اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/monawein/sh/3.htm?print_it=1

شبهات المشركين حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكشفها

د.صالح بن عبدالله العبود

 
للمشركين شبه كثيرة وحجج ومعارضات يتوصلون بها إلى الشرك وابطال التوحيد ، ولو قامت شبههم لقامت الفتنة وأصبح الدين مفرقاً ليس كله لله تعالى ولكن الشيخ كشف شبههم واحدة واحدة ، ونقضها حتى أبطلها جميعاً وحاصل هذه الشبه يمكن تصويره في سبع شبهات هي :

1. أن الشرك لا يكون فيمن يشهد أن هو النافع الضار المدبر ولكنه يقصد أولياء الله والصالحين لأن لهم جاهاً وشفاعة عند الله تعالى وهو مذنب فيدعوهم ويستغيث بهم ويذبح لهم وينذر لهم ليشفعوا له عند الله تعالى لا غير .
2. والشرك إنما هو في من يعبد الأصنام . والأولياء والصالحون ليسوا مثل الأصنام فمن يدعوهم ليس مثل من يدعو الأصنام .
3. أن من يقصد الصالحين والأولياء بالدعاء والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك ليس مشركاً وليست هذه الأمور شركاً لأنه وهو يفعل ذلك لا يريد منهم وإنما يطلب من الله شفاعتهم فهذا ليس عبادة لهم ولا شركاً بالله تعالى بل توسل بهم .
4. أنه وهو يقصدهم بهذا الفعل إنما يطلبهم مما أعطاهم الله تعالى وقد أعطاهم الشفاعة والجاه والقرب لديه ولاسيما رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5. قالوا وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح،ثم بإبراهيم ، ثم بموسى ، ثم بعيسى، فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك في قصة إبراهيم عليه السلام لما ألقى في النار أن جبريل عرض عليه الأغاثة . قالوا فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً .
6. ويقولون : أن المشركين هم الذين نزل فيهم القرآن أولا وهم لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً ، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلى ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك المشركين لأننا قصدنا أولياء الله ليشفعوا لنا فحسب .
7. ويقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله .. وقال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، وأحاديث أخرى بهذا المعنى في الكف عمن قالها ، فمن قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل .

هذا هو حاصل الشبه التي يشبه بها المشركون ممن يدعى الإسلام ، ويريد قلب الحقائق فيجعل التوحيد إلحاداً ، والإلحاد توحيد – وقد كشف الشيخ هذه الشبه ونقضها فبطلت بكتاب الله المحكم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحاكمة ، والحق القائم الذي أحقه الله بكلماته الكونية كما أحقه بكلماته الشرعية .

ونورد كيف بين الشيخ كشفه لهذه الشبهات فقال بمعناه :

أن الشبهة الأولى وهى قولهم أن الشرك يكون فيمن يشهد أن الله هو النافع الضار المدبر ، ولو دعا غيره واستغاث به وذبح له ونذر له ليشفع له ويقربه عند الله أن هذه مقالة المشركين الأوائل سواء بسواء وهم الذين كفرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم وسبى نساءهم وذراريهم مع اقرارهم بأن الله هو النافع الضار الخالق المدبر بدليل قول الله تعالى : {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} (يونس:31).
وغير هذه الآية من الآيات الكثيرة وأن هؤلاء المشركين يقولون ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربى والشفاعة بدليل قوله تعالى : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (الزمر :3)
وقوله تعالى : {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } ( يونس : 18) .

وكشف الشيخ الشبهة الثانية وهي قولهم أن الشرك إنما هو فيمن يعبد الأصنام . والأولياء ، والصالحون ليسوا مثل الأصنام فمن يدعوهم ليس مثل من يدعو الأصنام بما ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة من الحكم بكفر جميع من يدعو غير الله تعالى مهما كان هذا الغير ، سواء كان نبياً أو ملكاً أو من دونهما أو دعا طاغوتا أو صنماً فالحكم على من دعا غير الله واحد ، ولم يفرق الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بين من يعبد الأصنام وبين من يعبد الصالحين في الحكم بل الجميع يحكم بأنهم مشركون بالله .
ويقول الشيخ في قوله تعالى :{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } إلى قوله تعالى : {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }( الزمر : 64- 67) .
فيه مسائل : فيها أنواع من بطلان الشرك وتقبيحه :
الأول : الجواب عن قول المشركين : هذا في الأصنام واما الصالحون فلا . قوله { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ } عام فيما سوى الله .
الثانية : أن المسلم إذا أطاع من أشار عليه في الظاهر كفر ، ولو كان باطنه يعتقد الإيمان ، فإنهم لم يريدوا من النبي صلى الله عليه وسلم تغيير عقيدته ، ففيه بيان لما يكثر ممن ينتسب إلى الإسلام في اظهار الموافقة للمشركين خوفاً منهم ، ويظن أنه لا يكفر إذا كان قلبه كارهاً له .
الثالثة : أن الجهل وسخافة العقل هو موافقتهم في الظاهر ، وأن العقل والفهم والذكاء هو التصريح بمخالفتهم ولو ذهب مالك ، خلافاً لما عليه أهل الجهل من اعتقاد أن بذل دينك لأجل مالك هو العقل ، وذلك في آخر الآية : {أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ } (1).
ويقول الشيخ : فإن قال قائل من المشركين : نحن نعرف أن الله هو الخالق الرازق المدبر ، لكن هؤلاء الصالحين مقربون ، ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة و إلا فنحن نفهم أن الله هو الخالق الرازق المدبر . فقل : كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله ، فإنهم يدعون عيسى وعزيراً والملائكة والأولياء يريدون ذلك كما قال الله تعالى :{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (الزمر :3).
قال تعالى :{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }(يونس:18).

وكشف الشيخ الثالثة وهي قولهم أن من يقصد الصالحين بالدعاء والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك ليس مشركاً وليست هذه الأمور شركاً بل هي توسل بهؤلاء الأولياء . فأجب الشيخ : بأن الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر و نحوهما مما أمر الله أن يتقرب العبد به إليه فهو عبادة وكل أنواع العبادة لا يجوز صرف شيء منها لغير الله تعالى ، والشرك إنما هو في العبادة وفي أنواعها ، وصرف شيء من أنواعها كصرف مجموعها لأن الله أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن أشرك معه غيره تركه وشركه وقولهم أن التوحيد بالدعاء والاستغاثة والذبح والنذر ونحوها إلى غير الله لا يريد منه وإنما يريد من الله بشفاعته ليس عبادة قد أبطله الله بأنه سماه عبادة كما تقدم من قوله تعالى : {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } (2) (يونس:18).
وقال الشيخ – رحمه الله – في كشف تسميتهم دعاء الأموات والأولياء بالتوسل ليتوصلوا إلى جوازه : ( الدعاء الذي يفعل في هذا الزمان أنواع :
النوع الأول : دعاء الله وحده لا شريك له الذى بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم .
النوع الثاني : أن يدعوا الله ويدعو معه نبياً أو ولياً ، ويقول أريد شفاعته و إلا فأنا أعلم ما ينفع ولا يضر إلا الله ، لكن أنا مذنب ، وأدعوا هذا الصالح لعله يشفع لي فهذا الذي فعله المشركون وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتركوه ولا يدعو مع الله أحداً لا لطلب شفع ولا نفع .
النوع الثالث : أن يقول : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك أو بالأنبياء أو الصالحين فهذا ليس شركاً ولا نهينا الناس عنه ( على أنه شرك ) ولكن المذكرون عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهم أنهم كرهوه لكن ليس مما نختلف نحن وغيرنا فيه (3) .
وسئل الشيخ رحمه الله عن قول بعض الفقهاء في الاستسقاء : لا بأس بالتوسل بالشيوخ والعلماء المتقين ، وقولهم : يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح ، وقيل يستحب ، وقول أحمد : إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه والفرق بين هذا القول وقول أحمد وغيره في قوله عليه الصلاة والسلام (( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )) الاستعاذة لا تكون بمخلوق ، فما معنى هذا ؟ وما العمل عليه منهما ؟
فأجاب بقوله : قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين . وقول أحمد : يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، مع قولهم أنه لا يستغاث بمخلوق فالفرق ظاهر جداً ، وليس الكلام مما نحن فيه فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه ، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله ولا انكار في مسائل الاجتهاد لكن انكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ، ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات ، واغاثة اللهفات ، واعطاء الرغبات ، فأين هذا ؟ ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحد ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين ، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده ، ولكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين ، فأين هذا مما نحن فيه ؟ (4) .
وهكذا يكشف الشيخ تلبيسهم حيث جعلوا دعاء غير الله توسلاً ببيان ما هو التوسل الحقيقي في الدعاء والفرق بينه وبين دعاء غير الله تعالى وأن التوسل مسالة خارجة عن موضوع النزاع وهو دعاء غير الله تعالى .

