمان ولكن الله عليم حكيم .
والواجب المتفق عليه بين العلماء هو :
1- الحرص على اجتماع الكلمة ووحدة الصف ما أمكن .
2- النصيحة بين المؤمنين بالحسنى.
3- الفرح بالخير الذي عند كل فئة وكراهية الشر والخطأ الموجود عند كل فئة.
4- التعاون بينهم على ما اتفقوا عليه من البر والتقوى.
5- كف بعضهم عن بعض فيما يسع فيه الخلاف مما هو عن مواطن الاجتهاد والاختلاف, وهو ما ليس من قطعيات الدين وضرورياته , وهذا لا يمنع المجادلة بالتي أحسن .
- الزمن زمن فتنة وإعراض . والشرور تتنازع المسلمين شيبهم وشبابهم من كل جانب.
- الحاجة ماسة إلى جهود الدعاة أيا كانوا ولا يلزم أن تتلاقى هذه الجهود لكن يجب ألا تتقاطع ، ويمكن أن تسير في خطوط متوازية، مع التناصح الأخوي.

السؤال :
ما رأيكم في جماعة التبليغ ؟
الجواب :
1-
المسلم يتعاون مع كل داعية إلى الخير .
2- جماعة التبليغ لديهم من الخير والمعروف .
3- لديهم غفلة عن بعض جوانب العلم الشرعي وليس لهم عناية خاصة بالتوحيد وتفصيل العلوم .
4- قد يصحبهم قوم فيهم آثار التصوف أو الجهل.
5- ومع هذا فللجماعة :
- أثر طيب في دعوة غير المسلمين .
- لهم خلق طيب وحسن تعامل واجتهاد وتواضع ولين جانب ومجاهدة نفس .
- نفع الله بهم في هداية كثير من الناس من أصحاب الشهوات وتربية هؤلاء وغيرهم على العبادة والتزكية والتهذيب .
وكما قيل :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المـرء نبـلا أن تعـد معايبه
أقلوا عليهم لا أبــا لأبيكـم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

والواجب علينا :
1- البعد عن التعصب وإن كان ذلك من طبع البشر .
2- الحرص على اجتماع كلمة المسلمين .
3- وحدة الصف وتصفية النفوس وتصحيح العقائد والأعمال .

السؤال :
ما رأيكم في ( السلفيون ) الذين يطعنون في العلماء ؟
الجواب :
أخي الحبيب !
إن الواقع الإسلامي الممزق المتردي لا يحتمل المزيد من الانشقاق , وقد يجد المرء نفسه أحياناً مضطراً لأن يدفع من جهده وأعصابه ما يفوت به الفرص على الأعداء ويدفع به جهل الجاهلين .
- لقد تعبت القوى الإسلامية من هذا التطاحن على رغم بساطته إمكاناتها، وضخامة التحديات التي تواجهها .
- إذن لا بد أن نربى أنفسنا وشبابنا على روح الجماعة والتآلف والاحتمال والصبر وروح العمل الجاد المثمر الذي لا وقت لديه للانشغال بفلان وعلان .
- ونرى أن يجتمع الكل على حسن الظن بالمسلمين والتناصح فيما بنيهم والتماس العذر وترك التراشق من بعيد , وبحث المسائل التي يقع فيها الخلاف بروح أخوية .
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

لقاءات الشبكة

  • لقاءات عبر الشبكة
  • لقاءات عبر المجلات
  • الصفحة الرئيسية