اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/rasael/391.htm?print_it=1

استعـلاء ثمنـه الإبتـلاء

حطين


أيُّ نفسٍ ألفت الحرية لن تستلذ المذلّة ..
وأيُّ نفسٍ اعتادت التحليق لن ترضى بالإسفاف ..
وأيُّ نفسٍ اختارت الهدى لن تسقط في الهوى ..
وأيُّ نفسٍ ذاقت طعم الطموح لن تستحلي الراحة والسكون ..
وأيُّ نفسٍ أسرها الإسلام لن تختار الاستسلام ..
وهكذا أراد الله لأوليائه .. وهكذا ينبغي أن يكونوا ..
ولأنّ الأدعياء كُثُر .. والمتشبعون بما لم يُعطوا مثلهم ... كان لابدّ من التمحيص ..
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ }
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }
ولأنّه استعلاء كان لابد له من ثمن وتبعات ، وثمنه البلاء والتعب والفتنة ..
فكلّ من ظنّ أن طريق الجنّة غير ذلك فهو ضال ..
وكلّ من تخيل أن معراج العزّة سهل مقدور لكل أحد فهو واهم .. !
لكنّ رحمة الله العظيمة لم تكن لتجمع على عبدٍ خوفين ؛ ولذا قيل :
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ..
ومن قرأ سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم يجده قد دخل مع مخالفيه حرباً استمرت حتى وفاته
حاولوا إسقاطه بتسفيهه تارة وبإلحاق الأذى به تارات ، وكانوا كلّما اقتحموا عليه عقبة نفض يده من حوله وقوته ليعتصم بالله وحده ولسان حاله :
{وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً }
كل هذا ونبي الله المعصوم خائف من انزلاقٍ يعقبه الخسار وسقوطٍ يلحقه فَقْد الحصانة والهيبة
{ وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } ..
وهكذا هم أصحاب الدعوات والمبادئ المحلِّقة في السمو
مستمسكون بذات النهج والطريقة .. مترفعون عن السقوط في القذى والدعة..!
حتى يقدموا على ربهم فيفرحوا بما آتاهم !
.
إنّ المسافة بين الاستعلاء والإخلاد إلى الأرض عظيمة ولا يمكن أن تكون هناك نقطة إلتقاء بينهما !
إنّ بلاء الدعاة اليوم ليس جديداً فالتاريخ مليء بالسير والنماذج !
وإنّ مما يقوي العزم ويصنع المعجزات أنّ الطريق مسلوكة وآمنة وفي آخرها السلامة والرضا والجنان !
فهل نبتاع الثرى بالثريا ؟
وهل ندفع بالباقي في تحصيل الفاني ؟
وهل يكون الاستثناء قاعدة والرخصة عزيمة ؟ !!

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية