صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

 
28 ـ المستشرقون (( سيديو )) في ((تاريخ العرب العام )) الذي نقله إلى العربية ((عادل زعيتر )) :

قال في أثناء كلامه على ثورات العرب للتحرر من سيطرة الترك وسيطرة البرتغال في عمان بعد كلام .
ومن ثم نرى أن جزيرة العرب استردت استقلالها التام تقريباً ، منذ أوائل القرن الثامن عشر بفضل جدها ، وضعف أعدائها ، ولم يبق لها إلا أن تؤيد نصرها بمركز يلتف حوله جميع النفوس .
وهذا ما حاولت صنعه ، قبيلة ظهرت في نجد ، حوالي سنة 1749م .
وهذا ما حاوله الوهابيون النافذون ، حتى الآن ، والذي سيكون لهم تأثير دائم ، في مصير جزيرة العرب لا ريب .
واسم واضح هذه السيطرة هو عبد الوهاب التميمي ، الذي أكب على دراسة آداب العرب وعلومهم ، منذ صباه . والفقه أكثر ما عنى به .
واطلع على آراء رجال المذهب ، وقصد بغداد ، والبصرة ، وفارس سائحاً.
فنمت مداركه ، فأنعم النظر في حال بني قومه وميولهم وغرائزهم ، وطبيعة قواهم .
فرأى أنه إذا ما حمل المسلمين على مراعاة أحكام القرآن ، رجعت إليهم تلك الحماسة التي تعودتها عظمة الماضين .
ولم يكن للإصلاح الذي بدأ زعيماً ، له هدف ، سوى إعادة شريعة الرسول الخاصة إلى سابق عهدها .
وحارب ابن عبد الوهاب فعالات (1) المسلمين في إحاطة محمد صلى الله عليه وسلم بتعظيم حرمة الله في مثير من كلامه :
وحارب تقديس قبور الأولياء ، فحمل أنصاره على هدمها .
وحارب ابن عبد الوهاب ما كان يعيبه على الترك من فساد الأخلاق .
وحارب تعاطي المسكرات .
ومما ذكَّر الناس به ،هو أن الشريعة تأمر المسلمين بأن يؤتوا الزكاة (2) وتحرم عليهم الزينة (3) وتلزم القضاة بالنزاهة التامة .
ومما عني به على الخصوص إبقاء روح الجهاد في قومه لما أدى إليه الجهاد من نصر عجيب منذ قرون.
ولا يمكن أن تنعت أقوالهم بالإلحاد على العموم لما بدت تكراراً لسور القرآن .
وهو لموافقته تعاليم الإسلام الصحيحة – كان بالغ الأثر لمبادئه قصار صناديد قبائل ينضمون إلى لوائه ، أفراداً وأرسالاً .
فيؤلفون جيشاً صغيراً بقيادة محمد بن سعود من عشيرة المساليخ وكان محمد قد اعتنق المذهب الجديد في الدرعية .
فأبصر ابن عبد الوهاب فيه من المواهب الحربية ، ما لم يجده في الغير ، فزوجه بابنته ، مفوضاً إليه أمر حكومة الوهابيين السياسية.
فخلع على دين محمد رونقاً جديداً ، وبدد الخرافات التي (4) زالت مع الزمن فأظهر القرآن خالياً من جميع ما عزى إليه من الشوائب (5) .
وما لبثت النفوس التي أرهقتها شروح أئمة المسلمين المطولة الغامضة أن رجعت إلى بضعة مبادئ عامة بسيطة واضحة ، فتقبلت خطط ابن عبد الوهاب الإصلاحية بقبول حسن .
ودعا الوهابيون إلى الفضيلة خلافاً للقرامطة الذين تذرعوا بسيء المناحي،فلم يبالوا بغير قضاء المآرب. ا ه

29 ـ على الطنطاوي في كتابه (( محمد بن عبد الوهاب )):
ذكر فشو البدع قبل ولادة الشيخ ((محمد)) كما قال ، واعتقد الناس النفع والضرر بالرسول والصالحين ، وبالقبور والأشجار ، والقباب والمزارات ، فيطلبون منهم الحاجات ، ويرجعون في الشدائد إليهم ، وينذرون لهم ، ويذبحون لهم ، واشتد تعظيم الأموات .
وكان حظ نجد في هذه الجاهلية الجديدة أكبر الحظوظ .
فقد اجتمع على أهله الجهل والبداوة ، والفقر ، والانقسام في كل ناحية من نواحي نجد ، من الأمراء بمقدار ما كان فيها من القرى .
ففي كل قرية أمير ، وفي كل ناحية جمعية أمم .
وكان في كل إمارة قبر ، عليه بناء ، أو شجرة لها أسطورة .
يقوم عليها سادن من شياطين الإنس ، ويزين للناس الكفر ويدعوهم إلى الاعتقاد بالقبر والذبح له ، والتبرك به ، والدعاء عنده .
ثم ذكر شجرة تسمى شجرة الذئب ، وقبر (( زيد بن الخطاب )) وذلك على سبيل المثال .
قال:وكان العلماء قلة،والحكام عتاه ظلمة،والناس فوضى يغزو بعضهم بعضاً،ويَعْدُو قويهم على ضعيفهم
في تلك البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فرأى شمس الإسلام إلى أفول ، ورأى ظلمة الكفر إلى امتداد وشمول .
وأراد الله له الخير فقدر له أن يكون أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجدودوا لهذا الأمة دينها ، بل لقد كان أحق بهذا الوصف من كل من وصف به في تاريخنا .
فقد حقق الله على يديه عودة نجد إلى التوحيد الصحيح ، والدين الحق والألفة بعد الاختلاف ، والوحدة بعد الانقسام .
ولا أقول : إن الرجل كامل ، فالكمال لله ولا أقول إنه معصوم فالعصمة للأنبياء .
ولا أقول: إنه عار عن العيوب والأخطاء .
ولكن أقول:إن هذه اليقظة،التي عمت نجداً ،ثم امتدت حتى جاوزته إلى أطراف الجزيرة ، ثم إلى ما حولها ، ثم امتدت حتى وصلت إلى آخر بلاد الإسلام ليست إلا حسنة من حسناته عند الله إن شاء الله ا هـ .

30 ـ أبو السمح عبد الظاهر المصري الذي كان إماماً بالمسجد الحرام رحمه الله قال في نونيته التي تأسف فيها على الإسلام وأهله ، مما عراهم :
ابتدأها – رحمه الله بقوله :

أسفي على الإسلام والإيمان *** أسفي على نور الهدى القرآن
أسفي على الدين القديم وأهله  *** أسفاً يذيب القلب بالأحزان

مضى فيها حتى ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب قائلاً

أسفي على الشيخ الإمام محمد ***  حبر الأنام العالم الرباني
علم الهدى بحر الندى مفني العدا ***  من شن غارته على الأوثان
من قام في نجد مقام نبوة ***  يدعو إلى الإسلام والإيمان
حتى غدت نجد كروض مزهر ***  يختال في ظل من العرفان
أحيا لنل الدين الحنيف كما أتى  ***  وأقامه بالسيف والبرهان
برهانه القرآن والسنن التي ***  تروى لنا عن سيد الأكوان
كم حارب الشرك الخبيث وأهله *** وأذاقهم في الحرب كل هوان
وأبان توحيد العبادة بعدما  ***  درست معالمه من الأذهان
كم أبطل البدع التي قد عكرت ***  صفو الشريعة مورد الظمآن
وأضاء نوراً لم يزل متألقاً ***  يهدي به الرحمن كل أوان
يا رب دعوة مؤمن متضرع *** أغدق عليه سحائب الرضوان

31 ـ رأى عالم فرنسى
1- قال برنادلوس في كتابه العرب في التاريخ ما يلي :
وباسم الإسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الأول . نادى محمد بن عبد الوهاب بالابتعاد عن جميع ما أضيف للعقيدة والعبادات من زيارات باعتبارها بدع خرافية غربية عن الإسلام الصحيح .

32 ـرأى مستشرق نمساوي
2- قال شيخ المستشرقين . جولد سهير . في كتابه العقيدة والشريعة . ما يلي :
وإذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد أنه مما يسترعي خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني الحقيقة التالية يجب على من ينصب نفسه للحكم عن الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي والصحابة . فغاية الوهابية هي إعادة الإسلام كما كان .

33 ـ رأى المستشرق ((جب الإنجليزي ))
3- قال في كتاب المحمدية .. (( وفي جزيرة العرب قام حوالي 1744م 1157هـ محمد بن عبد الوهاب مع أمراء الدرعية آل سعود بتحقيق الدعوة إلى المدرسة ((المذهب)) الحنبلية التي دعا إليها ابن تيمية في القرن الرابع عشر ( وقال أيضاً في كتابه الاتجاهات المدنية في الإسلام – (( أما مجال الفكر فإن الوهابية بما قامت به من الفتن ضد التدخلات العدوانية . وضد الأصول القائلة بوحدة الوجود . التي تريد تدنيس التوحيد في الإسلام . فق كانت عاملاً مفيداً للخلاص الأبدي . وحركة تجديد أخذت تنجح في العالم الإسلام شيئاً فشيئاً )).

34 ـ دائرة المعارف البريطانية
4- جاء في دائرة المعارف البريطانية . وهي تتكلم عن الوهابية ما يلي :
الوهابية : اسم لحركة التطهير في الإسلام . والوهابية يتبعون تعاليم الرسول وحده . ويهملون كل ما سواها . وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح .

35 ـ رأى جماعة من المستشرقين
5- قال الأستاذ (( ويلفرد )) في كتاب الإسلام في نظر الغرب ألفه جماعة من المستشرقين :
(( كان محمد بن عبد الوهاب يقول قبل كل شيء يجب أن تعيشوا حسب الشرع الإسلامي وهذا هو معنى أن تكونوا مسلمين . لا ذاك الرغاء العاطفي .
والتقى والحرارة التي يقدمها لكم الصوفيون فأساس الإسلام هو الشرع .
وإذا كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين فيجب أن تعيشوا حسب أوامر الشرع .

36 ـ رأى مؤرخ الماني
6- قال الدكتور داكبرت . المؤرخ الألماني في كتابه عبد العزيز – وقد صدر في ألمانيا سنة 1953م ونقله إلى العربية أمين رويحه . عن الحركة الوهابية (( وكان لآل سعود إلى جانب سيفهم الذي يستخدمونه في الفتح سلاح معنوي آخر . يدينون له بأعظم قسط من نجاحهم . ذلك السلاح من صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أحد رجال الدين المطاردين في سبيل عقيدتهم .
والذي لجأ إلى الدرعية عاصمة آل سعود في ذلك الحين . فلقي لديهم الحماية والأمان . وكانت تملأ قلب محمد بن عبد الوهاب فكرة تجديد القوى العربية على أساس ديني ناسباً إلى ابتعادهم عن سيرة السلف الصالح . وانقسامهم إلى شيع . وإلى ابتعادهم عن خُلقهم العربي الأصل . سبب تلاشيهم الذي – جعلهم في متناول النفوذ الأجنبي . إلى أن قال : ورأى الشيخ أن سبب الإنقاذ هو الرجوع إلى تعاليم الدين المشروعة . إلى تعاليم الرسول الصحيحة . فراح يبشر بوحي من ضميره وعقيدته . بمحاربة البدع التي أدخلت على الإسلام عبر العصور الغابرة . والضال المضل من تقارير علماء الدين غير مقيم وزناً إلا لما نص عليه القرآن صراحة . أو لما يمكن نسبته بصورة قاطعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحارب بكل قواه المستمدة من عقيدته الصلبة تقديس الأولياء . وجعلهم واسطة بين الله وبين الناس . وينادي بهدم الأضرحة . ومزارات الأولياء ، وإزالة معالمها . اقتداءا بالنبي الكريم . الذي حارب بدعة القديس الهياكل . وعبادة الأصنام الموروثة من الجاهلية . انتهى ملخصاً .

37 ـ رأى الأستاذ فيليب حتى
7- قال الأستاذ فيليب . وهو مؤرخ لباني في كتابه (( تاريخ العرب ))( ولقد تأثر محمد بن عبد الوهاب بفكرة . هي أن الإسلام كما يمارسه معاصروه . قد انحرف كثيراً علمياً ونظرياً عن طريق السنة التي استنها القرآن . وقرر أن ينقيها هو بنفسه ) .

38 ـ رأى الأستاذ أحمد حسين – مؤسس حزب مصر الفتاة
8-قال في كتابه (( مشاهداتي في جزيرة العرب )) بعد أن وصف ما كان في جزيرة العرب من جهالة قبل ظهور الدعوة ما يلي : (( وفي وسط هذا الجو ولد محمد بن عبد الوهاب . وكان أبوه الشيخ عبد الوهاب قاضي بلدة العيينة . وكان شيخاً عالماً جليلاً . فقرأ على أبيه الفقه . وسرعان ما ظهرت عليه علائم النجابة . وبدأ يدرك على الفور ما تردت به البادية من همجية وردة عن دين الإسلام . وبدأت تجيش به نفسه كل مصلح من عزم على تغيير هذه الحال . فلما بلغ من العمر عشرين ربيعاً . بدأ يستخدم فصاحته وعلمه في مناقشة أنداده وأضرابه . بل ومن هم أكبر منه سناً . في فساد الحال فلم يجد منهم أذناً صاغية . وبعد أن ذكر سفر الشيخ إلى الحجاز والبصرة – ورجوعه ثانية إلى نجد . واستقراره في الدرعية واتفاقه مع محمد بن سعود .
ختم هذا البحث بقوله : تلك هي قصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما بدأت . والتي لم تكمل حتى الآن . فلا يزال أحفاد محمد بن سعود . وأحفاد الشيخ محمد . يحملون لواء التوحيد . وينافحون عنه . وإذا كان العالم الإسلامي كله اليوم تحت تأثير النور والعرفان . قد بدأ يدرك بفطرته هذا الذين كانوا أول من نصره واستجاب له . ا هـ

39 ـ
رأى الأستاذ الأمام محمد عبده
9- يقول الشيخ حافظ وهبة في كتابه (( 50عام في جزيرة العرب )) . وهو يتحدث عن طلبة العلم في الأزهر أنه سمع الأستاذ الإمام محمد عبده مفتي مصر يثني في دروسه بالأزهر على الشيخ محمد عبد الوهاب ، ويلقبه بالمصلح العظيم ، ويلقي تبعة وقف دعوته الإصلاحية على الأتراك وعلى محمد علي الألباني لجهلهم ومسايرتهم لعلماء عصرهم ممن ساروا على سنة من سبقهم من مؤيدي البدع والخرافات ومجافاة حقائق الإسلام .

40 ـ
رأى الأستاذ أحمد أمين العالم المصري
10- تناول الأستاذ أحمد أمين العالم المصري الشهير في كتابه (( زعماء الإصلاح الإسلامي)) نهضة الإصلاح الديني في نجد وهذا ما قاله عنها :
(( ورأى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أثناء إقامته في الحجاز ورحلاته إلى كثير من بلاد العالم الإسلامي إن هذا التوحيد الذي هو مزية الإسلام الكبرى قد ضاع ودخله الكثير من الفساد )).
فالتوحيد أساسه الإعتقاد بأن الله وحده ، هو خالق هذا العالم . والمسيطر عليه . وواضع قوانينه التي يسير عليها ، والمشرع له وليس في الخالق من يشاركه في خلقه ولا في حكمه ولا من يعينه على تصريف أموره ، لأنه تعالى ليس في حاجة إلى عون أحد مهما كان من المقربين إليه . هو الذي بيده الحكم وحده وهو الذي بيده النفع والضر وحده لا شريك له . فمعنى لا إله إلا الله ليس في الوجود ذو سلطة حقيقية تسير العالم وفقاً لما وضع من قوانين إلا هو . وليس في الوجود من يستحق العبادة والتعظيم إلا هو ، وهذا هو محور القرآن {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .
إذا فما بال العالم الإسلامي اليوم يعدل عن هذا التوحيد المطلق الخالص من كل شائبة إلى أن يشرك مع الله كثيراً من خلقه . فهذه الأولياء يحج إليها وتقدم لها النذور ويعتقد أنها قادرة على النفع والضر ، وهذه الأضرحة التي لا عداد لها تقام في جميع أقطاره ، يشد الناس إليها رحالهم ويتحمسون بها ويتذللون لها ويطلبون جلب الخير لهم ودفع الشر عنهم ، ففي كل بلدة ولي أو أولياء ، وفي كل بلدة ضريح أو أضرحة تشترك مع الله تعالى في تصريف الأمور ، ودفع الأذى وجلب الخير ، وكأن الله سلطان من سلاطين الدنيا يتقرب إليه . بذوي الجاه وأهل الزلفى لديه ، ويرجحون في تغيير القوانين وقضاء الحاجات ، أليس هذا كما كان يقول مشركو العرب {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وقولهم {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه}؟ بل وا أسفاه لم يكتف المسلمون بذلك . بل أشركوا مع الله حتى النبات والجماد فهؤلاء أهل بلدة منفوحة باليمامة يعتقدون في نخلة هناك . أن لها قدرة عجيبة من قصدها من العرائس تزوجت لعامها . وهذا الغار في الدرعية يحج إليه الناس للتبرك وفي كل بلدة من البلاد الإسلامية مثل هذا ، ففي مصر شجرة الحنفي ، ونعل الكلشني . وبوابة المتولي (6).
وفي كل قطر حجر وشجر فكيف يخلص التوحيد من كل هذه العقائد ؟.
إنها تصد الناس عن الله الواحد وتشرك معه غيره وتسيء إلى النفوس وتجعلها ذليلة وضيعة مخرفة وتجردها من فكرة التوحيد وتفقدها التسامي .
هكذا شغلت ذهنه فكرة التوحيد في العقيدة مجردة من كل شريك ،وفكرة التوحيد في التشريع فلا مصدر له إلا الكتاب والسنة .

41 ـ
11- قال أمين سعيد : في كتابه (( سيرة الإمام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي من أحفل السير بالعظات وأغناها بالفضائل وأحقها بالبحث والفصل ، والتفسير والتعليل وهي سيرة مصلح من كرام المصلحين ، ومجاهد من كبار المجاهدين وعالم من خيرة العلماء أنار الله بصيرته وهداه سبله وألهمه التقوى فدعا أمته للرجوع إلى الله والعمل بكتابه وسنة رسوله ونبذ الشرك وعبادة القبور ، انقادت إليه واقتدت به واستجابت له فأخرجها الله به من الظلمات إلى النور فنجت وفازت وجنت أطيب الثمار وسمت إلى مرتبة الأخبار ، ثم ذكر ولادة الشيخ وما كانت حاله الضعف والانحطاط التي سرت في جسم الدولة العثمانية وذكر أحوال الجزيرة العربية وما فيه من ظلمات الجهل ومزيد الفقر وتفشي الفوضاء وفي وسط ذلك الجو القاتم المربد جو الجهل والجمود ، جو ضعف الوازع الديني وتسلط الحكام واستبداد الطغاة ، أشرقت من جانب نجد أنوار الدعوة الوهابية التي حمل مشعلها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأنارت للأمة السبيل وألهمتها رشدها فشقت طريقها واهتدت بهديها ، وحققت الدعوة لنجد آمالها وقد بدأت في محيطها أول ما بدأت فأنشأت لها مجتمعاً إسلامياً سليماً يؤمن بالتوحيد ويعظم شأنه ويسير على هداه ولا يدعو مع الله أحدا ولا يزال هذا حالة لم يتبدل ولم يتغير منذ عهد الشيخ حتى يومنا هذا فهو يصدع بالحق ويؤمن به ، وانبثقت عن هذا المجتمع دولة عربية كريمة نشأت في ظل الدعوة وآمنت بها فكانت أول دولة عربية كبرى يؤسسها العرب داخل جزيرتهم بعد دولة الخلفاء الراشدين فاتبعت طريقهم وترسمت خطاهم فسادت وشادت ووسعت حدودها وانتشرت الدعوة في بلاد الإسلام وسرى نورها في أرجائها وأقبل عليها الكثيرون وأخذوا بها وتفاعلوا معها واستجابوا لها فكانت الأمة الكبرى لهذه النهضات التي تعم بلاد العرب وبلاد المسلمين فأحييت ميت الهمم وأيقظت خامد النفوس ، وضرب الشيخ الأمثال على تجرده ونزاهته وعلى أنه لم يرد من دعوته سوى وجه الله وحده وإصلاح حال أمته وإنقاذها من ظلمات الجهالة التي كانت تغمرها .
ولقي في بدء الدعوة من الأذى والعدوان والمقاومة ما يلقاه الدعاة والمصلحون من قومهم فما تردد وما توقف بل صابر وثابر لم يُخفه تهديد وما ثناه وعيد ولا أثرت في نفسه مغريات فشرقت الدعوة وغربت وكثر عدد وعُدد المؤمنين بها وازداد أنصارها واستقام أمرها فأزعج ذلك خصومها وأقلق أعداءها فتألبوا عليها وجاءوا صفوفاً صفوفاً لقتالها وإطفاء أنوارها فحملت السيف للدفاع عن نفسها وحماية كيانها ، والدفع عن النفس حق مشروع أقرته جميع الأديان وجاءت به جميع الشرائع ، وهذه الحقيقة تنقض قول خصومها وتلقف ما افتروا وما زيفوا فالدعوة لم تعتمد على السيف ولم تشهره في وجه الذين لم يدخلوا فيها بل اعتمدت عليه في الدفاع عن نفسها ومقاومة أعدائها الذين تجمعوا لقتالها وتنادوا لمقاومتها والإجهاز عليها فما أغنت عنهم جهودهم فارتدوا منهزمين وتواروا خاسرين وانتصرت وتغلبت لأنها نور وحق وطبيعة النور أن يسري ويعم وينتشر مهما حاولوا ستره وإخفاءه ومهما أقاموا من الحواجز في طريقه ومن شأن الحق أن يعلو ولا يعلى عليه . انتهى
 

---------------------
[1]  تأمل كيف عرف هذا المؤرخ الأجنبي عن ديننا ، تعاليم هذا المصلح الكبير الصحيحة : وأنه قصد إرجاع الناس إلى الدين الصحيح ، وتنقيته من شوائب البدع والوثنية ، وكيف أنصف هذا الأجنبي وعرف دين الرسول الصحيح ، وما طرأ عليه مما لا يتفق وتعاليم الرسول ، ولم يعرفه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام .
[2] - أي وسائر أركان الإسلام
[3] - كلبس الحرير والذهب للرجال ، لا مطلق الزينة .
[4] - تأمل كيف يصف زمان الشيخ بالخرافات ، ويصف مقاومة الشيخ وإصلاحه مما لم يعرف كثير من المسلمين ، وعموا – بتعصبهم – عن محاسنه وخدماته ، فرحمه الله ، وقد أحسن من أنصف وعرف الحق لأهله ، ولو كان كافراً .
[5] - كأنه يريد من التفاسير الباطلة ، والتأويلات المخالفة .
[6] - شجرة الحنفي – شجرة كانت في جامع الحنفي بالقاهرة يتبرك بها : ونعل الكلشني نعل قديمة في تكية الكلشني ، يزعمون أن الماء إذا شرب منها ينفع للتداوي من العشق : وبوابة المتولي بالقاهرة . أيضاً مملوءة بالمسامير بها تعلق الشعور والخيوط لقضاء حاجة من علقها .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 

المصدر كتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية