صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشيخ أحمد ياسين في مقابلة خاصة مع البيان
إذا لم تنصرونا.. انتظروا محكمة التاريخ!

أجرى الحوار: نائل نخلة

 
تستمد الأرض ثباتها من الجبال، وتستمد المقاومة ثباتها ـ بعد الله ـ من قادتها ورموزها، والشيخ أحمد ياسين هو رمز المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها، لذا كانت محاولة اغتياله أمراً لازماً للصهاينة كي يستقيم لهم العود الفلسطيني، ولكن الله ـ تعالى ـ شاء ألا يكون حوارنا هذا مع الشيخ، هو الحوار الأخير، وإن كان هذا لا يصنع فارقاً كبيراً معه، فكلمات الشيخ أحمد ياسين دوماً ناصعة، ومواقفه دوماً ثابتة.

البيان: بصراحة يأخذ بعض المراقبين على حركة حماس أن بعض عملياتها تجيء في وقت غير مناسب؟
* أعتقد بصراحة أن العدو الصهيوني لو التزم بوقف العدوان على شعبنا وأفرج عن الأسرى والمعتقلين لقلَّت العمليات غير المناسبة، ولكن بما أن العدو مستمر في عدوانه ولم يحترم أي شرط من شروط الهدنة فكان لا بد من الرد، وحينها يصبح كل الوقت مناسباً للرد على جرائمه.

فمثلاً كان من شروط الهدنة الأخيرة أن لا يسمح العدو بتدنيس المسجد والمقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل، ولكنه وللأسف سمح للمتدينين المتطرفين بالدخول إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه متحدياً مشاعر المسلمين، كما أنه منع الأذان في الحرم الإبراهيمي في الخليل. والسؤال: هل يمكن السكوت على ذلك من أي مسلم في العالم؟

البيان: صرحتم فضيلتكم في مناسبات كثيرة أن موافقتكم على إعلان الهدنة ليست ضعفاً وإنما للحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ فهل يعني هذا أن الحركة كانت على قناعة تامة بأنه ما لم يتم الإعلان عن الهدنة فستندلع حرب أهلية فلسطينية ـ فلسطينية، يكون المستفيد الأول منها العدو الصهيوني؟
لقد كانت المؤشرات الداخلية والخارجية توحي بالحرب الأهلية الفلسطينية والتي يدفع العدو الصهوني باتجاهها؛ لأنه هو المستفيد الوحيد منها؛ لذلك كان لا بد لنا من اتخاذ هذا القرار الصعب لنحافظ على وحدتنا الداخلية الفلسطينية وننقل الصراع إلى ساحات العدو الصهيوني الذي كان عليه بعد تنفيذ هذه الهدنة أن يقدم الكثير من الالتزامات من حيث: الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة، ووقف الاستيطان، ووقف بناء الجدار الفاصل العنصري الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، والإفراج عن الأسرى؛ ولكي يتنصل العدو من الواجبات التي تلزمه استمر في العدوان على شعبنا ليخرج من مأزقه الداخلي.

البيان: عملية القدس: هل كانت ردود أفعال حماس مؤشراً على خلل ما في انضباط عناصركم العسكريين بقرارات حركة حماس؟
لقد أثبتت كتائب الشهيد عز الدين القسام انضباطاً لا مثيل له لدرجة أن قيادة جيش العدو الصهيوني كانت تخاطب جنودها وتضرب لهم المثل في الانضباط الذي يؤديه أبناء القسام من حركة حماس، ولم يتم الرد إلا بعد أن أعلنت الحركة قراراتها في الرد على الخروقات الإسرائيلية، وهذا هو منتهى الانضباط. أما إذا كانت نتائج عملية القدس التي أنهت الهدنة قد أذهلت الجميع فهذا يتم بتوفيق من الله وليس بقدرات البشر وحدهم.

البيان: الوزير نبيل عمرو قال في أعقاب تبني حماس عملية القدس: إن حماس وجهت للحكومة الفلسطينية طعنة في الظهر، فما ردكم على هذا التصريح؟
إن التفاهمات التي تمت بيننا وبين أبو مازن «رئيس الحكومة الفلسطينية» كانت تقضي بأن نضع شروطاً لتعليق العمليات ثم هم من جانبهم يقومون بالضغط على إسرائيل وإقناعها بالالتزام بهذه الشروط؛ فإذا لم يلتزم العدو بما جاء في مبادرتنا فإننا نصبح في حِل من هذه الهدنة؛ فكيف يمكن أن يقال بعد ذلك إن حماس طعنت الحكومة الفلسطينية في الظهر؟! علماً أننا أعلنَّا وبشكل واضح أن العدو الصهيوني لم يلتزم بشروط الهدنة؛ فبذلك يصبح من حقنا الرد على اعتداءاته، وقد وزعنا على الدول والمنظمات ومراكز الإعلام قائمة بتلك الخروقات التي استمرت ستة أسابيع دون توقف.

البيان: هل تفكر حماس في تحوّل قيادتها الى العمل السري؟
إن حركة حماس أساساً هي حركة مقاومة ضد الاحتلال، وعملها الأساس هو سري، ولكن في الظروف الماضية التي مرت بها الحركة والتحولات السياسية في المجتمع الفلسطيني بعد أوسلو أبرزت القيادة السياسية بشكل واضح، وكان لها دور بارز في التعبير عن الذات والقضية الفلسطينية العادلة، وربما تأتي ظروف جديدة تجعل هذه القيادة غير قادرة على أداء دورها، فتبرز قيادة جديدة غير معروفة للشارع او العدو.

البيان: هل هناك اتصالات بين حماس ومصر؟
هناك اتصالات سياسية قائمة بيننا وبين القيادة المصرية ولا زالت مستمرة، ولا يمكن التحدث عن ماهيتها حتى تنتهي إن شاء الله.

البيان: كيف تنظر حماس إلى تحريض السيد الباز ـ مستشار الرئيس المصري على حركة حماس أثناء زيارته إلى رام الله حيث صرح «أن على عرفات أن يسمح بالقيام بإجراءات صارمة ضد الفصائل التي تخرق الهدنة»؟
نحن في حركة حماس لم نخرق الهدنة، وإنما الذي خرقها هو العدو الصهيوني الذي استمر في عدوانه خلال 45 يوماً ولم يتوقف، وجاء ردنا على خروقات العدو أمراً طبيعياً، وكنا نود من السيد الباز عملاً صارماً ضد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف شعبنا بجميع أشكاله حتى يمكن لشعبنا أن يقنع نفسه باحترام الهدنة.

البيان: إذا ما أقدمت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على نزع سلاح المقاومة وتفكيك البنى التحتية للحركة، فكيف سيكون رد حماس؟
حماس أعلنت في أكثر من مناسبة أنها ترفض نزع سلاح المقاومة وتفكيك البنى التحتية، وهي ستعمل بكل وسعها لمنع ذلك مستعينة بالله ثم بجماهير الشعب الفلسطيني التي اخذت على عاتقها حماية المقاومة.

البيان: دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967م: هل سيحظى مشروع حل كهذا بدعمكم أو على الأقل عدم معارضته ومقاومته؟
نحن مع دولة فلسطينية مستقلة على أي جزء من أرضنا المسلوبة دون أن يؤثر ذلك على حقنا التاريخي في بقية الأرض الفلسطينية، مهما طال الزمان، ومهما بلغت قوة العدو وإمكاناته.

البيان: ما هي الظروف التي تعتقد فيها الحركة أنها ناضجة للمشاركة في أية حكومة فلسطينية رسمية؟
الحركة الإسلامية في فلسطين تؤمن أنه لا يمكن لها أن تشارك في حكومة فلسطينية في ظـل الاحتــلال، ولا تملك حرية الإرادة والتصرف على هذه الأرض.

البيان: هل ستشاركون في الانتخابات؟
بالنسبة للانتخابات البلدية أعلنت حماس عن استعدادها للمشاركة فيها، أما التشريعية والرئاسية فيتخذ القرار بشأنها في حينه بعد دراسة كل الظروف المحيطة بهذه الانتخابات.

البيان: كيف ينظر الشيخ المجاهد أحمد ياسين إلى مستقبل حركة حماس؟
مستقبل حركة المقاومة الإسلامية حماس هو النصر والتمكين في الأرض إن شاء الله.

البيان: كيف تنظر حماس إلى المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي في العراق؟
تنظر حماس إلى المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي نظرة إيجابية، وترى فيها عنصراً إيجابياً لجهاد شعب فلسطين؛ وخاصة أن أمريكا هي التي تقف وراء إسرائيل وتدعمها بكل الإمكانيات

البيان: هل أثرت الجهود الأمريكية والصهيونية والأوروبية لتجفيف الدعم المالي على مؤسسات الحركة وجهادها؟
ستثبت الأيام أن كل الجهود الأمريكية والصهيونية والأوروبية لتجفيف الدعم المالي عن مؤسسات الحركة وجهادها قد باءت بالإخفاق؛ لأن حركة حماس حركة ربانية جهادية، والله ـ سبحانه وتعالى ـ تكفل بنصرها وحمايتها.

البيان: الأسرى، الجرح الفلسطيني النازف، ماذا قدمت الحركة في سبيل الإفراج عنهم؟
هؤلاء الأسرى الأبطال دخلوا السـجن مـن أجـل تحـرير فلســطين، ولا يمكن أن نقبل بأي حال من الأحوال أن يكون خروجهم فيه مساومة على تصفية القضية الفلسطينية، ومن أجل الإفراج عنهم شاركت الحركة في كل الاعتصامات، وقامت بالعديد من المسيرات، وأصدرت البيانات؛ وجعلت أول شرط من شروط الهدنة الإفراج عنهم، وحاولت أكثر من مرة أسر جنود إسرائيليين ليتم مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين والعرب؛ والأيام ستؤكد ذلك إن شاء الله.

البيان: هل لا زلتم على رأيكم فيما يتعلق بزوال إسرائيل نهاية عام 2027م؟
نؤكد لكم أن هذا الكيان العنصري الصهيونـي في طريقه إلى الـزوال، والله ـ سبحانه وتعالى ـ أكد ذلك فقال: {فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: 7].

كما ان قضية زوال إسرائيل موجودة عندهم حيث تقول التوراة: (..... يا إسرائيل إلى أرض المذابح)، ولقد أكد باحثان إسرائيليان قبل أشهر أن إسرائيل ستستمر في البقاء حتى سنة 2018م، وستتحول المنطقة إلى الأنظمة الإسلامية التي ستشكل خطراً على إسرائيل وعلى المصالح الأمريكية والأوروبية؛ في إشارة تحريضية ضد الإسلام والمسلمين.

البيان: هل من نداء أو رسالة موجهة من شيخ الانتفاضة إلى الأمتين العربية والإسلامية عبر البيان؟
أولاً أحيي مجلة البيان والقائمين عليها ومن خلالها نقول لأمتنا العربية والإسلامية: إنه آن الأوان لكم أن تستجمعوا عناصر القوة المادية والمعنوية لنصرة إخوانكم في أرض فلسطين المحتلة؛ لأن فلسطين هي قبلة المسلمين الأولى والقلب النابض لهم، وإذا لم تفعلوا ذلك فانتظروا محكمة التاريخ التي لا ترحم وخاصة أن هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء.

البيان: عوائل الأسرى ناقمون على الفصائل الفلسطينية التي، كما تقول أرسلت أبناءها إلى السجون، ولم تفعل شيئاً للإفراج عنهم؛ فما تعليقكم على ذلك؟
هذه فرضية غير صحيحة، فلم نرَ أحداً من هذه العوائل ناقماً على الفصائل الفلسطينية؛ لأنها ترسل أبناءها، بل هم اختاروا الطريق، وهم يعلمون نتيجة الجهاد: إما شهادة، أو سجن، أو إبعاد، أو نصر.

البيان: لماذا اغتالت إسرائيل إسماعيل أبو شنب، بالتحديد؟
لأن العدو الإسرائيلي اتخذ قراراً مجنوناً بضرب كل القيادات السياسية والعسكرية في حركة حماس، ولأن المهندس إسماعيل أبو شنب يتمتع بشخصية سياسية لها حضور واضح في الإعلام، ولها مكانة علمية مرموقة، فأراد العدو الصهيوني إسكات هذا الصوت.

ولما لاحت لهم الفرصة نفذوا عملية الاغتيال الجبانة؛ علماً أنه لو كانت أي شخصية سياسية أخرى مكانه فإن العدو الإسرائيلي كان سيقوم بنفس الخطوة. ولقد أذاعت إذاعة العدو أن هناك شخصية أخرى من قيادات حماس كانت مرشحة للاغتيال في نفس اليوم، إلا أنها كانت تسير في شوارع ضيقة فلم يستطع العدو اصطياده بطياراته. وختاماً نؤكد أننا آمنا بالجهاد فبعنا أنفسنا لله، والنتيجة إما النصر وإما الشهادة: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

البيان: كيف انعكست عملية القدس هذه على سمعة ومصداقية الحركة سواء على المستوى العربي أو الدولي؟
لم تصدر حركة حماس بياناً يدعو كتائب القسام القيام بعمليات محددة، بل أصدرت بياناً أكدت فيه عدم التزام العدو الصهيوني بالهدنة، ومن حقنا وحق حركتنا أن ترد على هذه الخروقات وترك الأمر للعسكريين لاختيار الوقت المناسب والزمان المناسب للرد؛ وذلك لوجود العقبات الذاتية والموضوعية في طريق المجاهدين.

البيان: كيف انعكست عملية القدس هذه على سمعة ومصداقية الحركة سواء على المستوى العربي أو الدولي؟
لقد اختلفت ردود الفعل على عملية القدس ومدى سمعة الحركة ومصداقيتها على المستوى الدولي والعربي؛ ففي الشارع الفلسطيني آثارها إيجابية وكذلك العربية، أما الدولي فالذين يعرفون أساس مشكلة فلسطين يتفهمون الاحتلال وحقنا في الدفاع عن انفسنا، ويرون ذلك أمراً طبيعياً. أما الذين انحازوا لإسرائيل على الدوام كأمريكا فقد نظروا إليها نظرة سيئة ووضعوها في قائمة الجرائم الإرهابية، وجعلوا من حق الاحتلال ومن حق المستوطنين لأرضنا أن يدافعوا عن الاحتلال من خلال ضرب الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، وحرموا شعبنا وهو الضحية من حرية الدفاع عن نفسه، وجعلوا الدفاع عن أرضه ووطنه ومقدساته إرهاباً.

البيان: ما طبيعة الدور الذي تلعبه مصر في العلاقة بينكم وبين السلطة؟
إن العلاقات بيننا وبين السلطة الفلسطينية طبيعية وخاضعة للحوار في كل وقت؛ لذلك فليست هناك حاجة أن تلعب مصر أي دور في ذلك.

تصريحات خاصة بالبيان

يقوَّم الشيخ عدنان عصفور الناطق الرسمي باسم حماس في الضفة الغربية المرحلة التي تعيشها المقاومة حالياً بقوله: «نعتقد أن المقاومة في أزهى أيامها منذ انتفاضة الأقصى حتى اللحظة هذه، من خلال الالتفاف الجماهيري الواسع لبرنامج المقاومة ورموزها، وهذا لوحظ أولاً بشكل جلي في جنازة الشهيد القائد إسماعيل أبو شنب عليه رحمة الله. وثانياً في المظاهرات التضامنية المستنكرة لمحاولات الاغتيال التي استهدفت الشيخ أحمد ياسين والمهندس إسماعيل هنية، والأمر الثالث: الحالة الإسرائيلية المتعنتة والمستمرة في عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني والرافض لأي عملية سلمية، وهذا في المحصلة يؤدي إلى تقوية المقاومة؛ لأنها الخيار الاستراتيجي والأمثل لإحقاق الحقوق».

ويؤكد الشيخ عصفور على أن المقاومة تمتد لتشمل «كل قطاعات الشعب الفلسطيني» وعلى أنه «نعتقد جازمين بأنه لا يمكن أن يُتَقدَّم بشيء من حقوق الشعب الفلسطيني إلا تحت ضربات المقاومة».

أما الشيخ نافذ عزام المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، فيعتبر أن: «الشعب الفلسطيني بأسره يعيش مرحلة في غاية الحساسية والتعقيد، وأن الصراع أخذ أبعاداً خطيرة، واستهداف القادة السياسيين يمثل تطوراً خطيراً، كما أنه يدل على استهانة إسرائيل بكل الأعراف والمواثيق الدولية، وللأسف العالم صامت أمام ما يحصل»، لكنه يطمئن المسلمين أن: «مقاومة الشعب الفلسطيني لم تتوقف على مدى قرن من الصراع، وهي لن تتوقف بإذن الله حتى لو استطاعت إسرائيل التخلص من القادة السياسيين؛ سواء بسجنهم أو نفيهم او بقتلهم. على مدى قرن قُتل مئات وآلاف من القادة والرموز، ورغم ذلك استمرت المقاومة وحافظت على تطورها».

ويضيف الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بالضفة بعداً جديداً لاستهداف القادة السياسيين؛ فهو يؤكد أولاً على ان المقاومة: «ستستمر حتى لو غاب الصف الأول»، ثم ينبه إلى أمر آخر «المشكلة تصنع مشكلة لنفسها؛ بمعنى ان قيادات الصف الثاني دائماً لدى كل الحركات والأحزاب هي أكثر تشدداً من قيادات الصف الأول، فإذا كانت قيادات الصف الأول قادرة على كبح الأمور قليلاً، فإن قيادات الصف الثاني ستاتي بنَفَس أقوى للعمل بصورة أكبر ضد إسرائيل، ومن ثم لا خوف، ونتمنى أن لا يحصل ذلك، ولكن إن حصل فإسرائيل هي التي ستدفع الثمن أكثر مما يدفعه الفلسطينيون».

أما عن المستقبل، فإن الدكتور قاسم يتحدث عن تطور نوعي في أساليب المقاومة» لمواجهة العدو، وربما مثلاً الصواريخ سيطول مداها، ودقتها في الإصابة، وأنا لا استبعد أيضاً أن يلجأ الفلسطينيون إلى تطوير أسلحة دمار بدائية؛ لأن إسرائيل لا تترك أمامنا مجالاً إلا التفكير في التطوير المستقبلي، وأنا أعتقد أن المقاومة الفلسطينية ستلجأ في النهاية إلى مثل هذا الخيار».

------------------------
(*) أجري هذا الحوار قبل المحاولة الإجرامية لاغتيال الشيخ (حفظه الله).
--------------------------------------------------------------------------------
مجلة البيان، العدد (192)، شعبان 1424هـ، أكتوبر 2003م

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل