صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الباحث عن السعادة ( لكل حزين قطّع قلبه الحزن )

إبراهيم الشملان
@abuasaac891


بسم الله الرحمن الرحيم


قد كنتَ أخي القارئ مهموما حزينا فلما قرأت عنوان المقال قلت في نفسك لعل الهم يزول إن همك يهمني حتى جعلني أكتب هذه الورقات وأضعها بين يديك وقبل كل هذا أنت لم تدخل هذا المقال لأجل ان تنقله دون قراءة فهذا من الهدر الذي ابتلينا به هذه الأيام .

الباحث عن السعادة في حزن الاخرين لا يمكن أن يكون سعيدا وهذا قد رأيته كثيرا فالغني يبحث عن السعادة وهو يرى الفقراء ولا يساعدهم والمرأة تبحث عن سعادتها فتترك من كان يحبها لأجل شخص آخر أكثر وسامة أو ثراءا بينما يعيش حبيبها السابق في بحيرة الأحزان بعد أن تركته بدون سبب وجيه , وكذلك الولد يبحث عن سعادته على حساب والديه وقد فكّرت كثيرا في هذه الأمور فوجدت أن الكثير قد أصابه الحزن ونسبة كبيرة منهم لا يعرف لماذا حزن , وأنا عندما أحكي الواقع لا يظن القارئ أنني أتكلم عن شيء حرام وكأنه حلال بل أذكر القصص لأنها حقيقة موجودة في الواقع لما عاينت قصة ذلك الشاب الذي أحب من قلبه وكلما يتقدم خطوة للزواج ممن يحب تعرقلت أموره , فإما حجة الدراسة أو حجة الفقر أو حجة الرضى , وهو في ظنه أن أهل الفتاة لايريدونه وهذا حق لكن الذي لا يريده هي الفتاة نفسها , لكن الشاهد والخطأ في القصة أنها بقيت لسنتين أو ثلاث تعبر له عن حبها له حتى تعلق قلبه بها ولم ير َ حبا لغيرها يحل له ,وبعد تلك السنوات اكتشف أن الفتاة تبحث عن سعادتها لتتزوج من رجل أكثر ثراءا ويستطيع ان يسافر بها الى الأمصار لكنها رغم ذلك لم تكن سعيدة والسبب أنها تركت قلبا حزينا خلفها ربما حقد عليها أو دعا أو ربما بكى واشتكى الى ربه بعد أن أحس بضياع حياته عندما عاش في حياة كلها كذب وخداع .

وطبيعة الحياة أيها القارئ الكريم أنها تنتقم لوحدها ممن يفعلون مثل هذه الأشياء , فتبتلي الغني الذي لم يأبه بالفقراء وهو يستطيع أن يبذل لهم جزءا بسيطا من ماله حتى يصير بهذا الابتلاء فقيرا معدما , أو مريضا لا تنقذه أمواله ولو كثرت في اخراج هذا المرض من بين ضلوعه , وتبتلي الخائنة لمن أحبها بحزن وضيق لا يكاد يبتعد عن جسدها وتبتلي الولد الذي عق والديه بمثل ما فعل جزاءا من جنسه .

السعادة بإسعاد الاخرين :

من الفصل السابق علمنا أننا لا يمكن أن نكون سعداء بحزن الحقناه في قلوب الاخرين ولهذا من بحث طويلا عن السعادة وكشف الأحزان لابد أن يعلم أنها بسبب هذا المفهوم , لا تكابر على نفسك فأنت كنت تريد ان تفرح وتناسيت من حولك وكنت سببا في حزن أحدهم أو جميعهم ربما , فأنت شقي لأنك الحقت الشقاء بغيرك , عاينت قصة شاب أراد الشهرة فقتل شخصا كمدا بالتربص به والتشكيك بأخلاقه حتى يصعد على ظهره فينتبه الناس إليه ويقبلون عليه ومع هذا مرّت الايام ولا يزال يتعذب في داخله على ما فعله في ذلك الرجل ولم يكتف الزمان بتعذيب ضميره فحسب بل تكفل به حتى فضحه وصار أضحوكة البشر وجعله ذليل المعشر , وقصة ذلك الشاب أيضا عندما كان راعي غنم يرعى الغنم للناس لأجل أن يسعد قلوب إخوانه بعد أن أهملهم والدهم ولا يزال يكافح حتى أفنى كلّ طفولته وبعضا من شبابه وفي يوم جاءته دعوة إلى إحدى الدول العربية فعمل يصب الشاي للزبائن ويقف عند رؤوسهم كالذليل ينتظر انتهاءهم ليسكب لهم ولكنه بقي في عمله حتى جاء في يومن من أيام عمله رجل يعمل في احدى السفارات فنظر إليه فأعجبته ملامحه وعلى سبيل المزاح معه قال له هل تريد أن تعمل في السفارة فقال له بالطبع أريد أن أعمل فاقترح عليه ان يتعلم المحادثة باللغة الانجليزية وعكف هذا الشاب على التعلم وبعد شهر من هذا وافقوا على عمله في السفارة فأعطوه راتبا يفوق راتبه السابق بـ 15 ضعف فابتسمت له الدنيا لأنه لم يفرح على حساب الاخرين ولم يسبق له أن بثّ الحزن في قلوب من حوله , وهذه قصة عظيمة ومشهورة في القران الكريم إنها قصة يعقوب عليه السلام مع أبنائه ولن أذكر الا الشاهد من القصة وهي ان أبناء يعقوب عليه السلام أرادوا يقولهم ( يخل لكم وجه أبيكم ) أي يفرح بكم ويهتم لأموركم ولا يلتفت إلى غيركم فأرادوا السعادة بحزن يوسف عليه السلام وحزن أبيه يعقوب عليه السلام , ومن قرأ تلك القصة لوجد أن سنوات طويلة حتى كبر يوسف لايزال إخوته الذين أرادوا السعادة على حساب يوسف وأبيهم كانوا في حزن شديد واغلقت الابواب في وجوههم مرات عديدة وأصابهم اليأس حتى قال لهم أبوهم ( لا تيأسوا ) فهذه النظرية والقاعدة الجليلة هي كالاتي ( لن تذوق طعم السعادة ببث الحزن في قلوب الاخرين ) وأن أكتب لك هذه الكلمات هل سألت نفسك هذه الأسئلة فتقول لها :

يا نفس هل سبق أن زرعت الحزن في قلب إنسان لأجل ان تفرحي ؟؟؟

وهل ذقت مرارة الحزن بعد أن زرعت الحزن في قلوبهم ,.؟

كتبه ابراهيم الشملان
abuasaac89@gmail.com


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية