بسم الله الرحمن الرحيم

جهود العلماء والأدباء في استنقاذ القدس من الصليبيين
عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


من يطلع على التاريخ يجد تشابهاً إلى حد كبير بين الفترات التاريخية، فالصراع بين الغرب النصراني والشرق المسلم بدأ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسيستمر إلى نزول عيسى عليه السلام، كما نجد أن المسلمين إذا كانت قلوبهم متحدة قبل أبدانهم فإن عدوهم لا يجرؤ على التحرش بهم؛ لأنه يعرف عاقبة ذلك، وأما عند التفرق فإن العدو ينقض عليهم انتهازاً لهذه الفرصة التي قد لا تتكرر. وبعد هذا الإجمال نورد شيئاً من فوائد دراسة التاريخ؛ ليكون ممهداً لهذه الدراسة، فمن فوائد معرفة التاريخ:

1- تثبيت قلوب المؤمنين ، قال تعالى: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى" للمؤمنين (120) {هود: 120}، قال الجنيد رحمه الله: " الحكايات جند من جند الله عز وجل يقوي بها إيمان المريدين"(1).
2- أنها سبيل إلى معرفة سير أهل الصلاح والاقتداء بهم قال تعالى: أولئك الذين هدى الله فبهداهم \قتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى" للعالمين 90 {الأنعام: 90}، قال أبو حنيفة رحمه الله: " الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم"(2). كما أنها سبيل لمعرفة سير أهل الضلال والخيانة لأمانتهم، ومن قدموا دنياهم على أخراهم، وكيف أنهم خسروا دنياهم بسوء العاقبة وسوء الذكر حتى إنهم لا يزالون يشتمون ما دامت مخازيهم مسطرة في كتب التاريخ.
3- أنها سبيل إلى أخذ العبر والدروس من السابقين قال تعالى: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى" ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 111 {يوسف: 111}، وما أصدق الشاعر حين يقول:
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر  *** ضل قوم ليس يدرون الخبر
4- معرفة السنن الكونية من سنن التمكين والنصر، ونهاية الظالم، ونصر المؤمنين الصادقين ولو بعد حين، كما قال تعالى: أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر 43 {القمر: 43}، وقال سبحانه : وكذلك ننجي المؤمنين 88 {الأنبياء: 88}، وقال جل وعلا: وهل نجازي إلا الكفور 17 {سبأ: 17}.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين، وكيف فعل بأوليائه، وماذا حلَّ بأعدائه، وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً"(3).
ولما في القصص التاريخي من فوائد وعبر فإننا نجد أن الله سبحانه قص في كتابه كثيراً من القصص للأنبياء وغيرهم ، قال تعالى: كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا 99 {طه: 99}. وقال سبحانه: ذلك من أنباء القرى" نقصه عليك منها قائم وحصيد 100 {هود: 100}. والقصص القرآني أحسن القصص كما قال جل وعلا: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين 3 {يوسف: 3}، وهذا يدل على أهمية القصص التاريخية المليئة بالدروس والعبر.
ومن أحلك الفترات، وأشد المصائب التي مرت على المسلمين؛ فأبكت العيون، وأثارت الشجون، وأثرت في النفوس مصيبة استيلاء النصارى على أولى القبلتين، وثالث المسجدين، فقد استغل الصليبيون فرصة وجود عوامل الهزيمة في المسلمين فانقضوا مدمرين من يقف أمامهم بوحشية لا توصف، ولشبه تلك الفترة بأحوال المسلمين في الوقت الحالي من تحالف بين الصليبيين واليهود، واحتلال للأراضي المقدسة أحببت أن أسلط الضوء على تلك الفترة الحالكة من تاريخنا، وكيف انقلب الظلام شيئاً فشيئاً إلى نور مشع بالنصر والتمكين، وكيف لم يأتِ ذلك النصر إلا بتعب وجهود مضنية من المصلحين؛ علَّنا ندرك ذلك فنتبع طريق الإصلاح الموصل إلى النصر.

أسباب استيلاء النصارى على أراضي المسلمين ومنها القدس:
استمرت الحروب الصليبية قرابة المائتي عام من (491-690)ه ، وكان الذي تولى كبرها البابا أوربانس بعد أن قدم إليه رجل فرنسي اسمه (بولس السائح) وحكى ما يجري للحجاج النصارى من ذل في الأراضي المقدسة على يد المسلمين، فعُقِد مؤتمرٌ عظيم في فرنسا وانتهى بتصميم النصارى على الاستيلاء على الأراضي المقدسة. فبدؤوا حملتهم واستولوا على إنطاكية سنة 491ه وسقطت القدس سنة 492ه وقتلوا في ساحات الأقصى من العباد والعلماء وطلاب العلم نحواً من 70 ألفاً(4) إلى أن أعادها الله تعالى بعد وقعة حطين سنة 583ه. وقد ساعدت بعض العوامل الداخلية الصليبيين على النجاح في حملتهم تلك، فمن تلك العوامل:
1- ضعف الخلافة واستقلال الأقاليم:
فقد وصل تمزق دولة الخلافة إلى أن تملك رقعة من الأرض في الأندلس مقدارها ثلاثون فرسخاً اربعة كلهم يتسمى امير المؤمنين(5). وما أصدق قول الشاعر:
مما يزهدني في أرض أندلس   ***  ألقاب معتضد فيها ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها   ***  كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
وفي المشرق لم يكن للخليفة إلا قصره فقط، وليس له من الأمر شيء، وتحكم الخدم في العزل والتعيين كما قال الشاعر:
ومليك في قفص    ***   بين وصيف وبغا(6)
يقول ما قالا له    ***    كما تقول الببغاء
فنجد البويهيين في إيران، والفاطميين- العبيديين- في مصر، والحمدانيين في الجزيرة، وأكثر المدن لها شبه استقلال، وهذه الدويلات المتنازعة لا تملك مقومات الدول، وصدق الشاعر في قوله:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا     ***   وإذا افترقن تكسرت آحادا

2- التنازع على الحكم، وتولي من ليس بأهل لها، وكثرة الانقلابات ومنازعة الحكام والخروج عليهم:
فحكامهم كما يقول المعري:
يسوسون الأنام بغير لب    ***   فينفذ أمرهم ويقال ساسة
ومن عجيب ما ذكر في ذلك: أن أمية بن عبدالرحمن بن هشام بن عبدالجبار بن الناصر قام وتسور القصر، ودعا إلى نفسه، فقال له بعض أهل قرطبة: (نخشى عليك أن تقتل في هذه الفتنة؛ فإن السعادة قد ولت عنكم، فقال: (بايعوني اليوم واقتلوني غداً)(7). وبهذه النفسية لدى العوائل الحاكمة يضحي أحدهم بكل شيء؛ لينال الإمارة، فيضحي بدينه، ويتحالف مع الأعداء النصارى ضد المسلمين، وقد يقتل أخاه ، وقد يفعل أشياء لا تخطر بالبال لأجل الكرسي.

3- الفساد الاقتصادي والفجوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء:
فبينما نجد ولائم كبار الدولة ووزرائها فيها من البذخ الشيء الكثير(8)؛ نجد أن الفقر مستشرٍ فيها(9) حتى إن القاضي عبدالوهاب المالكي غادر بغداد من الفقر، وقال لمودعيه: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشية ما عدلت ببلدكم أمنية، وفي ذلك يقول:
بغداد دار لأهل المال طيبة    ***   وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها    ****    كأنني مصحف في بيت زنديق(10)
وقال:
سلام على بغداد في كل موطن    ***    وحق لها مني سلام مضاعف
فوالله ما فارقتها عن قلى لها     ***    وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علي بأسرها     ***    ولم تكن الأرزاق فيها تساعف(11)

4- بعد الفقهاء عن السياسة، وقد قال شيخ الإسلام:
"وبسبب ضعف الفقهاء من العلم الكافي للسياسة العادلة وقع انفصام في المجتمع الإسلامي فصار يقال: الشرع والسياسة، هذا يدعو خصمه إلى الشرع وهذا يدعوه إلى السياسة، والسبب تقصير هؤلاء في معرفة السنة"(12).
ورأى أحد الشعراء بعض أهل العلم في مكة يتباحثون في النحو والصرف فوبخهم بقوله:
أما تستحون الله يا معدن النحو     ***    شغلهم بذا والناس في أعظم الشغل
إمامكم أضحى قتيلاً مجندلاً     ***    وقد أصبح الإسلام مفترق الشمل
وأنتم على الأشعار والنحو عُكَّفاً     ***    تصيحون بالأصوات في أحسن السبْل(13)

5- الباطنية ونخرهم في الجسد الإسلامي:
فقد حصل من الحشاشين في قلعة آلموت، والبويهيين في فارس، والقرامطة في الإحساء، والعبيديين في مصر ما يندى له الجبين من قتل للأرواح، وانتهاك للحرم، واغتيال للصالحين من العلماء والوزراء. وقد كانوا كثيراً ما يخذلون المسلمين، ويوالون النصارى عليهم(14)، وأفعال القرامطة في الحرم المكي مما لا ينساه التاريخ فقد هدموا الكعبة، وقتلوا حولها أكثر من مائة ألف من الحجاج، وأخذوا الحجر الأسود إلى الإحساء وهذا لا يُتصور أن يصدر من مسلم. وأما العبيديون في مصر والشمال الإفريقي فقد قتلوا من أهل السنة الكثير، وأظهروا الرفض بالإكراه، وألزموا المؤذنين بأن يقولوا في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله وحي على خير العمل) ونشروا بدع القبور، وشجعوا العوام على تقديسها، كما أنهم تعاونوا مع الصليبيين ضد المسلمين ، فقد قال ابن الأثير:"إن أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة، ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، خافوا وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه، ويكونوا بينهم وبين المسلمين، والله أعلم"(15).
واستولى الصليحيون على اليمن، والحمدانيون على أجزاء من الشام وهم من الرافضة، وإن كان لهم دور في محاربة النصارى لكن قتالهم إنما هو للدفاع عن أراضيهم وليس لغرض الجهاد(16). فقد كان بين هذه الدول الباطنية تعاون لاتحادهم في المذهب، فعلى سبيل المثال نجد أن سيف الدولة الحمداني يساعد القرامطة في حربهم لكافور الإخشيدي مع ماعمله القرامطة من مخاز لا تجهل(17).

6- التجاوب الضعيف من المسلمين لنصرة إخوانهم المنكوبين: فعندما هاجم الصليبيون الرها سنة 361ه ألح الناس على بختيار البويهي(18) أن يقوم بواجبه، فماطلهم ولم يحصل منه شيء، وعندما استولى الصليبيون على القدس هام الناس على وجوههم فارين من وحشية العدو الصليبي، وخرج الفقهاء من بغداد ليندبوا الملوك على الجهاد، فلم ينفع سعيهم، وتجهز بعض الفقهاء في بغداد ومعهم جمع من المتطوعة سنة 504ه للجهاد ثم رجع كثير منهم حين بلغهم كثرة الصليبيين، وعندما أرسل صلاح الدين رسالة إلى ملك المغرب يطلب منه المساعدة بأسطول بحري يقطع إمدادات الصليبيين القادمة عبر مضيق جبل طارق غضب؛ لأنه لم يخاطبه بأمير المؤمنين(19).

7-الاستنصار بالأعداء النصارى في النزاعات الداخلية:
ومن ذلك ما فعله عمارة اليمني الشاعر المشهور عندما كاتب الصليبيين لغزو مصر، واسترجاع الحكم الفاطمي، وفيه يقول الشاعر:
عمارة في الإسلام أبدى جناية     ***    وبايع فيها بيعة وصليبا(20)
وأمسى شريك الشرك في بغض أحمد     ***    فأصبح في حب الصليب صليبا(21)
وكان خبيث الملتقى إن عجمته     ***    تجد منه عوداً في النفاق صليبا(22)
سيلقى غداً ما كان يسعى لأجله     ***    ويسقى صديداً في لظى وصليبا (23) (24)

بوادر العودة:
في ظل تلك الأوضاع السيئة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم نجد أن العلماء تحركوا للقيام بما أوجب الله تعالى عليهم من إصلاح المجتمعات المسلمة، فكان لهم جهود لا تخفى لاستنهاض الأمة لتعود إلى الجهاد ، ففي سنة 362ه اجتمع أبو بكر الرازي الحنفي، وأبو الحسن الرماني، وابن الدقاق الحنبلي بعز الدولة بختيار وحرضوه على غزو الروم الذين استولوا على الرها وبعض بلاد الشام، فبعث جيشاً إلى الشام فأظفره الله بهم، وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وبعثوا برؤوسهم إلى بغداد فسكنت أنفس الناس(25).

وقد كان للعلماء محاولات جادة في الإصلاح، فمنهم من اهتم بالجانب التنظيري فألف الكتب في معالجة مواضع الخلل عند المسلمين، ومنهم من اهتم بالإصلاح الشعبي فعقد المواعظ والدروس لإعادة الناس إلى الدين، ومن أمثلة الاتجاه الأول: الإمام الماوردي، والجويني، والغزالي، ومن أمثلة الاتجاه الثاني: الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وسبط ابن الجوزي. ونذكر أمثلة تمثل هذين الاتجاهين.
الجانب الأول: الإصلاح التنظيري بتأليف المؤلفات:
- ألف الماوردي(364-450) كتاب أدب الدنيا والدين في كيفية الجمع بين الدين والدنيا لمعالجة انحراف جهلة العباد والمتصوفة، وأهل الملذات ممن لا يأبه بحلال أو حرام. كما ألف الأحكام السلطانية؛ للمساهمة في إيضاح الأحكام الشرعية للسياسة.
- ألف أبو المعالي الجويني كتاب غياث الأمم في التياث الظلم؛ لإيجاد حلول شرعية للقضايا السياسية.
- ألف أبو حامد الغزالي (ت 505) كتاب إحياء علوم الدين؛ لإصلاح أحوال المسلمين(26). وحيث إنه يعد أهم من ألف في تلك الحقبة وقد كان لكتابه صدى واسع بين المسلمين. وقد تميز علاجه لأحوال المسلمين بصفات منها:
1- خلو كتاباته من التحريض على الجهاد واعتماده على النقد الذاتي، فهو يعالج القابلية للهزيمة بدل التباكي على مظاهر الهزيمة، وقد قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير 30 {الشورى: 30}، وقال سبحانه: وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون 129 {الأنعام: 129}.
2- عزم الغزالي على أن يمضي إلى يوسف بن تاشفين سلطان المغرب، لما بلغه عدله وصلاحه؛ ليحضه على النهوض بدار الإسلام فبلغه موته وهو بالإسكندرية فقطع رحلته وعاد(27).
3- نقده للاتجاهات الباطنية والفلسفية التي أفسدت عقائد المسلمين.
4- كثرة تبدله، نظراً لخبراته وقناعاته وبحثه عن الحق حتى مات وصحيح البخاري على صدره كما قال شيخ الإسلام رحمه الله. وقد توفي وعمره 55 سنة، ولو كتب له فسحة في العمر لربما رأينا طرحاً آخر في منهج إصلاحه.
فمن نفيس أقواله:
قال:"أما الآن فقد قيدت الأطماع ألسن العلماء فسكتوا، وإن تكلموا لما تساعد أقوالهم أحوالهم فلم ينجحوا، ولو صدقوا وقصدوا حق العلم لأفلحوا، ففساد الرعايا بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، وفساد العلماء باستيلاء حب الجاه والمال، ومن استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك والأكابر"(28).
يعيب على المسلمين ترك العلوم الدنيوية فيقول:" والفطن يعلم أنه لو كان غرض طالب العلم أداء حق الأمر في فرض الكفاية لقدم عليه فرض العين، بل قُدم عليه كثير من فروض الكفايات فكم من بلدة ليس فيها طبيب إلا من أهل الذمة... وهل لهذا سبب إلا أن الطب ليس يتيسر الوصول به إلى تولي الأوقاف والوصايا، وحيازة مال الأيتام، وتقلد القضاء، والتقدم على الأقران"(29).
يعيب على بعض أغنياء المسلمين فيقول:"صنف حرصوا على بناء المساجد والمدارس والأربطة والقناطر، وكتبوا أسماءهم عليها، وقد اغتر هؤلاء من وجهين: الأول: أنهم يبنونها من أموال اكتسبوها من الرشاوى والظلم والنهب، والثاني: أنهم ربما اكتسبوا المال من الحلال ولكنهم في التركيز على بناء المساجد أصابهم داء الرياء، وحب الثناء، وصنف يحرصون على إنفاق الأموال في الحج، وربما تركوا جيرانهم جياعاً، وصنف يشتغلون بكنز الأموال بحكم البخل، ويشتغلون بالعبادات البدنية التي لا تحتاج إلى نفقة كصيام النهار وقيام الليل"(30).

الجانب الثاني: الإصلاح الشعبي :
من أعظم العلماء المصلحين في ذلك الوقت الشيخ عبدالقادر الجيلاني الحنبلي (470-561). وكان قد اعتزل الناس للتأمل وتهذيب النفس عشر سنين ثم عاد للإصلاح. وقد بدأ عام 521 ه وعمره50 سنة في الجلوس لوعظ الناس وإصلاحهم، وبدأ مجلسه بالرجلين والثلاثة، ثم تزاحم الناس حتى صار مجلسه يضم سبعين الفاً(31). ثم تزايد الإقبال عليه، وصار الناس يجيئون إليه، ويتوب عليه الخلق الكثير(32). وقد تبنى الشيخ عبدالقادر مدرسة لإخراج جيل من العلماء الذين يقودون الناس إلى الصلاح، واكتمل بناؤها سنة528 ه، وجعل الدراسة فيها لكتب الفقه والحديث والقراءات وغيرها، واستبعد كتب الفلسفة والكلام(33).
وقد خصص لعامة الناس ثلاث جلسات للوعظ في صباح الجمعة، ومساء الثلاثاء في المدرسة، وصباح الأحد في الرباط، ودونت مواعظه باليوم والتاريخ في كتابه: الفتح الرباني.
وقد كانت خطبه نارية تلهب الحماس في الجالسين ، وكان كثيراً ما ينتقد فيها العلماء الذين يأكلون بدينهم، ويسكتون عن قول الحق، كما لم يسلم من النقد موظفو السلاطين الذين يطيعونهم في معصية الله؛ بل إنه رحمه الله كان ينكر على الخليفة الظلم إذا حضر موعظة؛ من مواعظه كما في كتابه المذكور.
فمن أقواله في مواعظه:" ملائكتكم تتعجب من وقاحتكم، تتعجب من كثرة كذبكم في أحوالكم، تتعجب من كذبكم في توحيدكم، كل حديثكم في الغلاء والرخص، وأحوال السلاطين والأغنياء. أكل فلان، لبس فلان، تزوج فلان، استغنى فلان، افتقر فلان..."(34)، وكما هو ظاهر فالجيلاني يسلك طريق النقد الذاتي باستخدام الهجوم والتغليظ كما هو واضح في كتابه الفتح الرباني.
وقد اهتم بالفقراء والغرباء فكان يؤويهم ويطعمهم، ويحضرون دروسه في مدرسته؛(35) ولذا أحبه الناس، وتاب على يديه معظم أهل بغداد(36)، وقد قال عن نفسه:" وقد تاب على يدي من العيارين والمسالحة أكثر من مائة ألف وهذا خير كثير"(37).
ولانتشار التصوف في عهده وكثرة طرقه فقد سعى الجيلاني إلى توحيد المتصوفة على أفكاره، وتقريبهم إلى الكتاب والسنة، وعقد لهم اجتماعات تمخضت بهيكل تنظيمي يتكون من القطب وهو الشيخ عبدالقادر ويليه الأبدال ثم الأوتاد(38). وقد كان رحمه الله متأثراً بطريقة المتصوفة وإلا فهذه الطبقات مبتدعة ولم تكن على عهد أهل القرون المفضلة، ولا زال كثير من الجهال يعتقد أن الجيلاني يتحكم في الكون وهذا شرك في الربوبية نسأل الله الثبات على التوحيد والسنة. وسبب ذلك أنه رحمه الله تعالى كان متأثراً بالتصوف المنتشر في وقته إلى حد كبير؛ ولكنه كان من أقرب المتصوفة إلى الكتاب والسنة.
اهتم بدعوة الكفار وقد قال عن نفسه:" اسلم على يدي أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى"(39).
كما أن لمجالس الوعظ التي كان يعقدها سبط ابن الجوزي دوراً كبيراً. وقد كان يستخدم العاطفة في إذكاء الحماس لدى المستمعين، وقد وصف ابن كثير مجلسه في دمشق، وقدر الحضور في بعض الأيام بثلاثين ألفاً، ثم قال ابن كثير:" فلما جلس يوم السبت خامس ربيع الأول بالجامع حث الناس على الجهاد، وأمر بإحضار ما كان قد تحصل عنده من شعور التائبين، وقد عمل منها شكالات(40)، يحملها الرجال، فلما رآها الناس ضجوا ضجةً واحدة، وتباكوا بكاء كثيراً، وقطعوا من شعورهم نحوها، ثم توجه بتلك الشعور إلى الملك المعظم فأراه الشعور، فجعل يقبلها ويمرغها على وجهه ويبكي، ثم عمل سبط ابن الجوزي ميعاداً بنابلس، وحث الناس على الجهاد، ثم ساروا بقيادة الملك المعظم إلى الفرنج، فقتلوا منهم خلقاً، وخربوا أماكن كثيرة، وغنموا وعادوا سالمين"(41).
ولم يكن الفقهاء بمعزل عن ساحات الجهاد فقد كانوا أول المشاركين في طرد الصليبيين من آخر معاقلهم سنة 690ه في عكا، وكان من أشهر المشاركين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(42).

دور الشعراء في استنهاض المسلمين لإنقاذ مقدساتهم أيام الحروب الصليبية:
لا شك أن للشعر دوره في استنهاض الهمم، وبعث الأمل في النفوس اليائسة، وقد كان للشعراء دور عظيم في استنهاض المسلمين، وحثهم على الجهاد، وتحرير أراضي المسلمين، فمن ذلك:
يقول أحدهم:
أحل الكفر بالإسلام ضيماً     ***    يطول عليه للدين النحيب
فحق ضائع وحمى مباح     ***    وسيف قاطع ودم صبيب
وكم من مسلم أمسى سليباً     ***    ومسلمة لها حرم سليب
وكم من مسجد جعلوه ديراً     ***    على محرابه نصب الصليب
دم الخنزير فيه لهم خلوق     ***    وتحريق المصاحف فيه طيب
أمور لو تأملهن طفل     ***    لطفَّل في عوارضه المشيب
أتسبى المسلمات بكل ثغر     ***    وعيش المسلمين إذن يطيب
أما والله للإسلام حق     ***    يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا     ***    أجيبوا الله ويحكم أجيبوا(43)

وقال القاضي أبو المظفر الأبيوردي يرثي القدس ويحث على الجهاد:
مزجنا دماء بالدموع السواجم     ***    فلم يبق منا عُرضة للمراحم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه     ***    إذا الحرب شُبَّت نارها بالصوارم
فإِيها بني الإسلام إن وراءكم     ***    وقائع يلحقن الذرى بالمناسم
أتهويمة في ظل أمن وغبطة     ***    وعيش كنوار الخميلة ناعم
وإخوانكم بالشام أضحى مقيلهم     ***    ظهور المذاكي أو بطون القشاعم(44)
تسومهم الروم الهوان وأنتم     ***    تجرون ذيل الخفض(45) فعل المسالم
وتلك حروب من يغب عن غمارها     ***    ليسلم، يقرع بعدها سنَّ نادم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى     ***    رماحهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفاً من الردى     ***    ولا يحسبون العار ضربة لازم
أيرضى صناديد الأعاريب بالأذى     ***    ويغضي إلى ذل كماة الأعاجم
فليتهمو إذ لم يذودوا حميةً     ***    عن الدين ضنُّوا غيرة بالمحارم(46)

ويقول شهاب الدين ابن المجاور:
أعيني لا ترقي من العبرات     ***    صلي في البكا الآصال بالبكرات
لعل سيول الدمع يطفئ فيضها     ***    توقد ما في القلب من جمرات
على المسجد الأقصى الذي جل قدره     ***    على موطن الإخبات والصلوات
لتبك على القدس البلاد بأسرها     ***    وتعلن بالأحزان والترحات
أما علمت أبناء أيوب(47) أنهم     ***    عدوا من السروات
وأن افتتاح القدس زهرة ملكهم     ***    وهل ثمر إلا من الزهرات(48)

ويقول ابن الخياط(ت517ه) وهو يخاطب الأمير عضد الدولة:
إلى كم وقد زخر المشركون     ***    بسيل يهال له السيل مدًّا
وقد جال في أرض إفرنجة     ***    جيوش كمثل جبال تردَّى
تراخون من يجتري شدةً     ***    وتنسون من يجعل الحرب نقدا
أنوماً على مثل هذا الصفا     ***    وهزلاً وقد أصبح اليوم جدًّا
وكيف تنامون عن أعين     ***    وُتِرتُم فأسهرتموهن حقدا
وشر الضغائن ما أقبلت     ***    لديه الضغائن بالكفر تُحدى
بنو الشرك لا ينكرون الفساد     ***    ولا يعرفون مع الجور قصدا
ولا يردعون عن القتل نفساً     ***    ولا يتركون من الفتك جهدا
فكم من فتاة بهم أصبحت     ***    تدق من الخوف نحراً وخدا
وكم من عواتق ما إن عرفن     ***    حراً ولا ذقن بالليل بردا
تكاد عليهن من خيفة     ***    تذوب وتتلف حزناً ووجدا
فحاموا عن دينكم والحريم     ***    محاماة من لا يرى الموت فقدا
وسدوا الثغور بطعن النحور     ***    ثغر بكم أن يُسدّا
فلن تعدموا في انتشار الأمور     ***    أخا همة حازم الرأي جلدا
يظاهر تدبيره بأسَه     ***    مظاهرة السيف كفاً وزندا
فدونكم ظفراً عاجلا     ***    لكم جاعلاً سائر الأرض مهدا
فقد أينعت رؤوس المشركين     ***    فلا تغفلوها قطافاً وحصدا
فلا بد من حدهم أن يُفلَّ ولا     ***    بد من ركنهم أن يهدَّا(49)

ولما تولى صلاح الدين كثرت مناشدة الشعراء له بأن يطهر بيت المقدس ومثال ذلك قول أحد الشعراء على لسان القدس:
يا أيها الملك الذي     ***    لمعالم الصلبان نكَّس
جاءت إليك ظلامة     ***    تسعى من البيت المقدَّس
كل المساجد طهرت     ***    وأنا على شرفي منجس(50)

ومن المواضيع التي طرقها شعراء تلك الفترة معاتبة حكام المسلمين إذا تصالحوا مع الأعداء على تسليم بعض الأراضي الإسلامية، فمن ذلك قول أسامة بن منقذ (ت548ه) يعاتب معين الدولة على استسلامه للفرنج:
أين الحمية والنفس الأبية إذ     ***    ساموك خطة خسف عارها يصمُ
هلا أنفت حياء أو محافظة     ***    من ما أنكرته العُرب والعجمُ
أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة     ***    ولم يرو سنان السمهري دمُ
وكنت أحسب من والاك في حرم     ***    لا يعتريه به شيب ولا هرمُ
وأن جارك جار السموأل لا     ***    يخشى الأعادي ولا تغتاله النقم
هبنا جنينا ذنوباً لا يكفرها     ***    عذر فماذا جنى الأطفال والحرم
ألقيتهم في يد الإفرنج مبتغياً     ***    رضى عديً يسخط الرحمن فعلهم(51)

نصرة الشعراء للإسلام بالدعاء والابتهال:
يقول ابن القيم رحمه الله:
هذا ونصر الدين فرض لازم     ***    لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فإن عجزت    ***     فبالتوجه والدعا بجنان
ما بعد ذا والله للإيمان     ***    حبة خردل يا ناصر الإيمان(52)

فالدعاء سلاح المؤمن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أخذ الاستعدادات اللازمة للجهاد يدعو ربه، ويناشده، ويتضرع إليه، كما أنه صلى الله عليه وسلم شرع لنا القنوت إذا حصل للمسلمين ضر. وقد كثرت القصائد المتضمنة لدعاء الله سبحانه بأن يكشف الضر عن المسلمين في ذلك العصر، فمن ذلك ماقاله أبو الفضل التوزري المعروف بابن النحوي (513ه) في قصيدته التي نظمها في الدعاء، والاستغاثة، والمسماة "المنفرجة"، ومما جاء فيها:
اشتدي أزمة تنفرجي     ***    قد آذن ليلك بالبلج
وظلام الليل له سرج     ***    حتى يغشاه أبو السرج
وسحاب الخير لها مطر     ***    فإذا جاء الإبان تجي
وفوائد مولانا جمل     ***    لسروح الأنفس والمهج(53)

وقد حظيت بعناية أهل الأدب والعلم فمن شروحها: "الأضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة" و" الأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة" و" السريرة المنزعجة في شرح المنفرجة". وغير ذلك.
ويقول الغزالي (ت505ه) في قصيدة سماها :" دعاء المنفرجة":
الشدة أودت بالمهج     ***    يا رب فعجل بالفرج
والأنفس أمست في حرج     ***    وبإذنك تفريج الحرج
هاجت لدعاك خواطرنا     ***    والويل لها إن لم تهج(54)

النصرة بمدح الإسلام والفرح بنصرته:
وهذا كثير جداً، فلا تخلو معركة ينتصر فيها المسلمون إلا ويتنافس الشعراء لنظم القصيد فرحاً بالنصر، وابتهاجاً بخذلان الكفر، ومن ذلك على أنه لما هزم آخر جيش للصليبيين سنة 690ه وأخرجوا من معقلهم الأخير"عكا" قال شهاب الدين محمود:
الحمد لله ذلت دولة الصُّلُب     ***    وعزَّ بالترك دين المصطفى العربي
هذا الذي كانت الآمال لو طلبت     ***    رؤياه في النوم لاستحيت من الطلب
ما بعد عكا وقد هُدَّت قواعدها     ***    في البحر للشرك عند البر من أرب
لم يبق من بعدها للكفر إذ خربت     ***    في البر والبحر ما ينجي سوى الهرب(55)

وهكذا لا تعود المقدسات، ولا تنتصر المبادئ إلا بتظافر الجهود ، كل في مجاله، وإلقاء التبعية على الحكام أو العلماء وحدهم من ضعف التدبير.

أسأل الله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يبصرهم في دينهم، والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

----------------
الهوامش:
1- صفحات من صبر العلماء (18).            2- الإعلان بالتوبيخ (33).
3- البداية والنهاية (7/1).
4- تاريخ ابن خلدون (5-21) عن كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين (67-68)، ومختصر الدول (197) للمؤرخ الأرمني بارهبريوس ويسميه العرب بابن العبري عن موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1-88) هامش 4، وذكر أن افتخار الدولة حاكم القدس من قبل العبيديين خرج هو وجنوده سالمين.
5- الكامل (9-443).
6- الوصيف: الخادم، والبغا: القائد من الأتراك، وأكثرهم كانوا مماليك للخليفة.
7- الكامل (9-283).
8- ومن أعظم ما أورد المؤرخون في ذلك زواج ابنة السلطان ملكشاه عام 480ه وحفلة ختان أبناء الخليفة المسترشد بالله سنة 517ه كما في البداية والنهاية في حوادث تلك السنتين، وتركة الوزير الفاطمي المتوفى سنة 515هـ في وفيات الأعيان (2-160-162) وتركة أبي نصر الكردي صاحب ديار بكر المتوفى سنة 453ه كما في البداية والنهاية في حوادث تلك السنة.
9- حصلت بعض المجاعات في العالم الإسلامي حتى أُكلت الكلاب والموتى، بل خطف النساء والأطفال وأكلوا كما في السنوات 428ه وسنة 440ه وسنة 448ه وسنة 470ه وسنة 511ه. وتفصيلها في البداية والنهاية في حوادث تلك السنين.
10- وفيات الأعيان (3-221).      11- وفيات الأعيان (3-22).
12- الفتاوى (20-293).
13- البداية والنهاية (11-26) عن كتاب أيعيد التاريخ نفسه (27).
14- البداية والنهاية (15-334) طبعة دار هجر.
15- الكامل (10-273) والنجوم الزاهرة (5-147) وتاريخ الخلفاء للسيوطي (679).
16- كفعل ما يسمى بحزب الله اللبناني في هذه الأزمنة.
17- البداية والنهاية (15-266) طبعة دار هجر. وقارن بما حاول أن يفعله الرافضة من تفجيرات وإفساد في مواسم الحج.
18- وانتقم الله منه فقتل سنة 367ه كما في البداية والنهاية (15-382) طبعة دار هجر.
19- البداية والنهاية (12-167، 181) والكامل لابن الأثير (8-618)، (10-452)، (10-284). عن كتاب أيعيد التاريخ نفسه (32-33).
20- صليب النصارى.           21- أي مصلوباً.          22- أي صلباً من الصلابة.
23- الصليب هنا: ودك العظام، وقيل : إنه الصديد.
24- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني(43).
25- البداية والنهاية (15-337) طبعة دار هجر.
26- وقد انتقد العلماء على الغزالي حشو كتابه بالآراء الكلامية والشطحات الصوفية المخالفة لعقيدة السلف الصالح، كما أنه مزجى البضاعة في علم الحديث فقد احتوى كتابه على كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد خرج الحافظ العراقي أحاديث الإحياء في كتابه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من أخبار.
27- طبقات الشافعية للسبكي (4-105).          28- إحياء علوم الدين (1-42).
29- السابق (1-43).                 30- السابق (3-397).
31- مسالك الابصار (5-104) عن كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين (161).
32- المنتظم (10-219).            33- هكذا ظهر جيل صلاح الدين (166).
34- الفتح الرباني (241) عن السابق (180).
35- مسالك الابصار (1-104) عن السابق (182).
36- المنتظم (10-219).       37- السابق (183).    38- السابق (187).     39- السابق (192).
40- الشكال: العقال للدابة.      41- البداية والنهاية (17-20) طبعة دار هجر.
42- البداية والنهاية (13-320) والأعلام العلية (68) والكواكب الدرية (92) عن موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1-91).
43- النجوم الزاهرة (5-152) عن كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين (69).
44- المذكاة: الخشبة التي يذبح عليها، والقشاعم: السباع.           45- الخفض: الترف.
46- الكامل (10-284) عن كتاب أيعيد التاريخ نفسه (34).
47- يخاطب أبناء صلاح الدين الذين تنازعوا على الملك ولم يواصلوا مسيرة والدهم الجهادية كما يجب.
48- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني(223).
49- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني (231).
50- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني (235).
51- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني (296).
52- نونية ابن القيم المسماة الكافية الشافية في آخر فصل من فصولها.
53- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني (240).
54- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني (237).
55- البداية والنهاية (17-637-638) طبعة دار هجر.

@ أهم الصادر والمراجع:
1- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي.
2- الآداب الشرعية لابن مفلح.
3- صحيح القصص النبوي لعمر الأشقر
4- صفحات من صبر العلماء- عبدالفتاح أبو غدة.
5- صحيح الجامع-للألباني.
6- صفة الصفوة-لابن الجوزي.
7- البداية والنهاية-لابن كثير.
8- أثر الحروب الصليبية على الأدب العربي لمحمد سيد كيلاني.
9- النونية ابن القيم.
10- أيعيد التاريخ نفسه- محمد العبدة.
11- هكذا ظهر جيل صلاح الدين-للكيلاني.
12- موقف ابن تيمية من الأشاعرة-للمحمود.

منقول من مجلة الجندي المسلم .. نقله ماجد

الصفحة الرئيسية      |      فلسطين والحل الإسلامي