وكشف الشيخ الرابعة وهي قولهم : إنهم يطلبون الأنبياء والأولياء مما أعطاهم الله تعالى وقد أعطاهم الشفاعة والجاه والقرب لديه ولاسيما رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى وإن أعطاهم ما أعطاهم فقد نهى أن يطلب منهم الشفاعة والزلفى عند الله ، وأمر بأن يطلب ذلك منه جميعاً ولا يشفع عند الله أحد إلا من بعد إذنه ، والله سبحانه لم يأذن بأن نطلب من الميت ذلك ، وأما الحي الذي يطلب منه دعاؤه وهذا عام في جميع الصالحين الأحياء القادرين على الدعاء .
والمقصود أن الدعاء والذبح والنذر والاستغاثة ونحوها مما أمر الله أن يعبد به ، لابد من أن تؤدى لله خالصة لا يشركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى :{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدا} وغير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة التي بينها الشيخ للدلالة على الإخلاص في جميع أنواع العبادة ومن أنواعها طلب الشفاعة من الله لديه فيتوجه بذلك الطلب والرغبة والقصد إلى الله مباشرة وبدون واسطة كما قال تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }(البقرة :186) .
فلا تطلب الشفاعة من غير الله تعالى لأن الشفاعة كلها له سبحانه ، قال تعالى :{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً } (الزمر:44).ولا يشفع أحد في أحد إلا من بعد أن يأذن الله تعالى – كما قال تعالى : {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} (البقرة :255) . كما قال تعالى {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى} (الأنبياء: 28). والله لا يرضى أن تطلب الشفاعة من أحد إلا بإذنه ، وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد . قال تعالى :{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدا}. وقال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} . وقال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيما} (النساء:48) . وقال تعالى :{ قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} ( سبأ:22، 23).
قال الشيخ : قال أبو العباس: (( نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب . كما قال : {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى}فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة ، كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده ، لا يبدأ بالشفاعة أولاً )) ثم يقال له : (( ارفع راسك ، وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع )) وقال أبو هريرة (( من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه )) فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ، ولا تكون لمن أشرك بالله .
وحقيقته : أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ، ليكرمه وينال المقام المحمود .
فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها من شرك ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص )) أ-هـ كلام ابن تيمية .
قال الشيخ :
(( فإذا كانت الشفاعة كلها لله ، ولا تكون إلا من بعد إذنه ، ولا يشفع النبي ٍ صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه ، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد . تبين لك أن الشفاعة كلها لله فاطلبها منه وقل : اللهم لا تحرمني شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم شفعه فيّ وأمثال هذا )).
وأيضا فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم ، فصح أن الملائكة يشفعون ، والأولياء يشفعون ، والافراط يشفعون أتقول : أن الله أعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم فإن قلت هذا : رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه وأن قلت : لا – بطل قولك : أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله (5).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد : (( وأما الاستشفاء بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، فالمراد به استجلاب دعائه وليس خاصاً به صلى الله عليه وسلم بل كل حي صالح يرجى أن يستجاب له فلا بأس أن يطلب منه أن يدعو للسائل بالمطالب الخاصة والعامة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما أراد أن يعتمر من المدينة : (( لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك )) (6) .
والحديث رواه الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمر (( أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له فقال : يا أخي أشركنا في صالح دعائك ، ولا تنسنا )) قال عبد الرزاق في حديثه . فقال عمر : (( ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس لقوله : يا أخي )) (7) .

وكشف الشيخ الخامسة وهي قولهم : يستدلون على جواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ودعائه كذلك : بأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ، ثم بنوح ، ثم بإبراهيم ، ثم بموسى ، ثم بعيسى ، فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويستدلون كذلك بقصة إبراهيم عليه الصلاة السلام لما ألقى في النار عرض جبريل الاغاثة فلو كانت شركاً لم يعرضها جبريل عليه السلام – فكشفها الشيخ ببيان أن المنكر هو استغاثة العبادة التي تفعل عند القبر وسائر القبور ، أو تفعل في غيبة المستغاث به والتي يطلب بها ما لا يقدر عليه إلا الله وحده من غير الله تعالى .
أما استغاثة الناس يوم القيامة بالأنبياء ليدعوا لهم فهذا جائز بل يجوز في الدنيا والآخرة أن يطلب الشخص من الحي صالح حاضر يسمع قوله ويقدر أن يدعو الله له .
وكذلك استغاثة إبراهيم بجبريل لو وقعت فهي في أمر يقدر عليه جبريل عليه السلام فهو كما وصفه الله شديد القوى ففي مقدوره أن يغيث إبراهيم مثل قوى في مقدوره أن يغيث عاجزا بقوته كما فعل موسى بالقبطي اغاثة للذي من شيعته .

وكشف الشيخ السادسة – وهي أنهم يقولون : أن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن : ( لا إله إلا الله ) ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ، ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً ، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ونصدق القرآن ، ونؤمن بالبعث . ونصلى ، ونصوم . فكيف تجعلوننا مثل أولئك . فكشفها الشيخ ببيان نواقض الإسلام وبيان أحكام المرتد وأنه الذي يكفر بعد إسلامه ، وبيان أن النواقض للإسلام لا يصح معها إسلام ولا عمل كما لا تصح الصلاة مع ناقض من نواقض الوضوء – فالشرك مثلاً يفسد العبادة ويفسد قول (( لا إله إلا الله )) مهما كانت العبادة كثيرة ولو أمثال الجبال فالشرك يفسدها ويحبطها ويجعلها هباءً منثوراً ، لأن الإسلام والشرك لا يجتمعان فمن ادعى بقاء إسلامه مع ممارسته الشرك فهو كاذب . قال الله تعالى : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ }(الزخرف :65).
قال الشيخ فيها : المسألة الكبرى وهي كشف شبهة علماء المشركين الذين يقولون : هذا شرك ولكن لا يكفر من فعله لكونه يؤدى الأركان الخمسة فإذا كان الأنبياء لو يفعلونه كفروا فكيف بغيرهم ؟
وأن الذي يكفر به المسلم ليس هو عقيدة القلب خاصة ، فإن هذا الذي ذكرهم الله لم يريدوا منه صلى الله عليه وسلم تغيير العقيدة ، بل إذا أطاع المسلم من أشار عليه بموافقتهم لأجل ماله أو بلده أو أهله مع كونه يعرف كفرهم ويبغضهم فهذا كافر إلا من أكره (8) .
وقال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأنعام: 88).
ويقول الشيخ أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام ، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه . كمن أقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة ، أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة ، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم أو أقر بهذا كله وجحد الحج .
ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج ، أنزل الله في حقهم { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ} (آل عمران :97).
ومن أقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع ، وحل دمه وماله كما قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} (النساء:150،151).
فإذا كان الله قد صرح في كتابه أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً وأنه يستحق ما ذكرت زالت الشبهة .
وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الأحساء في كتابه الذي أرسله إلينا .
ويقال أيضاً إن كنت تقرأن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة أنه كافر حلال الدم بالاجماع ، وكذلك إذا أقر بكل شيء إلا البعث .
وكذلك لو جحد وجوب صيام رمضان وصدق بذلك كله لا تختلف المذاهب فيه ، وقد نطق به القرآن كما قدمنا .
فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج ،فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر ؟ سبحان الله ما أعجب هذا الجهل .
ويقال أيضاً : هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة ، وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويؤذنون ويصلون .
فإن قال إنهم يقولون : إن مسيلمة نبي ، فقل هذا هو المطلوب ، إذا كان من رفع رجلا إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف ؟ أو صحابياً أو نبياً إلى مرتبة جبار السموات والأرض ، سبحان الله ما أعظم شأنه { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الروم:59) .
ويقال أيضاً : الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الإسلام ، وهم من أصحاب علي ، وتعلمون العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما ، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم ؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين ؟ أم تظنون أن الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب يُكفرّ .
ويقال أيضاً : بنوع عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس كلهم يشهدون أن (( لا إله إلا الله محمداً رسول الله )) ويدعون الإسلام ، ويصلون الجمعة والجماعة ، فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم ، وأن بلادهم بلاد حرب ، وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين .
ويقال أيضاً : إذا كان الأولون لم يكفروا إلا أنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن وانكار البعث وغير ذلك ، فما معنى الباب الذي ذكر العلماء في كل مذهب :(( باب حكم المرتد )). وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه .
ثم ذكروا أنواعاً كثيرة لكل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها ، مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه ، أو كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب .
ويقال أيضاً : الذين قال الله فيهم :{ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} (التوبة : 74). أما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون ويزكون ويحجون ويوحدون .
وكذلك الذين قال الله فيهم:{ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (التوبة : 65-66) .
فهؤلاء الذين صرح الله فيهم أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم : تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن (( لا إله إلا الله )) ويصلون ويصومون ، ثم تأمل جوابها فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق .
ومن الدليل على أيضاً ما حكمي الله عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم ، أنهم قالوا لموسى : { اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (الأعراف :138)
وقول أناس من الصحابة ( اجعل لنا ذات أنواط ) فحلف النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا نظير قول بني إسرائيل اجعل لنا إلهاً .
ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة : وهي أنهم يقولون : أن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك . وكذلك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا .
فالجواب أن تقول إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك . ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا .
وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا ، وهذا هو المطلوب ، ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعليم والتحرز ، ومعرفة أن قول الجاهل ( التوحيد فهمناه ) أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان .
وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري . فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل ، والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم .
وتفيد أيضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً شديد كما فعل رسول صلى الله عليه وسلم..انتهى
ويقول الشيخ أن هذه الشبهة هي من أعظم شبههم فأصغ سمعك لجوابها (9) .
لذا نقلت جوابها بنصه ، وأشير إلى أن الشيخ ألف رسالة أخرى في هذه المسألة وهي ( مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ) (10) .

وكشف الشيخ الشبهة السابعة وهي قولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال :(لا إله إلا الله ) ، وكذلك قولهم :(( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ) وأحاديث أخر في الكف عمن قالها ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل ، فكشف الشيخ هذه الشبهة ببيان أن من قالها وجب الكف عنه إلا أن تبين منه ما يناقض ذلك كدعاء الأولياء وقصدهم فيما هو من حق الله تعالى ، فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلا ادعي الإسلام بسبب أنه ظن ما ادعي الإسلام إلا خوفاً على دمه وماله .
والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك .
وأنزل الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}(النساء :94). أي فتبينوا فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى :{فَتَبَيَّنُوا} ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى .
وكذلك الحديث الآخر وأمثاله . معناه ما ذكر أن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه إلى أن يتبين منه ما يناقض ذلك . والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( أقتلته بعدما قال :( لا إله إلا الله )؟ وقال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا (لا إله إلا الله) هو الذي قال في الخوارج : (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم لئن أدركتم لأقتلنهم قتل عاد )) مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلاً وتسبيحاً ، حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم (لا إله إلا الله) ولا كثرة العبادة ، ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة . كذلك ما ذكر في جوابه في السادسة وكشفها من قتال اليهود وهم يقولون وقتال الصحابة بني حنيفة ، وكذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزو بني المطلق لما أخبره رجل أنهم منعوا الزكاة ، حتى أنزل الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}(الحجرات:6) – وكان الرجل كاذباً عليهم .
قال الشيخ : وكل هذا يدل على أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي احتجوا بها وجوب الكف عمن قالها حتى يتبين منه مخالفتها (11).

----------------------
[1] - مؤلفات الشيخ ، القسم الرابع ، التفسير ص344.
[2] - مؤلفات الشيخ ، القسم الأول ، كشف الشبهات ، ص 160وما بعدها .
[3] - الدرر السنية ، ط2 ، جـ2 ، ص43.
[4] - مؤلفات الشيخ ، القسم الثالث ، الفتاوى ص59، 60، 68، 69.
[5] - مؤلفات الشيخ ، القسم الأول ، كشف الشبهات  ص 165- 166 ، وكتاب التوحيد باب الشفاعة ص51-53، ومسائل الجاهلية  ص 351 ، والقسم الخامس ، الشخصية رقم 17، ص 112 ـ113، ورقم 8، ص52- 54.
[6] - فتح المجيد ، شرح كتاب التوحيد ص 515 طبعة راجعها الشيخ عبد العزيز بن باز .
[7] - انظر : المسند جـ1/ص29، ج2/ ص59.
[8] - مؤلفات الشيخ ، القسم الرابع ، التفسير ص345.
[9] - مؤلفات الشيخ ، القسم الأول ، والعقيدة ، كشف الشبهات ص 171- 175.
[10] - مؤلفات الشيخ ، القسم الأول ، والعقيدة ، مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ص 279- 329
[11] - مؤلفات الشيخ ، القسم الأول ، والعقيدة ، كشف الشبهات ص 155- 181

المصدر : كتاب عقيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي .. العبود
 

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية