صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







سنة أولى .. طلاق !!

أبو أحمد ( مهذب )

 
قبل الزواج . .
يرسم الإنسان لنفسه حياة ..
ريحها . .
عبير الفل والريحان ...
وارف ظلها . .
عذب ماؤها ..
وسيعة الأرجاء . .
مشرقة . .
كأنها الضحى لحظة اختباء الشمس خلف الغيوم . .!
حياة ورديّة ..
رومانسية . .
حتى الهمسات . .
ما هي إلا انسكاب للمشاعر الدافئة . .
والحنان المتدفق . .
والحب الغائر بين الأعماق . .
و ينطلق الخيال ليتعدّى جدار الزمن . .
فإذا منظر حشود المهنئين تعلوهم ابتسامة الفرح والسرور . .
ضحكات بريئة . .
مداعبات وممازحات . .
رومانسية في الخطاب والكلام ..
بطاقات التهنئة
وعبارات التشجيع . .
ودعوات الأحبة . .
عطور ..
هدايا ..
سفر ..
اكسسوارات ...
حتى أصابع ( الشيكولاته ) وكأس العصير المثلّج يخيّل إليه أنه يراه !!

هكذا يبدو الزواج قبل الزواج !!

وما حقيقة كخيال !!
ولا خيال كحقيقة . . !!
وحين تكون الحقيقة . .
يتلاشى الخيال . .
كما تتساقط في يوم الخريف البائس . .
أوراق الظل الوارف !!
وتلبس الأحلام . .
ثياب الواقع .
.


حين تكون الحقيقة . .
ويتلاشى الخيال ..
تبدأ الحياة من جديد . . !!
أو تنتهي عند البداية !!


تعتبر الأشهر الأولى من الزواج خطاً فاصلاً بين حياة ما قبل الزواج وما فيها من رقّة ورومانسية وبراءة في الأحلام ..
وحياة ما بعد الزواج وما فيها من تحديات ومسؤوليات وتبعات . .
وهي خطوة حرجة حساسة في درب الحياة . .
إمّا أن تكون . .
أو لا تكون !!
في دراسة قام بها قسم الاجتماع وعلم النفس بجامعة الأسكندرية ، كانت النتيجة أن 45 % من حالات الإنفصال بين الأزواج تقع في السنة الأولى من الزواج !!
ولمّا كان الشيطان
أحرص ما يكون على هدم البيوت ، وذلك ظاهر في خبره صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " إن لإبليس عرش فوق الماء يبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم مكانة أعظمهم فتنة " وفي رواية زيادة : " ما تركته حتى فرقت بينه وبين زوجته فيقربه إليه إبليس ويقول أنت أنت " !!
الأمر الذي يحتّم على المصلحين وأهل الغيرة أن ينظروا لهذه الظاهرة نظر المصلح المشفق .
وفي ما بقي من الأسطر أحاول أن أتعرّض لأهم اسباب حصول هذه الظاهرة ( الانتكاسية ) في الحياة الزوجية . .
وذلك من خلال ما قرأت وسمعت وعاينت . .

من أهم تلك الأسباب :


الأسباب
1 - طول فترة الانتظار بين فترة الخطوبة ( المِلْكة ) وفترة الزواج .
بعض الأزواج يُسمي هذه الفترة بالفترة الذهبية في الحياة الزوجية ، لذلك ينصحون بطول هذه الفترة ما أمكن . .
الإحصائيات والأرقام - والواقع - لها رأي غير ذلك حيث تقول أن طول هذه الفترة يعتبرسبباً رئيساً في انتهاء الحياة الزوجية عند بدايتها . .
هذه الفترة تتميز . .
بالأحلام الوردية . .
الرومانسية . .
الخيال المتدفق . .
تزّين المرأة للرجل والرجل للمرأة . .
ليس فيها ظهور لحقيقة شخصية الرجل أو شخصية المرأة . .
لأنها فترة تنطلق من خلال التكلّف في حسن الظهور . .
فيبقى الزوج يرسم حياته المستقبلية على ما يعاين من هذا الخيال ( الواقعي ) !!
وكذلك الزوجة . .
ثم إذا تمّ الزواج تكشّفت الأوراق . . !!
وصرت تسمع نداءات مكلومة ..
" لقد خُدعت فيه " !!
" اكتشفت أن زوجتي لا تناسبني " !!
يقول أحد الأزواج المتزوج حديثاً :
من العجيب أن زوجتي دائمة الشكوى من صمتي داخل المنزل ، وأنا أعترف بأنني لاأجد كلمات أتبادلها مع زوجتي فقد قلنا كل شيء في أثناء فترة الخطوبة ، ويبدو لي أن الكلام قد نفد !! وأن الحوار لا فائدة منه !! انتهى كلامه .

2 - عدم وجود تأهيل أسري بالنسبة للشاب والفتاة قبل الزواج .
سواء كان :
- تأهيلاً اجتماعياً ، من جهة الإلمام بالعادات والتقاليد وطبائع أهل الزوجة أو أهل الزوج . .
كثيراً ما تبدأ المشاكل من جهة جهل الزوج بطبائع أهل زوجته - خاصة حين يتزوج الشاب من غير بني عشيرته وأهله - وكذلك الزوجة .
فتبدأ الملاحظات سواء من أهل الزوجة على الزوج أو من أهل الزوج على الزوجة حين يقع إخلال ببعض العادات والتقاليد المتعارف عليها بينهم ومثل هذا التأهيل الاجتماعي ضروري .
تقول فاطمة بنت قيس رضي الله عنها : َلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَلرسول صلى الله عليه وسلم ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلاَ يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ. انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ» فَكَرِهْتُهُ. ثُمَّ قَالَ: «انْكِحِي أُسَامَةَ» فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ الله فِيهِ خَيْراً، وَاغْتَبَطْت.
فنجد كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغفل قضية الوعي الاجتماعي بطبيعة الزوجة أو الزوج لما لذلك من الأثر النفسي والاجتماعي على استقرار الحياة الزوجية .

- التأهيل الثقافي ( الديني ) خاصة فيما يتعلق بقضايا الأسرة .
في النفقات ..
في أدب المعاشرة . .
في أدب الطلاق . .
وهكذا فيما يتعلق بفقهيات الحياة الزوجية .
إن غالب حالات الطلاق تحدث في ظل غياب الوعي الديني الفقهي لأدب القرآن في الطلاق . .
فلربما طلّق في طهر جامعها فيه . .
أو ربما لجأ للطلاق قبل أن يلجأ للاحترازات الوقائية التي دلّ إليها القرآن من الوعظ والهجر والحكمين من الأهل وهكذا . . !!
قلةالوعي بهذاالفقه - وأعني فقهيات الحياة الزوجية - له أثر بالغ في فشل الحياة أو تكاد !!

- ايضا التأهيل النفسي .
وذلك بوعي الرجل بطبيعة المرأة وأنها خلقت من ضلع أعوج ، وأنها مجبولة على النقص ، وأنها إن أخطأت فهي تحسن . .
إن جهل الزوج بطبيعة التركيبة النفسية للمرأة يجعله يقف أمام زوجته وهو يريد منها أن تكون " هي هي " !!
والأمر بالعكس ايضا حين تجهل المرأة طبيعة الرجل وخاصة التركيبة النفسية للرجل فإن ذلك يسبب نفورا بينهما لأن كلا منهما ينظر للآخر على وجه من طلب المثالية والكمال في ظل غياب للوعي النفسي بطبيعة الرجل والمرأة .
الدراسات النفسية تقول أن :

* المرأة تحتاج للرعاية والاهتمام ويحتاج الرجل إلى الثقة .
* تحتاج المرأة للتفهّم ويحتاج الرجل إلى القبول .
* تحتاج المرأة للاحترام ويحتاج الرجل إلى التقدير .
* تحب المرأة التكريس ويحب الرجل الإعجاب .
* تحتاج المرأة الأحقية ويحتاج الرجل التأييد .
* تحتاج المرأة إلى التأكيد المستمر ويحتاج الرجل إلى التشجيع .
* المرأة لاتقبل المواجهة بالأخطاء والرجل لا يقبل التقرير بالأخطاء .

3 - الدخول للحياة الزوجية على مقررات سابقة !!
يدخل الزوج حياته الزوجية وفي ذهنه نصائح من حوله . .
- لا تخضع لزوجتك . .
- لا تضحك . .
- إياك إياك أن تعطيها فرصة للاقتراح أو المشاورة !!
- النساء كيدهن عظيم !!
- انتبه تضحك عليك الحرمة !!
- احذر من دلع النساء !!

وتدخل الزوجة وهي متشبّعة بتوجيهات قريناتها :
- الرجال ما ينفع معهم إلا العناد ..!!
- لا تفعلي له كل ما يريد ..!!
- فتشي ثيابه .. جواله .. مكتبه !!
- لا تكوني خفيفة ظل فتستجيبن له كل ما دعاك !!
- اجعليه يركض وراءك ولا تركضين وراءه !!

وهكذا حينما يدخل الزوجان هذا - القفص - المشحون . . تجد الزوج يفسّر كل تصرّف من زوجته على تلك النصائح - رخيصة الثمن - التي استفادها من أصدقائه ..!!
والزوجة كذلك تفسّر كل تصرّف من زوجها على هذه الخلفية السابقة عن الرجل ...( حقاً صدقت فلانة في قولها ... !! )
ثم ماتلبث أن تنتهي الحياة قبل أن تبدأ !!

4 - تدخل ( الحموات ) .
من الطبيعي جداً في الحياة الزوجية أن والدة الزوج أشد غيرة على ولدها وخاصة من زوجته . .
ولذلك كثيراً ما تتدخل والدة الزوج في شئون حياة ولدها . .
الأمر الذي يشكل حرجا للزوجة . .
تقول إحدى الزوجات - في بداية أشهر زواجها - أن علاقتها بزوجها رائعه ولا يعكر صفوها سوى تدخل أم زوجها في شؤونها الصغيرة والكبيرة فهي لا تكف عن توجيه النقد إليها والتفتيش عن أخطائها وهذا يجعلها تشعر بالضيق والغضب !!!
وتعظم المشكلة حين يكون موقف الزوج موقفا سلبياً غير حكيم في هذه المواقف .
ومرة وصلتني مشكلة لإحدى الزوجات متزوجة من أربعة أشهر تذكر أن مشكلتها هي تدخل والدة زوجها في اختيار نوع الطعام الذي تطبخه !!
أما تدخل والدة الزوجة في شؤون حياة ابنتها مع زوجها فقليلاً ما يحدث ذلك وذلك عادة لبعد سكن الزوجين عن والدة الزوجة وقرب سكنهما من والدة الزوج .
وأم الزوجة في العادة يسرّها أن تبقى ابنتها في عصمة الرجل . . !!
ولذلك قليلا ما توجد مشكلات حقيقية من هذه الجهة .
إن دخول بعض الأزواج للحياة الزوجية وهو مشحون إعلامياً وبيئياً من خطورة ( الحموات ) يعرض الحياة الفتيّة إلى التضعضع والانفصال .
إن من الخطأ أن ندخل إلى الحياة الزوجية ونحن نحمل عداءً لأهلنا الجدد وتوجّساً منهم !!

5 - الخجل من المصارحة والتعبير العاطفي بين الزوجين في بداية زواجهما .
فلا الزوج يتجرأ ويتشجّع في أن يصارح زوجته بعبارات الحب والتقدير . .
ولا الزوجة تقوى على ذلك . . .
فتمر الحياة بهما رتيبة على وتيرة من التحفّظ والخجل ..
حتى في وقت المعاشرة لا ينبس الزوج بكلمة الحب ولا الزوجة . . وكأنهما آلتين يؤديان عملاً معيناً ثم ينتهي !!
وهكذا تبقى الحياة روتينية ثقيلة الرتابة مما يجعل مشاعر الحب وعاطفة الحنان بين الزوجين تخبو وتخبو حتى تنطفئ !!

جاء مرة أحد الناس يشكو ويقول صرت أشعر بعدم رغبتي في زوجتي !!
ولا أدري ما السبب !!
قال له محدثه : لا عليك يا أخي لكن إني ساءلك سؤالاً !!
هل قلت يوماً لزوجتك : أني أحبك يا زوجتي !!؟
انتفض الرجل وتوثّب وهو يقول : لا !!
قال له محدثه : إذن خذ هذه الوصفة ثم أخبرني بالنتيجة . .
إذا وصلت بيتك هذا اليوم خذ ( أحمر الشفاه - الروج - ) واكتب به على مرآة غرفة النوم بخط واضح ( أحبك ) !!
تحرّج الرجل قليلا ..!!
بعد شهور جاء الرجل يتهلل بشراً وسروراً وهو يندب أيامه التي سلفت دون أن يكتب فيها ( أحبك ) !!

إن تعبير الزوجين عن مشاعرهما لبعض ..
وانسكاب عواطفهما في حب دافء . .
وحنان متدفق . .
يزيد بين الزوجين الفتهما ويصنع منهما روحين في جسد !!
وحين تضمر هذه المشاعر والعواطف . .
يضمر الحب كزهرة ذاوية في حر الصيف
!!


6 - الاختلاط .
وأعني بذلك تساهل الزوجين في الاختلاط مع الأجانب غير المحارم بلا ضابط شرعي ...
وتبدأ خطوة الاختلاط ليلة الزفاف حين يُزفّ العريس داخل صالة النساء يرونه ويراهم على أكمل زينتهن . .
فلربما رأى منهن ما يقبّح إليه زوجته وشريكة عمره فتشغل باله وفكره وخاطره !!
ثم يتطور هذا التساهل في الاختلاط . .
إلى مرحلة ( شهر العسل ) حين يخرج الزوجان إلى خارج البلاد في رحلة ترفيهية زوجية دون مراعاة لضوابط العلاقة مع الناس . .
فلربما سافر الزوجان إلى بلاد لا تعرف معنى الطهر والحياء والحجاب . .
ينتشر بينهم السفور والعري والتفسّخ الذي ربما يصيب الرجل أو المرأة في مقتل من نظرة عابرة . . .

ثم يكون هذا الاختلاط مع أهل الزوج والزوجة من إخوان وأخوات وعيال العم وعيال الخال . . !!
بل إن بعضهم لا يمانع أن تجلس زوجته بحضرة صديقه أو جاره أو مديره في عمله !!
وتظهر ايضا خطورة الاختلاط في أماكن العمل ..
المرأة العاملة تختلط مع أصدقاء العمل . .
والرجل يختلط مع صديقات العمل . .
ومن هنا تنشأ العلاقات . .
الاعجاب . .
المباسطة ..
الممازحة ..
بل ربما وصل الأمر إلى الخلوة المحرمة !!
حتى يسقط البنيان أو يتهدّم . .

لقد كان يشدّني العجب وأنا أقرأ قوله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء " فقال رجل من الأنصار : يارسول الله أرأيت الحمو ؟!
قال : " الحموالموت
" والأحماء هم أقارب الزوج !

وإن من مظاهر الاختلاط ( الخفي ) هو التساهل في إدخال القنوات وأشرطة الفيديو التي بها صور نساء ورجال ، وطول مكث الزوجة أو الزوج أمام هذه القنوات !!
كتبت إلي مرة إحدى الزوجات - الطيبات - تقول من كثرة مشاهدتي لـ - فلان - عبر شاشة التلفزيون صرت أتمنى أن زوجي كان الذي في الشاشة !!
بل حتى أتخيله في أحلى أوقاتي وأسعدها مع زوجي . . !!
بل إني تسرّعت يوماً في لحظة غضب وأنا أقول لزوجي : تحسب نفسك بلغت جمال فلان !!!
وآخر ممن يدمن مشاهدة بعض برامج القنوات ( والأخبار ) يريد من زوجته أن تكون مثل الفنانة أو المذيعة . . !!
بل سمعت عن بعضهم أنه من هوسه بفنانة أو مذيعة ينادي زوجته باسم هذه الفناة أو المذيعة !!
ولذلك لما سئلت عائشة رضي الله عنه عن ما هو خير للمرأة ؟
قالت : خير لها أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال !!


7 - تأخر الحمل .
وهو أمر حساس جداً في بداية الحياة الزوجية . . . أذكر أن أحدا ممن أعرف لما تزوج تأخرت زوجته في الحمل لمدة أربعة أشهر فقط من بداية أيام الزواج . . .
يقول لي : فكنت أسمع أمي تعرّض ..!!
وأختي الكبيرة . . تسأل وتستفسر ..!!
والجيران يتحدثون . . !!
الأمر الذي شكّل هاجساً نفسياً عند زوجتي . .
وربما أنه شكل هاجساً نفسيا عندي ..!!
ذات ليلة فاتحت زوجتي . . بالموضوع فانخرطت بالبكاء ...!!
وهي تقول حتى أنت لم ترحمني !!!

والحمد لله أن الله قدّر بينهما خيرا كثيراً . .
المقصود أن تأخر الحمل ، بل ليس تأخر الحمل وإنما تعامل الناس مع تأخر حمل الزوجة تعامل سيء جعله عقبة دون أن تستمر الحياة الزوجية في هدوء !!


8 - التنافس الفكري الثقافي بين الزوجين .
هذا التنافس أمر محمود حين يبقى في حدود التنافس الشريف .
لكن حين يتعدّى إلى إثبات الذات يكون مهلكة !!
في دراسة كتبتها الدكتورة سامية الساعاتي الاستاذة بقسم الاجتماع بآداب جامعة عين شمس أشارت إلى أن الأسر التي تضم طرفين على قدر من العلم والثقافة تعاني من الخلافات والمشكلات أكثر من غيرها .. خاصة في محاولة السيطرة على زمام الأمر داخل المنزل وقيادة الأسرة الصغيرة .!!
وهذا السبب من أطرف أسباب الانفصال بين الزوجين !!
حدثني مرة أحدهم يقول عن رجل .. تزوج من امرأة صاحبة علم واسع وهو كان كذلك . .
يقول فلما همّ أن يتزوج عليها ثانية ، كتبت فيه رسالة مؤصّلة بالدليل الشرعي على ردّته وكفره !!

وهذا لا يعني إقرار أن يكون هناك تفاوتاً ثقافيا علميا بين الزوجين . .
إنما ينبغي أن يكون عند الزوجين وعي بطبيعة الآخر .


9 - ضعف شخصية الزوج .
تقول زوجة : زوجي شخصيته ضعيفة وسلبي ليس له رأي ولا كلمة في البيت وعلى رغم فرحتي بذلك في البداية إذ كنت المتصرفة بكل شؤون الأسرة والمسيطرة على كل شيء فإنني مع مرور الوقت بدأت أحس بالضعف وعدم الراحة ..
فأنا أولاً وأخيرا امرأة شرقية أريد أن يكون زوجي هو سيد المنزل وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة
!!
ويقول أحد الأزواج : زوجتي صاحبة شخصية متسلطة ، ولا أنكر أنها ذات عقل راجح ومنطق قوي .. وهي لا تقبل بأقل من السيطرة على كل شيء بما فيه أنا شخصياً !!
وهذا ما جعل المشكلات تنشب بيننا منذ اليوم الأول لزواجنا فتحوّلت حياتنا إلى جحيم لا يطاق !!

إن ضعف شخصية الزوج في البيت أمر يتنافى في التكليف بالقوامة التي منحها الله الرجل تكليفا لا تشريفا بقوله : " الرجال قوّأمون على النساء " !!
وحين يضعف الرجل في القيام بمسؤولية هذه القوامة على وجهها فإن الحياة لابد وأن تسير . . لكن على سير غير محمود إذ أنه تخلّف فيها عامل القوامة !!
إن المرأة مهما كانت قوية وذات عقل ومنطق . .
لا تزال محتاجة إلى الرجل ..
تحتاج أن تشعر بقوة زوجها ..
بحكمته وذكائه . .
بتحمله للمسؤولية وقيامه بها !!
إنه ليس من مصلحة الزوجة أن تنظر إلى زوجها أنه أقل منها . .
ولا من مصلحة الزوج أن ينظر إلى زوجته أنها هي صاحبة القرار !!

10 - الديون الزوجية !!
إن دخول الزوج حياته الزوجية وهو مثخن بتكاليف الزواج . .
مهر ..
جهاز ..
شبكة . .
زفاف ..
هدايا . .
قصور ..
سيارة بالتقسيط ..
بيت بالإيجار .. !!
وغير ذلك من المتطلبات التي ابتكرهاالناس تقليداً للآخرين . . ورؤية للنفس على الغير . .
هذه المتطلبات تجعل الزوج يدخل حياته وهو مقيّد بالهموم والغموم .. !!
همّ بالليل وذلّ بالنهار !!
فأي سعادة يشعر بها هذاالزوج مع زوجة يشعر في قرارة نفسه أنها هي سبب هذاالذل ...
هي سبب هذا الهمّ . .
سيما وإن لم يجد الزوج من زوجته قبولاً ومؤانسة وتضحية . . !!


11 - الهروب من المنزل !!
يدخل الزوج حياته الزوجية وهو لا يزال متعلّقا بجلسات الأصدقاء في الاستراحات والمقاهي . . !!
في جيبه بقية تذكرة سفر كان قضاها مع أصحابه وأصدقائه . . !!
فتجد الزوج يجعل بيته فقط محطة للتزود !!
أو مغسلة لكي الملابس !!
أو مطبخاً لتناول الطعام !!
والزوجة تدخل حياتها الزوجية . .
ولا تزال بقايا مكياج سهرة الصديقات متعلقة على وجنتيها . . !!
لا تكاد تصل إلى البيت حتى تخرج منه إما إلى :
سوق ..
أو زيارة . .
أو تكون في بيتها قد التصقت في أذنها سماعة الهاتف وكأنها قرطٌ لها !!
وهكذا يهرب الزوجان من عش الزوجية . . .
حتى إذا يبس العش . .
تناثرت عيدانه !!

تقول زوجة : ما إن يصل زوجي إلى البيت حتى يسألني عن الطعام واللباس !!
حتى إذا جلس للطعام . . . رنّ جهاز الجوال ..
المتحدث في الطرف الآخر أحد أصدقائه . .
يقوم زوجي على الفور يلبس ثيابه ويعود أدراجه خارج البيت . .
حتى لقمة الطعام لم أهنئ بها معه !!
ولا أذكر أني اجتمعت وإيا ه لأكثر من خمس دقائق على طاولة الطعام !!
لم أعد أشعر أنه زوجي . . !!
ثم تختم شكواها وتقول :
أنا لست خادمة . . !!
أنا لست جماداً . .
أنا لست بضاعة . . أو أثاثاً من أثاث المنزل !!
أدركوني أو . .
أدركوا زوجي !!


12 - عدم النظر إلى المخطوبة قبل الزواج .
في عادات بعض الناس - أوقل بعض الآباء - أنهم يمانعون الشاب حين يتقدم لخطبة البنت من أن يراها رؤية شرعية . .
حقيقة لا أعلم لذلك سبباً مقنعاً . . إلا أنهم يستعرّون من أن يرى ابنتهم شاب غريب عنهم !!
وهكذا يقبل الشاب بالزواج من هذه الفتاة التي لم يرها . . ولربما كان لعادات بعض القبائل والعوائل من التزاوج فيما بينهم أثر لحدوث ذلك . .
البنت لابن عمها .. وهكذا !!
فلا تقع النظرة الحلال ..
ولا هو تُرك ليبحث عمن يراها فينظر إليها نظرا حلالاً !!
حتى إذا تم الزفاف وكانت الليلة الأولى ..
إما أن تتفاجأ البنت بزوجها أو يتفاجأ هو بها !!
فلربما انقبضت نفس أحدهما عن الآخر . .
وبحكم أنها ابنة عمه فليس من السهل أن يطلقها من أول ليلة . . !!
لكن . . حياة فيها البؤس والشقاء ..
والسباب والشتم ..
ثم تنتهي بالطلاق . . !!
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يتزوج امرأة فقال له صلى الله عليه وسلم : " أنظرت إليها ؟ " قال : لا !!
قال : " فاذهب فانظر إليها " وفي رواية زيادة " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " والأدم : أللفة والاتفاق .
بل لقد راعت الشريعة أهمية هذه النظرة فرخّصت في أن يتحيّن الخاطب الرؤية لمخطوبته حتى لو لم تعلم هي بنظرها إليه ، جاء عند أحمد عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبتها وإن كانت لا تعلم " !!
فانظر كيف كانت هذه النظرة هي بريد الحب بين الزوجين قبل الزواج . .
حتى إذا تمّ لهما الزواج دام الحب بينهما . .

هذه جملة من أهم الأسباب التي جعلت من الزواج ( سنة أولى طلاق ) !!
ولعلي هنا في عجالة أشير إلى بعض الحلول على وجه الاختصار .


الحلول :
- التنسيق في عمل دورات تأهيلية زوجيةأسرية للرجال والنساء مع المشاريع والجمعيات الخيرية للزواج قبل الزواج وبعده .
تعنى هذه الدورات بتأهيل الشاب والفتاة ( اجتماعيا وثقافيا ودينيا ونفسياً في كيفية إيجاد الأسرة السعيدة ومواجهة التحديات ) .
- التخفيف وعدم المغالاة في المهور .
وهو الأمر الذي أخبر بأثره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " أكثرهن بركة أيسرهن مؤونة " وفي حديث آخر : " خير النكاح أيسره "
- اختيار السكن المناسب الذي يجمع القرب النسبي بين أهل الزوج وأهل الزوجة . وفي بعض الأحايين يكون البعد في السكن حل ناجح .
- عدم التساهل في الاختلاط وإدخال أجهزة التلفاز والقنوات إلى البيوت .
- تفعيل مسألة الهاتف الأسري الإستشاري . بتوسيع نطاقه واختيار الكفاءات الحكيمة لذلك .
- تفعيل مجالس إصلاح ذات البين بالدعم والرعاية والاعلام .
- إقامة مشروع يمكن أن يسمى بـ ( ملتقى العرسان ) للمتزوجين الجدد يعني بالثقافة الزوجية من خلال المحاضرة والندوة .
- المشاركة الإعلامية المناهضة لما تبثه وسائل الإعلام من مفاهيم زوجية خاطئة تشكّل عقلية الشاب والفتاة !!
- تفعيل دور الترفيه العائلي الأسري في البيت .
- وعي الأصحاب والأصدقاء بحساسية هذه المرحلة عند صديقهم المتزوج أو صديقتهم المتزوجة فيكونوا عوناً لهم في تحصيل السعادة وتحقيقها !!
- التزام الأدب الشرعي بالنسبة للرجل والمرأة في قضية غض البصر وعدم إطلاقه فيما حرّم الله ، كما يلزم المرأة التزام أدب الخروج من المنزل فلا تخرج متعطّرة غير متحجبة حجابا ساتراً يحميها ويحفظها سواء في الشارع أو في مقر عملها - إن كانت عاملة - !

اللهم يا كريم . .
بارك لكل عروسين في زواجهما . .
بارك لهما وبارك عليهما . .
واجمع بينهما على خير . .
وأقرّ أعينهم بالذرية الصالحة ..
وأعطهم ما يتمنون في رضاك . .
اللهم آمين ..


وكتبه أخوكم : أبو أحمد ( مهذب ) .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

البيت السعيد

  • قبل الزواج
  • البيت السعيد
  • لكل مشكلة حل
  • أفكار دعوية
  • أفراح بلا منكرات
  • منوعات
  • تربية الأبناء
  • دعوة الأسرة
  • الصفحة الرئيسية