صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أجابة السائلين من كلام العلامة عبدالله بن جبرين رحمه الله

إعداد : منصور بن مزيد السبيعي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
لقد منّ الله تعالى علي بحضور دروس الشيخ العلامة عبدالله بن بن جبرين -رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى ، وشرفت بالجلوس إليه والاستماع إلى ما كان يعلّقه على كتاب منار السبيل .. وكان في جامع القاضي بالرياض
ورغبت في نشرها هذه الفوائد فاسميتها
((أجابة السائلين من كلام العلامة عبدالله بن جبرين رحمه الله))
فاسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الفوائد، ويكتب لها القبول.

(( الغيبة ))

- مجرد كلام يتلفظ به وقول ينطق به
- فلا يدخل في الأكل والشُرب الذي يحصل بتركه الصيام وبفعله الفطر
- وقد روي عن بعض العلماء أنهم تأولوا حديث: «أفطر الحاجم والمحجوم» فقالوا إنما أفطرا لكونهما يغتابان الناس
- فقال الإمام أحمد ردًا على ذلك: "لو كانت الغيبة تُفطر لما صح صوم أحد منا"
- أو كما قال فعلى هذا ينهى الصائم عن اللغو والرفث لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الصيام عن اللغو والرفث» ليتم بذلك أجره
- فإن خالف وفعل الغيبة، أو اللغو وقول الزور والجهل فقد ((أثم ونقص أجره ولا يبطل صومه)).

((السهر في رمضان ))

- السهر والسمر طوال الليل أكثره في لهو وباطل،
- حيث إن منهم من يسهرفي مجلس عادي
- معمور بالقيل والقال،
- وربما تناولوا في ذلك المجلس أعراض الناس ووقعوا في غيبة ونميمة وسخرية وتنابز وكلام باطل،
- فيضيع عليهم الليل في غير طاعة.
- ومنهم من يعكف على سماع الأغاني والملاهي والنظر إلى الصور الفاتنة والأفلام الخليعة

(( التي تزرع الشر في القلوب))

- فهذا قد خسر وقته
- واكتسب السيئات
- ومنهم من يبيت في متجره أو مصنعه حيث إن ذلك موسم للتجارة والعمال تروج فيه البضائع ويكثر البيع والشراء، وينشغل أهلها عن العمل الصالح
- ومنهم من يقطع الليل في التسكع والتردد في الأسواق والطرق راكبًا أو راجلًا أو جالسًا على الأرصفة، يقلب عينيه في الناس، ليذهب عليه الليل في غير فائدة.
- ولا شك أن قصدهم أو قصد أغلبهم إذهاب الليل لينقلب النهار ليلًا،
- فينام طوال النهار حتى لا يشعر بالصيام ولا التعب فيه، ولا شك أنه مقصد سيئ، وكان الأولى أن يناموا الليل أو أكثره ويريحوا أنفسهم، ويجعلوا النهار طلبًا للمعاش
كما ذكر الله ذلك في قوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}
- فإن كان ولابد هناك سهر فليكن على القراءة والذكر والعمل الصالح حتى لا يخسروا نهارهم باللهو والباطل والنوم الطويل، وليلهم بالمعاصي وضياع الوقت.

(( افطار المؤذن ))

- لا بأس بتقديم أيهما أراد
- ولكن الأولى أن يقدم الأذان؛
- لأنه يُعلم الجماهير بدخول وقت الإفطار حتى يسرعوا في الإفطار
- لأن أحب عباد الله لله أعجلهم فطرًا،
- و لا يضره ذلك لقصر مدة الأذان، فبعد دقيقة أو نحوها يفرغ من الأذان ويتناول الإفطار من غير ضرر.

((تعجيل الفطر))

- ورد في الحديث: «أحب عباد الله إليه: أعجلهم فطرًا»
- وفسر ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا: أقبل الليل من ههنا، وأدبر من ههنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم»
- ومعنى ذلك إذا تُحُقِّق غروب الشمس ودخول الليل شرع الإفطار
- ولا يجوز تأخيره إلى اشتباك النجوم كفعل اليهود.

(( قطرة الأنف ))

- إذا كانت هذه القطرة
١- لا تتجاوز الخياشيم،
٢- ويُحتاج إليها عند انسداد الأنف، وتعذَّر التنفس جاز استعمالها عند الحاجة،
- وأما إذا كان في الإمكان التنفس، وخِيف أن هذه القطرة تنزل مع الأنف، وتصل إلى المريء، ومجرى الطعام والشراب فإنها تُفطِّر؛
- لأن الأنف منفذ محسوس يصل إلى الأمعاء والمعدة،
- ويُمكن التغذِّي بطعام أو شراب مع مجرى الأنف؛ فلذلك يُفطر من أدخل في أنفه شيئًا، فوصل إلى حلقه وأحس بطعمه.

((النية في الصيام ))

- لا يصح الصيام إلا بنية، وكذلك بقية العبادات،
- فإن كان فرضًا لزم تبييت النية من الليل،
- بأن يعزم على إتمام الصيام في اليوم الذي يلي تلك الليلة.
- والنية محلها القلب.
- وليس معنى ذلك أن يحرك لسانه، أو يحرك قلبه بما عزم عليه،
- وإنما المراد أن يستحضر أنه سوف يصوم غدًا. بحيث لو سأله أحد، لأخبر بأنه يصوم.
- لكن النافلة له أن ينويها نهارًا، ودليل ذلك حديث عائشة «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها نهارًا ضحى فقال: "هل عندكم طعام"؟ فقالت: لا. فقال: "إني إذًا صائم"»
- فقد أصبح مفطرًا، ولَمَّا لم يجد طعامًا عزم على إتمام صيامه ذلك اليوم.
- وهكذا لما أمر بصيام يوم عاشوراء أمر من لم يصم أن يمسك بقية نهاره.
- وقد اشترطوا لذلك ألا يكون قد أكل قبل النية،
- وأن تكون نيته قبل زوال الشمس،
- وذكروا أنه لا يثاب إلا على ما بعد النية. فأول النهار لا أجر له في إمساكه؛ لأنه لم يكن عازمًا على الصيام.

(( نام يومين في رمضان))

- النوم عادة لا يُذهب الإحساس
فقد صرَّح الفقهاء بأنه إذا نام جميع النهار فصومه صحيح كما لو تسحَّر آخر الليل ثم نام قبل الفجر ولم يستيقظ إلا بعد المغرب
- وإن كان ذلك نادرًا، وليس مُتصوَّرًا أن يستغرق في النوم أكثر من عشر ساعات، فكيف يتصوَّر أن ينام نهارين وما بينهما من الليل ـ أي نحو ست وثلاثين ساعة ـ،
- فإذا قُدِّر أن ذلك قد حصل ووقع منه أن نام آخر الليل وغربت عليه الشمس وهو في نومه واستمر نائمًا وطلع الفجر وهو في نومه واستمر نائمًا إلى أن غربت الشمس في اليوم الثاني وهو لم يستيقظ
- فنرى في هذه الحال أن صومه اليوم الأول صحيح لأنه تسحر ونوى وأن يومه الثاني عليه قضاؤه لأنه لم ينو في وقت من النهار أو من الليل،
- لكن لو استيقظ في نصف النهار أو أوله أو آخره وأمسك وجدَّد النيَّة صح صومه واعتُبر وأجزأه ذلك.

((من نوى الفطر))

- الراجح أنه يفطر ولا يعتد بذلك اليوم
- لكنه يمسك إذا كان الفطر لغير عذر
- ويقضي ذلك اليوم الذي عزم على فطره وإن كان قد أمسكه ولم يأكل فيه
- لأن الصوم عبارة عن النية في إمساك ذلك اليوم، فإذا قطع النية فقد حصل الخلل في الصيام؛ حيث عزم على تركه.

- لا يجوز الإفطار للصائم في رمضان، أو في غيره إلا بعد الغروب،
- لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إذا أقبل الليل من هاهنا ـ يعني من المشرق ـ وأدبر النهار من هاهنا ـ يعني من المغرب ـ وغربت الشمس فقد أفطر الصائم أي جاز له الإفطار»ـ
- فالعبرة بغروب الشمس: أي غيبتها عن أهل الأرض في تلك البلاد، ولو كانت طالعة على من بعدهم،
- ومن علاماتها ظهور السواد من جهة المشرق،
- وإنما جُعل الأذان علامة على غروب الشمس، ودخول وقت المغرب،
- فلو أذن المُؤذن قبل غروب الشمس لم يجز الإفطار
- وكذا لو غربت الشمس، ولم يُؤذنوا جاز الإفطار.

(( من افطر قبل الوقت ))

- نرى أنه لا قضاء عليكما لقرب الوقت من الإفطار،
- ولأن عادة المؤذنين أن يحتاطوا دقيقتين أو نحوهما
- فقد أفتى بعض العلماء بأن من أفطر مجتهدًا قبل الوقت فإنه لا حرج عليه ولا يلزمه القضاء
- وقال آخرون: عليه القضاء إذا تبين له أنه أفطر نهارًا.

