صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نعمة شهادة الشيخ أحمد ياسين

الدكتور محمد موسى الشريف
المشرف العام على موقع التاريخ
www.altareekh.com

 
الحمد لله والصلاة السلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فلقد استقبلت نبأ استشهاد الشيخ العامل الكبير أحمد ياسين وأنا في المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في دبي ، وشتان ما بيننا والله ، فهذا رجل عظيم ، يموت وقد لقي ربه وقد قدم كل ما يستطيع - وهو الشيخ المقعد - وأنا في ردهات فندق ذي خمسة نجوم ، أحاول أن أسدد وأقارب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون !! وأرجو أن يغفر الله لي قعودي وضعفي وتهاوني وادعائي وكثرة كلامي وقلة فعالي.

وأنا أقول نعمة الشهادة لأني أرى – والله أعلم – ما يلي :

أولاً : إن الشهادة نعمة وأية نعمة ، يتمناها الأبطال وينادون بأنها أسمى أمانيهم ، ويتخوف منها الجبناء الخاضعون ويتجنبونها بقدر ما يستطيعون من ذل وهوان ، وموت هذا الرجل العظيم على هذا الوجه هو تحقيق لأمنيته التي طالما رددها على قلبه و لسانه.

ثانياً: إن هذه الشهادة نعمة عظيمة على حماس التي أسسها هذا الرجل وسقاها بوقته وجهده وما يملك ، ثم سقاها من دمه الطاهر الزكي وودعها راضياً رضي الله تعالى عنه ، والنعمة على حماس تتمثل بأنها ستتخذ من هذه الشهادة منطلقاً ووقوداً لانطلاقه أعظم ، وأن جماهير المسلمين ستجتمع حولها وعاصرها ، وتحقق لها ومعها كثيراً من أهدافها ، أي نعمة أعظم من هذه !! وهي نعمة على إخوانه تنفي عنهم الوساوس ، وتزيد من يقينهم وقناعاتهم بأهمية مواصلة طريق الجهاد حتى تخليص فلسطين من دنس إخوان القردة والخنازير ، وقد سمعنا من تصريحاتهم ما يؤكد هذا ويثلج الصدر من نعمة حصول الشيخ على الشهادة.

ثالثاً: إن هذه الشهادة نعمة على أهل فلسطين ، فهي تثبت بوضوح وجلاء أن كل محاولات السلام مع هذه العصابات المجرمة إنما هو عبث وتضييع أوقات ثمينة ، وهذا برهان ونعمة يوضح لهم هذا ، ونعمة تظهر أن هذا الشعب مؤمن لا يموت ، وأن كل محاولات تركيعه لن تجدي شيئاً ، وأن دم الشيخ الكبير أحمد ياسين سيذكر أهل فلسطين دوماً وأبداً بعظمة أبنائهم المسلمين وبناتهم المسلمات ، وأنهم مطالبون بقوة وفي المقام الأول بين الشعوب الإسلامية ، بالوقوف أمام إخوان القردة والخنازير ، وعمل كل ما في وسعهم لإكمال المسيرة المباركة التي أسسها الشيخ رحمه الله تعالى ، ولا ينبغي لهم أن ينتظروا مساعدة أحد، وإنهم قادرون بإذن الله على تلقين إخوان القردة والخنازير أعظم الدروس.

رابعاً : إن هذه الشهادة نعمة على الشعوب الإسلامية قاطبة التي ظن الظانون أنها ماتت وانتهت منذ زمن ، لكننا نرى اليوم التفاعل الكبير مع الشهادة التي حظي بها الأستاذ الشهيد رحمه الله تعالى ، وهذه الشعوب تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على إخوان القردة والخنازير ومن يعاونهم وتمزقهم إرباً إرباً وتطردهم من أرض فلسطين الطاهرة، { ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً }، وإني لأرى والله بشائر النصر القريبة منطوية بين ثنايا الأحداث وستنتشر في الوقت الذي يقدره الله تعالى ، وكل ما يرى اليوم من محاولة تطويع الشعوب الإسلامية وإذلالها إنماهو ذاهب أدراج الرياح وستفيق الشعوب قريباً تحت مطارق التذكير بعزتها وكرامتها وعظمة ميراثها ، وأنها قادمة بقوة لتتسنم ذرى المجد والتمكين إن شاء الله تعالى .

خامساً : إن هذه الشهادة نعمة وشهادة على عظمة تعاليم هذا الدين العظيم ، الذي يبث في أبنائه وبناته العزة والكرامة ، ويحملهم على تقديم نفوسهم الطاهرة راضين مستبشرين ، فأي تعاليم أعظم من هذه ، وأجزم أنه لو حصل ما حصل في فلسطين في بلاد غير إسلامية على مدار أكثر من مائة سنة لاضمحلت قواها ولضعفت وتلاشت مقاومتها ، و لاستبيحت أرضها لكن المسلمين هم المسلمين ، أصحاب عزة وكرامة ، وتعاليم دينهم توقد هذه العزة والكرامة فالله أكبر ولله الحمد.

وللحرية الحمراء باب  *-*-* بكل يد مضرجة يدق

وختاماً أقول : هنيئاً والله لهذا الشيخ المبارك هذه الميتة الشريفة التي بلغه الله تعالى إياها ، وأسأل الله لي ولأحبابي ميتة كهذه ، وأبشر القراء الكرام بأن هذه الأحداث مقدمة لأحداث أعظم ، وأن الأمة ابتدأت تلمس الخطوات الأولى للتمكين ، وأن كل هذا كل الذي يجري في أرض فلسطين الطاهرة وغيرها إنما هو كالظلام الدامس قبل الفجر الباسم ، وأننا موعدون بالنصر لا محالة وعلينا أن نعمل على هذا التمكين وأن نجعله واقعاً في دنيانا ، ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ، إن الله لغنى عن العالمين ، الله أرحم عبدك الأمين أحمد بن إسماعيل ياسين وارض عنه يا رب العالمين ، وتقبله في الشهداء الخالدين ، والله أكبر ولله الحمد.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل