صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قراءة .. في المناهج الشرعية في المملكة العربية السعودية

    اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد 

فهد بن صالح العجلان


هذه دراسة مختصرة مررت بها على المناهج الشرعية الدراسية في مرحلتي المتوسطة والثانوية، أبرزت فيها بعض الجوانب الإيجابية والبنائية التي تشتمل عليها هذه المناهج، والدور التعليمي والتربوي الكبير الذي تقدمه هذه المناهج للناشئة في هذه المرحلة المهمة من عمر الطالب.
وقد كتبت هذه الدراسية قبل ثلاث أو أربع سنوات تقريباً في وقت الهجمة النقدية القاسية التي وجهت للمناهج الشرعية، والتي رمت المناهج بكل عيب ونقص، ونسبت إليها أعمال التفجير والتكفير، والمعتدل من الناقدين من صورها بصورة العاجز عن القيام بأي أثر ملموس في نفع الناشئة، أو جعل دورها محصوراً على الجانب التعبدي فقط دون البيان والتأثير في بقية شؤون الحياة.
فقرأت من المناهج الشرعية
( الفقه – الحديث – التفسير – التوحيد ) في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وأظهرت بعض الفضائل والميزات التي تتضمنها هذه المناهج، وبينت الحجم التربوي والتعليمي الضخم والكبير مما في هذه المناهج، على أني قد اختصرت واقتصرت كثيراً إذ إن المادة العلمية والتربوية التي تتضمنها هذه المناهج لا يمكن حصرها بسهولة.
وقد كان الأولى أن أخرج هذه المقالة في أول انتهائي منها إذ كان النقد السلبي ضد هذه المناهج على أوجه، لكني لا أدري لم أخرتها حتى هذا الحين، ولعل في الأمر خير.
وبعد:
فهذه بعض ما تضمنته هذه المناهج من إشارات تعليمية وتربوية وفكرية ، يراد بها ذكر شيئا من حسنات هذه المناهج، ولا يعني هذا خلو هذه المناهج من عيوب أو أخطاء، أو استغنائها عن التطوير والتصحيح، فهذا مما لا يمكن أن يرد على بال عاقل، إذ إن من المسلمات الشرعية والعقلية أن الأخطاء لا يكاد يخلو منها بشر، والتصحيح حاجة ضرورية لكل عمل، ولو أن الانتقادات التي وجهت إلى المناهج الشرعية كانت من قبيل النقد والمراجعة والتطوير لاتفق الجميع على شكر صاحبها، ومدح صنيعه، لكن في حال كثير منها – إن لم يكن أكثرها – ما لا يخفى.

أولاً: المناهج .. وتعزيز الهوية
إن من أعظم فضائل هذه المناهج ترسيخها للعقيدة الصحيحة ، وتعليمها الناشئة لمرتكزات العقدية ومبادئها ، فلقد كان لهذه المناهج دور عظيم في تقرير هذا الباب ، بوضوح وشمولية ، وعناية تليق باهمية العقيدة لدى المسلمين
لقد سارت هذه المناهج مسيرا رائدا متكاملا شموليا يوضح مفردات العقيدة ، ويقرر أصولها وقواعدها ، ويوضح مبادئها ، مما هو كفيل بإذن الله لإخراج الناشئ المسلم الملتزم بالعقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة
المنهج أولا وقبل كل شي ، يضع أمام الطالب قاعدة ضرورية مهمة ، تضبط له كيفية تلقي العقيدة ، وتطرد معه في جميع العقائد التي يتعلمها ، هذه القاعدة هي أن تلقي العقيدة لا يكون إلا عن طريق الكتاب والسنة،
((توحيد 1ث صفحة 9 ))
وتطبيق هذه القاعدة ، والاقتناع بها ، كفيل بإذن الله أن يحفظ المسلم نفسه من أية زلة في باب العقيدة .
وتأكيدا لهذه القاعدة ، وتنويعا للأسلوب ، تربينا المنهج على تقديم قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول أي احد
(( توحيد 3م صفحة 21 ))
وتوضح المناهج النظرة الشرعية الصحيحة التي ينبغي للمسلم أن ينظر إلى الدنيا من خلالها ، فعبادة الله هي الأساس والغاية من هذه الحياة
(( توحيد 3ث صفحة 9 ، حديث 2ث صفحة 116 )) ، وهذا من المعتقدات التي يتميز بها المسلم في نظرته إلى هذه الحياة
ثم تقرر أيضا : أن العقيدة هي الموجه والمرشد لهذه الحياة الدنيوية
(( توحيد 1ث صفحة 10 ))
وتقرر المناهج أن رابطة العقيدة فوق كل رابطة
(( تفسير 3م صفحة 34 ،، تفسير 2ث صفحة 79 و 87 و 129 ))
واهم شي يتعلق بموضوع العقيدة هو ما يتعلق بموضوع ( التوحيد ) ، ولقد أولته المناهج عناية تليق بمكانته وأهميته وخطورته .
فالتوحيد أمر فطري قد جبل عليه الناس
(( حديث 2ث صفحة 62 ،، توحيد 1ث صفحة 24 ))
وتؤكد المناهج أن التوحيد هو دعوة جميع الرسل
(( توحيد 1م صفحة 12 – 14 ))
مما يعزز في نفس الناشئة أن المنهج الذي يسير عليه منهج قديم قد اتفقت عليه كل الشرائع والرسالات ، فيزاد يقينا وثباتا .
وتوضح المناهج أهمية التوحيد أكثر ، فتقرر انه الأساس لجميع الأعمال
(( توحيد 1م صفحة 45 ،، حديث 1ث صفحة 13 ،، توحيد 1ث صفحة 7 ))
ثم يسير المنهج في تقرير التوحيد ، وتوضيح معالمه أكثر ، وذلك من خلال توضيح ضده وهو الشرك
فتحذر مناهجنا من الشرك
(( توحيد 1م صفحة 14-15 ،،توحيد 1ث صفحة 43 ،، توحيد 2م صفحة 12 ))
بل وتضع أسوارا منيعة بين المسلم وبين الشرك فتحذر من الوسائل والذرائع الموصلة للشرك
(( توحيد 3م صفحة 95 و 125 ))
ثم تفصل المناهج في الشرك وأنواعه وأمثلة كل نوع ، مما يعطي الطالب معرفة متكاملة للشرك ، والتفريق بين الشرك الأصغر والأكبر ، وأحكام كل منهما
(( توحيد 3ث صفحة 12 – 15 ))

ومن مميزات المادة الشرعية لمناهجنا ؛ أنها لا تكتفي فقط بعرض العقيدة وأدلتها فقط ، بل تسعى أيضا إلى تربية الطالب على التمسك بها ، من خلال تربيته على الثقة والاعتزاز واليقين التام بهذه العقيدة ، وان تكون راسخة في قلبه ونفسه رسوخا لا يزعزعه أي عارض ، وذلك من خلال أحكام متعددة :-

1- فالمنهج يعلم الناشئ انه لا يستوي أهل الجنة وأهل النار
(( تفسير 3م صفحة 54 ))
2- بل ويجزم المسلم على أن النار هي مصير كل كافر
(( تفسير 2م صفحة 106 ))
3- ويعرض المنهج صورا من نعيم أهل الجنة
(( تفسير 2م صفحة 125-132 ))
4- وفي المقابل صورا من عذاب أهل النار
(( تفسير 2م صفحة 139-140 ))
مما يعزز في نفس المسلم الاعتزاز بالطريق الذي يسير عليه ،واليقين بالنهاية التي سيصل إليها .
5- وينهي المسلم عن موالاة الكفار
(( تفسير 3م صفحة 60 ،، حديث 3م صفحة 16 ،، تفسير 3ث صفحة 40 ،، حديث 2ث صفحة 11 ))
6- بل وحتى عن التشبه بهم
(( حديث 3ث صفحة 176 ،، توحيد 3ث صفحة 121 و 265 ،، فقه 3م صفحة 76 ،، فقه 1م صفحة 91 ،، حديث 1ث صفحة 75 ))
وفي المقابل يقرر موالاة المؤمنين
(( تفسير 3ث صفحة 40 )) على أن التفاضل بين المؤمنين إنما هو على حسب التقوى (( حديث 2ث صفحة 139 ))
وهذا يعطي المسلم شعورا بالتميز والاعتزاز الناشئ من تمسكه بهذه العقيدة الإسلامية .
7- ويوضح المنهج أيضا آثار التعلق بغير الله
(( توحيد 1م صفحة 62 ))
وهي آثار لا يعرفها من تعلق بالله ، وحقق التوحيد ، وتلقى العقيدة من مصادرها الأصلية .
8- ويسلي المنهج أبناء المسلمين ، الذين يرون انخفاضا للمسلمين في بعض الأزمنة ، يسليهم بان الدين سيعلو ويظهر
(( تفسير 3م صفحة 88 ))
9- ومن تعزيز هذا الجانب أيضا : تحذير المناهج من البدع
(( توحيد 3ث صفحة 121 ))
10 – وتحذر المناهج الطالب من الشبهات التي تضله عن الطريق المستقيم
(( حديث 1ث صفحة 91 ،،حديث 2ث صفحة 72 , 180 ))
وهذا يعزز الثقة واليقين لدى الطالب بالعقيدة التي يدرسها ويتعلمها .
11- وتوصي المناهج ناشئة الإسلام بالصبر على الدين
(( تفسير 1م صفحة 61 ))
ومن خصائص مناهجنا الشرعية أيضا ، تربيتها للناشئة على تعظيم الله تعالى ، وإجلاله وتقديره حق قدره ، فتتحدث المناهج عن عظمة الله
(( تفسير 1م صفحة 63 ، توحيد 3م صفحة 150 ))

ثم تضع المناهج صورا وأحكاما متعددة تحقق هذا الجانب ، وتربي الطلاب على تعظيم الله تعالى :-

1- فتنهي المناهج عن الحلف بغير الله ، وتوجب احترام اليمين
(( حديث 1م صفحة 16 ،، توحيد 3م صفحة 44 و 51 ))
2- وتنهى أيضا عن كثرة الحلف بالله
(( توحيد 3م صفحة 127 و 134 ))
3- وتأمر بإجابة من سأل بالله
(( توحيد 3م صفحة 97 ))
4- وتنهى عن التصوير لما فيه من مضاهاة خلق الله
(( توحيد 3م صفحة 121 ))
4- وتنهى أيضا عن إعطاء ذمة الله من قبل المسلمين لعدوهم صيانة لهذه الذمة والعهد
(( توحيد 3م صفحة 13 ))
5- وتحرم أيضا إساءة الظن بالله تعالى
(( توحيد 3م صفحة 111 ))
6- وتنهى عن سب الدهر
(( توحيد 3م صفحة 57 ))
7- وتنهي حتى عن بعض الأوصاف كقاضي القضاة
(( توحيد 3م صفحة 61-62 ))
8- وتتحدث عن الغضب لانتهاك حرمات الله
(( توحيد 1م صفحة 64 ))
فهذه بعض الأحكام التي تقررها مناهجنا ، ما بين محرم وواجب ، وكلها تربي على تعظيم الله تعالى وإجلاله.
ثم إن المنهج مع شموليته وتكامله في تقرير العقيدة ، يعطي صورة وسطية معتدلة في تلقي العقيدة ، فالمنهج مع تقريره للعقيدة يحذر من الغلو في الدين (
( توحيد 2م صفحة 21 ))
ويضع للطالب منهجا معتدلا متوازنا بين الرجاء والخوف
(( حديث 1ث صفحة 32 ،، توحيد 2م صفحة 120 ))
ويسير المنهج أيضا في شمولية لتأصيل بقية العقائد على وفق منهج أهل السنة والجماعة ، فيتعلم الطالب عقيدته كاملة من خلال المفردات الشرعية لمناهجنا ..
فيتعلم الطالب:
1- تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة
(( حديث 2م صفحة 11 )) ويتقرر لديه هذا المبحث أكثر ، مع تفصيل وتوضيح لأقوال المخالفين في (( توحيد 2ث صفحة ))
2- وأنواع التوحيد
(( توحيد 1م صفحة 10-11 ،، توحيد 1ث صفحة ))
3- وأركان الإيمان بتفصيل وتدليل وتوضيح تام
(( توحيد 2ث صفحة ))
4- والأسماء والصفات
(( توحيد 3م صفحة 35 و 83 ،، توحيد 1ث صفحة 64 وما بعدها ))
5- والبعث
(( تفسير 1م صفحة 20 و 26 ))
6- والنفخ في الصور
(( تفسير 1م صفحة 21 ))
7- وحجية السنة
(( فقه 3ث صفحة 134- 135 ))
8- القران
(( حديث 1ث صفحة 37 و 43 ))
9- والحكم بغير ما انزل الله ووجوب التحاكم للشرع
(( توحيد 3م صفحة 27 و 32 ))

وتواصل المناهج تقريرها بتحذيرها من نواقض العقيدة ، وخوارم التوحيد :-
1- النفاق
(( توحيد 3ث صفحة 23 – 25 ،، تفسير 3ث صفحة 111 ))
2- السحر والكهانة
(( توحيد 3ث صفحة 52- 54 ،، توحيد 2م صفحة 54 – 61 و 70 ))
3- التمائم
(( توحيد 3ث صفحة 56-57 ،، توحيد 1م  صفحة 70 – 72 ))
4- التبرك بالأشجار
(( توحيد 1م صفحة 79 ،، حديث 2ث صفحة 45 ))
5- الغلو في الألفاظ
(( توحيد 3م صفحة 146 ))
6- دعاء غير الله
(( 2م صفحة 12 ))
7- بناء المساجد على القبور
(( توحيد 2م صفحة 29 ))
8- ادعاء علم الغيب كالتنجيم وقراءة الفنجان
(( توحيد 3ث صفحة 46-47 ))
9- ويفصل المنهج في أحداث اليوم الأخر.
ثم إن المنهج لا يغفل الصراعات التاريخية التي جرت حول قضايا مهمة ، فيضع للطالب المنهج العدل المستقيم في التعامل معها ، ومن ذلك ما يتعلق بأهل البيت ، والصحابة ؛ فيقرر المنهج فضل أهل البيت
(( توحيد 3ث صفحة 103 - 104 ،، تفسير 1ث صفحة 17 ))
ويقرر عظيم منزلة الصحابة رضوان الله عليهم
(( حديث 1م صفحة 22 ،، تفسير 3م صفحة 94 ،، توحدي 3ث صفحة 105 و 118 ،، توحيد 3م صفحة 132 ))
ويقرر أيضا خطورة تناولهم بالسب والقدح
(( حديث 1م صفحة 22 ،، حديث 1ث صفحة 119 ))
وتعلي مناهجنا من شأن الصحابة ، وتتكلم عن بعض صفاتهم وخصائصهم فهم يحرصون على الإقتداء بالنبي صلى الله عليهم (( حديث 2ث صفحة 17 )) ويحرصون على الاستجابة لأوامره
(( حديث 2ث صفحة 41 )) ويتسابقون للخيرات (( حديث 3م صفحة 79 و 116 )) وقد تعرضوا للابتلاء والمحن (( حديث 2ث صفحة 54))
وتضع المناهج تعريفات مختصرة لعشرات من الصحابة ، تشتمل على أسماءهم ومولدهم ووفاتهم ، وشي من صفاتهم وأعمالهم ، نجد في مناهجنا تعريفا لكل هؤلاء الصحابة (( أبو بكر، عمر ، عثمان ، علي ، أبو بكرة ، أبو سعيد الخدري ، عبد الله بن عمرو ، عبد الله بن عمر ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن مسعود ، جرير بن عبد الله البجلي ، جندب بن عبد الله ، أبو امامة الباهلي ، حذيفة بن اليمان ، صهيب بن سنان ، أبو موسى الأشعري ، إياس بن ثعلبة ، عائشة ، أم سلمة ، حفصة ، ثوبان بن بجدد ، النعمان بن بشير ، أبو قتادة ، جبير بن مطعم ، خولة بنت حكيم ، سليمان بن صرد ، المغيرة بن شعبة ، عمران بن حصين ، البراء بن عازب ، زيد بن خالد الجهني ، سمرة بن جندب ، عدي بن حاتم ، أبو برزة الاسلمي ، أبو الجهيم الأنصاري ، جابر بن عبد الله ، أبو هريرة ، أبي بن كعب ، أم كلثوم بنت عقبة ، حارثة بن وهب ، و هب بن عبد الله ))
(( حديث 1م صفحة 12 ، 17 ، 21 ، 24 ، 27 ، 33 ، 61 ، 72 ، 75 ، 87 ، 91 ، 97 ،105 ، 107 ، 111 ))
(( حديث 2م صفحة 14 ، 17 ، 19 ، 24 ، 28 ، 34 ، 36 ، 39 ، 45 ، 51 ، 64 ، 97 ، 107 ))
(( حديث 3م صفحة 10 ، 15 ، 18 ، 20 ، 24 ، 29 ، 33 ، 35 ، 38 ، 40 ، 53 ، 55 ، 78 ))
((حديث 2 ث صفحة 8 ، 13 ، 19 ، 28 ، 122 ، 129 ))
(( حديث 3ث صفحة 65 ، 72 ، 76 ، 103 ، 107 ، 115 ، 123 ، 132 ))

وهذا من مناهجنا يحقق فوائدا كثيرة للمتربي الناشئ إذ فيه أولا ربطهم بقدوات وشخصيات عظيمة من تاريخنا الإسلامي ، ثم إن الطالب يستفيد من صفاتهم وأفعالهم لأجل أن يحتذي حذوهم ، ويعزز في نفسه محبة تاريخه والاعتزاز به ، وأيضا يرتبط بمنهج الصحابة وفهمهم في تفسير النصوص وتلقي الشرع لأنه قد جاء من قبلهم .
والمنهج أخيرا لا يكتفي في تقريره للعقيدة ، بالاعتماد على الأدلة النقلية فحسب ، بل انه يقرر ويدعم ذلك بالأدلة النقلية ، تجد ذلك جليا في تقرير القران بالأدلة العقلية على التوحيد
(( توحيد 1ث صفحة 32 )) على أن هذه الأدلة العقلية هي من الكتاب الذي لا تؤخذ العقيدة إلا منه .

ثانياً: المناهج .. والتربية على العبادة
وقد اعتنت مناهجنا بتربية الناشئة على عبادة الله ، وبيان الطريق الموصل لها ، وتقرير بعض القواعد والأسس المهمة في العبادة ، وحيث أن العبادة هي الغاية من هذه الحياة ، لأجل ذا فلقد كان لها شأنا مهما في مناهجنا..
ولقد سارت مناهجنا في تقرير هذا الباب سيرا فذا بحق ، ويكفي شاهدا لذلك أن كثيرا من العبادات لم يحسنها الناس إلا من خلال ما درسوه في هذه المناهج ..
المنهج يضع أولا تصورا شموليا للعبادة ، ويوسع أفق الطالب لشأن العبادة ، فيقرر المنهج أن العبادة شاملة لكل شئون الحياة ، بل وحتى المباحات إذا نوى بها الإنسان النية الحسنة
(( توحيد 1ث صفحة 46 ))
وفي موضع آخر يذم المنهج من يرى قصر العبادة على المسجد فقط
(( توحيد 1ث صفحة 48 ))
وهذه النظرة الشمولية العميقة ، ستفتح آفاقا واسعة لدى الطالب ليتعبد الله بها ، حتى تكون الحياة كلها مجالا خصبا للعبادة ، وحينها سيتسابق الناس إلى العمل والإنتاج الدنيوي مع تمسكهم وحرصهم على الفرائض والسنن ، وكل ذلك تعبدا وتقربا لله .
ويقرر المنهج أيضا منهجا معتدلا وسطيا في العبادة ، فينهى عن التشدد في تطبيق العبادات
(( توحيد 1ث صفحة 48 ))
ومن هذه الوسطية : أن المنهج يقرر أن من تقرب إلى الله بأداء الفرائض فهو من أولياء الله
(( حديث 3ث صفحة 128 ))
ومنها أيضا : أن العمل القليل المستمر خير من الكثير المنقطع
(( حديث 3م صفحة 50 ))
وكذلك : التيسير والتخفيف على أصحاب الأعذار ، كالمرض والخوف والسفر وغيرها ، فقد خففت الشريعة عنهم حتى لا يشق عليهم أداء العبادة
(( راجع ذلك بالتفصيل في فقه 1م صفحة 89- 95 ))
فالمنهج هنا لأجل أن يربي الطالب على أن تكون عبادته على الوسطية الشرعية يوجهه بأن لا يغالي في تطبيقها ، وان يحرص على الديمومة ولو قل العمل ، مع الحرص على أداء الفرائض أولا وقبل كل شي ، مع وجود البديل في حال الضعف والعجز ، فهذه الوسطية تجعل شأن العبادة أمرا سهلا ومتيسرا لكل احد .
ومن بديع ما في مناهجنا في شأن العبادات : أن المنهج لا يغفل جانب الحكمة والتعليل حين توضيح العبادة وبيان أهميتها ، فيتربى الطالب على العبادة ، ويستشعر بعض معانيها ، وان كانت هناك جوانب في العبادة لا يدرك الحكمة منها ، إلا أن هناك جوانب أخرى ندرك حكمتها :-
1- فالحكمة من المسح على الخفين .. رفع الحرج
(( فقه 1م صفحة 27 ))
2- والحكمة من الزكاة .. حماية المجتمعات الإسلامية من الفساد والإجرام ، و مواساة الفقراء والمساكين
(( فقه 2م صفحة 10 ))
3- والحكمة من الصوم .. تذكير بالفقراء
(( فقه 2م صفحة 44 ،، حديث 3م صفحة 45 ))
4- ومن منافع الحج .. تحقيق الألفة المودة
(( فقه 2م صفحة 70 ))
5- والحكمة من الأضحية .. توسعة على الفقراء والمحتاجين وصلة الأقارب والأرحام
(( فقه 2م صفحة 110 ))
6- ومن العقيقة .. صدقة على الفقراء
(( فقه 2م صفحة 9 ))
7- والحكمة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. رجاء نفع المأمور
(( حديث 3ث صفحة 143 ))
8- تسوية الصف في الصلاة فيه دلالة على أن المسلمين لا بد أن يكونوا صفا واحدا
(( حديث 2م صفحة 35 ))
وهي أيضا تدل على الانقياد والطاعة
(( حديث 2م صفحة 37 ))
9- وشرع الأعلام بالأذان للصلوات لتنبه الغافل وتذكير الناسي وتعليم الجاهل
(( فقه 1م صفحة 37 ))
10- وشرع التيمم .. دفعا للضرر
(( فقه 1م صفحة 32 ))
11- والجمعة لاجتماع الكلمة وتوحيد الصف
(( فقه1م صفحة 97 ))
12- والحكمة من مشروعية الطلاق لأجل الاستقرار العائلي والاجتماعي
(( فقه 3ث صفحة 63 ))
13- والحكمة من مشروعية العدة حتى لا تختلط الأنساب
(( فقه 3ث صفحة 83))

وقد شرحت مناهجنا كثيرا من العبادات والفرائض الشرعية ، وفصلت في حكمها وأحكامها ؛ ومنها على سبيل المثال عدا المباني الخمس

1- الجهاد
(( حديث 2ث صفحة 137 ))
2- الدعاء
(( حديث 2ث صفحة 61 و 64 ))
3- صلاة الجماعة
(( فقه 1م صفحة 81 ))
4- الوضوء
(( حديث 2ث صفحة 13 ،، فقه 1م صفحة 20 ))
5- السواك
(( فقه 1م صفحة 24 ))
6- صلاة العيدين
(( فقه 1م صفحة 102 ))
7- الاعتكاف
(( فقه 2م صفحة 66 ))
8- الوتر
(( حديث 3ث صفحة 42 ))
9- قيام الليل
(( تفسير 2م صفحة 92 ))
10 - التيمم
(( فقه 1م صفحة 33 ))
11- صلاة الجمعة
(( فقه 1م صفحة 97 ))
12- الصلاة على الجنازة
(( فقه 1م صفحة 105 ))
13- الأضحية والعقيقة
(( حديث 3ث صفحة 107 و 114 ))
إلى غير ذلك ..

ثالثاً: المناهج .. وتعزيز الأخلاق والآداب العامة
وفي المناهج نجد عناية واسعة بحث الطلاب على الأخلاق والآداب ، وتوعيتهم بها وبأهميتها ،
ففيها نجد جملة كبيرة من الآداب التي تحكم كثير من الأفعال والسلوكيات التي يتعامل بها الناس ويحتاجون إليها ، فتضع آدابا لكل واحدة منها :-
نجد فيها :-
1- آداب الضحك
(( حديث 2م صفحة 107 )) 2- آداب العطاس والتثاؤب (( حديث 2م صفحة 74 )) 3- آداب المجالس (( حديث 2ث صفحة 210 و حديث 1م صفحة 93 و تفسير 3م صفحة 24 )) 4- آداب المزاح (( حديث 3ث صفحة 93 ))  5 - آداب الاستنجاء (( حديث 1ث صفحة 78 )) 6- آداب الذبح (( فقه 3م صفحة 48 )) 7- آداب الصيد (( فقه 3م صفحة 60 )) 8- آداب الأكل (( فقه 3م صفحة 40 و 41 و حديث 1م صفحة 97 )) 9- آداب الطعام والشراب (( فقه 3م صفحة 20 و 40 وحديث 3ث صفحة 178 )) 10- آداب المتعلم (( حديث 2ث صفحة )) 11- آداب الزيارة (( حديث 2ث صفحة 102 )) 12- آداب الهدية (( حديث 1م صفحة 109 )) 13- آداب التناجي (( تفسير 3م صفحة 23 )) 14- آداب التعامل مع الخدم (( حديث 3ث صفحة 192 -195 )) 15- آداب الصيام (( حديث 3م صفحة 44 )) 16- آداب النوم (( حديث 3م صفحة 59 )) 17- آداب الضيافة (( حديث 2ث صفحة 106 -108 و فقه 3م صفحة 92 )) 18- آداب حلق الرأس (( حديث 2م صفحة 114 )) 19- آداب اللباس (( حديث 2م صفحة 116 و فقه 3م صفحة 63 و 88)) 20- آداب الكلام والاجتماع (( حديث 2م صفحة 112 )) 21- حقوق الطريق (( حديث 1ث صفحة 82 )) 22- آداب قضاء الحاجة (( حديث 1م صفحة 50 ))
وتتحدث المناهج عن بعض آداب التجار فتقرر منها :- تجنب الغش و تجنب كثرة الحلف و الكسب الحلال وحسن التعامل مع الزبائن وتحري ما ينفع الناس ونفع الزبائن
(( فقه 2ث صفحة 18 ))

وتقرر المناهج جملة واسعة من الآداب والأخلاق المهمة ، وتوجه الناشئة لأهمية التمسك بها :-
1- احترام النعمة والمآكل
(( حديث 1ث صفحة 79 )) 2- حسن الخلق (( حديث 1ث صفحة 86 و تفسير 1ث صفحة 78 )) 3- الجود والكرم (( حديث 1ث صفحة 108 و حديث 2ث صفحة 34 )) 4- الإيثار (( حديث 1ث صفحة 107 و 109 و تفسير 3م صفحة 46 )) 5- الرجولة وتجنب التكسر والميوعة (( حديث 2ث صفحة 71 )) 6- الشجاعة (( حديث 2ث صفحة 73 )) 7- علو الهمة (( حديث 2ث صفحة 76 )) 8- الاستئذان (( حديث 2ث صفحة 103 و حديث 3م صفحة 92 )) 9- الإعراض عن الجاهل (( تفسير 3ث صفحة 79 )) 10- دفع القبيح بالحسن (( تفسير 3ث صفحة 145 )) 11- التحري والتثبت بالأخبار (( تفسير 3ث صفحة 188 – 192 تفسير 1ث صفحة 95 )) 12- غض البصر (( تفسير 3ث صفحة 205 )) 13- الاستئذان للأطفال (( تفسير 3ث صفحة 28 )) 14- عدم رفع الصوت (( تفسير 3ث صفحة 237 )) 15- مكافأة المحسن عند المقدرة (( توحيد 3م صفحة 98 )) 16- إماطة الأذى عن الطريق ((حديث 2م صفحة 13 و 120))  17- الاهتمام بشؤون الناس وترك الأنانية (( حديث 2م صفحة 86 )) 18- العفو (( حديث 3م صفحة )) 19- التنافس في الخيرات (( حديث 3م صفحة 79 )) 20- الوفاء بالوعد (( تفسير 2ث صفحة 66 )) 21 - زيارة المريض ((حديث 3ث صفحة 101 )) 22- الرفق في التعليم (( حديث 2ث صفحة 21 ))  23- الحث على العفة (( حديث 2ث صفحة 183 – 186 )) 24- كظم الغيظ (( تفسير 2ث صفحة 134 )) 25- ستر العورات (( تفسير 3ث صفحة 75 )) 26- الابتسامة في وجه المسلم (( حديث 2م صفحة 103 و 108 )) 27- مصاحبة الأخيار وتجنب الأشرار (( حديث 3م صفحة 16 و 30 و 100 و 102 و 103 و تفسير 1م صفحة 151 ))
ونتم هذا المبحث بوصايا للسلامة من أخطار الحوادث نجدها في
(( فقه 1ث صفحة 33 ))

رابعاً: المناهج وتوجيه الناشئة
حرصت المناهج كثيرا على توجيه الطلاب الوجهة الصحيحة في عباداتهم ومعاملاتهم وجميع نشاطات شؤون حياتهم ، ومن هذا النصح والتوجيه : تحذيرهم من السلوكيات المنحرفة ، والأفعال الخاطئة ، والتصرفات المختلة ، التي تضر بالفرد أو المجتمع وتخالف الشرع والعادة .
وقد حفلت المناهج بمساحة كبيرة ، ونصائح متعددة كثيرة ، متعلقة بهذه الجانب ، لعلنا نجملها في هذه النقاط :-
أولا : ففي الشؤون العامة .. نجد في مناهجنا توجيها ونصحا عن بعض الأفعال المخالفة والمنحرفة .. نجد مثلا:-
1- التحذير من الرشوة
(( حديث 1ث صفحة 133 )) . 2- قول الزور (( حديث 2ث صفحة 176 )) .3- الغش (( تفسير 3ث صفحة 64 )) 4- قتل النفس (( تفسير 3ث صفحة 173)) 5- التزوير(( فقه 1ث صفحة 118)) 6- الاختطاف (( فقه 1ث صفحة 107)) 7- السرقة (( فقه 1ث صفحة 98 – 101)) 8-الحرابة (( فقه 1ث صفحة 104)) 9- الإسراف (( فقه 3م صفحة 69 و تفسير 3ث صفحة 75 و 167 )) 10- الترف (( حديث 1ث صفحة 76 وتوحيد 3م صفحة 133 ))

ثانيا : وفي العلاقات الإنسانية ... نجد فيها ..
11- التحذير من التدابر
(( حديث 2م صفحة 86 )) 12- التباغض (( حديث 2م صفحة 86 )) 13- النميمة (( تفسير 2ث صفحة 26 و حديث 1ث صفحة 122 و حديث 2ث صفحة 175 )) 14- الغيبة (( تفسير 2ث صفحة 26 و تفسير 1ث صفحة 100 و حديث 1ث صفحة 22 وحديث 2ث صفحة 175 )) ، الأذى (( تفسير 2ث صفحة 26 و حديث 3م صفحة 115 و حديث 1ث صفحة 82 )) 15- السب والشتم (( حديث 3م صفحة 56 )) 16- الاستهزاء بالمؤمنين (( تفسير 1م صفحة 53 و 131 )) 17- المزاح بالأشياء الضارة (( حديث 1م صفحة 79 )) 18- التجسس (( تفسير 1ث صفحة 99 )) 19- الشحناء والبغضاء (( تفسير 1ث صفحة 54 )) 20- الغضب (( حديث 3م صفحة 55 و حديث 2ث صفحة 36 )) 21- حمل السلاح على المسلمين (( حديث 1م صفحة 79 و حديث 3م صفحة 118 )) 22- تتبع العورات (( حديث 1م صفحة 89 )) 23- الاستماع للناس وهو كارهون(( حديث 1ث صفحة 122 )) 24- سوء الظن (( تفسير 1ث صفحة 99 )) 25- السخرية (( تفسير 1ث صفحة 79 )) ،26- سؤال الناس أموالهم (( تفسير 1ث صفحة 89 و حديث 3م صفحة 87 )) 27- احتقار المسلم (( حديث 3م صفحة 88 )) 28-القذف (( حديث 2ث صفحة 176 و فقه 1ث صفحة 81 وتوحيد 2م صفحة 56 )) 29- التحاسد (( حديث 2م صفحة 86 )) 30- التناجي بين الاثنين دون الثالث (( حديث 2م صفحة 112 ))

ثالثا : وفي التعامل مع النفس والذات .. نجد تحذيرا من انحرافات أخرى :
31- الحزن على ما فات
(( تفسير 2ث صفحة 38 )) ، 32-الهلع والخوف والجبن (( تفسير 3م صفحة 107 )) 34- كثرة الحلف (( تفسير 2ث صفحة 26 ))
35- السؤال فيما لا مصلحة فيه
(( تفسير 1م صفحة 28 )) 36- غلظ الطبع (( تفسير 2ث صفحة 26 )) 37-، تعريض النفس لمواقف الريب (( حديث 2ث صفحة 131 )) 38- الفحش (( حديث 2ث صفحة 176)) 39-جمع المال من أي وجه كان (( حديث 2م صفحة 98 )) 40-السهر (( حديث 1م صفحة 92 )) 41- الشهادة قبل الطلب (( توحيد 3م صفحة 133 )) 42 - الجلوس مكشوف العورة (( حديث 2م صفحة 28 )) 44- النظر للنساء (( حديث 3م صفحة 96 )) 45-استماع لمن يطعن في الدين (( حديث 1ث صفحة 122 )) 47- الاقتراض من غير حاجة (( فقه 2م صفحة 30 )) 48-الاغترار بالنفس (( توحيد 3م صفحة 77 )) 49-الاختيال والبطر (( تفسير 3ث صفحة 174 و 237 ))

رابعا : وفي التعامل مع الضعفة وأصحاب الحقوق .. تجد التحذير من:
50- إهانة الأيتام والمساكين
(( تفسير 1م صفحة 82 و 103 و 137 )) 51- منع حق المسكين ((تفسير 2م صفحة 28 )) 52- المن بالعطية (( تفسير 2م صفحة 103 و حديث 2ث صفحة 85 )) 53 - إيذاء الجار (( حديث 1م صفحة 77 و حديث 2ث صفحة 94 )) 54- عدم اداء الدين مع القدرة (( فقه 1ث صفحة 118 )) 55- أكل مال اليتيم (( توحيد 2م صفحة 59 )) 56-الخيانة (( توحيد 3م صفحة 133 ))

خامسا : وفي المحرمات الشرعية وكلّ ما فيها مضرّة بالفرد والمجتمع ...نجد مثلا:
57 - التحذير من الزنا
(( حديث 3ث صفحة 70 و 104 )) 58-اللواط (( حديث 3م صفحة 101 )) 59- الدخان (( حديث 1ث صفحة 95- 100 )) 60- الغناء (( حديث 1ث صفحة 119 وتوحيد 1ث صفحة 98 )) 61- الرقص (( توحيد 1ث صفحة 98 )) 62- المخدرات (( فقه 3م صفحة 26 و 24 وحديث 3م صفحة 107 وفقه 1ث صفحة 94 )) 64-المفترات (( فقه 1ث صفحة 96 )) 65-المسكر (( فقه 1ث صفحة 88- 92 )) 66-اكل الربا (( توحيد 2م صفحة 56 )) 67- الفواحش((تفسير 3ث صفحة 64 ))

خامساً: المناهج .. والإنتاج الدنيوي
لم يكن دور مناهجنا الشرعية مقتصرا فقط على دورها الرائد في تعليم الأحكام الشرعية ، وتربية الطلاب عليها ، بل قد أولت الشأن الدنيوي عناية كبيرة ، تعطي الطالب نظرة شمولية متوازنة بين الدنيا والآخرة ، فيعمر الدنيا والآخرة ، ويتمتع بما أباحه الله تعالى .
ويمكنا أن نوجز تفصيل مناهجنا حول هذه القضية المهمة في عدة نقاط :-
أولا : توعية الطالب للنظرة الشرعية للحياة الدنيوية ، حتى يعرف خاصية المسلم في نظرته للحياة وشؤونها ، تجد ذلك في حديث المنهج عن نظرة المسلم للكون والحياة والإنسان (( حديث 2ث صفحة 113 و 114 و 116 ،، توحيد 3ث صفحة 78 ))
ويتعلم الطالب أيضا : أن الإسلام قد شمل جميع شؤون الحياة
(( حديث 2م صفحة 66 ،، حديث 3م صفحة 45 و 59 ،، فقه 3م صفحة 73 ))
وعليه : فلا بد أن تكون نشاطات الحياة قائمة على وفق الدين
(( حديث 2ث صفحة 116 ))
إن هذه التوعية الإجمالية المنهجية للطالب ، تضبط لدى الطالب قاعدة مطردة ، واصلا واضحا في تعامله ونشاطه في حياته الدنيوية ، إذ ترسيخ مثل هذه المفاهيم يطمئن الطالب أولا أن لا إشكالية موجودة بين الدين و الدنيا ، أو الدنيا والآخرة ، بل هو أمر مضبوط قد أوضحته الشريعة قبل أن يخرج أي تلبيس أو تشويش حولها .
ويزداد اثر هذه التوعية الإجمالية حين تقرر المناهج للطلاب معالما أخرى في الحياة ، تدعوهم فيها للعمل فيها ، والكدح من اجلها ، وطلب الرزق والمعاش ، وتجنب أي إخلال بها ، فتتكمل بهذا رؤية شاملة للحياة لدى ناشئة الإسلام ، بين العمل فيها ولها ، وشمول الإسلام لأحكامها .
ومن المفاهيم الأساسية الإجمالية التي تقررها مناهجنا : كون الغاية من هذه الحياة هي رضا الله
(( حديث 2م صفحة 110 ))
ويترتب على هذا المفهوم الأصلي العظيم ، مفهوم آخر تقرره مناهجنا ، وهو مما يتميز به المسلم في نظرته للحياة ، هذه النظرة تكمن في تقرير المنهج أن القوة المادية ليست كل شي
(( تفسير 2ث صفحة 123 )) وكذا فليس المقياس بكثرة المال (( تفسير 1م صفحة 82))
ولا شك أن هذه نظرة متميزة ، تدعو المسلم أن لا يظن خسارة دنياه حين يكون اقل مالا أو حظا .
وتكتمل الرؤية أكثر حين توضح المناهج بعض التصورات الأخرى المخالفة للنهج الإسلامي ، في النظرة للحياة ، كالنظام الاشتراكي
(( حديث 2ث صفحة 81 ))
والنظام الرأسمالي
(( حديث 2ث صفحة 80 )).
والنظرة المادية للحياة
(( توحيد 3ث صفحة 76 )).

ثانيا : الحث على جمع المال ، والسعى من اجله .
هذا المعنى من المعاني الشرعية المهمة التي قررتها مناهجنا ، ووضحت أهميتها ، نجد ذلك في تقريرات فريدة في هذا الباب ، تدعو وبقوة إلى العمل والجمع والتملك ، ومع كون هذا شيئا فطريا مركوزا في النفوس ، تسعى له النفوس بفطرتها ، إلا أن المناهج لم تكتف بهذا بل دعت وحثت ووضعت الحوافز ، ونوعت الطرق والأساليب .
نجد في منهجنا قاعدة مهمة في التعامل مع المال وغيره مما هو من الفطرة الإنسانية ، حيث تقرر المناهج مراعاة الإسلام للفطرة البشرية
(( حديث 2م صفحة 108 ))
وبالنسبة للمال :-
والمال في نظر مناهجنا هو قوام الحياة الدنيا وزينتها
(( تفسير 2ث صفحة 125 ))
والمال محفوظ شرعا
(( فقه 1ث صفحة 13 ))
ونجد في مناهجنا الحث على جمع المال
(( حديث 1ث صفحة 23 ،، فقه 1ث صفحة 13 ))
وكونه التملك للمال حقا للرجل والمراة
(( حديث 2ث صفحة 30 ))
وتقرر طرق التملك للمال
(( حديث 2ث صفحة 78 ))
وتتحدث المناهج عن الأمر بطلب الرزق والمعاش
(( فقه 3م صفحة 9 ))
بل وتجعل الاشتغال بأمور المعاش وطلب الرزق من الأعذار المشروعة
(( تفسير 2م صفحة 99 ))
وفوق ذلك : فالسفر لأجل تحصيل المال يكون الشخص مثابا عليه
(( حديث 3ث صفحة 187 ))
وتقرر أهمية المحافظة على المال
(( حديث 1م صفحة 44 ))

ثالثا : توسيع دائرة الإباحة والحل .
وهذا من يسر الإسلام وسماحته ، أن تجد دائرة الإباحة والحل من أوسع الدوائر الشرعية ، مما يعطي للمسلم مساحة واسعة للعيش والاستمتاع والسعة في حياته الدنيا .
ومناهجنا تسير على هذا الجانب ، فتقرر هذا بشكل جيد ، حين تقرر أن الحل والإباحة هو الأصل ، وبالتالي : فالتحريم والمنع عارض ، ولا بد من وجود دليل يرفع اصل هذه الإباحة ، وهذه من السعة الشرعية الميسرة للعمل والإنتاج .
في مناهجنا مواضع عدة من هذا الباب :-
فيقرر المنهج أن الأصل في الأشياء الحل
(( تفسير 3ث صفحة 33 ))
والطهارة
(( فقه 1م صفحة 13 ))
وان الأصل في الأطعمة الحل
(( تفسير 3ث صفحة 120 ،، تفسير 3م صفحة 10 ))
وكذا الأصل في اللباس
(( حديث 3م صفحة 101 و 107 ،، فقه 3م صفحة 62 ))
والأصل في التعامل المالي الحل أيضا
(( توحيد 3ث صفحة 70 ))
وان الابتداع في العادات الاباحة
(( توحيد 3ث صفحة 116 ))
وليس هذا فحسب ؛ بل إن العادات الدنيوية إذا نوى بها المسلم التقرب إلى الله صارت عبادة
(( حديث 3ث صفحة 74 و 125 ،، تفسير 1م صفحة 105 ))
ومن أمثلته : النوم
(( حديث 2ث صفحة 104 ))

رابعا : الحث على تعلم العلوم الدنيوية .
إن الموقف من الغرب ، والنهي عن التأثر به ، وتصدير ثقافته وفكره ، والتحذير من ذلك ، إن هذا لا يعني أن نحرم أنفسنا من الاستفادة من العلوم العلمية التي تميز بها ، بل أن هذا من الأمور المهمة التي لا بد لنا من أخذها منهم والاستفادة منها .
والمنهج الديني في مناهجنا يقرر هذا بوضوح ،
فالمنهج يقرر وبعمومية : أن العلوم الدنيوية محمودة
(( حديث 1ث صفحة 66 ))
ويوضح أهمية الاستفادة من الكفار وتقليدهم في العلوم النافعة
(( توحيد 3ث صفحة 76 ))
وفوق هذا يقرر : أن تقليد الكفار في العلوم المباحة يعتبر من ديننا
(( توحيد 1ث صفحة 97 ))
ونجد بعض الأمثلة في مناهجنا لهذه العلوم ا لنافعة ، كتعلم الحاسب الآلي والكهرباء ، إذ يوجه المنهج الطلاب أن تعلمها من صور استغلال الوقت
(( حديث 3م صفحة 86 ))
وبعد هذا دعوة من مناهجنا للطلاب في التفوق ، كما تراه من حث عليه في
(( حديث 2م صفحة 126 ))

خامسا : الترابط بين الطالب ومجتمعه .
المنهج الشرعي يربي الطالب على الاتصال بمجتمعه ، ومد جسور الترابط والتواصل مع المجتمع والوطن ، وتمديد صلات المحبة والمودة والحرص من الطالب لمجتمعه ؛ والمنهج يسعى لذلك من خلال عدة رؤى شرعية .
ففي المنهج أن حب الأوطان تابع لحب العبد لله تعالى
(( توحيد 2م صفحة 101 ))
ويقرر المنهج مفاهيم ضرورية في هذا الباب :-تقرير مفهوم خدمة الأمة والوطن
(( حديث 1ث صفحة 72 ))
ومفهوم حق الوطن
((حديث 2ث صفحة 72 ))
وعن نعمة الأمن
(( فقه 1ث صفحة 104 ،، تفسير 1م صفحة 124 ))
وعن أداء المصالح العامة ، وكون التقصير فيها من الظلم
(( حديث 2ث صفحة 123 ))
ويزيد هذا التواصل كثيرا ، حين تثني مناهجنا على بعض الجوانب الحسنة في بلادنا ، مما يشكل لدى الطالب رؤية ايجابية لبلده ومجتمعه ، تجد هذا الثناء في مواضع مثلا
(( تفسير 1ث صفحة 23 ،، فقه 1ث صفحة 95 ،، فقه 2ث صفحة 31 ))
ويتربى الطالب على احترام الأماكن العامة ومنها : دورات المياه العامة ،
(( حديث 1م صفحة 42 ، فقه 1م صفحة 18 ))
ومن صور التواصل مع المجتمع : توسيع أفق فكر وفهم الطالب ، بحيث ينظر في الأحكام إلى المجتمع ومدى تأثره ، ففي المنهج حديث عن آثار الزنا على المجتمع
(( فقه 1ث صفحة 75 ))
وكذا آثار اللواط
(( فقه 1ث صفحة 79 ))
ويضع للطالب في التعامل الاقتصادي آدابا ومبادئ مهمة ، كالأمانة والصدق
(( حديث 2ث صفحة 79 ))
وتجنب الغش
(( حديث 2ث صفحة 79 ))
وان لا يترتب على المعاملة إضرارا بأحد
(( حديث 2ث صفحة 79 ))
وذم الكسب الحرام
(( تفسير 3م صفحة 124 ))
فيتصل الطالب بمجتمعه ، بتعامل أخلاقي راقي ، يؤثر فيه حاجة المجتمع على حاجة نفسه وهواها .
ومن المفاهيم المهمة في هذا التواصل ما يقرر المنهج من اهتمام الإسلام بكل حي
(( حديث 1م صفحة 112))

سادسا : الحث على العمل والإنتاج .
فالإسلام هو دين الحركة والعمل
(( حديث 2ث صفحة 127 ))
وتقرير هذا المفهوم لدى الطالب عن دينه ، سيجعله أكثر نشاطا وإنتاجا ،
وربما يتصور بعض المسلمين أن الزهد في الحياة الدنيا ، وعبادة الله تعالى تنافي العمل والإنتاج والسعي والكدح ،وهذا مفهوم ربما انتشر لدى بعض الناس ، وقد تناولته المناهج بالتوضيح الكافي والعلاج الشافي .
فلا منافاة أصلا بين السعي للرزق وعبادة الله
(( توحيد 1م صفحة 109 ))
وتوضح المعنى الحقيقي للزهد وهو ما اشغل عن الله
(( حديث 3ث صفحة 84 ))
وان تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية هو من الإيمان
(( حديث 2م صفحة 12 ))
والعمل للدنيا والآخرة
(( تفسير 2م صفحة 118 ))
وتقرر أن الأخذ بالأسباب المادية لا ينافي التوكل
(( تفسير 3ث صفحة 88 ،، توحيد 3م صفحة 105 ،، توحيد 1م صفحة 32 و33 ،، حديث 1م صفحة 18 ))
وتصل ذلك بالنهي والذم للكسل والبطالة
(( تفسير 3م صفحة 107 ))
وليس المقصود فقط الإتيان بالعمل ، بل من المهم أن يكون لدينا الحرص على إتقان العمل
(( حديث 1م صفحة 51 ))
ويقرر المنهج أيضا أن الترتيب والتنظيم من الإسلام
(( تفسير 3م صفحة 84 ))
ويقرر حرص الإسلام على اتخاذ أسباب السلامة
(( حديث 1ث صفحة 102 ))
وأهمية الحفاظ على الوقت وعدم تضييعه
(( حديث 1ث صفحة 47- 49 ))
ويبرز المنهج للطالب أهمية حصول الاستقرار والإنتاج وعمارة الأرض ويجعله من الأهداف والمقاصد التي يسعى الجميع لها ، فهو يضعه هدفا وثمرة من ثمرات التميز لدى المسلم كما تجده في
(( حديث 2ث صفحة 66 ))
ويجعل من ثمرات طاعة ولاة الأمر : اتجاه الأمة للبناء والتنمية
(( حديث 1ث صفحة 59 ))
وينهى عن تحديد النسل ، ويجعل من آثاره قلة الإنتاج واشتداد الأزمة
(( فقه 3ث صفحة 54 ))
ويذم الربا لكونه وسيلة لهدم النشاط والعمل الشريف واستثمار الأرض
(( تفسير 2ث صفحة 109 ))
وتبحث المناهج بعض صور التعامل المعاصرة ، فتكيفها فقهيا ، وتقرر ما يباح مما يحرم منها بناء على الأدلة الشرعية ، ومن تلك المعاملات : القروض المصرفية والكمبيالات والإيجار المنتهي بالتمليك والحوالات والبطاقات المصرفية والبطاقات الائتمانية والأسهم والسندات وشركة المساهمة
(( فقه 2ث صفحة 73 – 136))

سابعا : الثناء والحث على الجمال والنظافة .
فيوجه المنهج الناشئة إلى أهمية المنظر الحسن والنظافة
(( حديث 1ث صفحة 10 ،، حديث 2م صفحة 114 و 121 ،، حديث 3م صفحة 27 ،، فقه 3م صفحة 71 ))
ويحث على بعض الأفعال الحسنة المتعلقة بذلك ،وينهاه عن ضدها :
فيحث على استعمال فرشاة الأسنان
(( فقه 1م صفحة 25 ))
وخلع الجوارب إن كانت رائحتها كريهة
(( فقه 1م صفحة 29 ))
وعدم إلقاء شعيرات السواك في المسجد
(( فقه 1م صفحة 26 ))
واستعمال الطيب ومدح حسن الرائحة
(( فقه 3م صفحة 73 ،، حديث 3ث صفحة 134 ))
وكذا : حلق العانة وقص الشارب والأظفار
(( حديث 3م صفحة 28))

سادساً: المناهج وتوثيق رابطة الإخوة بين المسلمين
لمناهجنا الشرعية عناية فريدة بتربية الطلاب وتوعيتهم بأهمية الأخوة الإسلامية ، والسعي لتعليم الطلاب سبل توثيق العلاقة ، وتقوية الأواصر ، بين بقية إخوانه المسلمين ، وتجنب كافة ما يشوش على هذه العلاقة .
تضع المناهج تقريرات عامة ، ووصايا مجملة ترسخ هذا الأمر كمفهوم ومنهج واضح لدى الطلبة ..
فتأصل فضيلة المحبة في الله
(( حديث 2م صفحة 80 ، حديث 1ث صفحة 62 ))
وتقرر أن إشاعة المحبة والألفة بين المسلمين من الأمور التي يسعى لها الدين
(( حديث 2م صفحة 15 ))
وتؤكد على انه يجب أن يكون هناك ترابط بين المسلم وأخيه المسلم
(( حديث 2م صفحة 68 و 92))
وان على المسلم أن يسعى دائما لكل ما يجلب المحبة والمودة
(( حديث 2م صفحة 73 ))
وان السفر لزيارة الأخ من الأمور المشروعة
(( حديث 2م صفحة 81 ))
ويحذر المنهج من كل ما يثير الشحناء والبغضاء والفرقة ، وكل ما يكدر صفاء هذه العلاقة
فيذم المنهج البغض والكره
(( حديث 2م صفحة 15 ))
ويشير إلى أن زرع الفرقة بين المسلمين هو من اخطر أسلحة الأعداء
(( حديث 2م صفحة 54 ))
ويحذر من الخصومة فيقرر عقوبة المتخاصمين
(( حديث 2م صفحة 84 ))
وفوق هذا : لا يكتفي المنهج بذلك ، بل يدعو إلى الإصلاح بين الناس ويقرر أهميته
(( حديث 2م صفحة 123 ))
بل ويقرر جواز الكذب من اجل هذا الإصلاح
(( حديث 2م صفحة 123 ))
وبعد هذا :-
نجد في مفردات مناهجنا تقريرا لحقوق وآداب كثيرة من حقوق الأخ المسلم على إخوانه ، وحث على الإتيان بها ،ومن هذه الحقوق :-
1- إجابة الدعوة
(( توحيد 3م صفحة 98 ، حديث 2م صفحة 67 )) 2 - حسن الظن به (( توحيد 3م صفحة 51 ، حديث 3م صفحة 116 ))
3- محبته
(( حديث 2م صفحة 15 ، حديث 2ث صفحة 124 و 143 )) 4- رد السلام (( حديث 2م صفحة 67 )) 5- تشييع الجنازة ((حديث 2م صفحة 67 ))
6- تشميته إذا عطس
((حديث 2م صفحة 67 )) 7- قضاء الحاجات (( حديث 2ث صفحة 11 ))
8- ترك الغل والحسد
(( حديث 2ث صفحة 11 )) 9- البشاشة (( حديث 1ث صفحة 64 ))
10- الهدية
((حديث 1ث صفحة 64 )) 11- الدعاء له ((حديث 1ث صفحة 64 ))
12- ستر الأخطاء والعيوب
(( حديث 2م صفحة 78 )) 13- تجنب الجدال والخصومة (( حديث 1ث صفحة 85 ))
 14- الرفق (( حديث 1م صفحة 103 )) 15- إبرار القسم (( فقه 3م صفحة 97 ))
16- رد الحقوق لأهلها
(( حديث 2م صفحة 60 و 93 ، حديث 3م صفحة 101 ، حديث 2ث صفحة 39 ))
17- إخباره بالمحبة
((حديث 1ث صفحة 64 )) 18- النصيحة له (( حديث 3ث صفحة 69 ))  19 - الزيارة ((حديث 2م صفحة 67 ))

سابعاً: المناهج وترسيخ الأصول والمقاصد الكلية للشريعة الإسلامية
وكما أن مناهجنا الشرعية حرصت على تعليم الطلاب وتربيتهم وتوعيتهم بتفاصيل أحكام الشرع من معاملات وعبادات ، فلقد كان للمناهج أيضا عناية في المقابل بتقرير كليات الدين ، وأصول الشريعة ، ومقاصدها الكبار ، مع ترسيخ مفاهيم وقيم شرعية في نفوس الناشئة .. ويمكن أن نوجز ما طرقته المناهج من هذه الأصول والقيم في نقاط عدة :-
أولا : الوسطية :-
فيقرر المنهج بوضوح أن الوسطية من سمات الشخصية الإسلامية
(( تفسير 2ث صفحة 60 ))
ثانيا : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :-
فهو من ميزة هذه الأمة
(( تفسير 1م صفحة 95 و 111 ، توحيد 3ث صفحة 135 ))
ثالثا : عظم فضل الله وشمول رحمته :-
نجد تقرير هذا المعنى العظيم في عدة مواضع من مناهجنا الشرعية ، تجدها مثلا في
(( تفسير 3م صفحة 130 ، حديث 1م صفحة 26 ، تفسير 3م صفحة 12 ))
رابعا : عناية الشرع بالنظافة والطهارة الحسية :-
و تفصيل ذلك بشكل أوسع وأوضح في بحث المناهج والإنتاج الدنيوي ، ويضاف هنا تقريرات أخرى تجدها في:
(( حديث 1م صفحة 41 و 51 و 53 ، حديث 3ث صفحة 133 ، حديث 3م صفحة 22 ))
ويضع المنهج أمام أعين الطلاب أن الإسلام يحرص على تثبيت قواعد الصحة العامة
(( حديث 1م صفحة 42 ))
خامسا : العناية بالروابط الأخوية :-
وتفصيل ذلك أكثر سيكون في مبحث المناهج وتوثيق رابط الإخوة بين المسلمين ، ويضاف هنا ثلاثة مواضع تجدها في
(( حديث 1م صفحة 77 ، حديث 3م صفحة 16 و 74 ))
ويقرر المنهج حرص الإسلام على الابتعاد عن كل ما يضر بالمسلم
(( حديث 1م صفحة 107 ))
سادسا : العدل :-
فقد حث الإسلام على العدل
(( حديث 3ث صفحة 79 ، حديث 2م صفحة 90 ))
وحرمت الشريعة الظلم
(( حديث 2م صفحة 91 و 122 )) وحكمت بوجوب نصرة المظلوم (( حديث 2م صفحة 99 ))
سابعا : مراعاة المصالح والمفاسد :-
فالشريعة الإسلامية تراعي المصالح والمفاسد
(( حديث 3ث صفحة 146 و 184 ، حديث 2ث صفحة 26 ))
وتضع المناهج أمثلة تطبيقية لهذه القاعدة الكلية المهمة ، فمن ذلك أن المنكر يدفع بأيسر ما يمكن أن يندفع به
(( حديث 3م صفحة 146 )) وانه يجوز السكوت عن المنكر إذا ترتب على إنكاره منكر أعظم منه (( فقه 3ث صفحة 198 ))
ويؤكد المنهج ذلك بتقرير خطأ من ينظر إلى للمفسدة ويغفل جانب المصلحة الأعظم منه
(( حديث 3ث صفحة 185))
ثامنا : الأخلاق والآداب العامة :-
فتجد تقرير أهمية الأخلاق الفاضلة وتريبة الإسلام للمسلمين عليها
(( حديث 3م صفحة 86 ، حديث 2م صفحة 12 ، حديث 2ث صفحة 64 ))
ونجد من الأخلاق والآداب :-
1- الصبر
(( حديث 3ث صفحة 153 – 158 ، توحيد 3ث صفحة 136 ، حديث 2م صفحة 105 ، تفسير 3ث صفحة 145 ، حديث 1ث صفحة 23 ، تفسير 2ث صفحة 93 و 129 و 149 ))
2- الأمانة
(( حديث 3ث صفحة 196 – 199 ، حديث 2ث صفحة 47 )) ومن الأمانة أداء حقوق العباد (( حديث 3ث صفحة 197 ، تفسير 3ث صفحة 16 ))
3- التعاون على الخير
(( توحيد 3ث صفحة 135 ، حديث 2م صفحة 53 ، حديث 1ث صفحة 23 ))
4- الحياء
(( حديث 3م صفحة 22 ، تفسير 3ث صفحة 50 ))
5- التواضع وذم الكبر
((حديث 2م صفحة 97 و 100 ))
6- سلامة الصدر
(( حديث 2م صفحة 112 ))
7- الوفاء بالعهد
(( توحيد 3م صفحة 137 و 139 ، تفسير 3ث صفحة 64 )) ويؤكد هذا بذم نقض العهود (( تفسير 3ث صفحة 95 و 144 و 149 و 161 و 173 )) ولا يجوز الغدر بالكفار ولو ظهرت لنا إماراته (( تفسير 3ث صفحة 96 ))
8- الصدق
(( حديث 1ث صفحة 52 ، حديث 3ث صفحة 70 )) ويؤكد هذا في ذكر ذم الكذب (( حديث 1ث صفحة 53 – 58 ، تفسير 2ث صفحة 69 ))
وتفصيل ذلك في مبحث المناهج وتعزيز الأخلاق والآداب العامة
تاسعا :حفظ الضروريات الخمس ( الدين ، النفس ، العقل ، النسل ، المال ) :-
وذلك مقرر في
(( حديث 3م صفحة 118 ، فقه 1ث صفحة 9 – 14 ))
عاشرا : العناية بتقرير خصائص الشريعة الإسلامية :-
فيتعلم الطالب في هذه المناهج بعض الخصائص الكلية للشريعة التي يدين الله بها ، ومن هذه الخصائص :-
1- كون مصادرها محفوظة (
( حديث 2ث صفحة 57 ))
2- وغنى مصادرها
(( حديث 2ث صفحة 58 ))
3- وكونها رسالة عالمية
(( حديث 2ث صفحة 60 ))
4- وأنها إلهية المصدر والغاية
(( حديث 2ث صفحة 57 ))
5- وقيامها على اليسر والسهولة
(( حديث 2ث صفحة 60 و 127 ، حديث 3م صفحة 50 ))
6- ومع كونها رسالة وسطية
(( حديث 2ث صفحة 59 ، حديث 1ث صفحة 14 ، ))
7- وشاملة لجميع شؤون الحياة
(( حديث 2ث صفحة 26 و 128 و 163 ، حديث 1ث صفحة 10 و 79 و 81 ))
حادي عشر : نفع الناس :-
فمن مبادئ الإسلام القيام بحاجات المسلمين
(( حديث 2م صفحة 78 و 95 ))
وان أفضل الأعمال ما فيه نفع متعد للآخرين
(( حديث 2ث صفحة 127 و 143 ))
ثاني عشر : إكرام المرأة :-
فالإسلام قد سبق غيره في إكرام المراة
(( تفسير 2ث صفحة 145 ، فقه 2م صفحة 72 ، تفسير 3ث صفحة 197 ، حديث 2ث صفحة 29 ))
وكونها متساوية مع الرجل في التكليف
(( حديث 2ث صفحة 153 ))
وحث على إكرامها زوجة
(( حديث 2ث صفحة 154 )) والزم ببرها وأكد حقا حين تكون أما (( حديث 2ث صفحة 154))
ثالث عشر : موافقة الفطرة :-
فتوضح المناهج أن الإسلام هو دين الفطرة
(( تفسير 2ث صفحة 100 ))
رابع عشر : إكرام الحيوان :-
فيبين المنهج عظمة الدين في الأمر بالإحسان إلى كل حي
(( حديث 2م صفحة 119 ))
ويقرر أهمية الإحسان إلى الحيوان
(( حديث 2م صفحة 119 ، حديث 3م صفحة 120 ))
ويحكم بحرمة إيذاءه
(( حديث 2م صفحة 119 )) ووجوب النفقة على البهائم في (( فقه 3ث صفحة 94 ))
وانه لا يجوز اتخاذ الحيوان هدفا
(( فقه 3م صفحة 50 و 60 ))
أو ذبحه لغير الأكل
(( فقه 3م صفحة 50 )) ويحرم أيضا لعن الحيوان (( حديث 1م صفحة 111 ))

ثامناً: المناهج .. وعلاقة الحاكم والمحكوم
علاقة الحاكم والمحكوم من القضايا الشرعية التي قررتها النصوص ووضحت معالمها وأعطت كل ذي حق حقه ، وقيام هذه العلاقة على نهج سواء كفيل لان يحفظ بالمجتمع أمنه واستقراره ويدفعه للإنتاج والتقدم بعد توفيق الله تعالى
ولمناهجنا الشرعية نظرات فذة وفريدة في تقرير هذه العلاقة ، وتوعية الناشئة بها ، وبمفاهيمها وأصولها ،

ومن خلال قراءة لمفردات المناهج الشرعية المتعلقة بهذا الجانب يمكننا أن نوجز خطوطها العريضة في النقاط التالية :-
أولا : تقرير أهمية الاجتماع ، ومفهوم الطاعة للأمير .
فيقرر المنهج أهمية الاجتماع
(( حديث 1ث صفحة 57 )) ، ومشروعية البيعة (( تفسير 3م صفحة 77 )) ، ويوضح للطلاب مفهوم اتساع دائرة الإمرة (( حديث 1ث صفحة 57 )) ،و طاعة الأمير ولو كان أميرا في سفر (( حديث 1ث صفحة 23 ))
وتؤكد هذا المعنى بتوضيح الحكمة من طاعة ولي الأمر
(( حديث 1ث صفحة 60 )) ، وتقرير الآثار الحسنة لطاعتهم والاجتماع عليهم (( حديث 2م صفحة 23 ))
والموقف السليم من المسلم عند وقوع الفتن أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم
(( توحيد 3ث صفحة 113 ))
وكذا يجب على الناس أن يصبروا على جور الولاة
(( توحيد 3ث صفحة 114 ))
وهذه المفاهيم مما تعزز في نفوس الناشئة مفهوما متأصلا في أهمية الاجتماع والطاعة .

ثانيا : الحقوق والآداب الواجبة للحاكم :-
فيجب الاجتماع عليه (( حديث 2ث صفحة 147 )) ، والجهاد والنصرة معه
(( حديث 2ث صفحة 148 )) ، والنصيحة له (( حديث 2ث صفحة 148 )) ، وإقامة الشعائر معهم (( توحيد 3ث صفحة 149 )) والسمع والطاعة له (( فقه 1ث صفحة 110 ، تفسير 3ث صفحة 16 ، حديث 2ث صفحة 147 ، توحيد 3م صفحة 21 و 25 ، توحيد 2م صفحة 25 )) ، وحرمة الخروج عليه (( فقه 1ث صفحة 111 ، حديث 2ث صفحة 149 )) وتوضح حكم من يخرج على الحاكم وهم البغاة (( فقه 1ث صفحة 110 )) والدعاء له (( حديث 1ث صفحة 133 )) ، ومراجعته بالأدب والحكمة (( حديث 2م صفحة 23 )) ،
ومما يختص به الحاكم إقامة الحدود
(( فقه 1ث صفحة 63 )) ، والتعزير (( فقه 1ث صفحة 116 ))
وتؤكد المناهج حق الوالي بان من الورع أن يؤتى حق ذي السلطان
(( حديث 3ث صفحة 184 )) ، وتوضح من دروس الهزيمة العودة لطاعة ولاة الأمر (( تفسير 2ث صفحة 139 ))
وتدعو للتعاون معهم من خلال إبلاغ الجهات المختصة عمن يجاهر بالمعاصي
(( حديث 1م صفحة 114 ))

ثالثا : الحقوق والواجبات للرعية .
فيجب على الحاكم أن يحكم بينهم بشرع الله
(( حديث 2ث صفحة 149 )) ، وان ينصح لهم (( حديث 2ث صفحة 150 )) ، وان يرفق بهم (( حديث 2ث صفحة 150 )) ، ويجب أن يقيم العدل فيهم (( حديث 2ث صفحة 150 ))

رابعا : الطاعة في المعروف
فلا تجوز الطاعة في معصية الله ، ولا فيما لا يقدر عليه الإنسان ، أو يضر به
(( حديث 1ث صفحة 60 ))

تاسعاً: المناهج ،،، والتعامل مع المخالفين ..
المنهج الدراسي قد سار مسيرا معتدلا في التعامل مع المخالفين بلا تفريط ولا إفراط ، فالمنهج أولا يدعو إلى الدعوة إلى الله وتبليغ دين الله تعالى ، فيقرر المنهج فضل الدعوة إلى الله تعالى
(( توحيد 1م صفحة 47- 49 )) ويقرر أيضا تعليم الناس دين الإسلام (( توحيد 1م صفحة 48 ))

وهذا الأسلوب من أهم الأساليب في التعامل مع أي مخالف ، فلا أسلوب ولا منهج أفضل من منهج الدعوة والتعليم بالحكمة والرفق ، إذ فيه تعريف الآخرين بالدين الذي نعتنقه ، وهذا التعريف كاف في إقناع الكثير من المخالفين أو تخفيف شرهم وفسادهم ، إلى كونه اعذارا إلى الله تعالى بقيامنا بهذه العبادة المهمة .
وتؤكد المناهج على أهمية البصيرة في الدعوة وضرورة الحكمة فيها
(( توحيد 1م صفحة 49 ،، حديث 1ث صفحة 16 )) ، حتى تؤتي الدعوة أثرها البالغ ، ويضرب لذلك في التعامل مع المخالف الذي يحمل تميمة قد نهت عنها الشريعة ، فتقرر المادة الدراسية أن يكون القطع بالتي هي أحسن لان العنف قد يؤدي إلى المنازعة والشقاق (( توحيد 1م صفحة 72 ))
وتؤكد هذا المعنى أيضا في تقرير أهمية استعمال الأساليب المناسبة من القول الحسن والتعامل الكريم
(( حديث 1ث صفحة 16 و 19 ))
وتؤكده أيضا في أهمية الرفق بالجاهل في التعليم ، وبالفاسق في الإنكار
(( توحيد 2م صفحة 84 ))
وفيما يتعلق بالخلاف الشرعي المقبول فتتناوله المناهج تناولا فريدا ، فهي أولا: لا تنصر مذهبا على مذهب ، ولا تجد في أي مقرر أية دعوة إلى اعتناق مذهب معين أو تفضيله على غيره ، أو الاستهانة بأية شي من هذه المذاهب ، بل نجد ترجمة واسعة لكل مذهب من المذاهب الأربعة ، وتلامذة كل مدرسة ، وابرز مؤلفاتها في
((مقرر الفقه 3ث صفحة 11 – 21))
ومن تقدير المنهج للعلماء ولأقوالهم حتى وان كانت مخالفة تقريره لأسباب الاختلاف العلماء ، مما هو تقدير لهم وبحثا عن أعذارهم
(( فقه3 ث صفحة 17 ))
ويدعو المنهج إلى تلمس الأعذار للعلماء عند المخالفة
(( فقه 3ث صفحة 17 ))
وتدعو أيضا إلى قبول أعذار الصالحين إذا اخطأوا عن اجتهاد
(( تفسير 3م صفحة 6 ))
هذا فيما يتعلق بالخلاف المذهبي المقبول والمستساغ
وأما حين يكون الخلاف خلافا غير مقبول ، ولا مستساغ ، أو حين يكون المخالف مرتكبا لناقض من نواقض الإسلام واقعا في المكفرات ، فقد سارت المناهج في التعامل مع هذا الخلاف تعاملا شموليا متكاملا ..
فتبدأ المناهج أولا: بوضع العلاج الوقائي في التعامل مع هذه القضية ، وفي تناول المخالف بالحكم أو التكفير ، هذا العلاج يمكن في التحذير من الفتيا وبيان عظم شانها والتحذير من أي تساهل بها
فمن ذلك أننا نجد في مناهجنا تقريرا وتأكيدا على أهمية الفتيا وعظم شأنها
(( فقه 3ث صفحة 175 ))
وتحذر أيضا من خطورة الجرأة على الفتيا
(( حديث 1ث صفحة 70 ))
بل وتقرر مشروعية الحجر على من يفتي بغير علم
(( فقه 3ث صفحة 197 ))
وهذا بلا شك من التربية الوقائية للناشئة ، تضع أمامهم حدودا مانعة من التساهل والاستهانة بالتكفير .
وتتواصل هذه التريبة الشاملة ، والمنظومة المتكاملة ، في التعامل مع المخالف هنا ، بتأصيل عظم شان التكفير ، وخطورة بابه ، والتخويف من اقتحامه
فتقرر المناهج في هذا الباب حرمة دم المسلم وعرضه
(( حديث 1م صفحة 82- 83 ))
ثم تحذر المناهج الطلاب من خطورة التكفير وتكرر ذلك (
( حديث 1م صفحة 83 ،، توحيد 3ث صفحة 32 ))
وتوجه المناهج بالطلاب وتنصحهم بان نصح المسلم خير من المسارعة إلى تكفيره
((حديث 1م صفحة 84 ))
وتزيد المناهج الطالب تحصينا وحماية في هذا الباب فتوضح أهمية الورع عن أعراض الناس وأموالهم
(( حديث 3ث صفحة 186 ))
وتزيد المناهج أيضا في هذه الوقاية فتحذر الطلاب من الغلو
(( توحيد 3ث صفحة 112 ))
ثم بعد هذه التربية الوقائية ، توضح المناهج المنهج الصحيح في التعامل مع المخالف الواقع في الكفر ، وتربي الطلاب على المنهج الوسط المعتدل المبني على الكتاب والسنة ، بوسطية سنية معتدلة بين منهج الغلاة الخوارج والجفاة المرجئة
فالمنهج لا ينفي وجود التكفير ، ولا ينفيه ، لكنه يضع له شروطا مهمة ، وضوابطا ضرورية لا يجوز الإقدام على التكفير إلا بعد اجتماع هذه الشروط وانتفاء هذه الموانع :-
وقبل أن ندخل في هذه الضوابط نشير إلى تقرير المنهج إلى قاعدة مهمة مطردة وهي : أن أهل السنة لا يكفرون من خالفهم
(( توحيد 3ث صفحة 33 )) والى قاعدة أخرى وهي أن المسلم قد يكون فيه شي من خصال الجاهلية ولا يقتضي ذلك كفره (( توحيد 2م صفحة 99 ))

ونعود الآن إلى هذه الضوابط والقواعد المهمة :-
فأولا : لا بد من كون المخالف عالما بكون فعله هذا مخرجا له عن الملة
يوضح ذلك المنهج في تقريره أن لا عقوبة لجاهل
(( تفسير 2ث صفحة 80 ))
ويقرر المنهج أن موانع التكفير : الجهل
(( توحيد 3ث صفحة 34 ))
ويقرر أيضا عدم تكفير المشرك الجاهل
(( توحيد 3ث صفحة 34 ))
وتزيد ذلك بان المشرك لا يحبط عمله إلا حين يكون عالما
(( توحيد 1م صفحة 79 ))
وحتى الحدود لا يجوز إقامتها إلا على من كان علما بالتحريم
((فقه 1ث صفحة 62 ))
وثانيا : لا بد من انتفاء موانع التكفير ،
وقد وضعت المناهج موانعا أربعة لا يجوز معها تكفير احد من المسلمين حتى ولو ارتكب مكفرا إلا بعد زوال هذه الموانع وهي ( الجهل والإكراه والتأويل والخطأ ) راجع
(( توحيد 3ث صفحة 34 – 35 ))
وثالثا : لا بد من كون الفعل الذي وقع فيه المخالف كفرا ، ولا يعرف ذلك إلا بالدليل الشرعي ، فالتكفير لا يكون بكفر ثابت كونه كفرا بالشرع ، تجد هذا التقرير في مقرر توحيد 3ث صفحة 34
وتزيد هذا المعنى توضيحا فتقرر المناهج أن المعصية لا تخرج عن الإسلام ما لم تكن شركا
(( تفسير 3ث صفحة 198))
وحتى لو كانت هذه المعصية شركا اصغر فلا تخرج صاحبها من الإسلام ، ولا يمنع من الموالاة لصاحبها
(( توحيد 3ث صفحة 15 ))
ورابعا : تحذر المناهج من تكفير العموم ، وتقرر ا ن هذا من شأن أهل البدع (( توحيد 3ث ))
وخامسا : وحين نشترط إقامة الحجة ، فيقرر المنهج أن إقامة الحجة لا تكون إلا لمن يحسنها (( توحيد 3ث صفحة 26 ))
وأما ما يتعلق بالمخالفين الكفار فيقرر المنهج أولا أساسا مهما في التعامل معهم ،وقاعدة مطردة في هذا الباب وهي انه لا يكره احد على الدخول في الإسلام
(( تفسير 2ث صفحة 100 ))

عاشراً: المناهج .. والأسرة .
الأسرة هي اللبنة الأولى ، والنواة الأساس في بنية المجتمع ، وأي نهوض بالمجتمع وارتقاء به لا بد أولا أن يمر عبر الأسرة ، فصلاحها وفسادها سيتعدى إلى المجتمع جميعا ، ولقد عنيت الشريعة بشأن الأسرة ، وأعطت لكل فرد من أفرادها حقوقا له ، وألزمته بواجبات عليه ، ووثقت روابط العلاقة ، ووضعت أسسها وأحكامها ، وتحقيق ذلك كفيل بإذن الله في إخراج أسرة مسلمة سعيدة في الدنيا والآخرة
ولقد سارت المناهج في تقرير شأن الأسرة ، وبيان حقوق أفرادها ، متوافقة مع المنهج الشرعي في هذا الشأن
توضح المناهج أهمية الأسرة ، وان استقرار الأسرة موصل في النهاية لاستقرار المجتمع
(( فقه 3ث صفحة 21 ))
وهذا المجتمع المسلم من صفته المحبة والرحمة
(( تفسير 2ث صفحة 112 ))
وقد حفظت مناهجنا لهذه الأسرة كيانها وحرمتها ، فحذرت من الطعن في الأنساب
(( توحيد 2م صفحة 95 ))
وتحرر مناهجنا الوسيلة الأولى قيام الأسرة ، والطريقة الصحيحة لتكوين الأسر المترابطة وهي النكاح
(( فقه 3ث صفحة 26 ))
وفصلت المناهج الأحكام المتعلقة بالنكاح من الصداق
(( فقه 3ث صفحة 44 ))
ووليمة النكاح
(( فقه 3ث صفحة 47 ))
وأحكام نشوز الزوجة
(( فقه 3ث صفحة 58 )).
وللاستزادة من أحكام النكاح
(( فقه 3ث صفحة 24-43 ))
ولقد ذم المنهج الأسباب المؤخرة عن الزواج ، وذكر شيئا منها كغلاء المهور والتعذر بالدراسة وعدم تهيأ المسكن ودعا لتجاوزها والتعجيل بالزواج
(( فقه 3ث صفحة 28 ))
ولا شك أن تحصين الشاب بالزواج ، وتهيأه لتكوين أسرة جديدة ، لهو من الأسباب المهمة في تحصين المجتمع وحمايته من الفساد والشرور
ثم ان مناهجنا أعطت كل فرد من أفراد الأسرة حقه ، وبينت واجباته ..
فالفئة الاولى : وهم الوالدان ..
وقد فصلت المناهج كثيرا في حقوق الوالدين ، ووجوب برهما ، وحرمة عقوقهما
(( حديث 3م صفحة 73 ،، حديث 1ث صفحة 111 ، حديث 2ث صفحة 45 ))
وحثت كثيرا إلى الإحسان إلتهما
(( تفسير 3ث صفحة 63 و 166 و 232 ))
والفئة الثانية : وهم الزوجان ..
وقد فصلت المناهج في حقوق الزوج
(( فقه 3ث صفحة 59 )) ، وفي حقوق الزوجة (( حديث 2ث صفحة 161 ،، فقه 3ث صفحة 51 )) وفي الحقوق المشتركة بينهما (( فقه 3ث صفحة 52 ))
وقد حرص المنهج على تربية الناشئة على السعي إلى الإصلاح بين الزوجين
(( فقه 3ث صفحة 59 ))
والفئة الثالثة : وهم الاولاد ..
فتحدث أولا عن حقوق الأبناء
(( حديث 2ث صفحة 167 – 171 )) ووضحت بعض وسائل تربيتهم (( حديث 2ث صفحة 170 )) وقد ذكر المنهج من تلك الوسائل : مراعاة مواهب الأبناء وتوجيهها كمن يهوى مثلا الصناعة ((حديث 2ث صفحة 170 ))
ومن حقوق الأولاد : الحضانة
(( فقه 3ث صفحة 98 – 100 ))
ومن رحمة الله ؛ أن محبة الوالد لولده إذا اقترنت بها نية الإصلاح صارت هذه المحبة الفطرية عبادة لله تعالى
(( توحيد 3ث صفحة 47 ))
وقد رغب المنهج أيضا في تربية البنات ؛ فذكر عظم فضل من عالى جاريتين
(( حديث 2ث صفحة 154 ))
ونهى عن القسوة والغلظة على الأطفال ، وان هذا من مظاهر الرجولة الخاطئة
(( حديث 2ث صفحة 79 ))
وكذلك ذم من يوكل تربية أولاده للخدم
(( حديث 3ث صفحة 195 ))
الفئة الرابعة : وهم الاقارب والارحام
فنجد الحث على صلة الأرحام
(( حديث 2ث صفحة 123 ،، تفسير 3ث صفحة 144 ،، حديث 1ث صفحة 115 )) وكذلك تحث على إيتاء ذي القربى (( تفسير 3ث صفحة 161 ))
وتوضح المناهج فضيلة صلة الرحم
(( حديث 2م صفحة 82 ))
وبعض الوسائل والطرق التي تتم بها صلة الرحم
(( حديث 3م صفحة 75 ،، حديث 2م صفحة 82 ))
وفي المقابل : ذم قاطع الرحم
(( توحيد 2م صفحة 91 ))
وتوضح حقوق الأقارب
(( حديث 1ث صفحة 115 ))
وتلزم الغني بالنفقة على قريبه الفقير
(( فقه 3ث صفحة 94 ))

هذا غيض يسير من الفيض الكثير الذي تقرّره هذه المناهج، وبه يدرك المنصف الشمول والسعة والثراء الذي تحتويه هذه المناهج، وأن الحملات الموجهة الطاعنة في هذه المناهج لم تكن في كثير منها حملات بريئة ومنصفة، بل كانت وللأسف حملات بغي وعدوان تعمي بصرها عن المنهج العام الذي تسير عليه المناهج، وتكتفي بتتبع بعض العبارات والاشارات التي لا يعرف من المناهج سواها.
وعوداً على بدءٍ، أكرر ما كررته في أول هذه المقالة من أن المناهج بحاجة إلى المراجعة والتطوير ، وأن الطعن الموجه لهذه المناهج لا يجوز أن يكون سبباً للتمسك بالخطأ ، أو الاصرار على الحال، بل ما كان من هذه الانتقادات حقاً فالواجب قبوله، وما كان باطلاً فيرد على صاحبه، ولا بد مع ذلك من الدفاع عن هذه المناهج والذبّ عن الحق الذي تتضمنه وتدعو له.
 

فهد بن صالح العجلان
الرياض.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
تبرئة المناهج
  • تبرئة المناهج
  • بحوث ومقالات
  • التربية البدنية
  • مناهجهم..لامناهجنا
  • المدارس الأجنبية
  • الصفحة الرئيسية