بسم الله الرحمن الرحيم

ثمن السيادة ترك الوسادة
عمرو خالد
أرسل الموضوع إلى صديق


الحمد لله رب العالمين

الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

انظر إلى سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان تحت عينيه خطان أسودان من الدموع .. كان يقوم الليل ويوقظ أهله ويقول : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها * " قام من الليل يوما فقرأ أية فسقط مغشياً عليه .. أتعلم ما هذه الآية .. !؟ يقول الله عز وجل : " إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع" قرأها فسقط وظلوا يعودونه شهراً لا يعرفون ما به. بالله !! يعودونه شهراً بسبب أية تقرأها على الأقل مرة كل شهر .. معذرة أخى لم تستو القلوب.. انه عمر بن الخطاب. وهذا ابن مسعود كانت إذا هدات العيون يسمع له دويا كدوى النحل وهو يصلى بالليل.
حقا لم يستو القلوب .

عجيب أمركم يا أنس. كان أنس بن مالك يقسم الليل ثلاثاً .. انس يصلى الثلث الأول ثم يوقظ زوجته فتصلى الثلث الثانى، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة لتقيم الثلث الثالث !! يقولون : فلما توفيت الزوجة قسم الليل بينه وبين ابنته فكان يصلى نصف الليل وتصلى هى النصف الاخر، ثم توفى انس فحرصت ابنته أن تصلى الليل كله. مساكين نحن .. أين يبوتنا من هذه البيوت المؤمنة ؟! عجيب حقاً أمركم يا أنس .. اللهم اجعل بيوتنا كهذا البيت المؤمن.

من جد وجد قيام الليل له عشاقه .. انهم وفقهم الله لطاعة ولحبه .. نماذج تحيى القلوب بذكرهم .. يقول أحدهم: كابدت قيام الليل سنة واستمتعت به عشرين سنة .. كلمات كانت وليدة حالات مجرية .. فهى صادقة خرجت من قلوب مؤمنة .. سنة كاملة جد وتعب ومعاناة .. ولكن فى النهاية : عشرون سنة استمتاع وفرح وسررو. حقا من وجد .. ومن اجتهد ليس كمن رقد .. وكما يقو أحد الصالحين : " واعلم أن ثمن السيادة ترك الوسادة ".

قلوب بين يدى خالقها واليك هذا الإحساس المرهف الذى ترجمته كلمات بسيطة عاشت هذه اللحظات ، يقول احدهم : انه اتى إلى فراشه يضع يده على الفراش ويمرر يده عليه ويقول : انك لين وان فى الجنة ما هو الين منك فيقوم ويصلى حتى أذان الفجر وله الحق فى ذلك .. أن فى الجنة ما هو ألين منك !! فكيف يرضى بما هو دونه !؟ وكان أحدهم يقول : إذا نظر إلى فراشه : طير ذكر جهنم نوم العابدين. تشعر بأن هذه الكلمات لم تخرج عفوا انما هى كلمات حية يشعر بها كل من ذاق طعم الحياة فى جوف الليل وسلم قلبة إلى خالقه واعلن البداية .. !!

من هو المحروم ؟ هناك الكثير من المفاهيم التى يفهمها الناس فهما خاطئاً ويوضح لنا ذلك سيدنا الحسن بن على حينما قال : إذا لم تقدر على قيام الليل وعلى صيام النهار فاعلم انك محروم وقد كثرت ذنوبك هذا هو المعنى الحقيقى لهذه الكلمة "المحروم". محروم أنت يا من لم تستطع القيام. محروم أنت يا من لم تستطع الصيام. محروم انت يا من لم تعرف ربك.

دروب كثيرة تؤدى إلى هلاك الإنسان وكلها ناشئة منك نعم منك فذنوبك كثيرة !!

أفلا تصلون إلا الصلوات الخمس !؟

كان للحسن البصري جارية فباعها لأناس وجاء عليها أول ليل عندهم فقامت وقالت : يا أهل، الدار الصلاة الصلاة قوموا صلوا فقالوا : أطلع الفجر !؟ فقالت : افلا تصلون إلا الصلوات الخمسة فقالوا : نعم ، فرجعت لسيدها الأول - الحسن البصرى وقالت : يا مولاى، ردنى لقد بعتنى لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمس. كأننا نقرأ قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة لقد أصبح واقعنا مختلفا اختلافاً كبيراً عما كان عليه أسلافنا أمة تقول هذه الكلام !! . ترى لو كانت موجودة بيننا الآن ماذا كانت لتقول !؟

أتقدر على هذا المهر !؟

يقول أحد التابعين : رأيت فى منامى امرأة جميلة قلت لها : من أنت ؟ قالت اخطبنى من سيدى، فقلت لها : وما مهرك ؟ قالت : طول القيام . اللهم أعنا على هذا المهر. هيا أخى الحبيب استعد للمهر من الآن فهى ليست حورية واحدة إنها حور عين ينتظرن الخطاب. فهل انت من خطابهن !؟

اشتياق إلى الليل

يقول الفضيل بن عياض : إذا غربت الشمس فرحت بالظلام كى ينام الناس، فاخلو بالله عز وجل. شعور عظيم لا يخرج إلا من قلب رجل عاش هذا الشعور وما أحلاها من لحظات ليخلو كل حبيب بحبيبه. منا من يتعجب .. يقول كيف يحب الظلام ؟ انه أخى الحبيب اشتياق أهل الليل إلى ليلهم ليناجوا محبوبهم هناك خلوة و