((من أكل ظن عدم طلوع الفجر))

- أرى أن لا شيء عليهم لعدم العلم بالصبح
- فهم معذورون كمن أكل أو شرب ناسيًا، فإنما أطعمه الله وسقاه، فكذا من أكل أو شرب يعتقد أنه في ليل فبان نهارًا فلا قضاء عليه.

((الاكل حال سماع أذان الفجر))

- الأصل إمساك من يريد الصوم إذا سمع الأذان،
- لكن ورد جواز إتمام الأكل والشرب الذي بدأ فيه سيما
- إذا عرف أن الأذان فيه تقديم وقت للاحتياط.

((ضابط الامساك ))

- ذكر الفقهاء والأصوليون أنه لا بد من إمساك جزء من الليل مع النهار؛ كغسل جزء من الرأس مع الوجه
- لكن الآية صريحة وهى قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}
- وذلك يدل على إباحة الأكل والشرب حتى يتبين الفجر الصادق وهو البياض المعترض
- كما ورد إباحة الأكل والشرب حالة الآذان، بأن سمع الآذان والإناء في يده، أو اللقمة في يده فله أكلها والشرب حتى يفرغ،
- مع أن المؤذنين في هذه الأزمنة عادة يحتالون ويتقدمون قبل الوقت بنحو خمس دقائق، فلا يلزم الإمساك ساعة سماع أول الآذان.

((باب الريان من يدخله ))

- ورد أنه يدخل منه الصائمون
- وأنَّ مَنْ دخل منه وجد شرابًا لذيذًا لا يَظْمَأُ بعده أبدًا
- والظاهر أن المُراد مَنْ يُكْثِرُ الصيام في أثناء العام، كصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، أو صيام دَاوُدَ؛ حيث كان يصوم شَطْرَ الدهر
- أما صيام رمضان، فقد لا يكفي لأن المسلمين جميعًا يشتركون في صيامه.

((كيف تصفد الشياطين ))

نصدق بأن الشياطين تصفد في رمضان، فلا تخلص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان من الإغواء والإضلال
- وإذا وجدت المعاصي في رمضان فإن لها أسبابا غير وسوسة الشياطين
- فمن ذلك النفس الأمارة بالسوء، فقد ظل كثير من الناس بطاعة النفس وإعطائها ما تلتذ به ولو كان حراما.
- ومن ذلك اتباع الهوى فإن الهوى يعمي ويصم، ومن ذلك الانخداع بزهرة الدنيا وزينتها وما فيها من الشهوات والملذات أمام أعين الناظرين مما لا يصبر معه الإنسان عادة من الاندفاع تحت الشهوات والانخداع بالمغريات
- ومن ذلك أن الكثير من الناس قد اعتادوا في غير رمضان على عادات سيئة، فألفتها نفوسهم وصعب عليهم الانفطام عنها وذلك كالسهر أمام الفضائيات والنوم عن الصلوات المكتوبة، وتتبع المجتمعات المختلطة وخروجهم إلى الأسواق مع ما فيها من المنكرات
- فيكون ذلك دافعا لهم إلى الاستمرار على هذه المنكرات في رمضان وفي غيره
- ومن أسباب كثرة المعاصي الإكثار من الشهوات أكلا وشربا
- فإن ذلك سببا لثقل الطاعات على ذلك الإنسان والميل إلى الشهوات وسماع الأغاني والنظر إلى الأفلام الخليعة، والعكوف أمام الفضائيات،
- فأسباب ذلك ليست كلها من وسوسة الشيطان.
أما الجن والعفاريت والمردة منهم فالظاهر أنهم لا يدخلون في التصفيد
- فلا يستغرب ملابستهم للإنس أو بقاؤهم فيمن تسلطوا عليه؛
- فإنهم كشياطين الإنس المكلفين بالأمر والنهي وفيهم الصالح ودون ذلك
- فلا يعمهم ما ذكر من الغل في رمضان.
 

( تمت بحمد الله )

إعداد : منصور بن مزيد السبيعي
رماح
يوم الخميس
1436/9/8

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

شهر رمضان

  • استقبال رمضان
  • يوم في رمضان
  • رمضان شهر التغيير
  • أفكار دعوية
  • أحكام فقهية
  • رسائل رمضانية
  • المرأة في رمضان
  • سلوكيات خاطئة
  • فتاوى رمضانية
  • دروس علمية
  • رمضان والصحة
  • الهتافات المنبرية
  • العشر الأواخر
  • بطاقات رمضانية
  • المكتبة الرمضانية
  • وداعاً رمضان
  • الصفحة الرئيسية