صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إلى العُلا يا شيبة الإسلام

شعر: صالح علي العمري

  

نحو العُلا يا شيبة الإســلام ِ   =   وإلى جوار الناصـر العلاّم ِ
ياسين إن قتلوك في غدرٍ فكم   =   قتلوا نبيّا في نهارٍ دامي !!
قدرٌ عليك بأن تعيش مجاهــدا   =   وتموت فينا ميتة الضرغامِ
دمك المعطّـر للبريّة منهـج   =   للنصر شبَّ عليه كلُّ غلام ِ
ياسينُ يا لحناً تضوّع بالفـدا   =   يا قصّةً للعزم ِ والإقدام ِ
عارٌ علينا أن يجول بها العدا   =   أو يهنأ الباغي بطيب مقامِ
يا مَعْـلَما.. يا رايةً خفّـاقةً   =   تعدُ الأعادي بالمصير الدامي
زادوا شـقا، والله زادك رفعةً   =   ولبستَ للجنّات خير وسامِ
روحي الفدا فاسمع نشيدك من دمي   =   وانظر دموعك من صميم عظامي
أحرى بمثلك أن يموت مكرّمـا   =   لا أن تموت على الحرير الشامي
البائعـون على اللعاع تهافتـوا   =   باعوا تراب القدس بيع لئام
والمدعوّن على الحطــام تكالبوا   =   واقتـدت أنت كتائب القسّـام ِ
والسائرون على الطريق تساقطوا   =   فصبرتَ صبر المؤمن المتسامي
في همّـة ٍ علـويّةٍ لم يَثنــها   =   ضعفُ الأشــلِّ ولا لظى الآلامِ
فلئن نحلتَ فكم جسومٍ أُتخمـت   =   وعقولُها عــارٌ على الأجسامِ!!
ولئن شُللتَ فقد شَلَلْتَ زعيمةً   =   عملاقها قزمٌ من الأقــزامِ
ياسين يا زلزالُ فتكٍ في العدا   =   هُدمت عليه منابرُ الحاخامِ
ياسينُ يا شيخ البسالة والعلا   =   يا قدوةً لجحافل الإســلامِ
في صوتك المبحوح صدقُ عزيمةٍ   =   أقوى من الآلات والألغـامِ
و لشجو نصحك هِـزّةٌ قدسيّةٌ   =   تحيي الضمائر من دجى الأوهامِ
ولنور وجهك مشرقٌ متهلّلُ   =   كالصبح يطوي لجّة الإظلامِ
عبّأت للجنـات ألـف كتيبةٍ   =   وصفعت وجه البغي والإجرامِ
ولسانُ حالك: عيشةٌ أبديّـة   =   في جنّة الأرواح والأجســامِ
يا كم هتفت.. وفي هتافك عزّةٌ   =   كالشهبِ كالبركانِ كالأَجْرامِ:
"يا ويل أعداء الكرامة والتـقى   =   فالنصرُ حولي والجنانُ أمامي
الحقُّ يذهبُ في عوالمـنا سدى   =   ما لم يُحط بصرامة الصمصام ِ
لاترقبوا في مجلس الخون الهدى   =   فالكيدُ في سلطانه المتعامي
والله ما حفظ العدو حقوقنـا   =   إلا كحفظ الذئب للأغنـامِ
أحيوا الجهاد فلا حياة لأمـةٍ   =   عاشت على التزييف والأوهامِ
شدّوا الوثاق فلا بقاء لأمـةٍ   =   لبست ثياب الذلّ والإرغامِ
لغةُ الرصاص هي الخلاص إنْ انكرت   =   نورَ الحقائقِ أعينُ الأقــوامِ
والأرض تُحمى بالسلاح وبالدما   =   لا تحتمى بالكُتْبِ والأقـلامِ
هي كرّةٌ أو فرّةٌ.. وشهــادةٌ   =   لا سهرةٌ أو رحلةُ استجمامِ!!
هي ركعة أو سجدةٌ.. أودعـوةٌ   =   لا رقصةٌ أو في كؤوس مُدام!!"
ياسين أنت لنا مدارسُ رفعـةٍ   =   للدين.. للأخلاق.. للأعلامِ
ياسينُ مثل الغيث ينبتُ بهجـةً   =   ياسينُ مثل الروح في الأجسامِ
لم تخش من أعدادهم وعتادهم   =   في ليل رعبٍ أو نهار زحـامِ
يا كم تطلبت الشهادة حقبـةً   =   فاهنأ بها وبنُزْلهـا المتسـامي
ولكم فضحت على المنابر كيدهم   =   وأمطت بالآيات كل لثـامِ
وصرخت صرخة مؤمن متفائلٍ   =   بفؤاد مذكـارٍ وقلب عصامي:
"الله مكتفلٌ برميـةِ من رمـى   =   لكن سؤالُ الدهر: أين الرامي؟!"
وصرخت: "ياقوم السلامُ خديعةٌ   =   ياقومِ ليس سلامهم بسلامِ "
هدموا البيوت على رؤوس طفولةٍ   =   وتعبثوا بالشيب والأيتـامِ
بقروا بطون المؤمنات.. فلا صدى   =   وتفننوا في الفتك والإيلامِ
يا أمتي ما الصمت في زمن الردى؟!   =   والصمتُ يقتلُ هيبة الضرغامِ
ماذا أُسطّر والجراحُ رواعـفٌ   =   والحادثاتُ عـلامةُ استفهامِ
والراجمات تشق صـدر بحارنا   =   أبراجها في البحر كالأعلامِ
وغدا الفضاءُ قذائفا وقنـابلا   =   وصواعقا تهوي بغير غمـامِ
ودماؤنا بين الشعوب رخيصةٌ   =   وجسور أقصانا ركام ركامِ!!
وتظاهرُ الأعداء شاهدُ محنةٍ   =   تزجي به الأيام للأيامِ..
ووقفتَ تستجدي الرجال بحسرةٍ   =   وتتوق في ولهٍ إلى الأرقـام!!
مليار.. لو نفخوا على أعدائنا   =   لرأى الزمانُ تهافت الأصنامِ
مليار.. لو بصقوا على أعدائنا   =   لعلا المسيل ُ ذوائب الأوجامِ
مليار.. لو صدقوا الإله بدعوةٍ   =   لأجابهم ذو الجود والإكرامِ
أين الرشيدُ وأين رايات الهدى   =   أم نحن في ضغثٍ من الأحلامِ؟!
أين النفوس النافرات إلى العلا   =   ماذا الخنوعُ إلى دنا الأوهام؟!

يا أمة الإسلام قومي وارفعي   =   شكر الورى وتحيّة الأيامِ
لمجاهدٍ ورد الحمام على الطوى   =   والعين لم تحفل بطعم منامِ
قد كان آخر عهده تسبيـحةً   =   ودعاء أوّاهٍ وطـول قيامِ
يا ليت قلبي دون قلبك جُنّـةً   =   وعلى ثغور المسلمين رمامي
أرخصت روحك للجنان تشوّقا   =   وشحذت سهمك بالدعاء الظامي
وبلغت قصدك.. والشهادةُ مولدٌ   =   هذا أوانُ تنعّـمٍ وسـلامِ
سيظلُّ ذكرُك للجهــاد منارةً   =   وعرى تجمّعنا وعهدا سامي
ستـظلُ حيّا في ضمـائر أمتي   =   وشعار إقدامٍ لكلّ هُمـامِ
ستظل للأحـرار شيخا ملهما   =   ليُقام َ شرع الله ِ خير قيامِ
تمضي النفوسُ وإن تطاول عيشها   =   لكن ستبقى عزّةُ الإسلام ِ!!
هذي مشاعرُ مهجـةٍ محروقةٍ   =   وإليك أشواقي وطيبَ سلامي

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل