صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مقترحات وأفكار في "بر الوالدين"

سامي المسيطير
@Smusaiteer


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الإخوة الأكارم /

موضوع " بر الوالدين " طُرح كثيرا ، وسُمع كثيرا ، وقُرئ عنه كثيرا ...

تأملتُه مليا ... فرأيتُ فيه خللا ظاهرا بينا جليا ... فبعضنا يسمع عن "بر الوالدين" ... ولا يعرف كيف يبرهما !!...

فبدا لي أن أطرحه بطريقة أخرى ... أحسب أنها تؤدي إلى المقصد ... مما طُرح ، وسُمع ، وقُرئ .

أطرحه بصيغة الأفكار والمقترحات التي تُدخل السرور على الوالدين ، وتؤنسهما ، وتسعدهما ؛ فيكون الرضى عنك منهما بإذن الله ...

وقد يناسب بعضَها بعضُنا ... وقد لايناسب ... فخذ ما شئت ودع ماشئت .

وهذه الأفكار نتيجة تأمل ... وهذا التأمل فيه ما فيه ... فغضَّ الطرف عنه ...

وقد قصدتُ تجاوز ما يُطرح في الدروس والمحاضرات والخطب ونحوها مما لا يخفى على الأفاضل مثلكم ... فلا يعتب عليّ الأخوة .

والمقصد الفوز برضى الوالدين ... ورضى الله - كما لا يخفى - من رضاهما .

ولا يعرف ... ولن يعرف .... ولم يعرف ... قدر الوالد والوالدة إلا من فقدهما ... وعندها يقول " يا ليت !! " ... ولن تنفعه .

وأقول : كيف يفلح من عقّ والديه ...وأغضبهما ؟!. نسأل الله العافية .

نسأل الله أن يرحم المتوفى منهما ... ويطيل في عمر الحي على طاعته ...

وأن يرزقنا برهما ، والقيام بحقهما وواجبهما ...

وأن يجمعنا بهما وذرياتنا ... مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعالي الجنان .

وأسأل الله أن يجزي من طلبَ ... فتسبب في طرح هذا الموضوع خيرا ... وأن يهبه خير ما وهب عباده الصالحين .

فأستأذنكم بالإكمال ...

 



أولا
 
: الدعاء .

من ألزم ، وأوجب ، وأهم ، وأولى ، وأحرى ، وآكد الواجبات تجاه الوالدين : " الدعاء لهما " ...
اجعل ذكرهما والدعاء لهما ... ملازما لك ... لا ينفك عن بالك .


تذكرهما في سجودك ... في وترك ... في دعائك المطلق ... في حجك ... في عمرتك ... في طوافك ... عند دخول خطيب الجمعة حتى تنقضي الصلاة ... في آخر ساعة من يوم الجمعة ... بين الآذان والإقامة ... وغيرها من أوقات الإجابة التي لا تخفى عليك ... فتدعو لهما .

ادع لهما بـ :
- الرحمة ... ( رب ارحمهما ) .
- المغفرة .
- العافية . 
- حسن الخاتمة .
- إطالة العمر على الطاعة .
- الهداية والصلاح .
- إعانتهما على الطاعة .
- التخلص من المعاصي التي قد يُبتلى بها أحدهما .
- دخول الجنة والتعوذ من النار .
- الشفاء مما قد يصيبهما من أمراض .
- أن يعينهما على تربية إخوانك .
- أن ييسر لهما الرزق الحلال الطيب .
- أن يبارك لهما فيما يحبون مما يرضي الله .
- أن يؤلف بينهما ( إن كان بينهما مايكدر العيش ).
- أن يجزيهما خير الجزاء على مابذلاه تجاهكم .

ومن أجمل اللفتات وأجلّها ... والتي تدخل السرور عليهما بما قد لا يخطر لك على بال ... أن تخبرهما بفضلهما عليك ... وأنك تدعو لهما ... في كل حين وعلى كل حال .

قد تتفاجأ إذا قلتَ لهما ذلك ... ببكاء أحدهما ... خاصة إذا كان الواحد منا - وللأسف - قليل الخاتمة معهما من قبل :) .

أصلح الله أحوالنا .
 



ثانيا : الصدقة عنهما .

ومن أجلّ الأعمال ، وأعظمها : الصدقة عنهما ... ووضع الوقف الخيري لهما ... وإشراكهما في أعمال الخير المالية .

قد تتبرع لهما استقلالا ... وقد تشركهما معك في صدقتك .

شارك لهما في بناء المساجد ... وحفر الآبار ... وطباعة المصاحف ... وأوقاف الخير العامة .

قال أحد الأفاضل : تبرعت لمشروع كبير يحوي مسجد جمعة ، ومدرسة لتعليم القرآن ، ومغسلة للأموات ... وأشركت والديّ معي في أجر الصدقة ... فكنت أفرح كثيرا إذا صليت في ذلك الجامع أو مررت بجواره ... لعلمي أني ووالديّ قد ساهمنا في بناءه .

شارك ولو بالقليل ... ولا تقل أن ما أتبرع به لا يُعدّ ... أو ما أتصدق به لايؤثر ... فأنت تتعامل مع الله تعالى ... فنعم المولى الكريم ... سبحانه وتعالى ... وموازين الآخرة ... لا تقارن بموازين الدنيا .
ثانيا : الصدقة .

ومن أجلّ الأعمال ، وأعظمها : الصدقة عنهما ... ووضع الوقف الخيري لهما ... وإشراكهما في أعمال الخير المالية .

قد تتبرع لهما استقلالا ... وقد تشركهما معك في صدقتك .

شارك لهما في بناء المساجد ... وحفر الآبار ... وطباعة المصاحف ... وأوقاف الخير العامة .

قال أحد الأفاضل : تبرعت لمشروع كبير يحوي مسجد جمعة ، ومدرسة لتعليم القرآن ، ومغسلة للأموات ... وأشركت والديّ معي في أجر الصدقة ... فكنت أفرح كثيرا إذا صليت في ذلك الجامع أو مررت بجواره ... لعلمي أني ووالديّ قد ساهمنا في بناءه .

شارك ولو بالقليل ... ولا تقل أن ما أتبرع به لا يُعدّ ... أو ما أتصدق به لايؤثر ... فأنت تتعامل مع الله تعالى ... فنعم المولى الكريم ... سبحانه وتعالى ... وموازين الآخرة ... لا تقارن بموازين الدنيا .

والقاعدة في هذا تقول : ( ( مهوب شغلك ) !. )

أيضا : 
قد يناسب أن تخبرهما بأن تتصدق عنهما - أحيانا - لتدخل السرور عليهما ... وأنك " صدقة جارية لهما " .... ثم لا تسأل عن دعائهما لك ... ورضاهما عنك .
 



ثالثا : أخذهما في رحلة برية .

قد يناسب أن تطلب من والديك أن تأخذهما معك إلى رحلة برية ... تأخذهما إلى مكان جميل وممتع ... إلى روضة من الرياض الجميلة ... 

تطلب منهما أن لا يحضرا شيئا ... عدا أغراضهما الخاصة .

تحضر أنت جميع احتياجات الرحلة ... وتخبرهما بذلك ... فتقول : لا أريد إلا أن أدخل السرور عليكما ... أريد أن أوسع صدوركما ... أريد إيناسكما ... إلخ .

وتحرص على إحضار ما يحبون من المأكولات ... قهوة ، حنيني ، معصوب ، عصيدة ، مشغوفة :) ، دغابيس :) ، كشري :) ، ملوخية بالأرنب :) .

إن طلبا أحدا من إخوانك يشارككما الرحلة فقل : أبشرا ... سمعا وطاعة ... ونفذ طلبهما ...

ثم تجعلهما على راحتهما في البر ... وتخدمهما في كل مايريدون ... تسخن لهما الماء ، تصلح لهما الفطور أو الغداء ... تشوي لهما ... تشعل لهما الحطب ... تجعل لهما حاجزا عن الهواء ... تفاجأهما بإهدائهما الجوارب أو الغطاء أو القفازين أو البشت أو غطاء الرأس ... وتلبسهما إياه ... 

أحضر لهما المقاعد والمتاكئ ... وإن كانا يرغبان الكراسي ... فأحضرها لهما .

ثم تمشي وإياهما في الصحراء ... فتفتح معهما الموضوعات التي يحبونها ... كيف كانوا في السابق ؟... كيف تم زواجهما ؟... كيف كانت ولادتك إخوانك ؟... وأي الولادات أشد من بين إخوانك ؟ ... ما أحب البلاد إليكما ؟... ما أحب الأكلات إليكما ؟... مواقف محرجة ... مواقف مضحكة ... مواقف محزنة ... 

إلعب معهما لعبا مناسبة ... لعبة الحروف مثلا ... تذكر مدينة ... ثم يذكر والدك مدينة حسب آخر حرف من مدينتك ... ثم تذكر والدتك مدينة حسب آخر حرف من مدينة والدك ... وهكذا .

إلعب معهما اللعبة التي تسمى مرطاخ أو ملطاخ :) ... وشجع من يفوز .

أرّخ هذه الرحلة البرية ... واجعلها من أجمل الأيام التي قضيتها مع والديك ... ثم اطلب منهما تكرارها .

أسأل الله أن يعيننا إلى بر والدينا ... ورضاهما عنا .
 



رابعا : ضيافتهما .

هذه الفكرة ... لها أثرٌ عجيب ... وتأثير فريد ... قد تُستغرب في أصلها ، وقد تَستغرب من طرحها ... وقد تَتعجب منها ، ومن عرضها ... وقد تُعجب بها ؛ فتطبقها ... 

وهي تناسب من لا يرى حرجا فيها ... ومن كان كذلك ... فليجربها .

الفكرة تقوم على أن تدعو والديك إلى غداء أو عشاء في إحدى المطاعم العائلية المحافظة ... ثلاثة فقط ... أنت وهما ... 

تعرض لهما مايريدان في قائمة المطعم ... وتطلبه لهما .

حادثهما عن طفولتك ... وشقاوتك ... وبيتكم القديم ... 

حادثهما عن طفولتهما ... وعن والديهما ...

حادثهما عن إخوانك ... وأعمامك ... وأخوالك ... وكيف كانت حياتهما ؟.

ستشعر بحياة جديدة ... وسعادة تغمر قلبك ... في إدخال السرور عليهما .

لاشك أن ضيافتهما في منزلك ... أولى وأحرى ... لكن التجديد في ذلك هو ماسيدخل السرور إلى قلبيهما .

وسأذكر قصة عجيبة في هذا المقام ... تبين أثر هذه الضيافة .

ملحوظة :
ضيافتهما تعني أن الحساب عليك :) ... لاتورط الوالد وتخليه يحاسب .

أسأل الله أن يصلح أحوالنا ... ويعيننا على برهما .

يقول صاحب القصة :


بعد 21 سنة من زواجي ، وجدت بريقاً جديداً من الحب ...

قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي ... وكانت فكرة زوجتي ... حيث بادرتني بقولها : " أعلم جيداً كم تحبها " ... 

المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها ... وأقضي وقتاً معها كانت " أمي " ... التي ترملت منذ 19 سنة . 

ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية ( 3 ) أطفال ... ومسؤوليات مختلفة ... جعلتني لا أزورها إلا نادراً !!. 

في يوم ؛ اتصلت بها ... ودعوتها إلى العشاء ... سألتني : " هل أنت بخير ؟! " ...

لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة ... وتقلق من ذلك ... 

فقلت لها : "نعم ؛ أنا ممتاز ... ولكني أريد أن أقضي وقتا معك يا أمي ". 

قالت : " نحن فقط ؟! " .

فكرتْ قليلاً ثم قالت : "أحب ذلك كثيراً "... 

في يوم الخميس وبعد العمل ... مررت عليها وأخذتها ... وكنت مضطربا ، وعندما وصلت ... وجدتها هي أيضاً قلقة.

كانت تنتظر عند الباب ؛ مرتدية ملابسا جميلة ، ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي قبل وفاته .

ابتسمت أمي ... وقالت : " قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني ، والجميع فرح ، ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي !! " . 

ذهبنا إلى مطعم عادي ، ولكنه جميل وهادئ ، تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى ... 

بعد أن جلسنا ؛ بدأتُ أقرأ قائمة الطعام ؛ حيث أنها لا تستطيع أن تقرأ إلا الأحرف الكبيرة .

وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين ، وقاطعتني قائلة :

" كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير !!" . 

أجبتها : " حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء ... ارتاحي أنت يا أماه " .

تحدثنا كثيراً أثناء العشاء ، لم يكن هناك أي شيء غير عادي ، ولكن قصص قديمة ، وقصص جديدة ، لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل !!. 

وعندما رجعنا ، ووصلنا إلى باب بيتها ؛ قالت : " أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى ، ولكن على حسابي " . 

فقبّلت يدها ، وودعتها ... 

بعد أيام قليلة ؛ توفيت أمي بنوبة قلبية . 

حدث ذلك بسرعة كبيرة ... لم أستطع عمل أي شيء لها .

وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي - رحمه الله - مع ملاحظة مكتوبة بخطها :

" دفعت الفاتورة مقدماً ... كنت أعلم أنني لن أكون موجودة ... المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك ، لأنك لن تقدّر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي ... أحبك ياولدي ".

في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة " حب " أو " أحبك " ...

وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا له ... 

لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ... امنحهم الوقت الذي يستحقونه ... 

انتهت القصة .
 



خامسا : أخذهما في جولة داخلية ( التمشي بهما :).

قد يناسب أيضا التنسيق مع الوالدين أو أحدهما ، وأخذهما في جولة داخل المدينة ، مثال ذلك :

- زيارة بعض أقاربكم زيارة خفيفة ، وإن أرادا البقاء فالأمر لهما .

- زيارة الأحياء القديمة ، وطلب الشرح منهما عن سبب بناء البيوت بهذه الهيئة ، وكيف كانت المنازل ، وكيف أصبحت ، وكيف كانت النفوس في السابق ، وكيف هي الآن .

- زيارة منزلكم القديم ، وطلب البيان منهما عن تصميمه ، وكيف كان العيش فيه .

- زيارة الأسواق القديمة ( مثل الحلة لأهل الرياض :) .

- زيارة المناطق الأثرية ( مثل بوابة مدينة الرياض ، والثميري ، شارع الوزير ، شارع العطايف ، المصمك ... إلخ ) .

- قد يناسب الوالد زيارة منطقة الحراج ( مثل حراج ابن قاسم :) ... وتركه على راحته ، بل على راحة راحته :) .

- قد يفرح الوالدان إذا أخذتهما إلى بعض جيرانهم السابقين ، وتكون زيارة خفيفة جدا ( فنجال قهوة على الماشي :) .

- زيارة المحلات المسماة ( أبوريالين ) .

- زيارة الأحياء الفقيرة .

- زيارة بعض المباني المشتهرة التي تُرى غالبا في وسائل الأعلام ... ومشاهدتها على الواقع .


أي أنها جولة خفيفة ... يمكن أن تقول عنها ( تمشية ) ... تشعر بها والديك بأنك معهما ، وأنك قريب منهما ، ويسعدك كثيرا أن تأخذهما معك ، ويسعدك - أكثر - أن ترى البسمة على وجوههما .

ولاتنس الوقوف عند إحدى المحلات وشراء بعض المشروبات أو المأكولات التي يرغب بها والداك أثناء الجولة .

وأيضا عند العودة خذ لهما شيئا يسيرا ( مأكول أو مشروب ) ليدخلا به إلى المنزل ... يعني ( قدوع :) ... أو شيئا يسيرا يفرحون به الأطفال ( كيس بطاطس ، شكوكلاته ، حلوى ) .

أقر الله عينك برضاهما عنك .

لفتة /

مع أصحابنا ... لانمل من الركوب معهم والتنزه بصحبتهم ... 

ومع والدينا قد نستكثر الساعة ، وقد نستصعب الوضع .

أسأل الله أن يلطف بنا .
 



سادسا : تقبيل الرأس واليد 

من توقير الوالدين ، وتبجيلهما ، واحترامهما ... تقبيل رأسيهما وأيديهما ... 

تقبيل الرأس واليد ... لانتصور أثره وتأثيره ...

وتستطيع أن تعرف هذا الأثر ... إذا لم تقم به ... لترى أثر ذلك في وجه والديك وتصرفاتهما معك .

قد يتردد البعض في تقبيل رأس والده أو والدته ... ولكن لا يتردد ... ولن يتردد في تقبيل رأس عالم طالب علم قد يصغر سن والده ... أو يقاربه ... بل حتى ولو أكبر من والده ... 

فحق الوالدين لا يدانيه حق بشر ... الآن .

وتقديم حقهما من أوجب الحقوق بعد حق الله ...

قبّل رأس والديك كلما رأيتهما ... حسب ماتراه .

وإن كانا يرغبان في تقبيل اليد ... فقبل أيديهما ... فلكم قامت تلك الأيدي معك بما لا يستطيع أن يقوم به أحد سواهما .


لفتة /
يتمنى من فقد والديه بأن يشتري تلك القبلة بما يملك ... فمن أطال الله في عمر والديه فلا يحرم نفسه تلك النعمة ... وذلك البر .
 



سابعا : مدحهما والثناء عليهما 

لا شك أن مدح الوالد والوالدة والثناء عليهما ... مما يؤنسهما ، ويدخل السرور عليهما ...

امدحهما ... افتخر بهما ... تشرف بالانتساب إليهما ... انسب الفضل لهما - بعد الله - ... 

إن نجحت في دراستك ... فقل : هذا النجاح بفضل الله ثم تربية الوالد والوالدة .

إن وُفقت في عمل ... فقل : هذا التوفيق بفضل الله ثم حرص الوالد والوالدة ...

إن ترقيت في وظيفة ... فقل : هذه الترقية بفضل الله ثم دعاء الوالد والوالدة .

إن رزقت بمال ... فقل : هذا المال بفضل الله ثم دعاء الوالد والوالدة .

إن أتقنت عملا ... فقل : هذا الاتقان بفضل الله ثم تربية الوالد والوالدة .

إن وُفقت في زواج ... فقل : هذا التوفيق بفضل الله ثم دعاء الوالد والوالدة .

إن أثنى عليك أحد ... فقل : هذا بفضل الله ثم تربية الوالد والوالدة .

احرص على مدحهما في حال وجودهما ... وعدمه .

إذا دخل عليك أحدهما ... فقل : ماهذا النور الذي دخل علينا ...

إذا أقبل عليك أحدهما ... فقل : أهلا وسهلا بمن تقر العين برؤيته ...

إذا رأيتهما ... فقل : الحمد لله أن رزقني والدين مثلكما ... 

إذا جالستهما ... فقل : الذي ليس عنده مثلكما ... كيف يعيش ؟!.

إذا زارك الوالدان ... فقل : حلّت البركة بحضوركما ... لاحرمنا الله منكما . ( تبارك البيت أفتى أهل العلم بعدم جوازها ) .

ونحو ذلك .

لفتة /
لا تتحرج من إدخال السرور عليهما بمثل هذه الكلمات اللطيفة ... ومن لم يستطع فليسأل الله الإعانة .

أسأل الله أن يرزقنا برهما ورضاهما .
 



ثامنا : ذكر محاسنهما 

يحسن بالولد أن يذكر محاسن والديه ... ويثني عليهما بها .

يذكرها أمامهما ... ويتمنى أن يُرزق مثلها ...

يقول في حضورهما ... وفي غيبتهما :

- أرجو أن يرزقني الله ... مثل صدق والدي ووالدتي .

- أتمنى أن يهبني الله حسن خلق ... مثل والدي ووالدتي .

- أرجو أن يحبني الناس ... كما يحبون والدي ووالدتي .

- هنئيا لكما بالتواضع ولين الجانب ... ليتني مثلكما .

- محافظتكما على الصلاة شيء عجيب !!... ليتني أكون مثلكما .

- ليتني أستطيع أن أحفظ لساني ... كما يحفظها والدي ووالدتي .

- أرجو أن يرزقني الله ... مثل شجاعة والدي وكرمه .

- أرجو أن يرزقني الله ... مثل صلاح والدتي وبرها .

- أتمنى أن يهبني الله ... مثل ذكاء والدي ووالدتي وفطنتهما .

- أرجو أن يرزقني الله ... مثل سماحة الوالد والوالدة وتسامحهما .

- وهكذا .

لفتة :
وقد تريد إلماحا إلى صفة تتمنى وجودها فيهما .... فتثني عليهما بها ... لتأكيدها لديهما .
 



تاسعا : إظهار الاهتمام بهما وقضاء حوائجهما .


ومما يناسب ... - وقد نغفل عنه أحيانا - ... إظهار الاهتمام بالوالدين وقضاء حوائجهما ... حتى مع عدم الحاجة إليك ...

لاتستصغر خدمتهما ... 

كن لماحا ... إلى مايحتاجه والداك ...

لا أقول : راقب نظراتهما ... تجاه مايحتاجون ... راقب مشاعرهما تجاه مايرغبون ... راقب همومهما تجاه مايطلبون ... لكن ... كن لماحا ... 

حاول أن تعرف مايرغبه والداك ... 

اسألهما ... عن مايحتاجونه ... ثم قل : سم .. آمر ... أبشر ... الآن ... لبيك ... حبا وكرامة ... أسعد الأوقات التي أخدمكما فيه .

- يريد أن يجلس والدك فيلتفت يمينا وشمالا ... وكأنه يبحث عن مقعد ... فبادر إلى الكرسي ... إلى المتكئ ... إلى المقعد ... فقربه له .

- تجد والدتك تفكر ... اسألها : سمي ... تدللي ... ماذا تريدين ؟... أنا أخدمك بعيوني ... 

- تجد والدك يسرح في تفكير عميق ... اسأله : ماعاش اللي يشغل همك ... أنا أقضي عنك ماتريد ... أهم شيء لاتهتم ... ولاتنشغل .

- تأكل مع والديك ... فتقطع لهما اللحم بالسكين وتقربه لهما ... تقرب لهما مابعد عنهما ... تقرب لهما الملعقة ونحو ذلك ... إذا انتهى أحدهما من الأكل ... تقرب له الفاكهة مثلا ...وتقطعها له ... تقرب له المناديل - مثلا - 

- في المناسبات العامة ... كن قريبا من والدك ... صدّره في المجلس ... قرّب له القهوة والشاي ... قدّم له زملائك وعرفهم عليه - مفتخرا - ... لاتقدم أحدا عليه مهما كان قدره ومقامه ... فلا مقام يوازي مقام الوالد .. 

ونحو ذلك مما لا يخفى على الأفاضل مثلكم .
 



عاشرا : مشاورتهما 

مما قد يخفى على البعض ... مع أهميته وتأثيره وفائدته ... مشاورة الوالدين ...

شاورهما ... ونفذ رأيهما ... واشكرهما قبل وأثناء وبعد العمل ...

شاورهما حتى في بعض الأمور اليسيرة ... لترى أثر ذلك على محياهما ... 

شاورهما في اختيار تخصصك الجامعي ...

شاورهما في اختيار الزوجة ...

شاورهما في موقع السكن الذي ترغب السكن فيه ...

شاورهما في أسماء الأولاد ...

شاورهما في نوع السيارة التي ترغب أن تقتنيها ...

شاورهما في بعض مشكلاتك في العمل ...

شاورهما في بعض مايحدث لك أو لأولادك من أمراض ونحوها ...

شاورهما وحاورهما في بعض الأحداث من حولكما ... من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية ... ونحو ذلك .

اشكرهما بعد ذلك ... وأطعهما في مشورتهما ... وسترى التوفيق بإذن الله ... 

وتحضرني قصة لأحد التجار ... والذي قصها لي بنفسه عن نفسه ... وفيها العبرة والموعظة لمن أراد الله أن يعتبر ويتذكر .

لعلي أذكرها بإذن الله ..

حدثني أحد كبار تجار النقليات والوقود ... فقال :
 

تخرجت من الجامعة ... فتقدمت مع بعض زملائي إلى إحدى الجهات الحكومية ذات المرتبات العالية ... 

وبعد مدة يسيرة ... تم استدعائي ... وإخباري بالقبول ... وأن عليّ بعض المتطلبات التي لابد من إكمالها لتتم عملية التوظيف .

يقول : فعدتُ إلى والدي مستبشرا ومبشرا ... فقلت له : أبشرك بأني قُبلت ... وسأكون كذا بعد كذا سنة ... ثم الترقية إلى المرتبة كذا بعد كذا سنة ... إلخ ...

يقول : وبعد أن انتهيت ... قال لي والدي : لا أسمح لك بأن تتوظف في هذه الوظيفة !!.

فتعجبتُ وقلت : ياوالدي ... لكن لها مستقبل ، ووجاهة اجتماعية ورواتبها مغرية ... إلخ .

فأعاد وقال : لا أسمح لك أن تغادر من قريتنا ... لتتوظف في بلدة بعيدة عني ... ابحث عن وظيفة في المدن حولنا ... 

فألححت عليه ... وأعاد الاصرار ... 

فقلت : سم ، وأبشر ... ومالك إلا اللي يرضيك ...

ثم قال لي : وأبشرك يابومحمد بأني ولله الحمد من بعد ماسمعت كلام والدي ... وأنا في خير ... 

افتتحت محطة بنزين في مدينة بجوار قريتنا ... ثم افتتحت الأخرى ... ثم الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة ... والعاشرة في طور الإنشاء ... ولدي اسطول من النقليات ( أنا نسيت أعدادها ) ... وأصنف في شركة ( أرامكو ) بمرتبة عالية جدا ... وأنا في خير ونعمة ... أسأل الله أن يعينني على شكرها .

ثم قال : تصور ، لو لم أستمع لنصيحة والدي ومشورته ... ماذا سأكون ؟!... 

زملائي الآن مفرقين في المدن ... ومرتباتهم كلها لاتسوي دخلي الشهري ... ولله الحمد .

ثم قال : وأبشرك بأن المحطات التسع مطلوبة كلها للإيجار بمبلغ لا يخطر لي على بال ... بل هو أعلى بكثير من الدخل السنوي للمحطات في وضعها الحالي ... 

فأسأل الله أن يجزي والديّ خير الجزاء ، وأن يعيننا على برهم ...

والحمد لله على نعمة .
 



الحادي عشر / حسن الاستماع لهما 

مما قد نفتقده ... ولانحس أثره ... ولا نعرف تأثيره : حسن الاستماع للوالدين ... وإظهار البهجة والسرور عند حديثهما ...

أقبل عليهما بوجهك ... 

أظهر التفاعل مع حديثهما ... بتحريك الرأس ... وتعابير الوجه ... ونبرات الصوت ...

استمع لهما ... حتى لو كان حديثهما مما سمعتَه من قبل ...

لاتقطع حديثهما ...

لاتقل ... لقد سمعت هذا الأمر من قبل ... !!.

إن ذكرا لك فائدة ... فادع لهما علانية ... وبين لهما أنك استفدت مما ذكراه ...

إن ذكرا لك قصة ... فأظهر لهما تأثرك ... وبين لهما أثر القصة عليك ... وأنك ستخبر بها من تعرف ...

إن ذكرا لك طرفة ... فأظهر الابتسامة الصادقة التي تدخل السرور عليهما ... 

لنحذر الغفلة ... تجاه مثل هذه اللفتات التي لا نعرف قدرها ... كما يعرفها الوالدان ... 

حفظهما الله وأعاننا على برهما .
 



الثاني عشر / الاتصال عليهما 

مما لا يخفى على الأفاضل أن حق الوالدين لا يدانيه حق من حقوق البشر ممن هو على قيد الحياة .

فلا يقدم غيرهما عليهما ...

اتصل على والديك كل يوم ... أو كل يومين ... إذا لم تتمكن من زيارتهما ... والجلوس معهما ...

أحذّر نفسي وإخواني من التقصير في هذا الجانب ...

لاتقل إن الوالدين لايغضبهما عدم اتصالي عليهما أو التأخر في مهاتفتهما ...

لاتُقنع نفسك بذلك ...

الوالدان يسعدان ويفرحان بسماع صوت ابنهما ويأنسان بذلك ... فلا تحرم نفسك رضى والديك .

أظهر التفاعل أثناء الإتصال ... لايكن اتصالك باردا جامدا خاملا هادئا ... وكأنك تهاتف رجلا ثقيلا تتمنى أن ينتهى الاتصال به ...قبل بدايته :) .

مثال :
تتصل ... فتقول بصوت يظهر فيه الحماس : 

السلام عليكم ...

هلا والله يمه ( ماما ، أمي ، الوالدة ، ... إلخ ) ... 

كيف الحال ؟...

كيف صحتك ؟... 

كيف النوم البارح ؟... 

كيف صحة الوالد ؟... 

كيف إخواني ، كيف دراستهم ، كيف أولادهم ... إلخ .

ثم اسألها عن شيء تحبه ... وتحب الحديث عنه ... مثال : 
- كيف طبخك اليوم ... ليتني معكم كي أستمتع بفنك الراقي فيالطبخ .
- كيف صاحبتك أم فلان .
- كيف الصوم اليوم ... عسى ماتعبتي .
- كيف الدراسة في الحلقة اليوم ... وش صار عندكم ... وين وصلتي بالتسميع ... 
- ونحو ذلك .

أيضا /
جرب أن ترسل رسالة عبر جهازك الجوال .... يكون فيها دعاء أو ثناء أو فائدة أو طرفة تسعدهما عند قراءتهما لها .
 



الثالث عشر / الرد على اتصالاتهما مهما كانت الظروف 

لا يخفى على الأفاضل حديث جريج العابد عندما كان يصلي ... وعدم رده على أمه عندما نادته !... وماذا لحقه بعد ذلك .

ولا يخفى على الأكارم قصة ذلك العالم الذي كان يجلس في مجلس علم ... يشرح فيه لطلابه ويعلمهم ... فقَدمت أمه إلى المجلس أو نادته من بعيد ... وقالت له : " يافلان ؛ خذ الحبّ ... وأعطه الدجاج " ... فأجابها رحمه الله ، وقام بعمل ما طلبته منه !... دون حرج !!.

أقول :
قد تأتي لبعضنا اتصالات من أحد الوالدين ... ونحن في عمل ... أو في مجلس علم ... أو في مجلس عام ... أو في مناسبة ... أو نحو ذلك ... وقد يتحرج البعض من الرد !!... خاصة إن كان المتصل الوالدة !!.

عجيب حالنا !!... نتحرج من الرد على اتصال الوالدة أو الوالد ... مع أن الواجب أن نبادر ونفتخر ونتشرف باتصالهما علينا .

ما المانع أن نرد ... ونبادر بالسلام والترحيب ... وكأننا في مكان خالٍ ؟! ... - حسب الحال - .

ما المانع إن كنت مع إخواني في العمل أن أرد وأسلم الوالدة ... وأسأل عنها ... وعن أحوالها ... وعن صحتها ... وأبين أنها الوالدة بكل فخر ... دون حذف الضمائر المؤنثة من كلماتي ؟!.

وما المانع إن كنت مع إخواني أن ارد وأسلم على الوالد ... وأسأل عنه وعن حاله وعن صحته ... دون أدنى أدنى أدنى حرج !! .

مئات الملايين من البشر ... يتمنون اتصالا واحدا ... من أحد والديهم ... يشترونه بالملايين ... في حين ... قد يغفل بعضنا عن ذلك ... فلا يرد على اتصالهما ... بحجة أن اتصالهما - غالبا - غير مهم بالنسبة لك ... مع أنه هام ومهم بالنسبة لهما !!.

جرِّب أن ترد على والدتك ... وأنت مع إخوانك ... وتتقلب في نعمة سماع صوتها ... والسؤال عن حالها ... وأخبارها ... ثم أخبرها أين أنت ... وأن إخوانك يطلبون منها الدعاء لهم ... 

والله إنها لذة ونعمة لا يعادلها نعمة ... أو لذة .

فلنحمد الله تعالى على ذلك .
 



الرابع عشر / إهدائهما ... واللفز* عليهما 

أثر الهدية لا يخفى ... وتأثيرها لايمكن وصفه ... صغُرت الهدية أم كبُرت ...

لا تستصغر هديتك لوالديك ... يكفيهما منك ... تذكرك الدائم لهما ... 

نظرتك أنت للهدية ... تختلف عن نظرتهما لها .

أهدهما ما يحبون مهما كانت قيمته ... قلّت في عينيك أم كبرت ...

يمكن إهداء الوالد مايلي :

- مصحف مع حامل .
- شماغ أو غترة .
- بشت .
- شراء ثوب جاهز .
- أخذ مقاسه من ثوب آخر وتفصيل ثوب جديد .
- شراء ملبوسات داخلية .
- حذاء يرتاح له .
- جوارب .
- بخور أو دهن عود أو أي عطر آخر .
- قلم .
- محفظة .
- قميص بيت والتي تسمى جلابية .
- إن كان يحب عدد السيارات فيهدى له عدة سيارات جاهزة ( مفاتيح ومفكات وزرادية ... إلخ ) .
- شراء مفرش أو مخدة أو بطانية له .
- إن كان يهتم بالتحف فيهدى له ما يناسب .
- شراء الأكلات التي يحبها .

أي أنك تتلمس احتياجه وتشتريها له .

ويمكن أن يستخدم معه عنصر اللفز ... فيوضع في جيبه من المال ما يناسب إن كان ذلك مناسبا .

أما الوالدة فيمكن إهدائها ما يلي :
- مصحف مع حامل .
- عباءة وغطاء .
- شنطة نسائية .
- شرشف صلاة وسجادة .
- حذاء مناسب لها .
- حناء .
- عطر .
- جلابية مناسبة .
- مفرش نوم وبطانية .
- أواني منزلية مناسبة .
- ساعة .
- طقم مناسب من الذهب ... أو خاتم أو نحو ذلك .

أي أنك تتلمس احتياجاتها ... وتشتريها لها .

ويمكن أيضا أن تستخدم عنصر اللفز ... بأن تخصص مبلغا من المال شهريا لها ... أو تهديها ما تيسر حسب الحال والمناسبة .

---
(*) اللفز : هو الهدية على خفاء ، بحيث تكون بينك وبينه دون أن يراه أحد ... وغالبا تكون من المال .
 



الخامس عشر : غمزهما أو تهميزهما أو تمريخهما أو تدليكهما .

أما هذه فلها طعم آخر ... وذوق مختلف .

ومن لم يجرب ليس يعرف قدره *** فجرب تجد تصديق ماقد ذكرناه

غمزهما ... أي تهميزهما ... أي تكميدهما ... أي تدليكهما ... :).

أي : أن تطلب من أحد والديك أن يمد قدميه ... فتضع يديك على قدميه ... فتضغط عليها برفق وسهولة ... ذهابا وإيابا .

أي : أن تستأذن من أحدهما ... فتلصق يدك اليمنى باليسرى ... وتفرق أصابعك ... ثم تمررها على ظهره ... بضرب خفيف لطيف ... يسرّه ولا يضره ... ومن كانت يده كبيرة ... فليستخدم واحدة رفقا بالوالدين :) .

أي : أن تمسك يديه ... فتغمزهما ... وتفرقع أصابعه بسهولة ... ( مع التنبه للإشكال الصحي الذي ذكره الأخ جهاد حلس وفقه الله ) .

التهميز أو التغميز ... يعطي للجسم استرخاءً عجيبا ... أحسب - إن لم أجزم - بأن دعوة صادقة من والديك ... ستخرج من القلب ... وأسأل الله أن يستجيبها .

إن رأيت القدمين ممدوتان ... فبادر ... وإن لم يكن ... فاطلب ... واحتسب الأجر في ذلك .

قال محمد بن المنكدر : قال محمد بن المنكدر : " بتّ أغمز رجلَ أمي ، وبات أخي عمر ليلته يصلّي ، فما تسرّني ليلته بليلي " . 

أصلح الله الأحوال .
 



السادس عشر : إقامة مناسبة لهما 

تتكرر الأيام الجميلة ... وتتعدد المناسبات المفرحة ... وتتنوع الأسباب الداعية ... لدعوة الوالدين ، والتشرف باستقبالهما ... أو ضيافتهما ... لسبب معين ... أقيمت المناسبة من أجله .

فقد تختم الوالدة جزءا من القرآن ... فتدعوهما ... مع من ترى ... للغداء أو العشاء ... فرحا بهذا الإنجاز .

وقد يخرج الوالد من المستشفى - لا قدر الله - ... فتقيم مناسبة له ... فرحا بسلامته وخروجه .

وقد تنجح الوالدة في دار التحفيظ ... فتقيم لها حفلة مناسبة لها ... فرحا بهذا التفوق .

وقد ينجح الوالد في عمل معين أو ترقية في وظيفة ... فتقيم مناسبة له بذلك ... فرحا بهه الترقية .

وقد تقيم مناسبة لهما ... فرحا بهما ... وطلبا لرضاهما ... وبرا بهما ... ويكون الحفل باسمهما ... 

لاعدمناهما .

ولك أن تتخيل فرحتهما بعد العودة من المناسبة ... وكيف سيكون رضاهما عنك ... وشكرهما لك ... ودعوتهما لك .

فاللهم ارزقنا برهما ورضاهما وطاعتهما .
 



السابع عشر
 / طباعة مصحف باسمهما 

مما يؤنس الوالدان ويسعدهما .. إهدائهما مصحفا مناسبا في حجمه ووزنه وخطه .. مع كتابة اسم الوالد أو الوالدة على غلاف المصحف .. وكتابة تاريخ الإهداء أو كتابة تاريخ يحبه الوالد أو الوالدة .

وإن أهديت لهما حاملا خفيفا أو حاملا مع بكرات أو كفرات صغيرة لتسهيل نقل الحامل معهما .. فستسعدهما أيما إسعاد ..

أسعدكم الله جميعا بطاعته .
 



الثامن عشر / إهدائهما درعا باسمهما

قد يناسب إهداء الوالد والوالدة درعا باسمهما في المناسبات التي تراها مناسبة .. كمناسبة العيد ، أو قدومهما من سفر ، أو نجاح الوالدة في تحفيظ القرآن ، أو تميز الوالد في عمله ، أو تقاعده .. ونحوها .. 
ويكون في هذا الدرع عبارات الثناء والشكر والدعاء لهما ؛ مع ملاحظة أن يكون اسمهما ظاهرا بينا .. ويتم وضعه في مكان بارز في المنزل .. لتفوز بدعائهما كلما رأوه أو سألهما عنه أحد . 
 



( متى تشتري لي بطاطس ؟ )

طبيبة في إحدى المستشفيات تقول :


دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني .. 
لاحظت حرصه الزائد عليها ؛ فهو يمسك يدها ، و يصلح لها عباءتها ، ويمد لها الأكل والماء .. 
بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات .. 
سألته عن حالتها العقلية لأن تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي ؟.. 
فقال : إنها متخلفة عقليا منذ الولادة .. 

تملكني الفضول فسألته : فمن يرعاها ؟. 
قال : أنا ! .. 
قلت : والنعم ؛ ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟!. 
قال : أنا ادخلها الحمام ، وأحضر ملابسها ، وأنتظرها إلى أن تنتهي وأصفف ملابسها في الدولاب ، وأضع المتسخ في الغسيل ، أاشتري لها الناقص من الملابس .
قلت : ولمَ لا تحضر لها خادمة ؟! .
قال : لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة .. 

اندهشت من كلامه ومقدار بره ، وقلت : وهل أنت متزوج ؟.
قال : نعم الحمد لله ؛ ولدي أطفال ..
قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ؟..
قال : هي ما تقصر ، فهي تطهو الطعام ، وتقدمه لها ، وقد أحضرت لزوجتي خادمة حتى تعينها .. ولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن علشان السكر !.. 

زاد إعجابي ومسكت دمعتي ! واختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة .. قلت : أظافرها ؟! .
قال : قلت لك يا دكتورة هي مسكينة .. طبعا أنا..

نظرت الأم له وقالت : متى تشتري لي بطاطس ؟ .
قال : أبشري .. ألحين أوديك البقالة !.. فرحت الأم فرحا شديدا ، وقامت تقفز وتقول : الحين الحين .
التفت الإبن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار .. 

أوهمته أني أكتب في الملف حتى ما يتبين أني متأثرة ! .. سألته : هل عندها غيرك ؟.
قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر .
قلت : أجل رباك أبوك ؟.
قال : لا ؛ جدتي كانت ترعاني وترعاها ، وتوفيت رحمها الله ، وعمري عشر سنوات .
قلت : هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك ؟ ، أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟. 
قال : دكتورة أمي مسكينة .. طول عمري ؛ من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها .

كتبت الوصفة وشرحت له الدواء ..

أمسك يد أمه ؛ وقال : ألآن نذهب للبقالة ..
قالت : لا .. نروح مكة !.. 
تعجبتُ .. وقلت لها : لماذا تريد مكة ؟. 
قالت : أريد أن أركب الطائرة ! .
قلت له : هي ما عليها حرج لو لم تعتمر .. لماذا تذهب بها وتضيق على نفسك ؟.
قال : يمكن الفرحة اللي تفرحها إذا ذهبت بها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها .

خرجوا من العيادة ، وأقفلت الباب ، وقلت للممرضة : أحتاج للراحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أما فقط .. حملت وولدت ، لم تربي ، لم تسهر الليالي ، لم تمرض ، لم تدرس ، لم تتألم لألمه ، لم تبكي لبكائه ، لم يجافيها النوم خوفا عليه .. لم ولم ولم .. ومع كل ذلك كل هذا البر !!.

تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله .. فكرت بأبنائي .. هل سأجد ربع هذا البر ؟.

مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة .. 

قال تعالى في سورة الإسراء ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ).

اللهم ارزقنا بر والدينا وأبناءنا .
 



حاجان «أوزبكيان» يتنازعان «حق» حمل والدتهما

الجمعة 19, نوفمبر 2010 

لجينيات ـ أصر شقيقان أوزبكيان حضرا مع والدتهما من طشقند إلى مكة المكرمة في رحلة مضنية عبر الحافلات لأداء فريضة الحج على حمل أمهما طوال الوقت ، من دون كلل أو تعب ، ليلاً ونهاراً . وكانت تتقاسم وجهيهما علامات السعادة بهذه المهمة ، إضافة إلى الخشوع والتعبد .

وكما ذكرت "الحياة" في عددها اليوم الجمعة فقد رفض الشقيقان عبدالرحمن ومحمد قديروف وهما في الخمسينات من العمر أن يوكلا هذه المهمة إلى دافعي العربات داخل الحرم ؛ خلال الطواف حول الكعبة ، أو السعي بين الصفا والمروة .. بل كان الشقيقان يتخاصمان في انتهاء وقت الطرف الآخر في الحمل ، وأنه حان دوره هو ، وفي أحسن الأحوال ، كان يعرض أحدهما على الآخر أن يساعده في الحمل في الوقت المخصص له ، وكان يقابَل عادةً بالشكر الملطف عن الرفض .

وكان منظرهما لافتاً للانتباه طوال فترة الحج ، إذ تعلو الهيبة المكان الذي يمرون فيه ، ويصبحون محط الأنظار . 
وعلى رغم أن حاجز اللغة كان عائقاً أمام التحاور معهم .. إلا أنهم قدّموا للجميع درساً في البر . وكانت صورتهم تغني عن آلاف الخطب ومئات الكتب التي تتحدث عن الوفاء للوالدين ، والبر بهما . 

اللافت أن تفاعل الناس مع الحدث كان متفاوتاً بين كهل وعجوز تدمع عيناهما ، وشاب ينظر لهما بتقدير واعتزاز ، وآخر ينظر بعين الحسرة ، وفتاة أطالت النظر بخيالها ، بيد أن الجميع كان يحاول أن يخدمهم ، ويساعدهم ويقدم لهم العون ، سواءً عبر تقديم الماء ، أم إهدائهم المظلة الواقية من الشمس أو زخات المطر ، والكل يلهج بالشكر والدعاء للحاجين الشقيقين ، اللذين قدّما أنموذجاً حياً من نماذج البر والوفاء . 
 



قال الشيخ الأديب / علي الطنطاوي رحمه الله تعالى في ذكرياته (2) / ص94-96 : 
إني أكتب اليوم عن أمي ، ولكن كل واحد منكم سيقرأ فيه الحديث عن أمه هو .
ألم يقل سبنسر : إن الجميع يبكون في المآتم ولكن كلا يبكي على ميته ؟.
فمن قعد يقرأ هذه الحلقة وله "أم" فليتدارك ما بقي من أيامها لئلا يصبح يوماً فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها .
وإن كانت عجوزاً أو كانت مريضة أو كانت مزعجة بكثرة طلباتها فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يوماً أحوج إليها ، وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدمت لك من نفسها ومن جسدها ، وأنها حملتك في بطنها فكنت عضواً من أعضائها يتغذى من دمها ، ثم وضعتك كرهاً عنها ، انتزعت منها انتزاع روحها .
أما أبصرت يوماً حاملاً في شهرها التاسع بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام ؟!.
وإن لم تر بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها ؟!. 
ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب ؟!.
لو سبب لك إنسان عُشر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته ؛ هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته ، ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها ثم تضمه إلى صدرها فتحس كأن روحها التي كادت تفارقها قد ردت إليها ، وتلقمه ثديها ليمتص حياتها فيقوى بضعفها ، ويسمن بهزالها أو يمدها الله بقوة من عنده فلا تضعف ولا تهزل ويقوى هو ويسمن .
وإن ضقت بطول حياة أمك ، تخفي ذلك في أعماق نفسك وتنكره بلسانك فقد كانت ترى فيك حياتها ، إن تبسمت أحست أن الدنيا تبسم لها والأماني قد واتتها ، وإن بكيت بكى قلبها واسود نهارها ، وإن مرضت هجرت منامها ونسيت طعامها ، ترعاك ساهرة حتى تصبح ، فإن أصبحت ظلت ترعاك حتى تمسي .
إنك لو أحببتها بقلبك كله لم توفها إلا واحداً بالمئة مما أولتك هي من حبها .
وإن كان لك أب شيخ كبير محتاج إليك ، فاذكر أنه طالما تعب لتستريح أنت وشقي لتسعد ، ماجمع المال إلا لك وما خسر ماضيه إلا ليضمن مستقبلك ، وأنه كان يعود من عمله محطماً مكدوداً فتثب إلى حجره وتقول له : بابا ، وتمد يديدك الصغيرتين لتعانقه ، فينسى بك التعب والنصب ، ويرى المسرات كلها قد جمعت له والمتاعب كلها قد نأت عنه .
واذكر أنه مازاد من عمرك يوم حتى نقص من عمريهما مثله ، ولا بلغت شبابك حتى ذهب شبابهما ، ولا نلت هذه القوة حتى نالهما الضعف .
أفأن بلغت مبلغ الرجال كان جزاؤهما منك الصدود والنكران ؟!.

إن الإنسان يربي كلباً فيفي له ، وحماراً فلا يرفسه ، ويطعم القط فلا يعضه ، بل إن من الناس من يتألف صغار الأسود والنمور وأنواع الوحش فتأنس به وتأوي إليه وتلحس يده .
ويفني الوالدان نفسيهما في الولد فينسى فضلهما ويجحد يدهما !.
يا عجــــبـــا ً !!.
أيكون الكلب والحمار والقط والنمر أوفى من الإنسان ؟!. 

وقد تجد في الناس من يظهر لك من حبه أكثر مما تظهر الأم ويظهر الأب ، ولكن منهم من يحبك لمالك أو لجمالك أو لجاهك وصلاح حالك ، فإن ساءت الحال أو ذهب الجمال أو قل المال أعرض عنك ولم يعد يعرفك .
أما الذي يحبك لذاتك ويبقى على حبك مهما تبدلت الحال بك فهو أمك وأبوك ، لاتجد مثلهما .
فمن كانت له أم أو كان له أب فقد فتح له باب الجنة ، فمن الذي يمر بباب الجنة مفتوحاً فلا يدخلها ؟!. 

إني أكتب اليوم عن موت أمي ، وقد كتبت من قبل عن موت أبي ، وإن كنت أتمنى أن أخسر تسعة أعشار ما أملك من مال أقتنيته وكتب ألفتها ، وشهرة نلتها ومناصب تقلدتها ، وأن تكون بقيت لي أمي وبقي لي أبي .
 



رأيت رجلا قد كتب على الزجاج الخلفي لسيارته بخط كبير : ( كم أنت عظيمة يا أمي ) .. فأعجبني ذلك منه .. ودعوت له ولأمه .

 



باختصار ... حتى لا يحصل التكرار :

1- الدعاء لهما .
2- الصدقة عنهما .
3- أخذهما في رحلة برية .
4- ضيافتهما .
5- أخذهما في جولة داخلية ( التمشي بهما :).
6- تقبيل الرأس واليد .
7- مدحهما والثناء عليهما .
8- ذكر محاسنهما .
9- إظهار الاهتمام بهما وقضاء حوائجهما .
10- مشاورتهما .
11- حسن الاستماع لهما .
12- الاتصال عليهما .
13- الرد على اتصالاتهما مهما كانت الظروف .
14- إهدائهما ... واللفز عليهما .
15- غمزهما أو تهميزهما أو تمريخهما أو تدليكهما .
16- إقامة المناسبات لهما .

ويتبع بإذن الله :
17- طلاعة مصحف باسمهما ... وبالحجم المناسب لهما .
18- تعليمها .
19- العفو والصفح عنهما .
20 - كفالة يتيم لهما ( على القول بصحتها ) .
21- فتح حساب لهما .
22- هدية الأسرة باسمهما .
23- طباعة أذكار اليوم والليلة باسمهما .
24- تعاهدهما بالأشرطة المناسبة .
25- متابعة صحتهما .

وأسأل الله أن يرزقنا برهما ورضاهما ... حفظهما الله ورعاهما ... وأطال في أعمارهما على طاعته .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية