بسم الله الرحمن الرحيم

تفعيل المقاطعة
بدر البريك


مقدمة

يعمد العديد من الناس إلى مقاطعة منتجات الدول التي تحارب المسلمين وخاصة الكيان الصهيوني و الداعمين له ويعتمد في ذلك على عدة أمور منها المعرفة السابقة لشركه المصنعة , بلد الصنع المطبوع على المنتج نصائح الإخوة أو قوائم المقاطعة الموجودة في بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية. و جميع تلك الوسائل أثرها قيم ولكن يبقى محدود وذلك لأنه يقوم على جهد أفراد أولا وثانيا كثير من الشركات بداءة الالتفاف عليها وذلك بالتغيير من أساليبها التسويقية إما بحذف بلد الصنع أو المصنع مثل "شركة العلالي و قودي" بدءوا يضعون عبارة "بالاتفاق مع أصحاب العلامة التجارية" أو طرح المنتج باسم جديد أو أسم محلي بشراء الأسماء الموجودة في السوق المحلية, أما قوائم المقاطعة فهي إما غير متوفرة أو قديمه وكذلك هي لا تخلو من أخطاء , حيث انه في بعض الأحيان يتم الدعاية لمنتج يجب مقاطعته وكذلك هي لا توفر البديل بشكل مناسب. أضف إلى ذلك أن الكثير من الأوقات يضيع في البحث المضني عن المنتج المناسب. وفي كل الأحوال يعتمد الجميع على ذاكرته وهنا يصعب الإحاطة بكل السلع.

المقترح

إنشاء هيئة ذات مقاييس محدده وشعار خاص تعمل على إصدار شهادة تزكيه للمصنعين وشركات الخدمات, يتم استخدام شعار الهيئة على المنتجات و على واجهات المحال التجارية وشركات الخدمات التي تطبق المقاييس المعتمدة وبذلك نختصر تلك القوائم بشعار بسيط وسهل التذكر.

مهام الهيئة

ويكون لها عدة مهام:
1. إصدار شهادة تزكيه"عضويه" للشركات المصنعة و للمتعاونين من موردين و محال تجارية كمراكز البيع من مجمعات و بقالات وصيدليات ومستشفيات قدر الإمكان لا لتزكيه فقط ولكن ل الدعاية أيضا.
2. إنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية يهتم بعمل الهيئة.
3. الدعاية للهيئة و ذلك بإصدار رسوم بيانيه تبين زيادة مبيعات و خدمات الشركات المشاركه.
4. الدعاية للمشتركين بالوسائل المتاحة لتسويق منتجاتهم وخدماتهم كإصدار دليل بصفة دوريه.
5. في المراحل الأولى يترك للمشتركين حرية إبراز شهادة العضوية و العلامة الخاصة بالهيئة سواء على المنتج أو المنشأة.
6. في المراحل المتأخرة جدا يتم إصدار قوائم أو كتيب يحتوي على الشركات الواجب مقاطعتها.
7. إصدار مطبوعة تهتم بالاقتصاد بشكل عام ويتم الاستفادة من الدعاية فيها ماديا.

وسائل الدعم

الدعم يكون على عدة مستويات:
1. الدعم المعنوي: وهو الأهم وذلك بالحصول على تزكية اكبر عدد من علماء المسلمين والهيئات الإسلامية و المراكز الإسلامية ما أمكن "للشهادة" وذلك لإظهار شعبيتها. في المراحل الأولى يتم تجنب لجان المقاطعة الشعبية إلى أن تكسب الشهادة صفه قانونيه ثم يطلب تزكيتهم في المراحل المتوسطة.
2. الدعم الإعلامي: بأن يتم إبراز شعار الهيئة في جميع المواقع الإسلاميه و في مواقع الحوار على الشبكة العنكبوتية و إلصاق الشعار في المراكز الإسلاميه على ارض الواقع, كذلك على المنتجات بشكل إجباري في المراحل الوسطى من تنفيذ المشروع.
3. الدعم المادي: في المراحل الأول يحتاج قليل من الدعم من أحد الجهات الخيرية على أن يتم التعويض فيما بعد, حيث أن الشهادة تمنح للمنشأة مقابل مبلغ رمزي تحدده اللجنة يستخدم في تغطية نفقات الإصدار و الدعاية فالمشرع في حقيقته استثماري.

مقاييس الشهادة الممنوحة

يمكن منح/ إصدار شهادة بعدة مستويات على حسب المعايير الموضوعة, وذلك لتشمل اكبر عدد ممكن من المنتجين و شركات الخدمات التي توفر البديل على أن يتم تغيير تلك المعايير بعد أن تكسب الشهادة أرضيه صلبه لتصبح نوع واحد تمنح على ضوء معايير اكثر صرامة يتم الضغط بها على المشتركين في تطبيق معايير معينه أهمها يكون مقاطعة أعداء المسلمين والحصول على بعض المكاسب لصالح المسلمين في مناطقهم وعلى سبيل المثال:
1. أن تحتوي على أشياء عامه ومشتركة بين الجميع مثل جودة المنتج, خلوه من العيوب, ملأمته للاستخدام, فعاليته ...الخ.
2. ملكية الأرض أو الاستئجار بشكل مشروع وأن لا تكون مغتصبه.
3. رخصه سارية العمل.
4. النسبة المأوية من راس المال للمسلمين 1% في المراحل الأولى بحيث يتم رفع النسبة في حاله توفر السلعة بيد المسلمين.
5. النسبة المأوية من العمالة الإسلامية ½% ثم يتم الرفع بصوره تدرجيه.
6. أن لا تحتوي على رأس مال يهودي "مرحله متوسطة".
7. أن يتم مقاطعة المنتجات التي تصدر في قوائم المقاطعة من قبل الهيئة في حالة توفر البديل "مرحله متأخره"
8. تسحب الشهادة من المخالفين وكذلك لا يحق لهم استخدام الشعار الممنوح ويزال أسم الشركة من قوائم الهيئه.
9. يتم إبراز الأوراق الثبوتيه أثناء التفتيش السنوي لتجديد الشهادة.

الاسم
اقترح أن يكون " هيئة المقاييس الإسلامية العالمية" أو أي اسم يفي بالغرض.

الشعار
يتم تصميم شعار مميز وسهل للتذكر ربما يحمل الأحرف الأولى من اسم الشهادة ولكن يعكس الغرض منه.

الإشراف
يكون الإشراف تحت رجال موثوقين من طلبة العلم على ألا يكونوا من بلد واحد فيسهل التأثير عليهم وكذلك لكسب شعبيه كبيره وألا يكونوا أعضاء في الحكومات.

مراحل التنفيذ
من الوهلة الأولى يبدو الأمر صعب ومكلف و خطر أيضا و لكن عند تنفيذ العمل على عدة مراحل و رويّه و بطول نفس بإذن الله يسهل ويتحول إلى مشرع استثماري أيضا.

· المرحلة الأولى
يتم تكوين الهيئه ووضع آلية العمل و الأهداف والخطط البديلة بعيدا عن الأنظار.

· المرحلة الثانية
يتم تسويق الشهادة في الشركات على أنه دعم لمنتجات و اقتصاديات الدول الإسلاميه فقط ويؤجل ذكر أمر المقاطعة في آخر المراحل حتى لا يتم وأد المشروع من قبل المنافقين و أصحاب الأهواء , يراعى ذلك في الدعاية وفي وضع المقاييس في المراحل الأولى ,( عند التشجيع على شراء المنتج الإسلامي والبديل للمنتج اليهودي فأنت عمليا تقاطع المنتج الآخر).
يتم البدء بشركات إسلاميه متعاطفة حتى تكسب أرضيه ثم تعمم
في أول الأمر يمكن إصدار الشهادة من منظمه غير حكومية موثوقه ومعروفه وقائمه في الوقت الحالي ثم بعد ذلك يتم الفصل والتفرغ التام

· المرحلة الثالثة
تعمل الهيئة على طرح أفكار لتطوير الاقتصاديات الإسلاميه وكذلك العمل على البحث عن الموارد المتوفرة في العالم وخاصة الإسلامي ووضع طرق العمل و الحصول عليها بطريقه سهله وبسيطة يمكن فهمها واستثمارها من قبل غير المتخصصين.

· المرحلة الرابعة
بعد فتره كافيه من العمل يتم مراجعه المقاييس الموضوعة على ضوء المعطيات السابقة , وعلى كل حال يجب أن تكون المراجعة بصفة دوريه. كذلك يتم إدراج الكيان الصهيوني بشكل واضح.

المراحل المذكورة على سبيل المثال فقط, يمكن زيادة المراحل لتسهيل العمل وكذلك يتم توزيعها بما يخدم الهدف العام.

التجديدات

يتم إبلاغ المستفيد من الشهادة بالتغييرات قبل وقت كافي لاعتمادها , أما هيئة التفتيش فتختار من نفس البلد الموجود به المستفيد و لجنه التفتيش تكون غير ثابتة إنما يتم تشكيلها في فترة التفتيش فقط ويدفع لهم تكلفة العمل.

عوامل مساعدة

· عدم كشف المراحل والأهداف دفعه واحده و إنما يتم حسب الحاجة.
· الاستعانة ببعض من له علم في القانون و الاقتصاد
· أن تكون الهيئة عالميه أي غير مرتبطة ببلد أو شخص
· الاستفادة من مكاتب المقاطعة العربية في جلب المعلومات عن الشركات اليهودية
· اعتماد سياسة التدرج
· يجب التفرغ التام وان لا يكون الأعضاء مرتبطين بمهام أخرى

الخلاصة

· الاستفادة من الصحوة في المجتمع الإسلامي و استغلاله في الضغط على اقتصاد اليهود و الأمريكان.
· تجسيد فتاوى العلماء وخلق آلية عمل لتنفيذها باستخدام الوعي و الضغط الشعبي حيث انه يمكن استخدام نفس المنطق وتطبيقه على فتاوى أخرى تمس حياة العامة سواء اقتصادية أو اجتماعيه
· هذه الفكرة ليست بالجديدة ولكن مطبقه من قبل اليهود و النصارى منذ سنوات فمثلا "شهادة المقاييس العالمية" International Standard Organization” ISO“ تستخدم من قبل الاتحاد الأوربي لتطبيق معايير معينه على السلع التي يراد تسويقها في دولهم, ومن واقع تجربه مع ISO نجد انه عدلت وأضافت إلى معاييرها خلال الست سنوات السابقة عده مرات و المتأمل في وضع الشهادة في الوقت الحالي هي أداه تفتيش و ضغط على الشركات وليست لتطبيق نظام الجودة الشاملة في المنشأة.

المصدر موقع الإسلام اليوم