اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/mktarat/flasteen/254.htm?print_it=1

خطبة : الاعتداء على الأقصى

يحي العقيلي


الحمد لله نصير المؤمنين وولي المتقين... الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين.... لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير... لا اله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.... والصلاة والسلام على إمام الموحدين وسيد الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ،،، أما بعد فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله تُّفرج الكربات وتستجلب البركات وتستنصر رب البريات "ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" .

معاشر المؤمنين ..
لم تكد تمر علينا الذكرى المؤلمة التي كانت طعنة في قلب الأمة الإسلامية ، ذكرى إحراق المسجد الأقصى على يد يهودي صهيوني عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية ، حين التهمت النار أجزاء هامة منه كمنبر صلاح الدين الايوبي محرر الأقصى من الصليبيين، في اعتداء آثم لازالت ذكراه تؤلم قلوب المسلمين ،حتى دنس الصهاينة ارض المسجد الأقصى قبل أيام لإقامة صلواتهم الباطلة كما يزعمون ، في سلسلة اعتداءات آثمة متكررة تستهدف تهويد المكان المقدس وبناء هيكلهم المزعوم ، أنها النار التي لا زالت تلتهم الأقصى والقدس والمقدسيين حتى الآن.

انها نار الكيد الصهيوني لتدنيس المسجد وتهويد القدس ، فلا زالت حرب الاقتحامات و المصادرة لأملاك المقدسيين والتهويد والاغتصاب العنصري مستمرة، ولا زال المقدسيون يعانون، ولا زال الأقصى يعاني من محاولات عزله عن أهله، ومنع المسلمين من الصلاة فيه. انه المسجد الأقصى _عباد الله_أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلا، وموضع إمامته للصلاة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام،قال تعالى :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير"

استهداف الأقصى –عباد الله- لم يمنع المسلمين من الدفاع عنه، فقد شهدت ساحاته والساحات المحيطة بالقدس مواجهات قدم فيها المقدسيون المرابطون خيرة أبنائهم دفاعاً عن القدس والأقصى،رأيناهم شبابا وشيبا ،رجالا ونساء يتصدون لهجمات الصهاينة بأسلحتهم وهم عزّل الا من الإيمان والفداء والشجاعة.

معاشر المؤمنين ..
إن الأقصى في خطر محدق ، انهيارات أرضية نتيجة للحفريات أسفل الأقصى، وتشققات في ساحات الأقصى ناتجة عن عمليات الحفر المجنونة تحت بلاط الأقصى، يقول أحد خبراء الآثار الفلسطينيين، أفقنا يوماً، ولم نجد قطرة ماء في أحد آبار المسجد الأقصى، فنزلنا في البئر لنعرف السبب، فوجدنا عدداً من الصهاينة اليهود يقومون بأعمال حفريات داخل البئر وقد وصلوا له من الأسفل!
لقد أصبح أسفل المسجد الاقصى منطقة فارغة مختلة القواعد ، نتج عنها انهيارات وتشققات في ارضيته بشكل مستمر، فماذا لو تم العبث بأساسات المسجد من الذين يقومون بالحفريات، وافتعلوا انفجاراً أو هزة ما؟

كما يخطط الصهاينة لبناء جسر، لحمل شاحنات تدخل من باب المغاربة الى باحة المسجد، فما الذي ستحمله تلك الشاحنات التي يخطط لإدخالها للأقصى؟

لقد تم بالأمس القريب_عباد الله_ إحباط مخطط لتغيير أقفال ومفاتيح أحد أبواب المسجد الأقصى من قبل مجموعة من الصهاينة الذين يعملون على اقتحام المسجد بشكل مستمر، انهم يسعون-عبادالله- لتقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين،توطئة لتخصيص موقع لهيكلهم المزعوم ، وقد تم الإعلان عن تدريبات للقوات الخاصة الصهيونية لتسلق جدران المسجد الأقصى واقتحامه، كما انهم وضعوا-مؤخرا- مجسما لهيكلهم المزعوم في باحات المسجد الاقصى في تحد للعرب وللمسلمين جميعا ، وتأكيدا على مخططهم لهدمه وبناء الهيكل ، كل هذا الكيد والمكر يشير إلا أن المسجد الأقصى على أبواب خطر كبير، خطر داهم، يهدد كيانه وبنيانه، فما الذي أعده المسلمون لمواجهة هذا المكر الصهيوني تجاه قبلتهم الاولى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله جل وعلا أن يحمي بيته ويحفظ دينه وأن يعين الأمة على أداء واجبها والقيام بدورها لحماية الأقصى وتحريره من دنس اليهود ، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا بالإيمان وشرفنا بالقرآن ، وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له جعل امتنا خير امة أخرجت للناس،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان اما بعد ..

معاشر المؤمنين ..
اننا حين نجدد الذكريات فإننا ننشد تمييز طريق الهدى عن سبل الضلالات، وحين نتذكر الالام فاننا نجدد العزم والامال ،فقد كانت النكبات لأمتنا تنبيها عن الغفلات وتجديدا للعزمات واستدراكا للضعف والتراجعات، والواجب على كل مسلم اليوم ان ينتصر للأقصى بما يطيق ويستطيع ولو بالكلمة والدعاء لأن اعتقاد القلب بوجوب النصرة والتبرؤ من الخذلان أمر لازم لتبرأ الذمة، يوم الوقوف بين يدي الواحد الديان .

الجهاد والدفع واجب لتحرير الاقصى بل وفلسطين جميعها _عباد الله_، هذا هو حكم الاسلام فلا تحرير للأقصى ولااسترجاع للحقوق المغتصبة الا بالجهاد في سبيل الله ، لانقول ذلك دغدغة للعواطف وتجاهلا للواقع بل عن عقيدة وايمان واستجابة لحكم العزيز المنان ، واستمعوا لقول ربكم أيها المسلمون لتدركوا الطريق المستقيم وتسلكوه ، قال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌالَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٌالَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )) .
هؤلاء هم الموعودون بالنصر وليسوا أولياء اليهود واتباع الشيطان الذين باعوا دينهم ووطنهم ومقدساتهم بثمن بخس ،فهؤلاء ليسوا أهلا بتنزل النصر عليهم .

عباد الله ..
نصرة الاقصى واجبة بالدعاء والمساندة المادية التي تثبت رباط المقدسيين فهناك مشروع شد الرحال للأقصى بتسيير قوافل المصلين اليه ليكون عامرا بأهله ومشاريع الترميم والعمارة ومشاريع التعليم وغيرها من المشاريع الخيرية التي يترجم المسلم خلالها نصرته للأقصى عمليا ، كما ان الوقوف امام مخططات التطبيع مع العدو الصهيوني واجبة في ظل الضغوط والمؤمرات التي تمارسها قوى الاستكبار والعداء للاسلام ، والاوهام التي يجري وراءها عملاء الاستسلام ووكلاء الخيانة، الذين لازالوا يلهثون وراء السراب ويتذللون للصهاينة لاستجداءه، ثم هم يشهرون السلاح في وجهة المقاومة الباسلة حماية للصهاينة وامعانا في مهاوي الخيانة والعمالة، فعسى الله ان يأتي بالفتح او أمر من عنده فيصبحوا على ماأسروا في أنفسهم نادمين.

فاتقوا الله عباد الله وانتصروا لدينكم ومقدساتكم وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ،هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه.

الخطيب : يحي العقيلي


 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل