اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/mktarat/flasteen/304.htm?print_it=1

قتلة الأنبياء .. يحرقون مسجد "الأنبياء"

زياد آل سليمان


الساعة الثانية والنصف فجر الاثنين 4/10/2010م كان مسجد "الأنبياء" في قرية بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة على موعد مع قتلة الأنبياء، مجموعة من المغتصبين الصهاينة تهاجم المسجد وتحرق السجاد والمصاحف، بل تكتب الشعارات على جدرانه التي تسب فيها المسلمين وتحرض على قتل الفلسطينيين، منها عبارة: "المسجد رقم 18 الذي يحرق".
لم تكن هذه الجريمة استثناء من الجرائم والمشاهد التي تجري يومياً في الضفة الغربية المحتلة، ففي كل يوم يتم الكشف عن مخطط استيطاني، وعن مشروع تهويدي، وعن مصادرة للأراضي والممتلكات سواء في القدس المحتلة مركز الصراع أو ما حولها، علاوة على التصريحات الصادرة عن المسئولين السياسيين أو الدينيين في الكيان الصهيوني والتي تكشف بوضوح عن المخططات والأهداف.
إذاً نحن أمام جملة من الجرائم اليومية على مختلف الأصعدة، يقابلها موقف عربي شبه موحد لاستمرار المفاوضات، حتى غدت المفاوضات ليست مجرد غطاء لتلك الجرائم بل هي جزء منها.
وبالرغم من تنديد الرئاسة الفلسطينية لتلك الجريمة إلا أن هذا التنديد -وما قد يصدر من تنديدات - لا قيمة حقيقة له، فهو من باب: أوسعتهم شتما وساروا بالإبل، فيكفي أن نعلم أن مسجد "الأنبياء" هو المسجد الثامن عشر الذي يحرقه المغتصبون خلال مدة محدودة، ما يدل على وجود استهداف منظم للمساجد من قبل المغتصبين بتواطؤ من سلطات الاحتلال، ومن يدري من يشاركهم في التغطية على الجريمة كما جرى سابقاً من منع الأهالي من الرد على المغتصبين أو منعهم.
إن السكوت عن هذه الجرائم تمهيد لجريمة أكبر يخطط لها الاحتلال الصهيوني لاستهداف المسجد الأقصى المبارك أو تقسيمه كما جرى في المسجد الإبراهيمي في الخليل المحتلة، إن على الدول العربية والمنظمات المعنية أن ترفع شكوى رسمية إلى الجهات الدولية وتطالب بفتح تحقيق دولي ومحاسبة المسئولين الصهاينة لتنضم إلى سلسلة الملاحقات القانونية التي تلاحق الكيان دولياً، كما ينبغي إعادة النظر وبشكل جدي في جدوى استمرار المفاوضات في ظل هذه الممارسات التي تكشف زيف دعاوى السلام، ومدى استهتار الكيان بالمبادرات العربية وتجاهله لها.
إن السبيل الوحيد لإعادة هؤلاء المغتصبين وساسة الاحتلال إلى رشدهم هو بإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية ودعمها ومساندتها، واتخاذ قرارات ومواقف سياسية قوية وموحدة ترغم حلفاء الكيان الصهيوني للضغط عليه، لا تقديم المعونات العسكرية والمالية مقابل تمديد "التجميد الشكلي للاستيطان"، ورحم الله أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين قال: "والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد".
وأخيراً فإن على الناشطين في المجالات الإعلامية خاصة على شبكة الإنترنت إثارة موضوع حرق المساجد وكشف هذه الجرائم بالصور والوثائق ليرى العالم المزيد من جرائم الاحتلال وكيفية تعامله مع الأماكن المقدسة ودور العبادة التي جاءت الأعراف والقوانين الدولية بالمحافظة عليها.
إن امتداد يد اليهود المغتصبين إلى المساجد واعتداءاتهم عليها مؤشر على إفلاس مشروعهم وحلمهم واقتراب نهايته، وإن ما ينتظرونه في الدنيا على أفعالهم هو الخزي، وفي الآخرة عذاب عظيم، قال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } سورة البقرة: 114.

 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل