صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







غزة .. من الموتِ إلى الموت !

عبد الرحمن بن محمد السيِّد


خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ عن جراحٍ ودموعٍ وأنينْ خبِّريْنا عن جريحٍ لم يزلْ يلفظ الأنفاسَ بين الراحلينْ وعن الأجسادِ لمَّا أصبحت قِطَعاً تُغْمَس في ماءٍ وطينْ يا غزة .. " هذا بيانٌ للناسِ ولْيُنذَروا به "
وقبلَ أن أدلُفَ إلى حديثنا أُنوِّهُ إلى حقٍ مفقود ، وسُنَّةٍ غائبة ألاَ وهي " سًنَّة قنوت النوازل " فهذه من السُّنن التي ينبغي إحياؤها في مثل هذه الأيام ، قال النوويُّ - رحمه الله - : " والصحيحُ المشهور الذي قطع به الجمهور إن نزلت بالمسلمين نازلة ، كخوفٍ أو قحطٍ أو وباءٍ أو جرادٍ ونحو ذلك ، قَـنـَتوا في جميعها ، وإلا فلا " ، وبعض العلماء يرى وجوبه ، فقد ذكر ابن عبد البر عن يحيى بن سعيد : أنه كان يقول : يجبُ الدعاء إذا وغلت الجيوش في بلاد العدو - يعني القنوت - قال : وكذلك كانت الأئمة تفعل .
أما بعدُ ..
لقد تناقلت إلينا الأخبار .. عما جرى في غزَّة من خرابٍ ودمار .. فرُحماكَ يا ربَّ العبادِ .. ولُطفُك يا من بيدِه اللُّطفُ والاستقرار ..
فإنا لله وإنا إليهِ راجعون .. أحسنَ الله عزائكم يا ساكني غزة .. ولِلّه ما أخذَ ولهُ ما أعطى .. وكلُّ شيءٍ عندهُ بأجلٍ مسمَّى .. وحسبنا وحسبكمُ اللهُ وكفى .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..
نسألُ الله أن يتقبل شهيدكم .. وأن يشفي جريحكم .. وأن يكشفَ عنكمُ الغُمَّة .. " ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مٌؤْمِنِين " آل عمران : 138 يا أهل غزة .. سيأتي الفرَج .. فلا يكن في قلوبكم حرج .
يا أهل غزة .. سوفَ تشرقُ شمس الحريَّة والحقِّ والعدل بعدما غابت سنواتُ وسنوات ..
يا أهل غزة .. سيعودُ الحقُّ إلى أصحابه كما كان من قبل ..

يا أهل غزة لا عذرٌ فنعــتذرُ ومالنـا عن سهام العـار مستَتَرُ يا أهل غزة .. جبارون .. ملحمةٌ من الصمود سُداها الموت والخطرُ أيها المسلمون : ما حصل مؤخراً من مذبحةٍ في غزة .. وما حصلَ قبلَ ذلك من حصارٍ وتجويعٍ وتدمير في وقتِ اشتدادِ البردِ وقسوتِه وقطعٍ لإمداداتِ الكهرباء ، إنما هو موتٌ بطيءٌ قد فرَضهُ هذا العدوُّ الُمجرمُ المحتلُّ على ما يزيدُ على أكثر من مليونٍ ونصف شخص .
كلَّ من أبصر صورَ الرِّجالِ وهم يصرخون ويبكون ويستغيثون أمام شاشاتِ الفضائيات أدركَ حجم المعاناة التي حصلت هناك .. وأمام هذه الكارثة البشرية والمذبحة الرهيبة ، لا يملك العربُ « المبجَّلون » إلا الشجبَ والاستنكار !!
ما يحدث في غزة هو ردٌ سريعٌ واضح على من استبشروا بقضية التهدئة وهللوا لها وركضوا إليها ..
وفي الوقت الذي تُردِّدُ فيه السًّلطة الفلسطينية أهمية استمرارِ التفاوض , ويؤكِّدُ العرب التزامهم بالسلام بوصفهِ خياراً استراتيجياً , يتواصلُ حصارُ غزة وتأتي هذه العملية لتبدِّد تلك الأحلامِ الموهومة .
صُلبَتْ للذبحِ غزَّةْ وحدَها تقطرُ عزَّةْ والمجيرون تولّوْا بنفوسٍ مشمئِزَّةْ إنني ندعو المسلمين عامةً ، حكاماً ومحكومين ، إلى الوقوفِ بجانبِ إخوانهم ، وتسليتهم بتخفيف المُصاب ، ودعمهم بكل أنواع الدعم المعنوي والمادي ، وهذا ما يقتضيه استحقاق الأخوَّة وواجب الولاء والنصرة للمؤمنين ، كما قال تعالى : ( والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضهم أولياء بعض ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمَّى والسهر ) .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل